أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الجديد فيما يحدث في العالم العربي هو أنه يحصل داخل بلدان مستقلة ولكنه لا يشكل حقبة جديدة بل شيء جديد سيغير الكثير من الأشياء على الأقل في الطريقة التي تفكر بها الحكومات والمسؤولون فيما يتعلق بشعوبهم وأيضا تغيير الطريقة التي سينظر بها الغرب والقوى العظمى إلى منطقتنا ودولنا ومسؤولينا لافتا إلى أن المهم بالنسبة لنا هو الطريقة التي ينظر بها الغرب إلى الوضع والدروس التي سيتعلمها.

وأضاف الرئيس الأسد في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نشرته أمس ردا على سؤال حول الوضع الإقليمي وما يحدث في تونس ومصر وعلاقة سورية بذلك: إن الوضع ما زال ضبابيا وليس واضحا والأمور لم تستقر وما نسمعه ونقرؤه في هذه المرحلة غير محدد ونهائي مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأمور المشتركة ولكن ليست نسخا عن بعضها.

واعتبر الرئيس الأسد أن الأمر يعود إلى اليأس قائلاً: كلما كانت هناك ثورة فإنه من الثابت أن هناك غضبا يتغذى من اليأس المرتبط بعاملين داخلي وخارجي والداخلي هو ما نلام عليه دولا ومسؤولين أما الخارجي فتلام عليه القوى العظمى وما يسميه الغرب المجتمع الدولي الذي يحصرونه بالولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى وليس العالم كله.

وقال الرئيس الأسد: إن العامل الداخلي يتعلق بالقيام بشيء يتغير لتغيير المجتمع ولا بد من مواكبة هذا التغيير كدولة ومؤسسات وتطوير المجتمع ولا بد أن يكون هناك شيء ما لتحقيق التوازن أما فيما يتعلق بالغرب فإن الأمر مرتبط بالمشكلات التي لدينا في المنطقة كغياب السلام وغزو العراق وما يحدث في أفغانستان وتداعياته الآن على باكستان ومناطق أخرى مضيفا أن ذلك قاد إلى اليأس والغضب.

وأوضح الرئيس الأسد أنه خلال العقود الثلاثة الماضية أصبحت المجتمعات أكثر انغلاقا ما قاد إلى التطرف وأن الإصلاح يحتاج إلى عقل منفتح لكي يكون المجتمع بكامله منفتحا وكذلك الأمر يتعلق بالإرادة ومشاعر الشعب وكرامته وبمشاركة المواطنين في اتخاذ القرارات المتعلقة ببلدهم.

وقال الرئيس الأسد: إذا أردت مقارنة ما يجري في مصر بسورية فعليك أن تنظر من زاوية مختلفة.. لماذا سورية مستقرة على الرغم من ظروفها الصعبة.. فمصر مدعومة ماليا من الولايات المتحدة بينما سورية تحت الحظر الذي تفرضه أغلبية دول العالم ومع ذلك لديها نمو رغم أن لديها الكثير من الاحتياجات الأساسية للناس فالأمر لا يتعلق فقط بالاحتياجات وبالإصلاح لكنه يتعلق بالعقيدة والمعتقدات والقضية.

وأضاف الرئيس الأسد أن هناك عوامل أخرى فعلى الرغم من مرور نحو عشرين عاما لبدء عملية السلام في 1991 فإن الوضع أسوأ بكثير الآن من تلك المرحلة الأمر الذي ولد اليأس وأن الخط البياني مع مرور الوقت أخذ في الهبوط.

ورأى الرئيس الأسد بأنه عندما يكون هناك اختلاف بين سياسات الحكومات ومعتقدات الناس ومصالحهم سيؤدي ذلك إلى الفراغ الذي يخلق الاضطراب مضيفا أن شعوب المنطقة لا تعيش فقط على المصالح بل أيضاً على المعتقدات ولكن لا يكون بالإمكان فهم ما يجري فيها إلا إن أخذت هذه العلاقة بعين الاعتبار.

وردا على سؤال حول عملية الإصلاح في سورية وما تتأثر به قال الرئيس الأسد إن الإصلاح قائم في سورية وينطلق من مبدأ إشراك الشعب في صنع القرار وممارسة الحوار وجعله بناء وهذا ما جرى خلال السنوات الماضية مبينا أن استقرار سورية يعود إلى الموازنة بين الاحتياجات والإصلاح وبين العقيدة والمعتقدات والقضية.

وأوضح الرئيس الأسد أن الإصلاح في سورية يتأثر بالظروف المحيطة لافتا إلى ما حدث في العراق ولبنان وتأثير ذلك على التسلسل الزمني للإصلاح نظرا لعدم القدرة على التحكم بالأحداث.

وردا على سؤال حول تشكيل حكومة جديدة في لبنان وفيما إذا كان الوضع يسير نحو تحقيق بعض الاستقرار أشار الرئيس الأسد إلى الانتقال السلس بين الحكومتين وقال إن السؤال الآن هو من أي نوع ستكون هذه الحكومة وهل هي حكومة وحدة وطنية معتبرا أنه من دون حكومة وحدة وطنية لن يكون هاما جدا موضوع الأغلبية أو الأقلية وأن كل شيء يسير حتى الآن على ما يرام آملا في أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال هذا الأسبوع معربا عن اعتقاده بأن الوضع يتجه للأفضل أو نحو التأكد من أن الأمور تسير بشكل طبيعي وسلس دون أي صراع.

وحول كيف ترى سورية عملية السلام وهل تبدو ميتة أوضح الرئيس الأسد أن هذه العملية ليست ميتة لأن موتها يعني الاستعداد لحرب قادمة وهذا ليس في مصلحة أحد مضيفا أن إسرائيل تعلمت درسا بفشلها في حرب تموز 2006 وأن التكنولوجيا تغيرت وكذلك المعتقدات والتكتيكات.

وقال الرئيس الأسد: إن السلام الشامل في المنطقة مهم جدا لأنه يؤدي إلى السلام الحقيقي والحل الحقيقي مشيرا إلى أن الإسرائيليين والأميركيين ليسوا منهجيين وواقعيين في الطريقة التي يتعاملون بها مع عملية السلام خلال 2010 وجعلوا الوضع أسوأ والوقت الحالي أصبح أكثر صعوبة للبدء أو استئناف المفاوضات.

وبشأن العلاقات السورية الإيرانية وإمكانية تحسن العلاقة السورية مع الولايات المتحدة في ظل علاقتها الاستراتيجية مع إيران قال الرئيس الأسد: إن إيران بلد كبير ومهم من حيث الجغرافيا السياسية ولا يمكن لأحد تجاهلها مشيرا في الوقت نفسه إلى أن إيران تدعم مواقف سورية وعملية السلام في المنطقة وأضاف الرئيس الأسد: إن المبدأ الأساسي في السياسة أن تحسن علاقاتك مع كل البلدان لا أن تجعلها تسوء وخصوصا في منطقة تحتاج إلى بلد كبير كإيران.

وردا على سؤال حول كيفية إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وفيما إذا كانت سورية ستسمح لوكالة الطاقة الذرية بالتفتيش في أراضيها قال الرئيس الأسد: إن سورية عندما كانت عضوا في مجلس الأمن لعامي 2002/2003 تقدمت بمشروع قرار لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ولكن إدارة بوش عارضت ذلك لأن مثل هذا القرار سوف يشمل إسرائيل.

وأضاف بشأن تفتيش الوكالة الدولية في سورية: نحن نناقش مع الوكالة هذه المسألة بجوانبها التقنية والقانونية وهناك تعاون بين سورية والوكالة فيما يتعلق بالأشياء العادية حسب القواعد موضحا أنهم طلبوا من سورية توقيع البروتوكول الإضافي الذي يمكنهم من المجيء بأي وقت ولكن سورية لن توقع ذلك لأنها من الدول الموقعة على معاهدة عدم الانتشار ولن تسمح للوكالة بالتحقيق في أي شيء تحت عنوان فحص الأنشطة النووية مؤكدا أن هذا شيء يتعلق بالسيادة وسيساء استخدامه.

  • فريق ماسة
  • 2011-01-31
  • 12492
  • من الأرشيف

الرئيس الأسد لـ وول ستريت :الاختلاف بين سياسات الحكومات ومعتقدات الناس سيؤدي إلى الفراغ

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الجديد فيما يحدث في العالم العربي هو أنه يحصل داخل بلدان مستقلة ولكنه لا يشكل حقبة جديدة بل شيء جديد سيغير الكثير من الأشياء على الأقل في الطريقة التي تفكر بها الحكومات والمسؤولون فيما يتعلق بشعوبهم وأيضا تغيير الطريقة التي سينظر بها الغرب والقوى العظمى إلى منطقتنا ودولنا ومسؤولينا لافتا إلى أن المهم بالنسبة لنا هو الطريقة التي ينظر بها الغرب إلى الوضع والدروس التي سيتعلمها. وأضاف الرئيس الأسد في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نشرته أمس ردا على سؤال حول الوضع الإقليمي وما يحدث في تونس ومصر وعلاقة سورية بذلك: إن الوضع ما زال ضبابيا وليس واضحا والأمور لم تستقر وما نسمعه ونقرؤه في هذه المرحلة غير محدد ونهائي مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأمور المشتركة ولكن ليست نسخا عن بعضها. واعتبر الرئيس الأسد أن الأمر يعود إلى اليأس قائلاً: كلما كانت هناك ثورة فإنه من الثابت أن هناك غضبا يتغذى من اليأس المرتبط بعاملين داخلي وخارجي والداخلي هو ما نلام عليه دولا ومسؤولين أما الخارجي فتلام عليه القوى العظمى وما يسميه الغرب المجتمع الدولي الذي يحصرونه بالولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى وليس العالم كله. وقال الرئيس الأسد: إن العامل الداخلي يتعلق بالقيام بشيء يتغير لتغيير المجتمع ولا بد من مواكبة هذا التغيير كدولة ومؤسسات وتطوير المجتمع ولا بد أن يكون هناك شيء ما لتحقيق التوازن أما فيما يتعلق بالغرب فإن الأمر مرتبط بالمشكلات التي لدينا في المنطقة كغياب السلام وغزو العراق وما يحدث في أفغانستان وتداعياته الآن على باكستان ومناطق أخرى مضيفا أن ذلك قاد إلى اليأس والغضب. وأوضح الرئيس الأسد أنه خلال العقود الثلاثة الماضية أصبحت المجتمعات أكثر انغلاقا ما قاد إلى التطرف وأن الإصلاح يحتاج إلى عقل منفتح لكي يكون المجتمع بكامله منفتحا وكذلك الأمر يتعلق بالإرادة ومشاعر الشعب وكرامته وبمشاركة المواطنين في اتخاذ القرارات المتعلقة ببلدهم. وقال الرئيس الأسد: إذا أردت مقارنة ما يجري في مصر بسورية فعليك أن تنظر من زاوية مختلفة.. لماذا سورية مستقرة على الرغم من ظروفها الصعبة.. فمصر مدعومة ماليا من الولايات المتحدة بينما سورية تحت الحظر الذي تفرضه أغلبية دول العالم ومع ذلك لديها نمو رغم أن لديها الكثير من الاحتياجات الأساسية للناس فالأمر لا يتعلق فقط بالاحتياجات وبالإصلاح لكنه يتعلق بالعقيدة والمعتقدات والقضية. وأضاف الرئيس الأسد أن هناك عوامل أخرى فعلى الرغم من مرور نحو عشرين عاما لبدء عملية السلام في 1991 فإن الوضع أسوأ بكثير الآن من تلك المرحلة الأمر الذي ولد اليأس وأن الخط البياني مع مرور الوقت أخذ في الهبوط. ورأى الرئيس الأسد بأنه عندما يكون هناك اختلاف بين سياسات الحكومات ومعتقدات الناس ومصالحهم سيؤدي ذلك إلى الفراغ الذي يخلق الاضطراب مضيفا أن شعوب المنطقة لا تعيش فقط على المصالح بل أيضاً على المعتقدات ولكن لا يكون بالإمكان فهم ما يجري فيها إلا إن أخذت هذه العلاقة بعين الاعتبار. وردا على سؤال حول عملية الإصلاح في سورية وما تتأثر به قال الرئيس الأسد إن الإصلاح قائم في سورية وينطلق من مبدأ إشراك الشعب في صنع القرار وممارسة الحوار وجعله بناء وهذا ما جرى خلال السنوات الماضية مبينا أن استقرار سورية يعود إلى الموازنة بين الاحتياجات والإصلاح وبين العقيدة والمعتقدات والقضية. وأوضح الرئيس الأسد أن الإصلاح في سورية يتأثر بالظروف المحيطة لافتا إلى ما حدث في العراق ولبنان وتأثير ذلك على التسلسل الزمني للإصلاح نظرا لعدم القدرة على التحكم بالأحداث. وردا على سؤال حول تشكيل حكومة جديدة في لبنان وفيما إذا كان الوضع يسير نحو تحقيق بعض الاستقرار أشار الرئيس الأسد إلى الانتقال السلس بين الحكومتين وقال إن السؤال الآن هو من أي نوع ستكون هذه الحكومة وهل هي حكومة وحدة وطنية معتبرا أنه من دون حكومة وحدة وطنية لن يكون هاما جدا موضوع الأغلبية أو الأقلية وأن كل شيء يسير حتى الآن على ما يرام آملا في أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال هذا الأسبوع معربا عن اعتقاده بأن الوضع يتجه للأفضل أو نحو التأكد من أن الأمور تسير بشكل طبيعي وسلس دون أي صراع. وحول كيف ترى سورية عملية السلام وهل تبدو ميتة أوضح الرئيس الأسد أن هذه العملية ليست ميتة لأن موتها يعني الاستعداد لحرب قادمة وهذا ليس في مصلحة أحد مضيفا أن إسرائيل تعلمت درسا بفشلها في حرب تموز 2006 وأن التكنولوجيا تغيرت وكذلك المعتقدات والتكتيكات. وقال الرئيس الأسد: إن السلام الشامل في المنطقة مهم جدا لأنه يؤدي إلى السلام الحقيقي والحل الحقيقي مشيرا إلى أن الإسرائيليين والأميركيين ليسوا منهجيين وواقعيين في الطريقة التي يتعاملون بها مع عملية السلام خلال 2010 وجعلوا الوضع أسوأ والوقت الحالي أصبح أكثر صعوبة للبدء أو استئناف المفاوضات. وبشأن العلاقات السورية الإيرانية وإمكانية تحسن العلاقة السورية مع الولايات المتحدة في ظل علاقتها الاستراتيجية مع إيران قال الرئيس الأسد: إن إيران بلد كبير ومهم من حيث الجغرافيا السياسية ولا يمكن لأحد تجاهلها مشيرا في الوقت نفسه إلى أن إيران تدعم مواقف سورية وعملية السلام في المنطقة وأضاف الرئيس الأسد: إن المبدأ الأساسي في السياسة أن تحسن علاقاتك مع كل البلدان لا أن تجعلها تسوء وخصوصا في منطقة تحتاج إلى بلد كبير كإيران. وردا على سؤال حول كيفية إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وفيما إذا كانت سورية ستسمح لوكالة الطاقة الذرية بالتفتيش في أراضيها قال الرئيس الأسد: إن سورية عندما كانت عضوا في مجلس الأمن لعامي 2002/2003 تقدمت بمشروع قرار لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ولكن إدارة بوش عارضت ذلك لأن مثل هذا القرار سوف يشمل إسرائيل. وأضاف بشأن تفتيش الوكالة الدولية في سورية: نحن نناقش مع الوكالة هذه المسألة بجوانبها التقنية والقانونية وهناك تعاون بين سورية والوكالة فيما يتعلق بالأشياء العادية حسب القواعد موضحا أنهم طلبوا من سورية توقيع البروتوكول الإضافي الذي يمكنهم من المجيء بأي وقت ولكن سورية لن توقع ذلك لأنها من الدول الموقعة على معاهدة عدم الانتشار ولن تسمح للوكالة بالتحقيق في أي شيء تحت عنوان فحص الأنشطة النووية مؤكدا أن هذا شيء يتعلق بالسيادة وسيساء استخدامه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة