لم يعد السؤال اليوم لمصلحة من ستحسم الحرب في سورية؟ ومن هو الطرف الذي سيرفع راية النصر ومن سيخرج منها حاملاً في قلبه مرارة الهزيمة النكراء والأسف على كل لحظة تم التخطيط فيها للنيل من وحدة الأراضي السورية

 

 ومن صمود جيشها وصبر شعبها وإخلاص وبسالة قائدها الذي انهمك كثيرون بمسألة عد أيام حكمه فتقهقروا جميعاً بروزنامة الأيام المعدودة واحداً تلو الآخر وبقي الأسد مستمداً شرعية بقائه من إيمان شعبه بصدق رسالته ومن إيمانه هو بأن التمسك بالأرض وعدم التنازل عن أي شبر منها للعدو هو التزام أخلاقي لا يقدر قيمته إلا من عاش بمبادئه وثوابته حراً أصيلاً أبداً ودهراً.

 

عندما تتكلم الوقائع على الأرض تصير التكهنات والتوقعات مضيعة للوقت لمن لا يريد أن يسمع صوت الرصاص وهو يخترق جسد المخطط الاستعماري ويصيبه مقتلاً في قلبه… فمن سموا أنفسهم ثواراً اليوم هم في وضع لا يحسدون عليه يعيشون مأزق الانهيارات والتشرذمات والتفككات على جميع الصعد ولاسيما في مدينة حلب وباتت خياراتهم ضيقة الأفق ومحصورة بخيارين لا ثالث لهما: فإما الاستسلام والتسليم بتسوية الباصات الخضراء أو التهاوي والموت تحت وطأة أقدام الجيش السوري وحلفائه.. فالجبهات جميعها مفتوحة في حلب والأحياء فيها تعود إلى كنف الدولة واحداً تلو الآخر وما الحديث عن إمدادات من هنا وتمويل ومساعدات من هناك لإنقاذ وإنعاش بقايا وحطام العديد الثورجي وأدواته إلا ضرب من ضروب التمادي في الخيال والوهم لأن أقصى ما بوسع أسيادهم أن يفعلوه لأجلهم هو النواح والتباكي عليهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة بعد أن ولى زمن التذاكي وزمن الخطط البديلة واللعب بأحجية الخوف على الوضع الإنساني وإعادة خلط الأوراق من جديد لكسب وقت إضافي يتم فيه التمرير هنا وإعادة التشكيل والاستعداد والتأهب من جديد هناك.

فعلى عرش حلب تتربع الانتصارات وتتوج المعارك فيها باستعادة كل رقعة جغرافية يدخلها الجيش السوري وسط تراكم الانهيارات في صفوف المسلحين. فالعملية العسكرية بدأت في حلب بحزم شديد ولن تنتهي حتى يتم تحرير كل شبر فيها وكل شبر من جميع الأراضي السورية من رجس مرتزقة أردوغان وبني صهيون.

فتحركات الجيش السوري وسيطرته في الأحياء الشرقية لحلب تظهر أن هناك خطة محكمة دقيقة وتكتيكاً عسكرياً متقناً يلتزم بهما الجيش السوري سواء أكان في إفشال مساعي المسلحين في كسر الحصار عن الأحياء الشرقية أم في تكثيف ضرباته واستهدافه لمراكز إدارة عمليات المسلحين ومخازن الأسلحة الأمر الذي ساهم وبشكل كبير في هروب قادة الفصائل الإرهابية وصار صبيانهم يحلمون بلقاء منتظر مع الباصات الخضراء أكثر مما حلموا يوماً بلقاء حوريات الجنة التي وعدهم بها عبد اللـه المحيسني وغيره من أصحاب اللحى ومرتدي عباءات الفتنة والقتل المأجورين لخدمة المشروع الاستعماري في المنطقة.

حلب لن تكون أم المعارك فقط بل ستكون أم البدايات والنهايات وأم المعادلات التي بدأت تتشكل على وقع انتصاراتها المتتالية وتحريرها بالكامل والذي صار قاب قوسين أو أدنى.

فهي ستكون بوابة انهيار دور الطاغية أردوغان الذي طال عبثه بأمن واستقرار الشعب السوري من خارج الحدود وداخلها متقنا فن استثمار واستغلال كل فصل من فصول تلك الحرب الشيطانية لخدمة مشروعه العثماني بطرق جنونية خبيثة لا مثيل لها حتى صار الرجل الأكثر تخبطاً وجنوناً بلعبة مصالحه وأحلامه العثمانية الواهمة ويصير السؤال هنا جائزاً بقوة عن أيامه المعدودة في السلطة ولاسيما أن الانزلاقات الأردوغانية لا تعد ولا تحصى وفي تزايد مستمر وتحتاج إلى كم هائل من التعقل والحكمة للخروج منها.

وفي حلب ستكون نهاية حقبة جهود دي ميستورا المريضة والمكبلة بالعقد وحقبة مساعي كيري اللاهثة والمكثفة أكثر من أي وقت مضى قبل تسلم دونالد ترامب مع فريقه الجديد سدة الحكم بشكل رسمي.

وستكون حلب المحطة الأخيرة لرحلة قطار الحاجة الغربية الملحة لعقد اجتماعات طارئة لمجلس الأمن الدولي إزاء ما سموه مراراً وتكراراً بـ«الكارثة الإنسانية» التي تحدث بحلب والتي صار الجميع يدرك بأن تلك الاجتماعات لم تعقد يوماً إلا من باب الاستماتة المطلقة في الدفاع عن كل ما يبقي تلك الكارثة على وضعها أو يزيد من حجمها.

حلب في طريقها للنصر الكبير.. وانتصارها هو بداية لانتصار سورية وتحريرها بالكامل وسيكسب الرئيس الأسد الرهان ومن قلب حلب سيعلن نصره على أكثر من ثمانين دولة تزاحمت وانهمكت بكامل عتادها لقتاله والنيل منه ولكن لم تحصد سوى الهزيمة والخيبة والانكسار.

  • فريق ماسة
  • 2016-12-07
  • 14926
  • من الأرشيف

من قلب حلب سيعلن الأسد نصراً مدوياً

لم يعد السؤال اليوم لمصلحة من ستحسم الحرب في سورية؟ ومن هو الطرف الذي سيرفع راية النصر ومن سيخرج منها حاملاً في قلبه مرارة الهزيمة النكراء والأسف على كل لحظة تم التخطيط فيها للنيل من وحدة الأراضي السورية    ومن صمود جيشها وصبر شعبها وإخلاص وبسالة قائدها الذي انهمك كثيرون بمسألة عد أيام حكمه فتقهقروا جميعاً بروزنامة الأيام المعدودة واحداً تلو الآخر وبقي الأسد مستمداً شرعية بقائه من إيمان شعبه بصدق رسالته ومن إيمانه هو بأن التمسك بالأرض وعدم التنازل عن أي شبر منها للعدو هو التزام أخلاقي لا يقدر قيمته إلا من عاش بمبادئه وثوابته حراً أصيلاً أبداً ودهراً.   عندما تتكلم الوقائع على الأرض تصير التكهنات والتوقعات مضيعة للوقت لمن لا يريد أن يسمع صوت الرصاص وهو يخترق جسد المخطط الاستعماري ويصيبه مقتلاً في قلبه… فمن سموا أنفسهم ثواراً اليوم هم في وضع لا يحسدون عليه يعيشون مأزق الانهيارات والتشرذمات والتفككات على جميع الصعد ولاسيما في مدينة حلب وباتت خياراتهم ضيقة الأفق ومحصورة بخيارين لا ثالث لهما: فإما الاستسلام والتسليم بتسوية الباصات الخضراء أو التهاوي والموت تحت وطأة أقدام الجيش السوري وحلفائه.. فالجبهات جميعها مفتوحة في حلب والأحياء فيها تعود إلى كنف الدولة واحداً تلو الآخر وما الحديث عن إمدادات من هنا وتمويل ومساعدات من هناك لإنقاذ وإنعاش بقايا وحطام العديد الثورجي وأدواته إلا ضرب من ضروب التمادي في الخيال والوهم لأن أقصى ما بوسع أسيادهم أن يفعلوه لأجلهم هو النواح والتباكي عليهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة بعد أن ولى زمن التذاكي وزمن الخطط البديلة واللعب بأحجية الخوف على الوضع الإنساني وإعادة خلط الأوراق من جديد لكسب وقت إضافي يتم فيه التمرير هنا وإعادة التشكيل والاستعداد والتأهب من جديد هناك. فعلى عرش حلب تتربع الانتصارات وتتوج المعارك فيها باستعادة كل رقعة جغرافية يدخلها الجيش السوري وسط تراكم الانهيارات في صفوف المسلحين. فالعملية العسكرية بدأت في حلب بحزم شديد ولن تنتهي حتى يتم تحرير كل شبر فيها وكل شبر من جميع الأراضي السورية من رجس مرتزقة أردوغان وبني صهيون. فتحركات الجيش السوري وسيطرته في الأحياء الشرقية لحلب تظهر أن هناك خطة محكمة دقيقة وتكتيكاً عسكرياً متقناً يلتزم بهما الجيش السوري سواء أكان في إفشال مساعي المسلحين في كسر الحصار عن الأحياء الشرقية أم في تكثيف ضرباته واستهدافه لمراكز إدارة عمليات المسلحين ومخازن الأسلحة الأمر الذي ساهم وبشكل كبير في هروب قادة الفصائل الإرهابية وصار صبيانهم يحلمون بلقاء منتظر مع الباصات الخضراء أكثر مما حلموا يوماً بلقاء حوريات الجنة التي وعدهم بها عبد اللـه المحيسني وغيره من أصحاب اللحى ومرتدي عباءات الفتنة والقتل المأجورين لخدمة المشروع الاستعماري في المنطقة. حلب لن تكون أم المعارك فقط بل ستكون أم البدايات والنهايات وأم المعادلات التي بدأت تتشكل على وقع انتصاراتها المتتالية وتحريرها بالكامل والذي صار قاب قوسين أو أدنى. فهي ستكون بوابة انهيار دور الطاغية أردوغان الذي طال عبثه بأمن واستقرار الشعب السوري من خارج الحدود وداخلها متقنا فن استثمار واستغلال كل فصل من فصول تلك الحرب الشيطانية لخدمة مشروعه العثماني بطرق جنونية خبيثة لا مثيل لها حتى صار الرجل الأكثر تخبطاً وجنوناً بلعبة مصالحه وأحلامه العثمانية الواهمة ويصير السؤال هنا جائزاً بقوة عن أيامه المعدودة في السلطة ولاسيما أن الانزلاقات الأردوغانية لا تعد ولا تحصى وفي تزايد مستمر وتحتاج إلى كم هائل من التعقل والحكمة للخروج منها. وفي حلب ستكون نهاية حقبة جهود دي ميستورا المريضة والمكبلة بالعقد وحقبة مساعي كيري اللاهثة والمكثفة أكثر من أي وقت مضى قبل تسلم دونالد ترامب مع فريقه الجديد سدة الحكم بشكل رسمي. وستكون حلب المحطة الأخيرة لرحلة قطار الحاجة الغربية الملحة لعقد اجتماعات طارئة لمجلس الأمن الدولي إزاء ما سموه مراراً وتكراراً بـ«الكارثة الإنسانية» التي تحدث بحلب والتي صار الجميع يدرك بأن تلك الاجتماعات لم تعقد يوماً إلا من باب الاستماتة المطلقة في الدفاع عن كل ما يبقي تلك الكارثة على وضعها أو يزيد من حجمها. حلب في طريقها للنصر الكبير.. وانتصارها هو بداية لانتصار سورية وتحريرها بالكامل وسيكسب الرئيس الأسد الرهان ومن قلب حلب سيعلن نصره على أكثر من ثمانين دولة تزاحمت وانهمكت بكامل عتادها لقتاله والنيل منه ولكن لم تحصد سوى الهزيمة والخيبة والانكسار.

المصدر : الوطن / سناء أسعد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة