أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أنه وبعد “تمكن الجيش العربي السوري من تحرير الأحياء الشرقية من حلب وتكشف الحقائق مع خروج الشهود من أبناء المدينة بشأن ما كان يحدث هناك بوجود “المجموعات المسلحة” سيكون على سياسيينا الغربيين والصحفيين والخبراء الذين اعتادوا الحديث عن “المدينة المحاصرة” و “المتمردين الوطنيين” من قاطعي الرؤوس الذين دأبت واشنطن ولندن ودول الخليج على دعمهم إلى إعادة صياغة قصصهم التي يروونها عن المدينة وقول الحقيقة الآن”.

وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية يحمل عنوان “هناك أكثر من حقيقة واحدة في القصة المريعة عن حلب” أن “هؤلاء “المتمردين” يشملون تنظيم القاعدة الذي بات يظهر في سورية بأوجه متعددة سواء تحت مسمى “جبهة النصرة” أو “جبهة فتح الشام” والذين كنا نتحدث عن ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا في الحادي عشر من أيلول عام 2001 وأعلنا حربا لا هوادة فيها على الإرهاب بسببهم إلا أننا في سورية لا نطبق نفس التوصيف عليهم نظرا لأن الإعلام الغربي تمكن من حياكة قصة قوية عن البطولة لدى حديثه عن هؤلاء والديمقراطية التي ينشدونها والمعاناة وتم سرد روايات زائفة عن معركة بين الأخيار والأشرار كذريعة لمهاجمة سورية تماما على غرار قصة أسلحة الدمار الشامل التي فبركها الغرب ضد العراق في الماضي”.

وأوضح الكاتب أن الإعلام الغربي واظب قبل وخلال الغزو غير الشرعي للعراق على وصف الحكومة العراقية بأحد “الأركان الثلاثية لمحور الشر” مضيفا إن “هذه الشعارات تتكرر مرة أخرى هنا حيث يفرض على الإعلام الغربي ترديدها إلى حد الغثيان حتى نتجنب سوء المعاملة ورسائل الكراهية التي ستواجهنا في حال ابتعدنا عن النسخة الغربية المشوهة المعتمدة لما يحدث في سورية”.

وشدد فيسك على “أن الوقت حان كي نعترف بالحقيقة وهي أن الكثير من هؤلاء “المتمردين” الذين كنا ندعمهم في الغرب والذين باركتهم رئيسة وزرائنا البريطانية تيريزا ماي “الخرقاء” بشكل غير مباشر من خلال التذلل لداعميهم من دول الخليج الأسبوع الماضي هم من بين أشد المسلحين قسوة ووحشية في منطقة الشرق الأوسط”.

وتحدث فيسك عن هجوم الإرهابيين بالآلاف على مدينة تدمر قادمين من مدينة الموصل العراقية والأسلوب الذي اعتمده الإعلام الغربي في قصصه الإخبارية التي تناولت الهجوم فجميع عناوين الأخبار تقريبا تحدثت عن “سقوط” حلب بيد الجيش السوري وهو الحدث الذي كنا في ظل ظروف أخرى سنورده على أن الجيش “استعادها” من “المتمردين” في حين أن التقارير أفادت بان تنظيم داعش “استعاد” تدمر رغم أنه نظرا للسلوك الإجرامي لهذا التنظيم علينا بالتأكيد أن نعلن أن المدينة الرومانية “سقطت” مرة أخرى تحت حكمه البشع.

وأعرب فيسك عن استغرابه من عدم قيام سلاح الجو الأميركي بقصف ارتال “داعش” القادمة من الموصل والتي كانت واضحة تماما للعيان متذرعة بأن “الأقمار الصناعية الأميركية والطائرات دون طيار والاستخبارات لم تتمكن من رؤيتها ببساطة كما حدث عندما قاد مسلحو داعش قوافل مماثلة تضم شاحنات مفخخة إلى تدمر في أيار من العام الماضي”.

وكانت صحيفة (أى بى سى) التركية كشفت في وقت أسبق من الأسبوع الجاري أن الحكومة البريطانية تدفع عشرات الآف الدولارات شهريا إلى مؤسسة دعائية تعمل في تركيا مقابل القيام بأعمال دعائية موجهة ضد سورية حيث أوضحت الصحيفة أن الحكومة البريطانية تدفع 17 ألف دولار شهريا إلى كل واحد من الصحفيين العاملين في مؤسسة دعائية تسمى (ار اف اس) ويديرها غربيون موجودون في تركيا مقابل “نشر مقاطع فيديو وأعمال دعائية معادية للدولة السورية”.

فيما أشار موقع (مون أوف الاباما) الأمريكي في تقرير له مؤخرا إلى أن وكالات الأنباء والصحف الغربية تستأجر كتابا ودبلوماسيين وخبراء لنقل صورة مشوهة عما يجرى في سورية عموما وحلب خصوصا مشيرا إلى أن مواقف وسائل الإعلام الغربية منحازة بشكل واضح.

  • فريق ماسة
  • 2016-12-13
  • 14716
  • من الأرشيف

فيسك: الإعلام الغربي وصف دخول داعش إلى تدمر بـ"استعادة تدمر"

أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أنه وبعد “تمكن الجيش العربي السوري من تحرير الأحياء الشرقية من حلب وتكشف الحقائق مع خروج الشهود من أبناء المدينة بشأن ما كان يحدث هناك بوجود “المجموعات المسلحة” سيكون على سياسيينا الغربيين والصحفيين والخبراء الذين اعتادوا الحديث عن “المدينة المحاصرة” و “المتمردين الوطنيين” من قاطعي الرؤوس الذين دأبت واشنطن ولندن ودول الخليج على دعمهم إلى إعادة صياغة قصصهم التي يروونها عن المدينة وقول الحقيقة الآن”. وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية يحمل عنوان “هناك أكثر من حقيقة واحدة في القصة المريعة عن حلب” أن “هؤلاء “المتمردين” يشملون تنظيم القاعدة الذي بات يظهر في سورية بأوجه متعددة سواء تحت مسمى “جبهة النصرة” أو “جبهة فتح الشام” والذين كنا نتحدث عن ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا في الحادي عشر من أيلول عام 2001 وأعلنا حربا لا هوادة فيها على الإرهاب بسببهم إلا أننا في سورية لا نطبق نفس التوصيف عليهم نظرا لأن الإعلام الغربي تمكن من حياكة قصة قوية عن البطولة لدى حديثه عن هؤلاء والديمقراطية التي ينشدونها والمعاناة وتم سرد روايات زائفة عن معركة بين الأخيار والأشرار كذريعة لمهاجمة سورية تماما على غرار قصة أسلحة الدمار الشامل التي فبركها الغرب ضد العراق في الماضي”. وأوضح الكاتب أن الإعلام الغربي واظب قبل وخلال الغزو غير الشرعي للعراق على وصف الحكومة العراقية بأحد “الأركان الثلاثية لمحور الشر” مضيفا إن “هذه الشعارات تتكرر مرة أخرى هنا حيث يفرض على الإعلام الغربي ترديدها إلى حد الغثيان حتى نتجنب سوء المعاملة ورسائل الكراهية التي ستواجهنا في حال ابتعدنا عن النسخة الغربية المشوهة المعتمدة لما يحدث في سورية”. وشدد فيسك على “أن الوقت حان كي نعترف بالحقيقة وهي أن الكثير من هؤلاء “المتمردين” الذين كنا ندعمهم في الغرب والذين باركتهم رئيسة وزرائنا البريطانية تيريزا ماي “الخرقاء” بشكل غير مباشر من خلال التذلل لداعميهم من دول الخليج الأسبوع الماضي هم من بين أشد المسلحين قسوة ووحشية في منطقة الشرق الأوسط”. وتحدث فيسك عن هجوم الإرهابيين بالآلاف على مدينة تدمر قادمين من مدينة الموصل العراقية والأسلوب الذي اعتمده الإعلام الغربي في قصصه الإخبارية التي تناولت الهجوم فجميع عناوين الأخبار تقريبا تحدثت عن “سقوط” حلب بيد الجيش السوري وهو الحدث الذي كنا في ظل ظروف أخرى سنورده على أن الجيش “استعادها” من “المتمردين” في حين أن التقارير أفادت بان تنظيم داعش “استعاد” تدمر رغم أنه نظرا للسلوك الإجرامي لهذا التنظيم علينا بالتأكيد أن نعلن أن المدينة الرومانية “سقطت” مرة أخرى تحت حكمه البشع. وأعرب فيسك عن استغرابه من عدم قيام سلاح الجو الأميركي بقصف ارتال “داعش” القادمة من الموصل والتي كانت واضحة تماما للعيان متذرعة بأن “الأقمار الصناعية الأميركية والطائرات دون طيار والاستخبارات لم تتمكن من رؤيتها ببساطة كما حدث عندما قاد مسلحو داعش قوافل مماثلة تضم شاحنات مفخخة إلى تدمر في أيار من العام الماضي”. وكانت صحيفة (أى بى سى) التركية كشفت في وقت أسبق من الأسبوع الجاري أن الحكومة البريطانية تدفع عشرات الآف الدولارات شهريا إلى مؤسسة دعائية تعمل في تركيا مقابل القيام بأعمال دعائية موجهة ضد سورية حيث أوضحت الصحيفة أن الحكومة البريطانية تدفع 17 ألف دولار شهريا إلى كل واحد من الصحفيين العاملين في مؤسسة دعائية تسمى (ار اف اس) ويديرها غربيون موجودون في تركيا مقابل “نشر مقاطع فيديو وأعمال دعائية معادية للدولة السورية”. فيما أشار موقع (مون أوف الاباما) الأمريكي في تقرير له مؤخرا إلى أن وكالات الأنباء والصحف الغربية تستأجر كتابا ودبلوماسيين وخبراء لنقل صورة مشوهة عما يجرى في سورية عموما وحلب خصوصا مشيرا إلى أن مواقف وسائل الإعلام الغربية منحازة بشكل واضح.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة