في كل مرة وفي كل مرحلة وكل غزة او ملحمة – كما يطلقون عليها – مسلحو المعارضة الذي يطلقون على انفسهم اسماء وغزوات وشخصيات ومسميات مرتبطون بالدين الاسلامي قاعدتهم في غسل أدمغة الشباب في أرياف ” حلب _ ادلب _ حماه ” بشعارات رنانة على معظم الجبهات التي كانت مقابر لهم في كل مرة وأخرها جنوب وغرب مدينة حلب .

فمن معركة “ملحمة حلب الكبرى” بمراحلها السبع إلى غزوة “ابراهيم اليوسف إلى “كسر الحصار عن حلب” وصولاً لـ غزوة “أبو عمر سراقب”، لم تحقق الفصائل المسلحة هدفها الذي تحدثت عنه في البداية انه السيطرة على كامل حلب، أو حتى مجرد كسر الحصار عن مسلحي الأحياء الشرقية، ولم تحصد الفصائل التي بلغ عددها أكثر من 20، سوى آلاف القتلى والجرحى بينهم مسؤولون ميدانيون وعسكريون حسب أخر تقرير نشر للأعلام الحربي المركزي الذي واكب المعارك داخل الميدان وكان عين الحقيقة وركن اساسي في صد الهجمة الاعلامية التي تترافق مع كل مرحلة أو تسمية يقومون بها هؤلاء المسلحون .

 

غزوات فاشلة وتفوق ملحوظ بالميدان :

 

معركة الكليات التي كانت نقطة تحول كبيرة في انهاك جيش الفتح بالخسائر البشرية والعسكرية بعدما وضع قادته كل ثقلهم بها إلا ان ” الرياح تجري عكس ما تشتيه السفن ” فكان الرد الصاعق للجيش السوري الذي انسحب وعاد بالانتشار ولقن ” جيش الفتح ” أكبر هزيمة له بتاريخ تكوينه في أواخر عام 2015 من العام الماضي .

 

اما اليوم فكانت غزوة ” ابو عمر سراقب ” لم تختلف كثيرا ً عن معركة الكليات العسكرية فالاسلوب ذاته والطريقة ذاتها الأدوات ذاتها والمشغلين ذاتهم لكن المكان كان مختلف حيث سيطر المسلحين في بداية الأمر مشروع 1070 شقة وبعدها منيان والضاحية والحكمة والراشدين عبر مفخخات ومحاولة تهجير سكان الأحياء ” الحمدانية وحلب الجديدة ومنيان ” المتاخمة لهذا المحور بإمطار الأحياء بعشرات القذائف المتفجرة وغاز الكلور وصورايخ الغراد وغيرها , سرعان ما امتص الجيش السوري – بطل كل الزمان والمكان – الهجمة وعاد للعمل باستراتيجية عالية حيث باشر الهجوم منذ أسبوع من هذه الملحمة بطريقة ذكية فبدأ بتمهيد ناري كثيف واستعداد قوات النخبة وفرق الجيش التي قدمت الى حلب بالتجمع والدخول تباعا ً الى تلك المناطق التي بدات تتساقط كحجر الدمينو شئيا فشئيا فالبداية كان بمشروع 1070 شقة سكنية والتلل الاستراتيجة كمؤته والرخام من ثم مدرسة الحكمة وبعدها منيان فالضاحية التي خاض بها الجيش السوري حرب شوراع حقيقية , تفوق بها على الانغامسيين والتركستان واحرار الشام والفتح والنصر وغيرها من التسميات التي انهارت تحت تلك الضربات الموجعة للجيش السوري والحلفامء لتأمين المحور بالكامل وتحول جبهة الجنوب الغرب من المدينة مقابر لهؤلاء الغزاة الذين اختاروا لغة الدم بعدما فتحت السلطات السورية الباب على مصرعيه للتسوية والمصالحة والهدنات التي بائت بالفشل القاطع .

 

زمام المبادرة بيد الجيش السوري :

 

الجيش السوري وحلفاؤه أعادوا جميع النقاط التي تقدم اليها المسلحون إلى ما كانت عليه قبل بدء “جيش الفتح” ليس فقط معركة “أبو عمر سراقب”، بل لتعود النقاط كما كانت عليه قبل بدء معركة “ملحمة حلب الكبرى” بالسيطرة على تلال الرخم والرحبة ومؤتة ومشروع الـ 1070 وليكبدوا الفصائل المسلحة خلال المعركتين 1500 قتيلاً بشكل مؤكد واكثر 2000 جريحٍ بينهم إعاقات دائمة، في ضربة كبيرة وهزيمة مدوية لمشروع المسلحين والراعيين الدوليين لهم في حلب، وبات من الواضح بأن الجيش السوري وحلفاؤه هم من يمسكون زمام المبادرة وبقوة هناك وخاصة بالجبهات الجنوبية والغربية وايضا ً الريف الجنوبي الذي بدأ الجيش عملياته حيث سيطر الجيش على قريتي كفر حداد و قرية خربة الزواري المتاخمة للتلات شرق بلدة العيس التي تعبتر بوابة ريف حلب الجنوبي واخر معاقل الارهابيين بالزربة والعيس وخان طومان ليفتح الجيش الطريق امام احتمالات اما الريف الغربي لادلب حتى فك الحصار عن الفوعة وكفريا او انطلاقا ً لتأمين طريق الشام حلب الدولي القديم مرورا ً بالايكاردا والزربة شمالا ً أو ينطلق عرضا ً الى خان العسل والمنصورة والراشدين التي تشهد تمهيد ناري كثيف من قبل سلاح الجو والمدفعية الثقيلة وصولا ً الى الزهراء وكفر حمرة وعبد ربه وياقة العدس في الريف الشمالي ليوسع دائرة الامان ويطرد كل المسلحين الأجانب ويعود من جديد لفتح باب المصالحة للسوريين بعد تمديد مرسوم العفو الرئاسي من السيد رئيس الجمهورية رقم 32 لعام 2016 لثلاث اشهر اضافية .

 

  • فريق ماسة
  • 2016-11-12
  • 13974
  • من الأرشيف

ما بين الملحمة والمفرمة .. حلب الى أين ؟

في كل مرة وفي كل مرحلة وكل غزة او ملحمة – كما يطلقون عليها – مسلحو المعارضة الذي يطلقون على انفسهم اسماء وغزوات وشخصيات ومسميات مرتبطون بالدين الاسلامي قاعدتهم في غسل أدمغة الشباب في أرياف ” حلب _ ادلب _ حماه ” بشعارات رنانة على معظم الجبهات التي كانت مقابر لهم في كل مرة وأخرها جنوب وغرب مدينة حلب . فمن معركة “ملحمة حلب الكبرى” بمراحلها السبع إلى غزوة “ابراهيم اليوسف إلى “كسر الحصار عن حلب” وصولاً لـ غزوة “أبو عمر سراقب”، لم تحقق الفصائل المسلحة هدفها الذي تحدثت عنه في البداية انه السيطرة على كامل حلب، أو حتى مجرد كسر الحصار عن مسلحي الأحياء الشرقية، ولم تحصد الفصائل التي بلغ عددها أكثر من 20، سوى آلاف القتلى والجرحى بينهم مسؤولون ميدانيون وعسكريون حسب أخر تقرير نشر للأعلام الحربي المركزي الذي واكب المعارك داخل الميدان وكان عين الحقيقة وركن اساسي في صد الهجمة الاعلامية التي تترافق مع كل مرحلة أو تسمية يقومون بها هؤلاء المسلحون .   غزوات فاشلة وتفوق ملحوظ بالميدان :   معركة الكليات التي كانت نقطة تحول كبيرة في انهاك جيش الفتح بالخسائر البشرية والعسكرية بعدما وضع قادته كل ثقلهم بها إلا ان ” الرياح تجري عكس ما تشتيه السفن ” فكان الرد الصاعق للجيش السوري الذي انسحب وعاد بالانتشار ولقن ” جيش الفتح ” أكبر هزيمة له بتاريخ تكوينه في أواخر عام 2015 من العام الماضي .   اما اليوم فكانت غزوة ” ابو عمر سراقب ” لم تختلف كثيرا ً عن معركة الكليات العسكرية فالاسلوب ذاته والطريقة ذاتها الأدوات ذاتها والمشغلين ذاتهم لكن المكان كان مختلف حيث سيطر المسلحين في بداية الأمر مشروع 1070 شقة وبعدها منيان والضاحية والحكمة والراشدين عبر مفخخات ومحاولة تهجير سكان الأحياء ” الحمدانية وحلب الجديدة ومنيان ” المتاخمة لهذا المحور بإمطار الأحياء بعشرات القذائف المتفجرة وغاز الكلور وصورايخ الغراد وغيرها , سرعان ما امتص الجيش السوري – بطل كل الزمان والمكان – الهجمة وعاد للعمل باستراتيجية عالية حيث باشر الهجوم منذ أسبوع من هذه الملحمة بطريقة ذكية فبدأ بتمهيد ناري كثيف واستعداد قوات النخبة وفرق الجيش التي قدمت الى حلب بالتجمع والدخول تباعا ً الى تلك المناطق التي بدات تتساقط كحجر الدمينو شئيا فشئيا فالبداية كان بمشروع 1070 شقة سكنية والتلل الاستراتيجة كمؤته والرخام من ثم مدرسة الحكمة وبعدها منيان فالضاحية التي خاض بها الجيش السوري حرب شوراع حقيقية , تفوق بها على الانغامسيين والتركستان واحرار الشام والفتح والنصر وغيرها من التسميات التي انهارت تحت تلك الضربات الموجعة للجيش السوري والحلفامء لتأمين المحور بالكامل وتحول جبهة الجنوب الغرب من المدينة مقابر لهؤلاء الغزاة الذين اختاروا لغة الدم بعدما فتحت السلطات السورية الباب على مصرعيه للتسوية والمصالحة والهدنات التي بائت بالفشل القاطع .   زمام المبادرة بيد الجيش السوري :   الجيش السوري وحلفاؤه أعادوا جميع النقاط التي تقدم اليها المسلحون إلى ما كانت عليه قبل بدء “جيش الفتح” ليس فقط معركة “أبو عمر سراقب”، بل لتعود النقاط كما كانت عليه قبل بدء معركة “ملحمة حلب الكبرى” بالسيطرة على تلال الرخم والرحبة ومؤتة ومشروع الـ 1070 وليكبدوا الفصائل المسلحة خلال المعركتين 1500 قتيلاً بشكل مؤكد واكثر 2000 جريحٍ بينهم إعاقات دائمة، في ضربة كبيرة وهزيمة مدوية لمشروع المسلحين والراعيين الدوليين لهم في حلب، وبات من الواضح بأن الجيش السوري وحلفاؤه هم من يمسكون زمام المبادرة وبقوة هناك وخاصة بالجبهات الجنوبية والغربية وايضا ً الريف الجنوبي الذي بدأ الجيش عملياته حيث سيطر الجيش على قريتي كفر حداد و قرية خربة الزواري المتاخمة للتلات شرق بلدة العيس التي تعبتر بوابة ريف حلب الجنوبي واخر معاقل الارهابيين بالزربة والعيس وخان طومان ليفتح الجيش الطريق امام احتمالات اما الريف الغربي لادلب حتى فك الحصار عن الفوعة وكفريا او انطلاقا ً لتأمين طريق الشام حلب الدولي القديم مرورا ً بالايكاردا والزربة شمالا ً أو ينطلق عرضا ً الى خان العسل والمنصورة والراشدين التي تشهد تمهيد ناري كثيف من قبل سلاح الجو والمدفعية الثقيلة وصولا ً الى الزهراء وكفر حمرة وعبد ربه وياقة العدس في الريف الشمالي ليوسع دائرة الامان ويطرد كل المسلحين الأجانب ويعود من جديد لفتح باب المصالحة للسوريين بعد تمديد مرسوم العفو الرئاسي من السيد رئيس الجمهورية رقم 32 لعام 2016 لثلاث اشهر اضافية .  

المصدر : علي رضا / الحدث نيوز


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة