تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوري وتنظيم داعش في محيط مطار التيفور T4 العسكري, الذي يسعى عناصر التنظيم للوصول إليه بعد أن دخلوا مدينة تدمر بالأمس في ظلّ انسحاب للقوات السورية من داخل المدينة, بعد معارك عنيفة بدأت بين الطرفين يوم الجمعة الماضي.

والانسحاب العسكري السوري جاء لإعادة تجميع قوات الجيش السوري خارج المدينة, استعداداً لشنّ هجوم مضاد خلال أيام قليلة, كما ذكر محافظ حمص طلال البرازي, عقب عملية الانسحاب يوم الأحد الماضي ، في وقت يتساءل العديد من المراقبين للشأن السوري عن تبعات هذا الانسحاب, وعدم التصدّي – جواً - لقوات التنظيم التي اقتحمت المدينة بأرتال ضمّت أكثر من 4 آلاف عنصر, قدموا من الرقة ودير الزور والموصل العراقية مع آلياتهم العسكرية كاملة !

في وقت كانت قد تحدّثت عدّة مصادر معارضة قبل الهجوم الإرهابي على تدمر بأن التنظيم يحشد قواته استعداداً لعملية عسكرية, دون تحديد الوجهة التي سيستهدفها, في ظل الحديث عن " عمليّة سياسية " بين الأطراف الدولية تفضي بأن يحقّق الطرف الأمريكي – إدارة باراك أوباما التي سينتهي حكمها خلال أيام – إنجازاً عسكرياً تختتم به ولايتها, يكون عنوانه "تحرير الرقة" وهي المعقل الأساسي لداعش في سورية, بحسب ما ذكر محللون.

والعمليّة - إن كانت صحيحة - تعزّز احتمال صحتها وقائع الهجوم على تدمر وتفصيلاته ، حيث أكّدت عدّة مصادر على استقدام التنظيم لآلاف المقاتلين من مدينة الرقة عند بدء الهجوم على تدمر, ما يوحي ربّما بعملية قد تكون لإخلاء "عاصمة الخلافة" من عناصر التنظيم, في ظل قصف طائرات التحالف لمواقعهم في المدينة منذ انطلاق معركة الرقة التي أعلنتها قوات سورية الديمقراطية الشهر الماضي.

حيث بدأت قوات "قسد" عمليتها قبل نحو 5 أسابيع, مدعومة بطيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لتحقيق إنجاز ضد الإرهاب قبل رحيل أوباما, الذي لا يريد للطرف الروسي أن يسجل انتصاراً إلى جانب الجيش السوري في حلب التي باتت بنسبة 95 % بيد القوات السورية, مقابل خروجه خالي اليدين من الحرب في سورية!

فيرى محللون بأن هجوم داعش على تدمر ربّما يكون بالتنسيق مع واشنطن, بعملية ترضي الطرفين ، فمن جهة يتمّ إخلاء الرقة من التنظيم, وإعلان أن التحالف قد نجح في "طرد داعش من أكبر معاقله في سورية" وتسجل كإنجاز عسكري أمريكي لإدارة أوباما ضدّ الإرهاب, بعد أكثر من 220 غارة على مواقع التنظيم منذ بدء العملية المشتركة مع "قسد".. في حين يكون داعش قد تمركز في تدمر التي حررها الجيش السوري من التنظيم آذار الفائت .

وما يقوم به ما تبقى من عناصر للتنظيم داخل مدينة الرقة قبل إخلائهم التام, كما تتحدّث مصادر صحفية, قد يشكّل هيكلة لما حدث, حيث يمنع التنظيم المدنيين من الخروج من الرقة بإقامته للحواجز على مخارجها, في ظلّ تقدّم قوات سورية الديمقراطية التي وصلت إلى مشارف قرية المياح بريف الرقة, استعداداً لاقتحام المدينة من محورها الشمالي الغربي, بحسب ما أعلنت مصادر صحفية الثلاثاء .

 

 

 

بالمقابل أعلنت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم الإرهابي بأن عناصر داعش أحكموا سيطرتهم على سلسلة جبال الدفاع, شمال مطار التيفور العسكري, شرقي محافظة حمص, وسيطروا على كتيبة الدفاع الجوي جنوب شرق المطار، بعد قيامهم بهجوم على مواقع وتحصينات الجيش السوري قرب منطقة الباردة, جنوب المطار العسكري.

فهل تكون الرقّة مقابل حلب ... بمعنى أن تخرج الإدارة الأمريكية الحالية التي تعثر "انتصارها" على داعش في الموصل .. الانتصار الذي قد يطول, كما صرّحت مصادر عسكرية عراقية قبل أيام .. لتحقق ما قد يشكل لها "انتصاراً" في المنطقة قبل تسليمها مفاتيح البيت الأبيض للإدارة الجديدة, مقابل الانتصار السوري الروسي في حلب !! لتكون تدمر ذات المساحة المكشوفة والتي قد "تسهل استعادتها من التنظيم في أيام قليلة" كما صرّحت مصادر سورية رسمية, هي الحل الوسط لميزان القوى في الحرب السورية ؟؟ بحسب ما طرح محللون

 

  • فريق ماسة
  • 2016-12-12
  • 11399
  • من الأرشيف

هل الرقّة سبب سقوط تدمر؟!

تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوري وتنظيم داعش في محيط مطار التيفور T4 العسكري, الذي يسعى عناصر التنظيم للوصول إليه بعد أن دخلوا مدينة تدمر بالأمس في ظلّ انسحاب للقوات السورية من داخل المدينة, بعد معارك عنيفة بدأت بين الطرفين يوم الجمعة الماضي. والانسحاب العسكري السوري جاء لإعادة تجميع قوات الجيش السوري خارج المدينة, استعداداً لشنّ هجوم مضاد خلال أيام قليلة, كما ذكر محافظ حمص طلال البرازي, عقب عملية الانسحاب يوم الأحد الماضي ، في وقت يتساءل العديد من المراقبين للشأن السوري عن تبعات هذا الانسحاب, وعدم التصدّي – جواً - لقوات التنظيم التي اقتحمت المدينة بأرتال ضمّت أكثر من 4 آلاف عنصر, قدموا من الرقة ودير الزور والموصل العراقية مع آلياتهم العسكرية كاملة ! في وقت كانت قد تحدّثت عدّة مصادر معارضة قبل الهجوم الإرهابي على تدمر بأن التنظيم يحشد قواته استعداداً لعملية عسكرية, دون تحديد الوجهة التي سيستهدفها, في ظل الحديث عن " عمليّة سياسية " بين الأطراف الدولية تفضي بأن يحقّق الطرف الأمريكي – إدارة باراك أوباما التي سينتهي حكمها خلال أيام – إنجازاً عسكرياً تختتم به ولايتها, يكون عنوانه "تحرير الرقة" وهي المعقل الأساسي لداعش في سورية, بحسب ما ذكر محللون. والعمليّة - إن كانت صحيحة - تعزّز احتمال صحتها وقائع الهجوم على تدمر وتفصيلاته ، حيث أكّدت عدّة مصادر على استقدام التنظيم لآلاف المقاتلين من مدينة الرقة عند بدء الهجوم على تدمر, ما يوحي ربّما بعملية قد تكون لإخلاء "عاصمة الخلافة" من عناصر التنظيم, في ظل قصف طائرات التحالف لمواقعهم في المدينة منذ انطلاق معركة الرقة التي أعلنتها قوات سورية الديمقراطية الشهر الماضي. حيث بدأت قوات "قسد" عمليتها قبل نحو 5 أسابيع, مدعومة بطيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لتحقيق إنجاز ضد الإرهاب قبل رحيل أوباما, الذي لا يريد للطرف الروسي أن يسجل انتصاراً إلى جانب الجيش السوري في حلب التي باتت بنسبة 95 % بيد القوات السورية, مقابل خروجه خالي اليدين من الحرب في سورية! فيرى محللون بأن هجوم داعش على تدمر ربّما يكون بالتنسيق مع واشنطن, بعملية ترضي الطرفين ، فمن جهة يتمّ إخلاء الرقة من التنظيم, وإعلان أن التحالف قد نجح في "طرد داعش من أكبر معاقله في سورية" وتسجل كإنجاز عسكري أمريكي لإدارة أوباما ضدّ الإرهاب, بعد أكثر من 220 غارة على مواقع التنظيم منذ بدء العملية المشتركة مع "قسد".. في حين يكون داعش قد تمركز في تدمر التي حررها الجيش السوري من التنظيم آذار الفائت . وما يقوم به ما تبقى من عناصر للتنظيم داخل مدينة الرقة قبل إخلائهم التام, كما تتحدّث مصادر صحفية, قد يشكّل هيكلة لما حدث, حيث يمنع التنظيم المدنيين من الخروج من الرقة بإقامته للحواجز على مخارجها, في ظلّ تقدّم قوات سورية الديمقراطية التي وصلت إلى مشارف قرية المياح بريف الرقة, استعداداً لاقتحام المدينة من محورها الشمالي الغربي, بحسب ما أعلنت مصادر صحفية الثلاثاء .       بالمقابل أعلنت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم الإرهابي بأن عناصر داعش أحكموا سيطرتهم على سلسلة جبال الدفاع, شمال مطار التيفور العسكري, شرقي محافظة حمص, وسيطروا على كتيبة الدفاع الجوي جنوب شرق المطار، بعد قيامهم بهجوم على مواقع وتحصينات الجيش السوري قرب منطقة الباردة, جنوب المطار العسكري. فهل تكون الرقّة مقابل حلب ... بمعنى أن تخرج الإدارة الأمريكية الحالية التي تعثر "انتصارها" على داعش في الموصل .. الانتصار الذي قد يطول, كما صرّحت مصادر عسكرية عراقية قبل أيام .. لتحقق ما قد يشكل لها "انتصاراً" في المنطقة قبل تسليمها مفاتيح البيت الأبيض للإدارة الجديدة, مقابل الانتصار السوري الروسي في حلب !! لتكون تدمر ذات المساحة المكشوفة والتي قد "تسهل استعادتها من التنظيم في أيام قليلة" كما صرّحت مصادر سورية رسمية, هي الحل الوسط لميزان القوى في الحرب السورية ؟؟ بحسب ما طرح محللون  

المصدر : آسيا _ عبير محمود


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة