تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن تفاصيل الاجتماع الذي جرى مؤخرا بين المبعوث  الامريكي الخاص مايكل راتني وبين قادة الائتلاف السوري المعارض، والذي حضره رئيس الائتلاف ونائبته وكبار اعضاء الهيئة السياسية ومن الطرف الامريكي رافق السيد راتني الديبلوماسيين: ماكس مارتن- جيل هتشينغز – كارين ديريك – باتريك بولاندو.

وسبق لمصادر داخل «الائتلاف» أن وصفت الاجتماع «بالساخن جداً»، كما نقلها حاضرون من المعارضة السورية، وبينت ان راتني أبلغ الائتلاف «ثلاث رسائل»، ركزت الأولى على «ضرورة أن يتصل الائتلاف بالروس لأنهم يمتلكون قسماً كبيراً من مفاتيح الحل»، على حين طالبتهم الثانية بالاتصال مع رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم. أما الرسالة الثالثة فهي أن «واشنطن ليست لها مصلحة كما الائتلاف، أن تتصدر «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) الواجهة الميدانية أو السياسية أو الإعلامية» في معركة حلب.

في المقابل، أوردت المصادر في واشنطن أهم ما قاله راتني خلال الاجتماع. ونقلت عن المبعوث الأميركي تأكيده لوفد الائتلاف: إن الروس مصرين على بقاء الرئيس بشار الأسد خوفاً من تكرار السيناريو الليبي في سورية.

وقال: «لقد قمنا بنقاشات مع الروس فيما يخص الحل السياسي، الروس مقتنعون أنه لو رحل (الرئيس بشار) الأسد فستكون سورية مثل ليبيا»، وأشار في المقابل، إلى أن واشنطن «مصرة على سورية جديدة من دون (الرئيس) بشار الأسد».

وذكر أن الروس يريدون «التعاون العسكري» مع الأميركيين، الذي اعتبره «باهظ الثمن سياسياً»، وتابع «قلنا لهم (الروس) إنه لا يمكن التقدم (بموضوع التعاون العسكري) في ظل الأوضاع الحالية». وبين أن الثقة معدومة بين الروس والأميركيين، وأشار إلى اختلاف أهداف الجانبين بالقول: «نحن نريد نهاية الحرب (في سورية)، وهم يريدون شرعية (الرئيس) الأسد».

وأوضح راتني، أن بلاده تريد قتال «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام حالياً) بـ«طريقة ذكيّة»، معتبراً أن الروس «يحاربونها بطريقة غبيّة»، وذلك في إشارة إلى وجود رغبة روسية أميركية مشتركة في إنهاء هذا التنظيم المتطرف، الذي كانت واشنطن السباقة إلى وضعه على لائحة التنظيمات الإرهابية وحتى قبل أن تبادر الأمم المتحدة إلى ذلك عام 2013.

ووجه راتني الكلام إلى وفد «الائتلاف»، قائلاً: «أنتم بنظر الروس مجانين وإرهابيين، فقال لهم (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري وقلت لهم أنا، إننا نتحاور معكم، فقال لنا (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف لماذا لا يأتون إلينا ويناقشوننا ويحاوروننا؟». ونبه الائتلاف إلى أهمية الجهود الأميركية مع روسيا. وقال «حديثنا مع الروس أدى لتبريد ملفات كثيرة، ولولا حديثنا لسحق الروس المعارضة السّوريّة، وهم قادرون على ذلك». ولفت إلى وجود فارق بين الأميركيين والروس فيما يتعلق بسورية، يتمثل في استعداد روسيا «لعمل أي شيء يخدم النظام السوري»، وأضاف: «أمّا نحن فلن نفعل معكم (المعارضة السورية) ذات الشيء».

وحذر قادة «الائتلاف» من استمرار الصراع السوري لعشرين سنة قادمة ما لم يغيروا طريقتهم باللعب. وقال: «هذا الصراع استمر خمس سنوات، وقد يستمر 15 أو 20 سنة أخرى»، وأضاف بلهجة تشوبها السخرية: «أنتم (الائتلاف) مازلتم تقومون بعملكم بالطريقة نفسها وتتوقعون نتائج مختلفة؟».

من جهة أخرى، قال راتني بحسب المصادر: «نحن لا علاقة لنا مع (حزب الاتحاد الديمقراطي) «بيدا» وإنّما لنا علاقة عسكريّة مع (وحدات حماية الشعب) «يو. بي. جي»، واصفاً تلك العلاقة بـ«الشراكة العسكريّة لقتال داعش»، وأضاف منتقداً إصرار «ميليشيا «الجيش الحر» على قتال الجيش السوري، قائلاً: «كنّا نرغب أن يكون لنا شركاء من الجيش الحر، لكن الجيش الحر يريد قتال (الرئيس بشار) الأسد بالتزامن مع قتال داعش»، واستطرد قائلاً: «المشكلة أن قتال (الرئيس) الأسد عسكريّاً ليس ضمن خطّتنا حالياً، ونحن لا يمكننا أن ننتظر ذلك».

وبين المبعوث الأميركي، حسبما نقل موقع «كلنا شركاء» المعارض عن المصادر في واشنطن، أن الأميركيين يريدون «شريكاً قوياً على الأرض» في الحرب على تنظيم داعش شرقي سورية، مشيراً إلى أن وحدات حماية الشعب «شريك قوي» بالفعل. وتوجه راتني إلى قادة الائتلاف قائلاً: «ننصحكم أن تتحدّثوا مع «بيدا»، فهم مكوّن سوري، و«بيدا» لن يختفي من الساحة السّوريّة». وكرر بأن بلاده لا تملك «شراكة سياسيّة مع «بيدا»، وأضاف: «نحن لا نعترف بمصطلح «روج آفا» (الذي يروج له حزب الاتحاد الديمقراطي) ولا ندعمه سياسيّاً، وهم يريدون الاعتراف بهم»، وبين أنه أبلغ قادة بيدا أن «طاولة المفاوضات هي التي تحدد شكل الدولة السوريّة».

وفي انتقاد مبطن لموقف «الائتلاف» المتطابق مع الموقف التركي من «بيدا»، قال راتني «بيدا قد لا يتوافقون معكم (في الائتلاف) أو مع أصدقائكم (الأتراك)، ولكن هم جزء من بلدكم، ونحن لا نريد أن يحصل تقاتل بين (وحدات حماية الشعب) والجيش الحر»، في صياغة دبلوماسية تخفي تهديداً واضحاً.

وفي رد على سؤال حول ضغط الأميركيين على «جيش سورية الجديد» المنتشر حول مدينة التنف، للتعاون مع الحشد الشعبي العراقي، قال راتني: إن بلاده لم تضغط أبداً على قوات الجيش الجديد «لكي يتعاونوا مع أحد»، من دون أن ينفي حدوث التعاون بين الجانبين.

وبالفعل أشار الرئيس المشترك لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم إلى أن راتني طلب من «الائتلاف» المعارض في إسطنبول «التواصُل معنا في الاتحاد الديمقراطي ومعي شخصياً». وتوقع مسلم في حوار صحفي نشر أمس، قيام واشنطن بـ«تطبيع سياسي» مع حزبه.

  • فريق ماسة
  • 2016-08-15
  • 13193
  • من الأرشيف

المبعوث الأمريكي الخاص لسورية يخبر المعارضة السورية: روسيا مستعدة لعمل أي شيء لخدمة الحكومة السورية أمّا نحن فلن نفعل معكم ذات الشيء

تحدثت مصادر في المعارضة السورية عن تفاصيل الاجتماع الذي جرى مؤخرا بين المبعوث  الامريكي الخاص مايكل راتني وبين قادة الائتلاف السوري المعارض، والذي حضره رئيس الائتلاف ونائبته وكبار اعضاء الهيئة السياسية ومن الطرف الامريكي رافق السيد راتني الديبلوماسيين: ماكس مارتن- جيل هتشينغز – كارين ديريك – باتريك بولاندو. وسبق لمصادر داخل «الائتلاف» أن وصفت الاجتماع «بالساخن جداً»، كما نقلها حاضرون من المعارضة السورية، وبينت ان راتني أبلغ الائتلاف «ثلاث رسائل»، ركزت الأولى على «ضرورة أن يتصل الائتلاف بالروس لأنهم يمتلكون قسماً كبيراً من مفاتيح الحل»، على حين طالبتهم الثانية بالاتصال مع رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم. أما الرسالة الثالثة فهي أن «واشنطن ليست لها مصلحة كما الائتلاف، أن تتصدر «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) الواجهة الميدانية أو السياسية أو الإعلامية» في معركة حلب. في المقابل، أوردت المصادر في واشنطن أهم ما قاله راتني خلال الاجتماع. ونقلت عن المبعوث الأميركي تأكيده لوفد الائتلاف: إن الروس مصرين على بقاء الرئيس بشار الأسد خوفاً من تكرار السيناريو الليبي في سورية. وقال: «لقد قمنا بنقاشات مع الروس فيما يخص الحل السياسي، الروس مقتنعون أنه لو رحل (الرئيس بشار) الأسد فستكون سورية مثل ليبيا»، وأشار في المقابل، إلى أن واشنطن «مصرة على سورية جديدة من دون (الرئيس) بشار الأسد». وذكر أن الروس يريدون «التعاون العسكري» مع الأميركيين، الذي اعتبره «باهظ الثمن سياسياً»، وتابع «قلنا لهم (الروس) إنه لا يمكن التقدم (بموضوع التعاون العسكري) في ظل الأوضاع الحالية». وبين أن الثقة معدومة بين الروس والأميركيين، وأشار إلى اختلاف أهداف الجانبين بالقول: «نحن نريد نهاية الحرب (في سورية)، وهم يريدون شرعية (الرئيس) الأسد». وأوضح راتني، أن بلاده تريد قتال «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام حالياً) بـ«طريقة ذكيّة»، معتبراً أن الروس «يحاربونها بطريقة غبيّة»، وذلك في إشارة إلى وجود رغبة روسية أميركية مشتركة في إنهاء هذا التنظيم المتطرف، الذي كانت واشنطن السباقة إلى وضعه على لائحة التنظيمات الإرهابية وحتى قبل أن تبادر الأمم المتحدة إلى ذلك عام 2013. ووجه راتني الكلام إلى وفد «الائتلاف»، قائلاً: «أنتم بنظر الروس مجانين وإرهابيين، فقال لهم (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري وقلت لهم أنا، إننا نتحاور معكم، فقال لنا (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف لماذا لا يأتون إلينا ويناقشوننا ويحاوروننا؟». ونبه الائتلاف إلى أهمية الجهود الأميركية مع روسيا. وقال «حديثنا مع الروس أدى لتبريد ملفات كثيرة، ولولا حديثنا لسحق الروس المعارضة السّوريّة، وهم قادرون على ذلك». ولفت إلى وجود فارق بين الأميركيين والروس فيما يتعلق بسورية، يتمثل في استعداد روسيا «لعمل أي شيء يخدم النظام السوري»، وأضاف: «أمّا نحن فلن نفعل معكم (المعارضة السورية) ذات الشيء». وحذر قادة «الائتلاف» من استمرار الصراع السوري لعشرين سنة قادمة ما لم يغيروا طريقتهم باللعب. وقال: «هذا الصراع استمر خمس سنوات، وقد يستمر 15 أو 20 سنة أخرى»، وأضاف بلهجة تشوبها السخرية: «أنتم (الائتلاف) مازلتم تقومون بعملكم بالطريقة نفسها وتتوقعون نتائج مختلفة؟». من جهة أخرى، قال راتني بحسب المصادر: «نحن لا علاقة لنا مع (حزب الاتحاد الديمقراطي) «بيدا» وإنّما لنا علاقة عسكريّة مع (وحدات حماية الشعب) «يو. بي. جي»، واصفاً تلك العلاقة بـ«الشراكة العسكريّة لقتال داعش»، وأضاف منتقداً إصرار «ميليشيا «الجيش الحر» على قتال الجيش السوري، قائلاً: «كنّا نرغب أن يكون لنا شركاء من الجيش الحر، لكن الجيش الحر يريد قتال (الرئيس بشار) الأسد بالتزامن مع قتال داعش»، واستطرد قائلاً: «المشكلة أن قتال (الرئيس) الأسد عسكريّاً ليس ضمن خطّتنا حالياً، ونحن لا يمكننا أن ننتظر ذلك». وبين المبعوث الأميركي، حسبما نقل موقع «كلنا شركاء» المعارض عن المصادر في واشنطن، أن الأميركيين يريدون «شريكاً قوياً على الأرض» في الحرب على تنظيم داعش شرقي سورية، مشيراً إلى أن وحدات حماية الشعب «شريك قوي» بالفعل. وتوجه راتني إلى قادة الائتلاف قائلاً: «ننصحكم أن تتحدّثوا مع «بيدا»، فهم مكوّن سوري، و«بيدا» لن يختفي من الساحة السّوريّة». وكرر بأن بلاده لا تملك «شراكة سياسيّة مع «بيدا»، وأضاف: «نحن لا نعترف بمصطلح «روج آفا» (الذي يروج له حزب الاتحاد الديمقراطي) ولا ندعمه سياسيّاً، وهم يريدون الاعتراف بهم»، وبين أنه أبلغ قادة بيدا أن «طاولة المفاوضات هي التي تحدد شكل الدولة السوريّة». وفي انتقاد مبطن لموقف «الائتلاف» المتطابق مع الموقف التركي من «بيدا»، قال راتني «بيدا قد لا يتوافقون معكم (في الائتلاف) أو مع أصدقائكم (الأتراك)، ولكن هم جزء من بلدكم، ونحن لا نريد أن يحصل تقاتل بين (وحدات حماية الشعب) والجيش الحر»، في صياغة دبلوماسية تخفي تهديداً واضحاً. وفي رد على سؤال حول ضغط الأميركيين على «جيش سورية الجديد» المنتشر حول مدينة التنف، للتعاون مع الحشد الشعبي العراقي، قال راتني: إن بلاده لم تضغط أبداً على قوات الجيش الجديد «لكي يتعاونوا مع أحد»، من دون أن ينفي حدوث التعاون بين الجانبين. وبالفعل أشار الرئيس المشترك لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم إلى أن راتني طلب من «الائتلاف» المعارض في إسطنبول «التواصُل معنا في الاتحاد الديمقراطي ومعي شخصياً». وتوقع مسلم في حوار صحفي نشر أمس، قيام واشنطن بـ«تطبيع سياسي» مع حزبه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة