شنت المدفعية التركية هجمات عنيفة على تجمعات "وحدات حماية الشعب الكردي" في محيط منبج الليلة الماضية . وتوسع القصف ليشمل مواقع تجمع الميلشيات الكردي  في أكثر من منطقة على الحدود التركية السورية،  فيما بدا أنه إعلان تركي عن الاستعداد للتدخل ودعم الجيش السوري النظامي ضد القوات الكردية إن تجاوزت خطوط أنقرة الحمراء. فهل سنرى طائرات تركية في مواجهة الأميركيين الذين هددوا دمشق بأسقاط طائراتها إن قصفت الكورد؟

 

مشهد سوريالي لكن في شرق أوسط الاميركيين الجديد كل شيء معقول، فقد وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه أمام خيارات أحلاها مرّ . وربما الأقل مرارة هو إضطراره قريبا للتنسيق عسكريا مع قوات الحكومة السورية لمنع الأكر اد من اعلان كيانهم.

 

فبحسب مصادر تركية مسؤولة " طالب الأكراد خلال المفاوضات لوقف إطلاق النار في الحسكة بقبول دمشق رسميا إعلان الحكم الذاتي للأكراد في مناطق واسعة من شمال وشمال شرق تركيا.  وهو ما رفضه مندوب السلطة السورية الذي حضر من دمشق إلى القامشلي للجلوس مع قائد ما يسمى بقوات الأساييش  "جوان إبراهيم " الذي زعم في تصريح خاص لقناة كردية ليل أمس أنه رفض الجلوس مع لواء من قيادات الأمن السوري إلا بعدما تقر دمشق بقيام الحكم الذاتي الكردي، فجرى نقل المطالب بين الطرفين عبر وسطاء لم يكونوا دوما من الروس إذ يزعم ناطقون اعلاميون اكراد على مواقعهم أن وسطاء أميركيين شاركوا في المفاوضات.

 

 

 

من جانب أخر أكدت مصادر مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي  بأن " المفاوضات بين السلطات السورية  ووحدات حماية الشعب لم تجر بشكل مباشر ولا حتى بينها وبين روسيا إلا أن وفداً من الأمريكيين كان ينقل مطالب الطرفين لبعضهما البعض حيث كانت طالب

 

 بحل الدفاع الوطني وتسليمه أسلحتها، وإلغاء التجنيد الاجباري من قبل النظام في كل محافظة الحسكة والمناطق الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب، والاتفاق خطياً وبرعاية أمريكية روسية على الاعتراف بالإدارة الذاتية الديمفراطية والتي رفضها مسؤولو النظام الذين وصلوا من دمشق ومنهم مساعد للواء  "علي مملوك"، عن طريق الوسطاء بحجة أن ليس لديهم الصلاحية للاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية

 

إذا فقد قلبت الولايات المتحدة الطاولة في وجه حكومتي دمشق وأنقرة  عبر خطوة محسوبة وحاسمة على رقعة الشطرنج الاقليمية فقال اللاعب الأميركي لتركيا وللسوريين والايرانيين والروس " كش ملك" عبر تحريك البيدق الكردي.

 

 

 

فبعد سقوط معظم مدينة الحسكة بيد مقاتلي فرع " البي كاكا" في سورية  وبعد دخول الأكراد إلى معقل تنظيم داعش الارهابي في منبج ترى أنقرة نفسها مجبرة أكثر فأكثر على إتخاذ خطوات كانت مستحيلة قبل اشهر قليلة. فالتقارب مع دمشق لقتال الأكراد ومنعهم من تحقيق كيان يستغل الأمر الواقع لفرض خطر لا يمكن لتركيا تجاهله أبدا وهو قيام كيان كردي ولو بشكل غير معترف به قانونا  على حدودها مع سورية. فميليشيات الكرد  والمسمى " قوات حماية الشعب الكردي"  حصل على حماية الأميركيين الذي يمنعون الطائرات الروسية والسورية من إستهداف الأكراد وباتالي فسيطرة الكرد على المزيد من الاراضي السورية أمر محسوم في ظل لعب الديمغرافية العامل الأول في سيطرة القوى العسكرية على مساحات من الاراضي, فكيف ستتصرف تركيا بعد اقتراب خروج الكيان الكردي إلى العلن؟

 

وهل ستنسق مع قوات المعارضة السورية لقتال الأكراد ومنعهم من ترسيخ كيانهم أم ستمد اليد للسلطة السورية في دمشق وترسل طائراتها وجنودها لدعم قواته التي تقاتل الأكراد؟؟

 

الصراع في المنطقة أجمع إتخذ منحى خطيرا قد يؤثر على الكيانات القومية لدول عديدة ليس أقلها تركيا وإيران والعراق وسورية التي تعاني مجتمعة من الاعيب الأميركيين الذي يستغلون الشعب الكردي لدفعه إلى القيام بتعريض أمن وإستقرار الدول التي يقيمون فيها للخطر ما سيدفع تلك الدول الى التوحد ضدهم  مهما كان الموقف الأميركي متعنتا. لأن المطروح لا يمكن القبول به تحت اي ظرف في تركيا على الأقل التي ترى  كيانا قد يؤدي إلى تشجيع الارهابيين الكورد في أراضيها على افتعال اضطرابات وعلى زيادة وتيرة العمليات الارهابية . علما أن الجيش التركي يخوض حربا واسعة ضد الارهاب في جنوب شرق البلاد وحقق إنتصارات قد تذهب هباء في حال ثبت الكرد السوريين كيانهم الذي سيتحول فورا الى ملاذ للأرهابيين الأتراك من اصول كردية.

 

هل سنرى الجيشين السوري والتركي معا في حرب على الأكراد؟؟

 

مراقبون في انقرة واسطنبول تحدث اليهم مراسل وكالة انباء اسيا هاتفيا يؤكدون " أنه بعد وضوح المؤامرة الاميركية على تركيا فكل شيء اصبح مباحا فيما فيها التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد لمنع تفسيم بلاده إلى كيانات أحدها كردي إذ أن الهدف ليس سورية فقط بل تركيا وإيران ايضا.

  • فريق ماسة
  • 2016-08-22
  • 8564
  • من الأرشيف

مدفعيته تقصفهم: فهل يرسل أردوغان جيشه لدعم دمشق ضد الأكراد؟

شنت المدفعية التركية هجمات عنيفة على تجمعات "وحدات حماية الشعب الكردي" في محيط منبج الليلة الماضية . وتوسع القصف ليشمل مواقع تجمع الميلشيات الكردي  في أكثر من منطقة على الحدود التركية السورية،  فيما بدا أنه إعلان تركي عن الاستعداد للتدخل ودعم الجيش السوري النظامي ضد القوات الكردية إن تجاوزت خطوط أنقرة الحمراء. فهل سنرى طائرات تركية في مواجهة الأميركيين الذين هددوا دمشق بأسقاط طائراتها إن قصفت الكورد؟   مشهد سوريالي لكن في شرق أوسط الاميركيين الجديد كل شيء معقول، فقد وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه أمام خيارات أحلاها مرّ . وربما الأقل مرارة هو إضطراره قريبا للتنسيق عسكريا مع قوات الحكومة السورية لمنع الأكر اد من اعلان كيانهم.   فبحسب مصادر تركية مسؤولة " طالب الأكراد خلال المفاوضات لوقف إطلاق النار في الحسكة بقبول دمشق رسميا إعلان الحكم الذاتي للأكراد في مناطق واسعة من شمال وشمال شرق تركيا.  وهو ما رفضه مندوب السلطة السورية الذي حضر من دمشق إلى القامشلي للجلوس مع قائد ما يسمى بقوات الأساييش  "جوان إبراهيم " الذي زعم في تصريح خاص لقناة كردية ليل أمس أنه رفض الجلوس مع لواء من قيادات الأمن السوري إلا بعدما تقر دمشق بقيام الحكم الذاتي الكردي، فجرى نقل المطالب بين الطرفين عبر وسطاء لم يكونوا دوما من الروس إذ يزعم ناطقون اعلاميون اكراد على مواقعهم أن وسطاء أميركيين شاركوا في المفاوضات.       من جانب أخر أكدت مصادر مقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي  بأن " المفاوضات بين السلطات السورية  ووحدات حماية الشعب لم تجر بشكل مباشر ولا حتى بينها وبين روسيا إلا أن وفداً من الأمريكيين كان ينقل مطالب الطرفين لبعضهما البعض حيث كانت طالب    بحل الدفاع الوطني وتسليمه أسلحتها، وإلغاء التجنيد الاجباري من قبل النظام في كل محافظة الحسكة والمناطق الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب، والاتفاق خطياً وبرعاية أمريكية روسية على الاعتراف بالإدارة الذاتية الديمفراطية والتي رفضها مسؤولو النظام الذين وصلوا من دمشق ومنهم مساعد للواء  "علي مملوك"، عن طريق الوسطاء بحجة أن ليس لديهم الصلاحية للاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية   إذا فقد قلبت الولايات المتحدة الطاولة في وجه حكومتي دمشق وأنقرة  عبر خطوة محسوبة وحاسمة على رقعة الشطرنج الاقليمية فقال اللاعب الأميركي لتركيا وللسوريين والايرانيين والروس " كش ملك" عبر تحريك البيدق الكردي.       فبعد سقوط معظم مدينة الحسكة بيد مقاتلي فرع " البي كاكا" في سورية  وبعد دخول الأكراد إلى معقل تنظيم داعش الارهابي في منبج ترى أنقرة نفسها مجبرة أكثر فأكثر على إتخاذ خطوات كانت مستحيلة قبل اشهر قليلة. فالتقارب مع دمشق لقتال الأكراد ومنعهم من تحقيق كيان يستغل الأمر الواقع لفرض خطر لا يمكن لتركيا تجاهله أبدا وهو قيام كيان كردي ولو بشكل غير معترف به قانونا  على حدودها مع سورية. فميليشيات الكرد  والمسمى " قوات حماية الشعب الكردي"  حصل على حماية الأميركيين الذي يمنعون الطائرات الروسية والسورية من إستهداف الأكراد وباتالي فسيطرة الكرد على المزيد من الاراضي السورية أمر محسوم في ظل لعب الديمغرافية العامل الأول في سيطرة القوى العسكرية على مساحات من الاراضي, فكيف ستتصرف تركيا بعد اقتراب خروج الكيان الكردي إلى العلن؟   وهل ستنسق مع قوات المعارضة السورية لقتال الأكراد ومنعهم من ترسيخ كيانهم أم ستمد اليد للسلطة السورية في دمشق وترسل طائراتها وجنودها لدعم قواته التي تقاتل الأكراد؟؟   الصراع في المنطقة أجمع إتخذ منحى خطيرا قد يؤثر على الكيانات القومية لدول عديدة ليس أقلها تركيا وإيران والعراق وسورية التي تعاني مجتمعة من الاعيب الأميركيين الذي يستغلون الشعب الكردي لدفعه إلى القيام بتعريض أمن وإستقرار الدول التي يقيمون فيها للخطر ما سيدفع تلك الدول الى التوحد ضدهم  مهما كان الموقف الأميركي متعنتا. لأن المطروح لا يمكن القبول به تحت اي ظرف في تركيا على الأقل التي ترى  كيانا قد يؤدي إلى تشجيع الارهابيين الكورد في أراضيها على افتعال اضطرابات وعلى زيادة وتيرة العمليات الارهابية . علما أن الجيش التركي يخوض حربا واسعة ضد الارهاب في جنوب شرق البلاد وحقق إنتصارات قد تذهب هباء في حال ثبت الكرد السوريين كيانهم الذي سيتحول فورا الى ملاذ للأرهابيين الأتراك من اصول كردية.   هل سنرى الجيشين السوري والتركي معا في حرب على الأكراد؟؟   مراقبون في انقرة واسطنبول تحدث اليهم مراسل وكالة انباء اسيا هاتفيا يؤكدون " أنه بعد وضوح المؤامرة الاميركية على تركيا فكل شيء اصبح مباحا فيما فيها التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد لمنع تفسيم بلاده إلى كيانات أحدها كردي إذ أن الهدف ليس سورية فقط بل تركيا وإيران ايضا.

المصدر : احمد نظام الدين – وكالة أنباء آسيا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة