هل «يجاكر» التجار الحكومة..؟؟!! هذا السؤال يتبادر إلى ذهن كل مواطن اليوم بعد أن وصل سعر طبق البيض اليوم إلى 1500 ليرة سورية للمرة الأولى خلال الأزمة حتى عندما وصل «الأخضر» السيئ الصيت إلى 640 ليرة سورية لم يتجاوز سعر البيض 1200 ليرة للطبق.

اليوم الحكومة خفضت أسعار الأعلاف من خلال السماح لمؤسستي الدواجن والأعلاف باستيراد الأعلاف. منذ أيام أكد رئيس الحكومة أنه بعد اتخاذ هذا القرار انخفض سعر الأعلاف 65 ليرة في الكيلو الواحد خلال يوم واحد وهذا الخبر حينها أسعد الناس على أمل أن ينسحب انخفاض أسعار الأعلاف إلى أسعار البيض والفروج. لكن هناك ارتفاعاً غير طبيعي في أسعار البيض علما أن المنطق وطبيعة استهلاك المنطقة وما اعتاده السوق أن أسعار البيض تنخفض إلى أدنى مستوى لها في شهري تموز وآب من كل عام نتيجة انخفاض الاستهلاك وترتفع خلال أشهر الشتاء نتيجة ازدياد الطلب عليها بسبب الثقافة الاستهلاكية في البلاد. هذا الحال يضع الناس في حيرة من أمرهم. ولا يجدون تفسيرا منطقيا لما يجري. أيد خفية تتحكم بالسوق وتمتص دماء الناس من دون رقيب ولا حسيب. اليوم الناس تعلق آمالا كبيرة على الحكومة الجديدة التي أعلنت أكثر من مرة أنها ستعمل على تحسين الحياة المعيشية ليس من خلال زيادة الأجور بل من خلال تخفيض مقومات المعيشة. السوق ومحركوه يعاندون الحكومة ولا نجد أي إجراء رادع لهؤلاء..!!

حاولنا عبثا أن نجد إجابة أو تبريراً منطقياً لسبب ارتفاع أسعار البيض. الكثير ممن حاولنا الاتصال بهم اعتذروا مدعين أن كرمهم قد لا يروق للبعض ومنهم تحجج بأنه لا فائدة من أي كلام.

المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن سراج خضر أكد في تصريح خاص لـ«الوطن» أن السبب هو ارتفاع الطلب على البيض وتراجع العرض خصوصاً بعد توقف عمليات تهريب البيض الذي كان ينافس البيض الوطني ما أدى إلى قلة العرض. وعزا خضر إلى ارتفاع درجات الحرارة لتسبب في إحجام المربين عن التربية وبالتالي قلة العرض. علما أن تسعيرة التموين هي 1350 ليرة للطبق الواحد. أما سعر الفروج الحي في أرض المدجنة فهو 525 ليرة للكغ الواحد. ورفض المدير العام الحديث في موضوع استيراد الأعلاف أو أي مواضيع أخرى تتعلق بالإجراءات الحكومية لمعالجة هذا الموضوع. نحن نتفهم هذا الموقف من المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن. لكن الذي لا يمكن أن نتفهمه أن هناك قاعدة استهلاكية معروفة هي أن هناك كساداً بشكل دائم في استهلاك البيض خلال فصل الصيف وهذه القاعدة حدثنا عنها سابقا وأكثر من مرة المدير العام للدواجن وغيره من مربي الدواجن. وذلك في معرض أحاديثهم عن الخسائر التي يتعرض لها قطاع الدواجن وبشكل خاص خلال الصيف نتيجة قلة الإقبال على استهلاك منتجات الدواجن ولاسيما البيض والفروج.

اليوم لم نعد نعرف أي كلام نصدق كلامهم القديم أم الجديد. ولكن بكل الأحوال يبقى السؤال مطروحا: هل تحول قرار السماح باستيراد الأعلاف من صيغته الورقية إلى العمل الفعلي؟ ومتى يمكن أن تظهر نتائج هذا القرار على السوق؟
  • فريق ماسة
  • 2016-08-22
  • 13529
  • من الأرشيف

هل يجاكر التجار الحكومة؟ … في تناقض عجيب البيض يرتفع والفروج ينخفض

هل «يجاكر» التجار الحكومة..؟؟!! هذا السؤال يتبادر إلى ذهن كل مواطن اليوم بعد أن وصل سعر طبق البيض اليوم إلى 1500 ليرة سورية للمرة الأولى خلال الأزمة حتى عندما وصل «الأخضر» السيئ الصيت إلى 640 ليرة سورية لم يتجاوز سعر البيض 1200 ليرة للطبق. اليوم الحكومة خفضت أسعار الأعلاف من خلال السماح لمؤسستي الدواجن والأعلاف باستيراد الأعلاف. منذ أيام أكد رئيس الحكومة أنه بعد اتخاذ هذا القرار انخفض سعر الأعلاف 65 ليرة في الكيلو الواحد خلال يوم واحد وهذا الخبر حينها أسعد الناس على أمل أن ينسحب انخفاض أسعار الأعلاف إلى أسعار البيض والفروج. لكن هناك ارتفاعاً غير طبيعي في أسعار البيض علما أن المنطق وطبيعة استهلاك المنطقة وما اعتاده السوق أن أسعار البيض تنخفض إلى أدنى مستوى لها في شهري تموز وآب من كل عام نتيجة انخفاض الاستهلاك وترتفع خلال أشهر الشتاء نتيجة ازدياد الطلب عليها بسبب الثقافة الاستهلاكية في البلاد. هذا الحال يضع الناس في حيرة من أمرهم. ولا يجدون تفسيرا منطقيا لما يجري. أيد خفية تتحكم بالسوق وتمتص دماء الناس من دون رقيب ولا حسيب. اليوم الناس تعلق آمالا كبيرة على الحكومة الجديدة التي أعلنت أكثر من مرة أنها ستعمل على تحسين الحياة المعيشية ليس من خلال زيادة الأجور بل من خلال تخفيض مقومات المعيشة. السوق ومحركوه يعاندون الحكومة ولا نجد أي إجراء رادع لهؤلاء..!! حاولنا عبثا أن نجد إجابة أو تبريراً منطقياً لسبب ارتفاع أسعار البيض. الكثير ممن حاولنا الاتصال بهم اعتذروا مدعين أن كرمهم قد لا يروق للبعض ومنهم تحجج بأنه لا فائدة من أي كلام. المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن سراج خضر أكد في تصريح خاص لـ«الوطن» أن السبب هو ارتفاع الطلب على البيض وتراجع العرض خصوصاً بعد توقف عمليات تهريب البيض الذي كان ينافس البيض الوطني ما أدى إلى قلة العرض. وعزا خضر إلى ارتفاع درجات الحرارة لتسبب في إحجام المربين عن التربية وبالتالي قلة العرض. علما أن تسعيرة التموين هي 1350 ليرة للطبق الواحد. أما سعر الفروج الحي في أرض المدجنة فهو 525 ليرة للكغ الواحد. ورفض المدير العام الحديث في موضوع استيراد الأعلاف أو أي مواضيع أخرى تتعلق بالإجراءات الحكومية لمعالجة هذا الموضوع. نحن نتفهم هذا الموقف من المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن. لكن الذي لا يمكن أن نتفهمه أن هناك قاعدة استهلاكية معروفة هي أن هناك كساداً بشكل دائم في استهلاك البيض خلال فصل الصيف وهذه القاعدة حدثنا عنها سابقا وأكثر من مرة المدير العام للدواجن وغيره من مربي الدواجن. وذلك في معرض أحاديثهم عن الخسائر التي يتعرض لها قطاع الدواجن وبشكل خاص خلال الصيف نتيجة قلة الإقبال على استهلاك منتجات الدواجن ولاسيما البيض والفروج. اليوم لم نعد نعرف أي كلام نصدق كلامهم القديم أم الجديد. ولكن بكل الأحوال يبقى السؤال مطروحا: هل تحول قرار السماح باستيراد الأعلاف من صيغته الورقية إلى العمل الفعلي؟ ومتى يمكن أن تظهر نتائج هذا القرار على السوق؟

المصدر : الوطن/محمود الصالح


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة