دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تمكنت القوات الإسرائيلية من تنفيذ اعتدائين على الأراضي السورية خلال مدة لم تتجاوز الاسبوع، الأسلوب نفسه اتبع في المرتين من خلال صواريخ تطلق من خارج الحدود، وفي ملاحظة بسيطة لحجم الخسائر السورية نتيجة الاعتدائين يمكن القول إن المعلومات الاستخبارية التي كانت تحصل عليها مخابرات الاحتلال تعد منتهية الصلاحية.
الاستهداف الاول كان لمستودع ذخيرة في منطقة الصبورة غربي دمشق، وتقول المعلومات الأولى حول هذا الاستهداف أن المستودع داخل اللواء 38، وترجح تقارير اعلامية ان المستودع المستهدف كان لصواريخ تعد للنقل لصالح حزب الله، لكن أين اختفت الصواريخ، ولما كان المستودع فارغا..؟.
القول بأن الحكومة السورية تكتمت على الخبر وخسائرها فيه ضرب من الخروج عن المنطق مع وجود كل وسائل التواصل الاجتماعي، ولم ينشر على أي من صفحات الفيس بوك خبرا عن استشهاد او إصابة أي مقاتل للجيش العربي السوري في هذه العملية او حتى في منطقة الصبورة، على ذلك يمكن السؤال أيضا عن الأشخاص الذين قيل في وسائل الاعلام أنهم قضوا في الاعتداء الإسرائيلي على مطار المزة.
ما بين 14 – 12 صاروخ سقطوا في الجهة الغربية من مطار المزة، ويشير ذلك لنية اسرائيلية باستهداف مستودع أو مجموعة مستودعات لها علاقة بطبيعة التسليح السوري، إلا ان النتائج تشير إلى إن “إسرائيل” لم تنجح إلا بايصال صواريخها للهدف، ومرة اخرى تكون دمشق قد حافظت على سرية صناعتها العسكرية وتسلحها الاستراتيجي، وهذا يشير إلى قوة استخبارية سورية تفوقت على التقنية العسكرية الإسرائيلية بكل أدواتها المتطورة، وعلى الموساد.
اللافت في بيان الجيش العربي السوري حول الاعتداء على مطار المزة العسكري هو معرفة دمشق بمكان إطلاق الصواريخ “غربي تل ابو الندى”، هذا يعني أن الردارات السورية رصدت الصواريخ من لحظة الإطلاق وحتى لحظة سقوطها فلما لم تقم باسقاطها..؟، هذا السؤال يفضي إلى أن دمشق فضلت ترك الصواريخ تصل للهدف “الفارغ” بدلا من استخدام 14 صاروخا مضادا، لتصل لتل ابيب معلومة مفادها أن ما يبحثون عنه لن يجدوه بسهولة، وما يصل لتل ابيب من معلومات هو “منتهي الصلاحية”.
ولا يمكن اعتبار عدم اسقاط دمشق لصواريخ اسرائيل حدثا عابرا، وللحكومة السورية ما تريده من الحادثة، فالسؤال عن السبب في عدم تضرر أي طائرة في الجهة الغربية من المطار وعدم تأثر المدارج أو بقية تجهيزات المطار، يشي بأن دمشق تمتلك القدرة على سبق تل ابيب بخطوتين أو أكثر، وهذا دليل على نص استخباري يعكس بوادر انتصار دمشق على الحرب المفروضة عليها.
المصدر :
محمود عبد اللطيف
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة