بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على إعلان الفصائل المسلحة المقاتلة في حلب بمختلف مسمّياتها عن استعدادها لـ «معركة فك الحصار عن حلب»، شنّت هجوماً هو الأعنف على المحور الغربي للمدينة في اتجاه بعيد عن محور «كسر حصار أحياء حلب الشرقية»،

 

 وذلك بهدف «اختراق مواقع الجيش السوري والسيطرة على كامل المدينة»، وفق ما ذكرت مصادر «جهادية». وفي وقت تمكنت الفصائل المسلحة من إشعال كامل الجبهة الغربية، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلباً من هيئة الأركان الروسية بكسر تعليق غارات الطائرات الروسية في سماء حلب على اعتباره «أمراً غير مفيد في الوقت الراهن».

 

تحت الأمطار الغزيرة، استهدفت خمس مفخّخات بشكل متتالٍ مواقع الجيش السوري على محور حي الراشدين ومشروع 1070، سبقها قصف عنيف بصواريخ الـ«غراد» استهدف مواقع الجيش السوري وأحياء المدينة السكنية، ليتبع ذلك هجوم من «الانغماسيين» التركستان، أشعل أربعة محاور في وقت واحد، ما دفع قوات الجيش السوري والحلفاء إلى التراجع عن خطوط الدفاع الأولى في مناطق معمل الكرتون وضاحية الأسد المحاذية للأكاديمية العسكرية، لتشكيل خط دفاع آخر عن المدينة.

وفي وقت كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يؤكد بعد اجتماع ثلاثي جمعه في موسكو مع نظيريه السوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف، أن الأطراف الثلاثة ستتابع عملها لـ«القضاء على الإرهاب في سوريا حتى النهاية»، ذكر لافروف أن ذلك يجري «بموازاة حل المسائل المتعلقة بتحسين الوضع الإنساني، واستعادة نظام وقف إطلاق النار، وإطلاق مفاوضات السلام بلا تباطؤ من دون أي شروط مسبقة».

ورحّب لافروف بتأكيدات المعلم «استعداد وفد الحكومة السورية للتوجّه إلى جنيف ولو غداً للمشاركة في مفاوضات تجري برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة جميع أطياف المعارضة، وفق مقتضيات قرارات مجلس الأمن الدولي»، مضيفاً «أننا متفقون حول عدم وجود أي بديل لتسوية الصراع في سوريا بالوسائل السياسية الديبلوماسية. إننا ندعم عزم القيادة السورية على مواصلة العملية السياسية».

وأشار لافروف إلى أن العملية التي تقودها الولايات المتحدة لتحرير مدينة الموصل العراقية من تنظيم «داعش» قد تؤثر كثيراً في ميزان القوى في سوريا، قائلاً: «لدينا مصلحة في التعاون واتخاذ إجراءات مع زملائنا العراقيين لمنع انسحاب إرهابيي الموصل إلى سوريا مع أسلحتهم».

قيادة الجيش السوري أصدرت بياناً أكدت فيه إحباط المرحلة الأولى من هجوم مسلحي ما يُسمّى «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة النصرة»، بالتزامن «مع هجوم قام به تنظيم داعش على اتجاه الكلية الجوية»، شرق حلب. بيان الجيش السوري جاء أيضاً بالتزامن مع انقطاعات متكررة في الاتصالات في مدينة حلب ساعدت على انتشار شائعات عديدة ضمن الحرب الإعلامية المعتادة التي تترافق مع كل هجوم على المدينة.

تفاقم الأوضاع غرب حلب والهجوم العنيف لـ «النصرة» وحلفائها على مواقع الجيش السوري، لم يغيّرا من وجهة النظر الروسية المراهنة على الحل السياسي، حيث تعوّل موسكو على إنهاء ملف المدينة بتفاهمات دولية بالتوازي مع ضغط الميداني، وهو ما أشارت إليه وزارة الدفاع الروسية عندما ذكرت أن «موسكو مستعدة لإعلان تهدئة إنسانية جديدة في حلب شريطة ألا يستغلها الإرهابيون»، موضحة أن «خبراء عسكريين من روسيا وأميركا ودول أخرى يدرسون مقترحات حول وقف الأعمال القتالية في حلب».

الرئيس الروسي رفض طلب هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لاستئناف الضربات الجوية ضد المسلحين في أحياء حلب الشرقية، معتبراً أن هذا الأمر «غير مفيد في الوقت الراهن».

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن بوتين شدد على ضرورة استمرار الهدنة الإنسانية «لإجلاء المصابين ولخروج المسلحين الراغبين في الانسحاب من المدينة»، مضيفاً أن قرار بوتين «يمنح واشنطن أيضاً إمكانية الاستفادة من تمديد الهدنة، للوفاء بالتزاماتها الخاصة بالفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين».

 

وكانت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي طلبت من بوتين السماح باستئناف الضربات الجوية على الإرهابيين في حلب السورية. وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الفريق سيرغي رودسكوي إن هذا القرار اتخذ بسبب استمرار سفك دماء المدنيين، ومسارعة الإرهابيين إلى استئناف الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية.

 

مصدر عسكري سوري أكد خلال حديثه إلى «السفير» أن قوات الجيش السوري والحلفاء لن تسمح بتحقيق أي خرق في حلب، مشيراً إلى أن «الفصائل المسلحة استجمعت كل قواها وهاجمت بشكل موحّد، الأمر الذي جعل هذا الهجوم هو الأعنف على الجبهة الغربية».

ولفت المصدر إلى أن «الجيش استوعب الهجوم وتمكّن من التصدي له برغم الانسحاب الجزئي الذي حصل في ضاحية الأسد»، ورأى أن الهدف الرئيسي للهجوم على هذا المحور يتمثل بـ «إنهاك الجيش السوري وإدخاله في حرب شوارع تخفف الضغط عن الجبهة الجنوبية لحلب، بالإضافة إلى حلم المسلحين بكسر الحصار عن الأحياء الشرقية للمدينة وهو حلم بعيد المنال». وأوضح أن المسلحين استعملوا بغزارة صواريخ الـ «غراد» في هجومهم.

 

من جهته، ذكر «القاضي الشرعي» لـ «جيش الفتح» الارهابي السعودي عبد الله المحيسني أن شخصيات سعودية وخليجية موّلت عمليات شراء أكثر من 100 صاروخ ثقيل جديد ليتم استعماله في هذا الهجوم.

وتضاف كمية الصواريخ الجديدة، التي أعلن عنها المحيسني، إلى كميات كبيرة من صواريخ «غراد» وصلت إلى «جبهة النصرة» خلال الأشهر الأربعة الماضية، بالإضافة إلى مضادات طيران أميركية جديدة أعلنت روسيا أنها قد وصلت فعلاً إلى المسلحين.

 

رغم انكسار زخم الهجوم، وتمكُّن الجيش السوري من إيقاف زحف المسلحين، شدّد مصدر ميداني على أن هذه المعارك ستستمر فترة طويلة نسبة لكمية السلاح الكبيرة التي تلقتها الفصائل المسلحة، والتي زجّت فيها أكثر من 20 دبابة و15 مدرعة في الهجوم، رابطاً في الوقت ذاته بين هذه المعارك والمعركة المرتقبة التي يحضّر الجيش السوري لها على جبهة حلب الشرقية باتجاه مدينة الباب، بالتزامن مع هجوم الفصائل المدعومة تركياً نحو المدينة، مضيفاً «من شأن هذه المعارك أن تعيق عملية الجيش المرتقبة نحو الباب، وهو ما تريده تركيا فعلاً، ومحور هجوم المسلحين يؤكد أن الهدف ليس كسر الحصار عن المدينة وإنما إنهاك الجيش السوري وإشغال روسيا بمعارك جانبية».

 

  • فريق ماسة
  • 2016-10-28
  • 13390
  • من الأرشيف

خرق جزئي في حلب.. وبوتين لا يستعجل الغارات

بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على إعلان الفصائل المسلحة المقاتلة في حلب بمختلف مسمّياتها عن استعدادها لـ «معركة فك الحصار عن حلب»، شنّت هجوماً هو الأعنف على المحور الغربي للمدينة في اتجاه بعيد عن محور «كسر حصار أحياء حلب الشرقية»،    وذلك بهدف «اختراق مواقع الجيش السوري والسيطرة على كامل المدينة»، وفق ما ذكرت مصادر «جهادية». وفي وقت تمكنت الفصائل المسلحة من إشعال كامل الجبهة الغربية، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلباً من هيئة الأركان الروسية بكسر تعليق غارات الطائرات الروسية في سماء حلب على اعتباره «أمراً غير مفيد في الوقت الراهن».   تحت الأمطار الغزيرة، استهدفت خمس مفخّخات بشكل متتالٍ مواقع الجيش السوري على محور حي الراشدين ومشروع 1070، سبقها قصف عنيف بصواريخ الـ«غراد» استهدف مواقع الجيش السوري وأحياء المدينة السكنية، ليتبع ذلك هجوم من «الانغماسيين» التركستان، أشعل أربعة محاور في وقت واحد، ما دفع قوات الجيش السوري والحلفاء إلى التراجع عن خطوط الدفاع الأولى في مناطق معمل الكرتون وضاحية الأسد المحاذية للأكاديمية العسكرية، لتشكيل خط دفاع آخر عن المدينة. وفي وقت كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يؤكد بعد اجتماع ثلاثي جمعه في موسكو مع نظيريه السوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف، أن الأطراف الثلاثة ستتابع عملها لـ«القضاء على الإرهاب في سوريا حتى النهاية»، ذكر لافروف أن ذلك يجري «بموازاة حل المسائل المتعلقة بتحسين الوضع الإنساني، واستعادة نظام وقف إطلاق النار، وإطلاق مفاوضات السلام بلا تباطؤ من دون أي شروط مسبقة». ورحّب لافروف بتأكيدات المعلم «استعداد وفد الحكومة السورية للتوجّه إلى جنيف ولو غداً للمشاركة في مفاوضات تجري برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة جميع أطياف المعارضة، وفق مقتضيات قرارات مجلس الأمن الدولي»، مضيفاً «أننا متفقون حول عدم وجود أي بديل لتسوية الصراع في سوريا بالوسائل السياسية الديبلوماسية. إننا ندعم عزم القيادة السورية على مواصلة العملية السياسية». وأشار لافروف إلى أن العملية التي تقودها الولايات المتحدة لتحرير مدينة الموصل العراقية من تنظيم «داعش» قد تؤثر كثيراً في ميزان القوى في سوريا، قائلاً: «لدينا مصلحة في التعاون واتخاذ إجراءات مع زملائنا العراقيين لمنع انسحاب إرهابيي الموصل إلى سوريا مع أسلحتهم». قيادة الجيش السوري أصدرت بياناً أكدت فيه إحباط المرحلة الأولى من هجوم مسلحي ما يُسمّى «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة النصرة»، بالتزامن «مع هجوم قام به تنظيم داعش على اتجاه الكلية الجوية»، شرق حلب. بيان الجيش السوري جاء أيضاً بالتزامن مع انقطاعات متكررة في الاتصالات في مدينة حلب ساعدت على انتشار شائعات عديدة ضمن الحرب الإعلامية المعتادة التي تترافق مع كل هجوم على المدينة. تفاقم الأوضاع غرب حلب والهجوم العنيف لـ «النصرة» وحلفائها على مواقع الجيش السوري، لم يغيّرا من وجهة النظر الروسية المراهنة على الحل السياسي، حيث تعوّل موسكو على إنهاء ملف المدينة بتفاهمات دولية بالتوازي مع ضغط الميداني، وهو ما أشارت إليه وزارة الدفاع الروسية عندما ذكرت أن «موسكو مستعدة لإعلان تهدئة إنسانية جديدة في حلب شريطة ألا يستغلها الإرهابيون»، موضحة أن «خبراء عسكريين من روسيا وأميركا ودول أخرى يدرسون مقترحات حول وقف الأعمال القتالية في حلب». الرئيس الروسي رفض طلب هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لاستئناف الضربات الجوية ضد المسلحين في أحياء حلب الشرقية، معتبراً أن هذا الأمر «غير مفيد في الوقت الراهن». وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن بوتين شدد على ضرورة استمرار الهدنة الإنسانية «لإجلاء المصابين ولخروج المسلحين الراغبين في الانسحاب من المدينة»، مضيفاً أن قرار بوتين «يمنح واشنطن أيضاً إمكانية الاستفادة من تمديد الهدنة، للوفاء بالتزاماتها الخاصة بالفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين».   وكانت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي طلبت من بوتين السماح باستئناف الضربات الجوية على الإرهابيين في حلب السورية. وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الفريق سيرغي رودسكوي إن هذا القرار اتخذ بسبب استمرار سفك دماء المدنيين، ومسارعة الإرهابيين إلى استئناف الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية.   مصدر عسكري سوري أكد خلال حديثه إلى «السفير» أن قوات الجيش السوري والحلفاء لن تسمح بتحقيق أي خرق في حلب، مشيراً إلى أن «الفصائل المسلحة استجمعت كل قواها وهاجمت بشكل موحّد، الأمر الذي جعل هذا الهجوم هو الأعنف على الجبهة الغربية». ولفت المصدر إلى أن «الجيش استوعب الهجوم وتمكّن من التصدي له برغم الانسحاب الجزئي الذي حصل في ضاحية الأسد»، ورأى أن الهدف الرئيسي للهجوم على هذا المحور يتمثل بـ «إنهاك الجيش السوري وإدخاله في حرب شوارع تخفف الضغط عن الجبهة الجنوبية لحلب، بالإضافة إلى حلم المسلحين بكسر الحصار عن الأحياء الشرقية للمدينة وهو حلم بعيد المنال». وأوضح أن المسلحين استعملوا بغزارة صواريخ الـ «غراد» في هجومهم.   من جهته، ذكر «القاضي الشرعي» لـ «جيش الفتح» الارهابي السعودي عبد الله المحيسني أن شخصيات سعودية وخليجية موّلت عمليات شراء أكثر من 100 صاروخ ثقيل جديد ليتم استعماله في هذا الهجوم. وتضاف كمية الصواريخ الجديدة، التي أعلن عنها المحيسني، إلى كميات كبيرة من صواريخ «غراد» وصلت إلى «جبهة النصرة» خلال الأشهر الأربعة الماضية، بالإضافة إلى مضادات طيران أميركية جديدة أعلنت روسيا أنها قد وصلت فعلاً إلى المسلحين.   رغم انكسار زخم الهجوم، وتمكُّن الجيش السوري من إيقاف زحف المسلحين، شدّد مصدر ميداني على أن هذه المعارك ستستمر فترة طويلة نسبة لكمية السلاح الكبيرة التي تلقتها الفصائل المسلحة، والتي زجّت فيها أكثر من 20 دبابة و15 مدرعة في الهجوم، رابطاً في الوقت ذاته بين هذه المعارك والمعركة المرتقبة التي يحضّر الجيش السوري لها على جبهة حلب الشرقية باتجاه مدينة الباب، بالتزامن مع هجوم الفصائل المدعومة تركياً نحو المدينة، مضيفاً «من شأن هذه المعارك أن تعيق عملية الجيش المرتقبة نحو الباب، وهو ما تريده تركيا فعلاً، ومحور هجوم المسلحين يؤكد أن الهدف ليس كسر الحصار عن المدينة وإنما إنهاك الجيش السوري وإشغال روسيا بمعارك جانبية».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة