في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية حول حقيقة الدوافع التي شجعت الشعبين التونسي والمصري على الثورة ضد أنظمة الحكم في بلديهما، تطرقت الصحيفة إلى فقدان الشعور بالكرامة لدى المواطن العربي، والذي تسبب به قادة لم يحققوا لشعوبهم هذه الكرامة.

التقرير أضاف أن الكثير من المحللين ذكروا بأن هذه الثورات جاءت من أجل الخبز والحرية والعدالة، دون أن يهملوا ذكر "الكرامة". وعند البحث عن معنى هذه المفردة التي لطالما استخدمت للتعبير عن الحاجات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فإنها في الواقع تعني: أن تكون جديرا بالاحترام والشرف، وأضافت الصحيفة أن هذه الحاجة لتحقيق المكانة والشرعية في المجتمع هي حاجة أساسية وعالمية في الوقت ذاته، ولا يمكن التخلي عنها مهما بلغ الثمن.

ويرى التقرير أن هذا التمسك بالكرامة ما يجعل سورية منيعة أكثر من بقية الدول العربية لمواجهة ثورات الكرامة التي انطلقت في العالم العربي.

وتتابع الصحيفة بأن القادة العرب فشلوا في توفير هذه الكرامة.

وسواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد، فقد باتوا يعتبرون مساهمين في الاحتلال الإسرائيلي، وضعفاء في مواجهة الممارسات الإسرائيلية، الأمر الذي "وجه ضربة أخرى للحاجة العربية للشعور بالكرامة".

ويضيف التقرير بأن الدول العربية التي واجهت الثورات لم تقدم لمواطنيها هذه الكرامة، ولذلك هم الآن يواجهون تبعات ذلك في تونس ومصر، وكذلك في الأردن واليمن والجزائر الذين طالتهم الهزات.

ويخلص التقرير إلى أن هذا الإحساس بالكرامة هو ما يفسر الشعبية الكبيرة التي يحظى بها قائد حزب الله حسن نصر الله، الذي لبى من خلال كلماته وقيادته الحربية رغبة العرب بالشعور بالكرامة، الأمر الذي فشل قادتهم في تحقيقه.

وهذا ربما ما يفسر حقيقة أن سورية أقل قابلية من بقية الدول العربية لمواجهة ثورة شعبية. فسياسات سورية المتمسكة بالكرامة العربية ودعم المقاومة ضد إسرائيل يقدم لها مناعة ضد احتمال الانتفاضة الشعبية. ورفضها التسليم بمطالب الولايات المتحدة وإسرائيل يجعلها أقل قابلية بكثير لمواجهة ثورة الكرامة التي انطلقت في العالم العربي.

وهذا النوع من الكرامة "الخارجية" له قيمته الكبيرة في المجتمعات العربية التي تؤمن بأن حاجات الجماعة تتقدم على حاجات الفرد.

  • فريق ماسة
  • 2011-02-08
  • 11958
  • من الأرشيف

الإسرائيليون يعرفون معنى كلمة "كرامة" بالعربية...و يعتبرون سورية محصنة من الثورات لتمتعها بها

في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية حول حقيقة الدوافع التي شجعت الشعبين التونسي والمصري على الثورة ضد أنظمة الحكم في بلديهما، تطرقت الصحيفة إلى فقدان الشعور بالكرامة لدى المواطن العربي، والذي تسبب به قادة لم يحققوا لشعوبهم هذه الكرامة. التقرير أضاف أن الكثير من المحللين ذكروا بأن هذه الثورات جاءت من أجل الخبز والحرية والعدالة، دون أن يهملوا ذكر "الكرامة". وعند البحث عن معنى هذه المفردة التي لطالما استخدمت للتعبير عن الحاجات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فإنها في الواقع تعني: أن تكون جديرا بالاحترام والشرف، وأضافت الصحيفة أن هذه الحاجة لتحقيق المكانة والشرعية في المجتمع هي حاجة أساسية وعالمية في الوقت ذاته، ولا يمكن التخلي عنها مهما بلغ الثمن. ويرى التقرير أن هذا التمسك بالكرامة ما يجعل سورية منيعة أكثر من بقية الدول العربية لمواجهة ثورات الكرامة التي انطلقت في العالم العربي. وتتابع الصحيفة بأن القادة العرب فشلوا في توفير هذه الكرامة. وسواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد، فقد باتوا يعتبرون مساهمين في الاحتلال الإسرائيلي، وضعفاء في مواجهة الممارسات الإسرائيلية، الأمر الذي "وجه ضربة أخرى للحاجة العربية للشعور بالكرامة". ويضيف التقرير بأن الدول العربية التي واجهت الثورات لم تقدم لمواطنيها هذه الكرامة، ولذلك هم الآن يواجهون تبعات ذلك في تونس ومصر، وكذلك في الأردن واليمن والجزائر الذين طالتهم الهزات. ويخلص التقرير إلى أن هذا الإحساس بالكرامة هو ما يفسر الشعبية الكبيرة التي يحظى بها قائد حزب الله حسن نصر الله، الذي لبى من خلال كلماته وقيادته الحربية رغبة العرب بالشعور بالكرامة، الأمر الذي فشل قادتهم في تحقيقه. وهذا ربما ما يفسر حقيقة أن سورية أقل قابلية من بقية الدول العربية لمواجهة ثورة شعبية. فسياسات سورية المتمسكة بالكرامة العربية ودعم المقاومة ضد إسرائيل يقدم لها مناعة ضد احتمال الانتفاضة الشعبية. ورفضها التسليم بمطالب الولايات المتحدة وإسرائيل يجعلها أقل قابلية بكثير لمواجهة ثورة الكرامة التي انطلقت في العالم العربي. وهذا النوع من الكرامة "الخارجية" له قيمته الكبيرة في المجتمعات العربية التي تؤمن بأن حاجات الجماعة تتقدم على حاجات الفرد.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة