تؤكد كل المعطيات ان الاميركي وحلفاءه الغربيين ومنهم السعودية وتركيا  مستمرون ليس فقط في تعطيل الحل السياسي للأزمة في سوريا , بل في الدفع باتجاه زيادة نزيف الدم واطالة عمر الازمة , وهو الامر الذي اظهرته الوقائع الجديدة بعد العملية العسكرية التي قام بها الجيش السوري وحلفاؤه لاستعادة ريف حلب الشمالي والاحياء الشرقية في المدينة التي تحتلها المجموعات الارهابية منذ حوالي اربع سنوات .

 ومن دون التوقف عند عشرات بل مئات الامثلة على ما يقوم به الاميركي وحلفاؤه لتسعير نار الحرب في سوريا من خلال تسليح ودعم وتمويل المجموعات الارهابية وكذلك المشاركة المباشرة احيانا كثيرة في الحرب الكونية ضد الدولة السورية ,فان ما صدر من مواقف اميركية وغربية في الايام الماضية بعد تمكن الجيش السوري من محاصرة المسلحين في الاحياء الشرقية لمدينة حلب يؤكد بوضوح على هذا السلوك الجهنمي لكل هذا التحالف الذي سعى وما زال يسعى لتفتيت سوريا افساحا امام سيطرة الارهابيين عليها على غرار ما حصل في ليبيا .

 ولهذا يبدو جليا ان الاستنفار الاميركي والغربي ازاء محاصرة المسلحين بعد الهزائم التي اصابتهم في الكاستيلو والليرمون يؤكد مدى القلق الذي يعيشه هذا الحلف مما اصاب ويصيب المجموعات الارهابية بدءا من جبهة النصرة التي غيرت جلدها ارضاءا للاميركي والسعودي والا لماذا اقام هؤلاء الدنيا ولم يقعدوها حيال حصار الارهابيين ’ مع ان السوري والروسي  ابديا الحرص الكامل على حماية المدنيين من خلال فتح معابر لهم وحتى خروج المسلحين , حتى ان مصادر دبلوماسية تكشف ان الاميركي لوح عبر اتصالاته مع الجانب الروسي بفتح جبهة درعا حتى القنيطرة لكن الجانب الروسي كان حاسما بان المهلة التي اعطيت للمسلحين للخروج من الاحياء الشرقية للمدينة لن تستمر طويلا ,بل ان الروسي ابلغ الاميركيين بان عدم تعاون واشنطن واستمرار حال التذبذب في موقف الادارة الاميركية سيؤدي الى رد فعل معاكس يأخذ بالاعتبار الامور الاتية :

 _ ان معركة حلب ستمتد نحو باقي اريافها في حال عدم فك الارتباط بين من تسميهم واشنطن المجموعات المعتدلة وجبهة النصرة وبالتالي فعمليات القصف الجوي لن تتغيير من حيث شمولها كل المسلحين اذا لم يحصل هذا الانفكاك .

 _ ان يصار الى اجراء تغييرات اساسية في تمثيل الاطراف المنضوية ضمن ما يسمى المعارضة بحيث لاتقتصر المشاركة على ما يسمى الائتلاف المعارض بل كل الاطراف في الداخل والخارج بالاضافة الى اجراء تغييرات داخل وفد الائتلاف المذكور بعد ان ثبت في لقاءات جنيف ان وفد الائتلاف كانت مهمته افشال المفاوضات .

انطلاقا من كل ذلك , تكشف المصادر الدبلوماسية ان التعاطي الروسي في الاسابيع الاخيرة مع الازمة السورية عموما ومع السلوك الاميركي خصوصا بات اكثر حسما مما ظهر بعد قيام الروسي بسحب بعض الاسلحة المتطورة التي كانت شاركت في عاصفة السوخوي , وبالتالي فالموقف الروسي اصبح اكثر تشددا  مع الاميركي وحلفائه خصوصا ان تجربة الجانب الروسي مع المفاوض الاميركي اثبتت ان كل ما يعمل له هو اطالة  الأزمة ومعها نزيف الدم وحتى استنزاف الدولة الروسية طالما انه  غير قادر على تحقيق شروطه في المفاوضات بعد عجز التنظيمات الارهابية عن تحقيقها بالميدان .

  • فريق ماسة
  • 2016-08-02
  • 14095
  • من الأرشيف

الدجل الاميركي ... دفع الروسي للتشدد

تؤكد كل المعطيات ان الاميركي وحلفاءه الغربيين ومنهم السعودية وتركيا  مستمرون ليس فقط في تعطيل الحل السياسي للأزمة في سوريا , بل في الدفع باتجاه زيادة نزيف الدم واطالة عمر الازمة , وهو الامر الذي اظهرته الوقائع الجديدة بعد العملية العسكرية التي قام بها الجيش السوري وحلفاؤه لاستعادة ريف حلب الشمالي والاحياء الشرقية في المدينة التي تحتلها المجموعات الارهابية منذ حوالي اربع سنوات .  ومن دون التوقف عند عشرات بل مئات الامثلة على ما يقوم به الاميركي وحلفاؤه لتسعير نار الحرب في سوريا من خلال تسليح ودعم وتمويل المجموعات الارهابية وكذلك المشاركة المباشرة احيانا كثيرة في الحرب الكونية ضد الدولة السورية ,فان ما صدر من مواقف اميركية وغربية في الايام الماضية بعد تمكن الجيش السوري من محاصرة المسلحين في الاحياء الشرقية لمدينة حلب يؤكد بوضوح على هذا السلوك الجهنمي لكل هذا التحالف الذي سعى وما زال يسعى لتفتيت سوريا افساحا امام سيطرة الارهابيين عليها على غرار ما حصل في ليبيا .  ولهذا يبدو جليا ان الاستنفار الاميركي والغربي ازاء محاصرة المسلحين بعد الهزائم التي اصابتهم في الكاستيلو والليرمون يؤكد مدى القلق الذي يعيشه هذا الحلف مما اصاب ويصيب المجموعات الارهابية بدءا من جبهة النصرة التي غيرت جلدها ارضاءا للاميركي والسعودي والا لماذا اقام هؤلاء الدنيا ولم يقعدوها حيال حصار الارهابيين ’ مع ان السوري والروسي  ابديا الحرص الكامل على حماية المدنيين من خلال فتح معابر لهم وحتى خروج المسلحين , حتى ان مصادر دبلوماسية تكشف ان الاميركي لوح عبر اتصالاته مع الجانب الروسي بفتح جبهة درعا حتى القنيطرة لكن الجانب الروسي كان حاسما بان المهلة التي اعطيت للمسلحين للخروج من الاحياء الشرقية للمدينة لن تستمر طويلا ,بل ان الروسي ابلغ الاميركيين بان عدم تعاون واشنطن واستمرار حال التذبذب في موقف الادارة الاميركية سيؤدي الى رد فعل معاكس يأخذ بالاعتبار الامور الاتية :  _ ان معركة حلب ستمتد نحو باقي اريافها في حال عدم فك الارتباط بين من تسميهم واشنطن المجموعات المعتدلة وجبهة النصرة وبالتالي فعمليات القصف الجوي لن تتغيير من حيث شمولها كل المسلحين اذا لم يحصل هذا الانفكاك .  _ ان يصار الى اجراء تغييرات اساسية في تمثيل الاطراف المنضوية ضمن ما يسمى المعارضة بحيث لاتقتصر المشاركة على ما يسمى الائتلاف المعارض بل كل الاطراف في الداخل والخارج بالاضافة الى اجراء تغييرات داخل وفد الائتلاف المذكور بعد ان ثبت في لقاءات جنيف ان وفد الائتلاف كانت مهمته افشال المفاوضات . انطلاقا من كل ذلك , تكشف المصادر الدبلوماسية ان التعاطي الروسي في الاسابيع الاخيرة مع الازمة السورية عموما ومع السلوك الاميركي خصوصا بات اكثر حسما مما ظهر بعد قيام الروسي بسحب بعض الاسلحة المتطورة التي كانت شاركت في عاصفة السوخوي , وبالتالي فالموقف الروسي اصبح اكثر تشددا  مع الاميركي وحلفائه خصوصا ان تجربة الجانب الروسي مع المفاوض الاميركي اثبتت ان كل ما يعمل له هو اطالة  الأزمة ومعها نزيف الدم وحتى استنزاف الدولة الروسية طالما انه  غير قادر على تحقيق شروطه في المفاوضات بعد عجز التنظيمات الارهابية عن تحقيقها بالميدان .

المصدر : العهد/ حسن سلامة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة