دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو عرضته قناة "القاهرة والناس" التليفزيونية المصرية لإمام الحرم المكي أثناء دعائه خلال الصلاة بالموت للشيعة واليهود والمسيحيين.
ويدعو الإمام أيضا إلى "نصر المجاهدين" في العراق واليمن والشام و"نصرهم" على "الرافضة الملحدين" في إشارة إلى المذهب الشيعي الذي يعتنقه غالبية الإيرانيين.
يأتي هذا في الوقت الذي تشن فيه المملكة العربية السعوية حربا دامية في اليمن بقيادتها للتحالف الدولي الذي يضم 9 دول عربية أخرى، كما تدعم المملكة جماعات مسلحة تحارب في سوريا.
وتتهم المملكة بارتكاب جرائم انتهاك حقوق الإنسان خلال حربها في اليمن، وكان آخر هذه الاتهامات التقرير الصادر عن الأمم المتحدة والذي أوضح أن الحرب التي تخوضها المملكة في اليمن أدت إلى مقتل 10000 شخص منذ اندلاع الصراع هناك. كما اتهم التقرير الذي قدمته اللجنة البرلمانية البريطانية المعنية بضوابط تصدير الأسلحة للسعودية بالتورط في شن هجمات تنتهك القوانين والمواثيق الدولية، وطالبت اللجنة حكومة بلادها بالتوقف الفوري عن تصدير السلاح إلى المملكة.
بدوره دعا الشيخ عبد الرحمن السديس، امام وخطيب المسجد الحرام، قادة الامة الاسلامية ان يستشعروا عظمة الامانة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم والعمل على معالجة ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف بين الدول الاسلامية بالحوار، والانصاف والاهتمام بقضايا الامة الكبرى فلسطين والاقصى.
وتأتي هذه الخطبة التي يلقيها الشيخ السديس لاول مرة بعد “اعتذار” مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الخطيب الاساسي لوقفة عرفة منذ 35 عاما، الامر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول هذا الاعتذار وتوقيته واسبابه.
وكان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ قد “خرج عن النص” حسب العديد من المراقبين عندما اتهم الايرانيين والشيعة عموما، بأنهم “غير مسلمين” في دعوة صريحة لتكفيرهم في حديث مع جريدة “مكة” السعودية شبه الرسمية.
وعلمت “راي اليوم” من مصادر سعودية اعلامية عالية المستوى ان تصريحات المفتي آل الشيخ اثارت حالة من الاستياء على مستويات رسمية وشعبية عديدة، ويسود اعتقاد بأن اعتذاره عن القاء “خطبة عرفة” للمرة الاولى، ربما يكون بطلب من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لاحتواء الآثار السلبية لتكفيره ابناء المذهب الشيعي وتطويعها، وهو التكفير الذي فجر هجمات اعلامية شرسة ضد المملكة والفكر الوهابي الذي تعتنقه، من قبل الايرانيين خاصة، ومن شخصيات بارزة، على رأسهم السيد علي خامنئي، المرشد الاعلى للثورة الاسلامية.
وذكرت صحيفة “عكاظ” السعودية شبه الرسمية ان المفتي الذي اعتاد ان يلقي “خطبة عرفة” كل عام، اعتذر عن القائها هذه السنة لـ”اسباب صحية”.
وهاجم الشيخ المفتي الذي ينتمي الى اسرة الامام محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي في خطب سابقة المتطرفين الجهاديين، والتيار الحوثي في اليمن، واخيرا وصف الايرانيين بأنهم “مجوس″ في حديث الى صحيفة “مكة”.
وما يؤكد احتمال احالة الشيخ عبد العزيز ال الشيخ الى “التقاعد” في الاسابيع او الاشهر المقبلة، الفقرة التي وردت في خطبة الشيخ السديس، ووجه فيها الشكر له على قيامه بالقاء خطبة عرفة طيلة 35 عاما، قائلا “ان الوفاء الواجب الشكر والتقدير لسماحة شيخنا ومفتينا وكبير علمائنا الذي وقف على هذا المنبر العظيم طيلة خمسة وثلاثين سنة موجها ومرشدا وناصحا للامة فجزاه الله خيرا”.
وذكرت المصادر الاعلامية نفسها انه جرى توجيه الكثير من اللوم الى صحيفة “مكة” لانها نشرت تصريحات المفتي التي اخرجت الايرانيين من ملة الاسلام، وعززت الفقرة التي وردت في خطاب السديس هذه المسألة عندما خاطب رجال الاعلام قائلا “يا رجال الاعلام وارباب مواقع الاتصال.. الله الله في تسخير الاعلام ووسائله ومواقعه في نصرة الدين والدفاع عن الاسلام، وبيان محاسنة، والامانة ومصداقية الحرف، وامانة الكلمة، والتزام الحقيقة والموضوعية، والبعد عن الإثارة والشائعات، اجعلوها تبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق، وتقوي ولا تضعف”، وطالب العلماء والدعاة “بإظهار محاسن الدين الاسلامي ان لا يكونوا سببا في تفرقة الامة وضرورة افتاء الناس من غير تساهل ولا تشدد”، موضحا “ان الاسلام هو دين الوسطية”.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة