الاشتباك الحامي الذي حصل يوم الأثنين في اجتماع مجلس الامن الدولي بين المندوب السوري بشار الجعفري ونظيرته الأمريكية سامانثا باور طغى على الهدف من الاجتماع ذاته، إطلاق نار سياسي، هجوم وهجوم مضاد بين باور والجعفري تخلله إسناداً روسي ثقيل من نائب المندوب الروسي في مجلس الأمن فلاديمير سافرونكوف.

في الجلسة العاصفة قالت باور إن الطيران الحربي السوري والروسي نفذا 180 غارة جوية يوم السبت شرقي حلب وأن الطيران السوري ألقى منشورات تقول للمدنيين شرق حلب (غادروا أو ستموتون)، يرد الجعفري: أي نفاق وأي كذب هذا الذي نسمعه، هذا الكلام كذب في كذب، معيب ومخجل. يؤازره سافرونكوف مخاطباً باور: كفى نفاقاً.

إنه إطلاق نار سياسي بين الأسد وأوباما، وهو أيضاً صراع الأسابيع الأخيرة بين الرئيس السوري بشار الأسد والأمريكي باراك أوباما الذي يستعد للرحيل.

على بُعد خطوات قليلة، يتجهّز الرجل المثير للجدل دونالد ترامب لاستلام مفاتيح البيت الأبيض ومقاليد الرئاسة الأمريكية للسنوات الأربع المقبلة، ترامب وحتى هذه اللحظة يغازل الأسد إما صراحة أو بتسريبات وتكهنات مرتقبة.

في حملته الانتخابية قال ترامب "لن أتدخل في سوريا وأقوم بمحاربة الأسد، كل من إيران وروسيا تعملان لصالح الأسد، ما يعني أن علينا مواجهة كل منهما، وفي الوقت نفسه ينبغي علينا أن نحارب داعش، الذي بدوره يقاتل ضد الأسد". وقال في مناسبة أخرى: "المشكلة الرئيسية لا تكمن في الأسد، وإنما في تنظيم داعش".

بعد ذلك تسربت معلومات عن تعيين ترامب للجنرال مايكل فلين مستشاراً لشؤون الأمن القومي، الجنرال فلين كان يقود الاستخبارات العسكرية الأمريكية بين عامي 2012 و 2014 واستقال بعد نشوب خلافات بينه وبين فريق الرئيس الأمريكي باراك أوباما وواجَه الرجل اتهامات له بأنه "يدعم" روسيا، الأهم من ذلك أن الجنرال فلين البالغ من العمر 57 اختلف مع إدارة الرئيس أوباما حول سبل تسوية الوضع في سوريا، وسبق له أن تحدث عن نهوض تنظيمي “جبهة النصرة ” و”داعش” في سوريا، قائلا إن ذلك لم يكن مصادفة أو خطأ غير مقصود، بل جاء نتيجة تخطيط مدروس من قبل فريق أوباما. وإذا جرى رسمياً تعيين فلين مستشاراً لـ ترامب فإنه سيُشير عليه بما لا يخدم ولا يُرضي فصائل المعارضة المسلحة وبقية التنظيمات المتشددة في سورية.

لاحقاً يتحدث الدبلوماسي الأمريكي المخضرم وعرّاب مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية دينيس روس عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما يتم تنصيبه في يناير/كانون الثاني المقبل سيدعو لوقف نار في سوريا يمهد لعودة سلطة الرئيس السوري بشار الأسد بشكل كامل. ويقول دنيس روس أيضاً أن التودّد إلى روسيا سيكون جيّدًا من الناحية النظرية إذا كانت العلاقة متبادلة. السؤال ماذا لو عمِل ترامب على دعم حكم الأسد وهل سيفعل ذلك حقاً؟.

وسط كل هذا الانشقاق الذي يُبديه ترامب عن النظام الأمريكي الحالي فإنه من غير المستبعد في حال عمِل على تثبيت حكم الرئيس السوري بشار الأسد أن تتهمه الصحافة الأمريكية بأنه عميل للمخابرات السورية لطالما أنها نعتته سابقاً بالمجنون والمهووس وغيرها من الشتائم.

  • فريق ماسة
  • 2016-11-22
  • 14501
  • من الأرشيف

إطلاق نار بين الأسد وأوباما في مجلس الأمن .. وترامب عميل للمخابرات السورية

الاشتباك الحامي الذي حصل يوم الأثنين في اجتماع مجلس الامن الدولي بين المندوب السوري بشار الجعفري ونظيرته الأمريكية سامانثا باور طغى على الهدف من الاجتماع ذاته، إطلاق نار سياسي، هجوم وهجوم مضاد بين باور والجعفري تخلله إسناداً روسي ثقيل من نائب المندوب الروسي في مجلس الأمن فلاديمير سافرونكوف. في الجلسة العاصفة قالت باور إن الطيران الحربي السوري والروسي نفذا 180 غارة جوية يوم السبت شرقي حلب وأن الطيران السوري ألقى منشورات تقول للمدنيين شرق حلب (غادروا أو ستموتون)، يرد الجعفري: أي نفاق وأي كذب هذا الذي نسمعه، هذا الكلام كذب في كذب، معيب ومخجل. يؤازره سافرونكوف مخاطباً باور: كفى نفاقاً. إنه إطلاق نار سياسي بين الأسد وأوباما، وهو أيضاً صراع الأسابيع الأخيرة بين الرئيس السوري بشار الأسد والأمريكي باراك أوباما الذي يستعد للرحيل. على بُعد خطوات قليلة، يتجهّز الرجل المثير للجدل دونالد ترامب لاستلام مفاتيح البيت الأبيض ومقاليد الرئاسة الأمريكية للسنوات الأربع المقبلة، ترامب وحتى هذه اللحظة يغازل الأسد إما صراحة أو بتسريبات وتكهنات مرتقبة. في حملته الانتخابية قال ترامب "لن أتدخل في سوريا وأقوم بمحاربة الأسد، كل من إيران وروسيا تعملان لصالح الأسد، ما يعني أن علينا مواجهة كل منهما، وفي الوقت نفسه ينبغي علينا أن نحارب داعش، الذي بدوره يقاتل ضد الأسد". وقال في مناسبة أخرى: "المشكلة الرئيسية لا تكمن في الأسد، وإنما في تنظيم داعش". بعد ذلك تسربت معلومات عن تعيين ترامب للجنرال مايكل فلين مستشاراً لشؤون الأمن القومي، الجنرال فلين كان يقود الاستخبارات العسكرية الأمريكية بين عامي 2012 و 2014 واستقال بعد نشوب خلافات بينه وبين فريق الرئيس الأمريكي باراك أوباما وواجَه الرجل اتهامات له بأنه "يدعم" روسيا، الأهم من ذلك أن الجنرال فلين البالغ من العمر 57 اختلف مع إدارة الرئيس أوباما حول سبل تسوية الوضع في سوريا، وسبق له أن تحدث عن نهوض تنظيمي “جبهة النصرة ” و”داعش” في سوريا، قائلا إن ذلك لم يكن مصادفة أو خطأ غير مقصود، بل جاء نتيجة تخطيط مدروس من قبل فريق أوباما. وإذا جرى رسمياً تعيين فلين مستشاراً لـ ترامب فإنه سيُشير عليه بما لا يخدم ولا يُرضي فصائل المعارضة المسلحة وبقية التنظيمات المتشددة في سورية. لاحقاً يتحدث الدبلوماسي الأمريكي المخضرم وعرّاب مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية دينيس روس عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما يتم تنصيبه في يناير/كانون الثاني المقبل سيدعو لوقف نار في سوريا يمهد لعودة سلطة الرئيس السوري بشار الأسد بشكل كامل. ويقول دنيس روس أيضاً أن التودّد إلى روسيا سيكون جيّدًا من الناحية النظرية إذا كانت العلاقة متبادلة. السؤال ماذا لو عمِل ترامب على دعم حكم الأسد وهل سيفعل ذلك حقاً؟. وسط كل هذا الانشقاق الذي يُبديه ترامب عن النظام الأمريكي الحالي فإنه من غير المستبعد في حال عمِل على تثبيت حكم الرئيس السوري بشار الأسد أن تتهمه الصحافة الأمريكية بأنه عميل للمخابرات السورية لطالما أنها نعتته سابقاً بالمجنون والمهووس وغيرها من الشتائم.

المصدر : كامل صقر/ القدس العربي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة