تستمر المباحثات داخل الفصائل السورية المسلحة حول ما يثار من محاولات اندماج في جسم عسكري وسياسي موحد. وتدور الاجتماعات في مدينة ادلب حسب مصادر كثيرة منها مواقع تابعة للتنظيمات المسلحة، كما تفيد مصادر في المعارضة السورية المصنفة علمانية ان جبهة النصرة هي من اشترط ان تكون ادلب مقرا للاجتماعات بسبب سيطرتها الكاملة عليها.

 

مصادر سورية معارضة مطلعة على وقائع الاجتماعات في ادلب قالت إن ما يشاع عن تقدم كبير في مفاوضات الاندماج غير صحيح على الاطلاق وان ما يدور حاليا اصبح حوارًا دون جدوى (حوار طرشان  نظامي) حسب قولها، وتابعت المصادر ان الجميع دخل في عملية جدل وتنظير استهلكت الوقت واضاعت الهدف الاساس، وبالتالي فإن محاولة الاندماج هذه محكومة بالفشل الذي سوف تكون عواقبه سلبية جدًا على التنسيق العسكري بين محتلف الفصائل التي تفقد ثقتها ببعضها البعض بشكل متسارع.

 

 

الجولاني متهم

 

المصادر نقلت بعض ما يدور في الاجتماعات خصوصا خلال الايام الاخيرة بعد اعلان الهدنة الروسية الامريكية وقبيل استئناف القصف الروسي على مواقع المسلحين في حلب، وقالت إن الاجواء بين تنظيم جبهة النصرة وحركة احرار الشام ليست على ما يرام بعدما وجهت الحركة اتهامات مباشرة للجولاني بالتحريض على انقلاب داحل الحركة. وتضيف المصادر ان هذا الخلاف بين الطرفين كان السبب الاساس وراء الفتوى التي صدرت عن المكتب الشرعي في حركة احرار الشام بجواز القتال مع تركيا ضد داعش، وهذا بيان واضح لجبهة النصرة التي اتهمها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في نيويورك انها منظمة ارهابية مثلها مثل داعش ومثل حزب العمال الكردستاني حسب قوله. وتشير المصادر السورية العارضة الى ان ما ينطبق على داعش ينطبق على النصرة، خصوصا لجهة الارتباط  الكبير بين حركة احرار الشام وتركيا التي تدافع عن حركة احرار الشام امام واشنطن وترفض وضعها على لائحة الارهاب وتصنيفها ضمن المحموعات التي يجب قصفها.

المصادر تشير الى ان كل النقاشات في  جلسات ادلب لم تبحث اي تصور محدد، او بنود اتفاق واضحة، وكل ما كان يطرحه الجولاني في الجلسات مدعوما بالمحيسني كان بمثابة إعلان زعامته على الفصائل المسلحة، وهذا ما ترفضه باقي الفصائل المتخوفة من وضعها في نفس الخانة مع النصرة وتعرضها للقصف الدولي جراء هذا الامر، وقد نقل البعض عن مسؤولين اتراك ان امريكا سوف تضع اي جسم ينضم الى النصرة في قائمة الارهاب وسوف تكون معرضة للقصف الامريكي.

 

تغيّر التعاطي التركي مع المسلحين

 

 واشارت المصادر الى ان بعض المشاركين حذروا من تغير في التعاطي التركي مع الفصائل في الشمال السوري، ونقلوا عن مصادر في تركيا ان الاخيرة تعتزم اغلاق المعابر الحدودية الحالية والتي تقع تحت سيطرة الفصائل التكفيرية مثل جبهة النصرة واحرار الشام وحركة نور الدين زنكي وصقور الشام وجيش السنة، وسوف يقوم الاتراك بفتح معابر بديلة يضعونها تحت تصرف الفصائل المسماة "جيش حر" والتي تحارب معهم ضد الاكراد في غرب الفرات وعفرين وداعش في الريف الشمالي لحلب وفي محيط مدينة الباب.

 وفي حال حصل هذا الامر المتوقع فان جبهة النصرة سوف تعاني في ادلب معقلها الاساس من تداعيات هذا القرار التركي على مستويات الامداد الغذائي والطبي والدعم اللوجيستي من تركيا.

 

بالمحصلة تأتي اجتماعات ادلب لتعمق الانشقاقات والخلافات بين الفصائل المسلحة في الشمال السوري، وبدلا من ان تكون نتيجتها كما عنوانها توحيد الفصائل واندماجها، فان عودة الحصار على حلب وتغير التعاطي التركي واصرار امريكا على ان "النصرة" هدف للقصف رغم تغيير الاسم، وازدياد الاغتيالات ضمن الكوادر العسكرية والسياسية الاساس كما حصل في عملية اغتيال القائد العام لجيش الفتح وقائد عملية الكليات العسكرية في حلب (ابو عمر سراقب) جعل من اقتتال الفصائل فيما بينها امرا تزداد مبرراته وظروفه الميدانية، حيث سنكون امام اعادة استنساخ  جديدة للتجربة العراقية حين اقتتلت الفصائل فيما بينها، بجسب المصادر السورية المعارضة التي تختم كلامها بالقول: اجتماع ادلب الاندماجي "يذكرنا باجتماع فصائل المجاهدين في العراق اواخر ايام الزرقاوي عام 2006 والذي انتج اقتتالا بين القاعدة والصحوات انهى الطرفين في نهاية المطاف".

 

  • فريق ماسة
  • 2016-09-21
  • 10025
  • من الأرشيف

’احرار الشام’ تتهم الجولاني بتدبير انقلاب داخلها

تستمر المباحثات داخل الفصائل السورية المسلحة حول ما يثار من محاولات اندماج في جسم عسكري وسياسي موحد. وتدور الاجتماعات في مدينة ادلب حسب مصادر كثيرة منها مواقع تابعة للتنظيمات المسلحة، كما تفيد مصادر في المعارضة السورية المصنفة علمانية ان جبهة النصرة هي من اشترط ان تكون ادلب مقرا للاجتماعات بسبب سيطرتها الكاملة عليها.   مصادر سورية معارضة مطلعة على وقائع الاجتماعات في ادلب قالت إن ما يشاع عن تقدم كبير في مفاوضات الاندماج غير صحيح على الاطلاق وان ما يدور حاليا اصبح حوارًا دون جدوى (حوار طرشان  نظامي) حسب قولها، وتابعت المصادر ان الجميع دخل في عملية جدل وتنظير استهلكت الوقت واضاعت الهدف الاساس، وبالتالي فإن محاولة الاندماج هذه محكومة بالفشل الذي سوف تكون عواقبه سلبية جدًا على التنسيق العسكري بين محتلف الفصائل التي تفقد ثقتها ببعضها البعض بشكل متسارع.     الجولاني متهم   المصادر نقلت بعض ما يدور في الاجتماعات خصوصا خلال الايام الاخيرة بعد اعلان الهدنة الروسية الامريكية وقبيل استئناف القصف الروسي على مواقع المسلحين في حلب، وقالت إن الاجواء بين تنظيم جبهة النصرة وحركة احرار الشام ليست على ما يرام بعدما وجهت الحركة اتهامات مباشرة للجولاني بالتحريض على انقلاب داحل الحركة. وتضيف المصادر ان هذا الخلاف بين الطرفين كان السبب الاساس وراء الفتوى التي صدرت عن المكتب الشرعي في حركة احرار الشام بجواز القتال مع تركيا ضد داعش، وهذا بيان واضح لجبهة النصرة التي اتهمها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في نيويورك انها منظمة ارهابية مثلها مثل داعش ومثل حزب العمال الكردستاني حسب قوله. وتشير المصادر السورية العارضة الى ان ما ينطبق على داعش ينطبق على النصرة، خصوصا لجهة الارتباط  الكبير بين حركة احرار الشام وتركيا التي تدافع عن حركة احرار الشام امام واشنطن وترفض وضعها على لائحة الارهاب وتصنيفها ضمن المحموعات التي يجب قصفها. المصادر تشير الى ان كل النقاشات في  جلسات ادلب لم تبحث اي تصور محدد، او بنود اتفاق واضحة، وكل ما كان يطرحه الجولاني في الجلسات مدعوما بالمحيسني كان بمثابة إعلان زعامته على الفصائل المسلحة، وهذا ما ترفضه باقي الفصائل المتخوفة من وضعها في نفس الخانة مع النصرة وتعرضها للقصف الدولي جراء هذا الامر، وقد نقل البعض عن مسؤولين اتراك ان امريكا سوف تضع اي جسم ينضم الى النصرة في قائمة الارهاب وسوف تكون معرضة للقصف الامريكي.   تغيّر التعاطي التركي مع المسلحين    واشارت المصادر الى ان بعض المشاركين حذروا من تغير في التعاطي التركي مع الفصائل في الشمال السوري، ونقلوا عن مصادر في تركيا ان الاخيرة تعتزم اغلاق المعابر الحدودية الحالية والتي تقع تحت سيطرة الفصائل التكفيرية مثل جبهة النصرة واحرار الشام وحركة نور الدين زنكي وصقور الشام وجيش السنة، وسوف يقوم الاتراك بفتح معابر بديلة يضعونها تحت تصرف الفصائل المسماة "جيش حر" والتي تحارب معهم ضد الاكراد في غرب الفرات وعفرين وداعش في الريف الشمالي لحلب وفي محيط مدينة الباب.  وفي حال حصل هذا الامر المتوقع فان جبهة النصرة سوف تعاني في ادلب معقلها الاساس من تداعيات هذا القرار التركي على مستويات الامداد الغذائي والطبي والدعم اللوجيستي من تركيا.   بالمحصلة تأتي اجتماعات ادلب لتعمق الانشقاقات والخلافات بين الفصائل المسلحة في الشمال السوري، وبدلا من ان تكون نتيجتها كما عنوانها توحيد الفصائل واندماجها، فان عودة الحصار على حلب وتغير التعاطي التركي واصرار امريكا على ان "النصرة" هدف للقصف رغم تغيير الاسم، وازدياد الاغتيالات ضمن الكوادر العسكرية والسياسية الاساس كما حصل في عملية اغتيال القائد العام لجيش الفتح وقائد عملية الكليات العسكرية في حلب (ابو عمر سراقب) جعل من اقتتال الفصائل فيما بينها امرا تزداد مبرراته وظروفه الميدانية، حيث سنكون امام اعادة استنساخ  جديدة للتجربة العراقية حين اقتتلت الفصائل فيما بينها، بجسب المصادر السورية المعارضة التي تختم كلامها بالقول: اجتماع ادلب الاندماجي "يذكرنا باجتماع فصائل المجاهدين في العراق اواخر ايام الزرقاوي عام 2006 والذي انتج اقتتالا بين القاعدة والصحوات انهى الطرفين في نهاية المطاف".  

المصدر : العهد / نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة