دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قام وفد من الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية برئاسة الأستاذ جمال القادري بزيارة إلى روسيا تم خلالها البحث في كثير من قضايا التعاون بين البلدين وإعادة إحياء التعاون والمشاريع المشتركة بكافة أشكالها.
حول هذه الزيارة بشكل عام وحول أهم المواضيع التي تم بحثها أو الإتفاق عليها أجرى الأستاذ جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال حواراً خاصاً مع وكالة سبوتنيك الروسية قال فيها:
نحن هنا في موسكو اليوم على رأس وفد اتحاد نقابات عمال سورية بدعوة كريمة من اتحاد النقابات العمالية المستقلة في موسكو وعلى مدى إسبوع من زيارتنا التقينا قيادة اتحاد النقابات العمالية المستقلة وهو اتحاد كبير وقوي ومن أكبر الإتحادات العمالية على مستوى الاتحاد الروسي ، وله ثقله على المستوى النقابي الدولي ، وطبعا نحن بهذه الزيارة كسرنا جليداً دام اكثر من عشرين عاماً بين النقابات السورية والنقابات الروسية ، وكانت العلاقة بين الإتحادين علاقة قوية ثم انقطعت هذه العلاقات لأسباب شتى ، وفي الصيف الماضي إلتقينا مع قيادة الإتحاد في جنيف على هامش مؤتمر العمل الدولي وإتفقنا على إعادة فتح هذه العلاقات وإعادة استئناف هذه العلاقات بما يخدم عمال سورية وروسيا ، وخلال هذ الزيارة التقينا أولاً مع قيادة الإتحاد إستشرفنا آفاق التعاون المستقبلي بين المنظمتين ، وأيضا نحن لدينا بعض القضايا التي أردنا هنا في روسيا التطلع الى كيفية التعامل معها على الطبيعة ، وكما تعلمون مطالب العمال والقضايا العمالية واحدة في مختلف دول العالم ، لكن لدينا في سورية وفي إتحاد عمال سورية قضايا وتحديات مستجدة على وقع الأزمة التي عصفت بسورية على إمتداد السنوات الخمس الماضية من عمر الحرب على سورية.
وحول أوجه التعاون في مجال قطاعات العمل مثل قطاعات النقل والعبور والسكك الحديدية والتي تضررت كثيراً في سورية بسبب الأعمال الإرهابية التي تملك فيها روسيا خبرة واسعة وكبيرة يمكن أن تقدمها لسورية قال السيد قادري يمكن أن نتحدث عن هذه الإتفاقات بشكل عام أو ضمن الخطوط العريضة حتى لاندخل في التفاصيل، لقد تمخضت زيارتنا عن توقيع بروتوكول عام للتعاون في كافة المجالات ، واتفقنا على تنسيق المواقف السياسية فيما بيننا في المحافل النقابية الدولية وأبدى الجانب الروسي تفهما لحقيقة مايجري في سورية ، وأبدى الدعم والمساندة لإتحاد عمال سورية ولشعب سورية في مواجهة الإرهاب وأيضا التدخلات الخارجية في بلدنا ، ولم تقتصر زيارتنا الى مقر الإتحاد في موسكو ، بل قمنا بزيارة الى جمهورية تترستان الروسية إمتدت لثلاثة أيام في العاصمة قازان وإلتقينا مع رئاسة البرلمان ولدينا في الواقع بخلاف الأجندة النقابية أجندة سياسية أيضاً ، وتحدثنا مع رئاسة البرلمان ومع منظمات المجتمع المدني التي إلتقينا بها ومع إتحاد عمال تترستان وهو إتحاد عريق وكبير أيضاً ، كما تحدثنا عن ضرورة توعية الشباب الروسي من هذه الجمهوريات الذي ذهب جزء كبير منه على وقع التغرير والتضليل الإعلامي الكبير الذي تعرض له ، من الذين ذهبوا الى سورية للقتال الى جانب الإرهابيين ، طالبناهم بضرورة إطلاق حملة توعوية كبيرة وبرامج توعية ثقافية تبين أن مايجري في سورية ليس جهاداً مقدسا كما يصور في الإعلام الأصفر بكل أسف ، مايجري في سورية هو حرب بين حكومة شرعية منتخبة والشعب من جهة وبين مجموعات إرهابية كبيرة تم إستقدام معظمها من الخارج طبعاً خدمة لأجندات إقليمية ودولية ، ومدعومة من دول بعينها ولأسباب أصبحت معروفة للجميع ، وبين لهم أن الحرب في سورية أو ماحصل في سورية هي ليست إنتفاضة للمطالبة بالحرية والديمقراطية لأن ماكان ينعم به الشعب السورية من حرية وديمقراطية ، وتجربتنا في النقابات غنية وتدلل على ذلك ، وقد لاتنعم به دول غربية كثيرة ، والحقيقة الرفاق في رئاسة البرلمان التتاري أبدوا تفهما لهذه الحقيقة ، وأبدو إعترافا بأن الكثير من الشباب التتاري الذين غرر بهم من قبل جهات مجهولة وتم نقلهم الى سورية وتم التصوير لهم أن هناك جهاد مقدس في سورية ، منهم من قتلوا هناك ومنهم من عاد ويمارس الإجرام في شوراع ومدن تترستان ، وأبدوا تجاوباً في هذه القضية ، وأيضا خلال هذه الزيارة إطلعنا على منشأة في قازان لصناعة الأدوات الخاصة بالعمليات الجراحية الدقيقة ونحن حقيقة بحاجة لمثل هذه الأدوات ، وإتفقنا على إمكانية خلق حالة من التعاون بين هذه المؤسسة والمؤسسات المماثلة في سورية,من ثم عدنا الى موسكو لمتابعة العمل ونحن لدينا توجه في سورية بأن نحول معهد الثقافة العمالية المركزي الى جامعة عمالية يستفيد منها أبناء العمال لتحصيل العلمي المرموق وفق تكلفة تناسب أصحاب الدخل المحدود وهي شريحة الأوسع بين العمال وأبنائهم ، وأيضا قمنا بزيارة الى أكاديمية العمل والعلاقات الإجتماعية في روسيا وهي أكاديمية مرموقة جداً وتتبع للإتحاد ، واطلعنا من القائمين عليها على المناهج التي تدرس والدرجات العلمية التي تمنح واطلعنا على آليات العمل في كل مفاصل الأكاديمية ، وإتفقنا أيضا على دعوتهم لزيارتنا وتوقيع بروتوكول للتعاون العلمي في مجال التثقيف العمالي وفي مجال التحصيل العلمي.
أما حول الآثار التي ترتب في هذا القطاع جراء الحرب والأعمال الإرهابية الدائرة على سورية وخاصة أن مجالات العمل في سورية كبيرة وواسعة في مجالات الصناعة والزراعة وغيرها، ومدى تأثر القائمين أو العاملين في هذه القطاعات ،وحول الخطة التي يعمل عليها الإتحاد في ظل المتغيرات الحالية التي تتجه نحو انتهاء الحرب والحل السياسي، يقول الأستاذ قادري: في الواقع في سورية لايوجد مواطن سوري واحد لم يتاثر بتداعيات الحرب على سورية ، ولكن بصراحة عبء الازمة النسبي كان اثقل على الطبقة العاملة و على الطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل في المجتمع السوري حيث لامدخرات لديهم ورزقهم كفافة ويومي ، في الواقع تعرضت الطبقة العاملة في سورية الى آثار وخسائر كارثية بسبب هذه الحرب ، والإقتصاد السوري أستطيع أن أجزم أن ماخسره خلال السنوات الخمس الماضية يناهز "2000000" مليوني فرصة عمل في كل القطاعات في القطاع الزراعي والقطاع الصناعي والقطاع الخدمي وخاصة في القطاع الخدمي ، وخسارة الإقتصاد السوري المادية تناهز 200 مليار دولار لأن الإرهاب ضرب في سورية كل القطاعات ضرب استهدف المعامل والشركات والمنشآت الخدمية والمنشآت الصحية والمنشآت الخدمية والمنشآت السياحية والجامعات والمدارس لم يترك الإرهاب قطاعاً لم يستهدفه في سورية ، ناهيك عن الإرهاب الدولي المنظم الذي مارسه المجرم أردوغان عندما أوعز الى أزلامه بسرقة المعامل في مدينة الشيخ نجار الصناعية بحلب إضافة الى العديد من المناطق الأخرى ، والخسائر التي وقعت في الواقع هي أكبر ممايقدر بكثير ، ولايوجد إحصائيات دقيقة مئة بالمئة ، وكل الأرقام التي تذكر اليوم هي أرقام تقديرية وأكبر من أن تقدر ، لكن أقول لك أن الإقتصاد السوري تأثر كثيراً ، والإقتصاد السوري قبل الأزمة كان يشهد إنطلاقة واثقة وكبيرة في كل القطاعات ، ففي القطاع الصناعي انتشرت المدن الصناعية في كل أرجاء سورية و توطنت الكثير من الصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في هذه المدن ، أيضا في مجال القطاع الزراعي شهد تطوراً كبيراً نتيجة سياسة الدولة في بناء السدود واستصلاح الإراضي وشق الترع ، والدعم الهائل الذي قدمته الدولة للفلاحين. وأيضا على صعيد القطاع الخدمي والمصارف والتأمين وقطاعات السياحة جميعها تضررت بشكل كبير ، وبصراحة الآثار الإقتصادية كبيرة وإنعكاسها الحتمي سيكون على الطبقة العاملة جراء فقدان العمل ، وهناك اليوم الكثير من العمال خسروا أعمالهم وخاصة العاملين في القطاع الخاص نتيجة لإقفال أرباب العمل منشآتهم أو مغادرتهم البلد بسبب الظروف الحاصلة ، او العاملين في قطاعات الدولة نتيجة تدمير المنشآت التي يعملون فيها إما بشكل جزئي أوجزء كلي بسبب الأعمال الإرهابية ، ووقوع بعض هذه المنشآت في مناطق يسيطر عليها الإرهابيون. بالنسبة للعاملين في الدولة كان هناك توجيه من الدولة ومن السيد الرئيس بأن لايقطع راتب أي عامل حتى لو بقي من دون عمل وحتى في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون ، والبعض يستغرب اليوم حتى عمال محافظة الرقة في المديريات الخدمية حتى اللحظة تصلهم رواتبهم وبشكل منتظم ، وهذا في الحقيقة شعور من الدولة تجاه العمال ليسوا مسؤولين عن الواقع الذي هم فيه بسبب الأعمال الإرهابية تضرر العمال كثيرا في سورية وبشكل كبير جداً وزادت معاناتهم أضعاف مضاعفة نتيجة إنخفاض القدرة الشرائية للدخل على هامش انخفاض سعر تعامل الليرة والدولار وأمام العملات الأجنبية نتيجة تضرر القطاع الإنتاجي في سورية ، ولكن الحقيقة رغم كل هذه الصعوبات لم تثني العمال في سورية عن القيام بأعمالهم ، وممارسة دورهم الوطني, لاننا نحن العمال وكطبقة عاملة في سورية منذ بداية الأزمة ودائما عندما كان الوطن في محنة كان خيارنا الوطني يعلو كل الخيارات ، وفي هذه الأزمة أيضا رغم ظروف الإستهداف منذ الأيام الأولى أعلن عمالنا وقوفهم الى جانب الدولة والى جانب الوطن واستمروا في الذهاب الى منشآتهم ومعاملهم ، لينتجوا للشعب السوري أسباب الحياة بعد الحصار الإقتصادي الجائر والعقوبات الجائرة التي تعرض لها الإقتصاد السوري ،هذا الحصار الذي جاء ليكمل إجرام المجموعات الإرهابية في الداخل وإستهداف القطاع الإقتصادي ، هنا أصر عمالنا بروحهم الوطنية العاملة والتوجه الى شركاتهم وأعمالهم لينتجوا للشعب السوري أسباب الحياة ، لذلك كان استهدافهم كبيرا بحجم مساهمتهم في تصليب صمود الوطن ، وأنا هنا صدقا لا أخطب وإنما أذكر الحقيقة لأن معايش بشكل يومي لهذا الواقع ، واستهدف العمال في منشأتهم ومعاملهم وفي باصات مبيتهم ، استهدفوا في أماكن إقامتهم ومدينة عدرا العمالية الشهيدة التي دخلها الإرهاب هجموا على عمال عزل وقتلوا من قتلوه وخطفوا من خطفوه ، هذا دليل صارخ في وجه الإنسانية ، والحقيقة ماتعرض له عمال سورية هو وصمة في وجه الإنسانية وماتعرض له الشعب السوري عموما ، وهذا المجتمع الدولي الأخرس الأبكم لم يفعل شيء ، ولكن أستطيع أن أقول لك بأن الشعب السوري عمالاً وفلاحين وبكل شرائحه استطاع باللحم الحي وبدمائه وبتضحيات أبنائه وبطولات جيشه وبكل شيء أن يقنع العالم بعد أن دفع فاتورة عالية أن يقنع العالم أن سورية تواجه إرهاباً حقيقياً وإرهاباً منظماً وتدعمه دول أصبحت معروفة بعينها لذلك بدأنا اليوم نلمس هذه الإستدارة في المواقف الدولية.
وحول طلب الوفد للدعم أو المساعدات المالية أو المادية والمشاريع المشتركة في المستقبل وحول الخطة البيانية لإعادة إعمار القطاع العمالي جراء مادمره الإرهاب في سورية وخاصة في مجال الحرف الصناعية واليدوية والقطاع السياحي وأسواق كانت عامرة بالعمل والحياة والعطاء كانت تدر أموالا على سورية والشعب السوري قال قادري: الصراحة في الواقع سؤال مهم جداً وخاصة الحرف في سورية فعلا تضررت بشكل كبير لأن أهم مراكز توطن الحرف في أرياف دمشق وباقي المحافظات وقعت في أيدي المسلحين ، وأذكر لك على سبيل المثال في ريف دمشق مدينة سقبا ومدينة داريا كانت تصدر المفروشات بأنواعها الى كل أنحاء العالم ، ولكنها وقعت في أيدي الإرهابيين ، وبالطبع تضررت وتعطلت هذه الصناعة بشكل كبير ، وماحصل في داريا وسقبا حصل في مناطق كثيرة تضرر فيها الحرفيون وفقدوا أعمالهم وأنشطتهم وهذا ساهم في رفع الفاتورة الإقتصادية الباهظة التي دفعتها سورية في ظل هذه الحرب.
نحن خلال الزيارة تحدثنا في الجانب النقابي العمالي ونحن جهة فاعلة في هذا المجال وماتفضلت به بالنسبة لإعادة الإعمار فإن الدولة وضعت خطة لإعادة الإعمار لأن النصر بالفعل أصبح على الأبواب بإذن الله وأن حلا قادما منتظراً قوامه تضحيات هذا الجيش البطل الذي يناهض الإرهاب اليوم على إمتداد ساحات الوطن والذي يحقق الإنتصارات على الإرهابيين المتتالية عليهم وهناك خطط لإعادة الإعمار ففي القطاع الصناعي نحن ننسق مع وزارة الصناعة بإعتبارها المشرف على هذا القطاع لإعادة تأهيل الشركات التي دمرت كلياً أو جزئياً ، سنقدم لرفاقنا في وزارة الصناعة حصيلة ماشاهدناه هنا وفق الإمكانات المتاحة للإستفادة منها في إعادة تأهيل القطاع وهناك أيضا توجه لدى الحكومة السورية للتشاركية مع القطاع الخاص في بعض المنشآت والمعامل الخاسرة هو توجه لانعترض عليه وانما نريده أن يكون مدروساً تماما بحيث يحافظ على الملكية وعلى حقوق العمال وهذه القضايا أخذت بعين الإعتبار عند وضع التشريع
وختم قادري يقول بالتأكيد نحن هنا لمسنا خلال هذه الزيارة كل الإستجابة لكل ماطرح من قبلنا ولمسنا تفهم أن حقيقة سورية تكافح الإرهاب نيابة عن كل العالم ، ووجهت الينا أسئلة في بعض المواقع أين سيذهب الإرهابيون ؟ هل سيعودون الى شوارع الدول التي انطلقوا منها ؟ عندها قلنا لهم هذا ما ذهبت اليه القيادة في سورية منذ الأيام الأولى عندما ذكر السيد الرئيس في خطابه الأول على مسرح الأوبرا في دمشق ، وقال إن هذه النار التي تشعلها جهات محدد في سورية سيمتد شظاها ليحرق العالم إن لم يهب العالم لمؤازرة سورية في مكافحة الإرهاب ، للأسف وعوا هذه الحقيقة وجاؤوا متأخرين ولكن أن تصل متأخرا خيرا من أن لاتأتي. وختم قائلاً لدينا إيمان أكيد بأن سورية منتصرة بإذن الله بصمود شعبها وبصبره وبتضحيات جيشها وبحكمة قيادتها ، وأريد أن أضيف شيئاً أخيراً الفاتورة والتكلفة كانت باهظة جداً ولكن كبرلماني وكمواطن سوري وكرئيس لأكبر منظمة شعبية في سورية بتقديري أنه مهما بلغت التكلفة التي تكبدتها سورية في هذه الحرب لاتقارن أبدا بما كان مخطط له من قبل أعداء سورية.
المصدر :
سبوتنيك/نواف ابراهيم
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة