ما سمي بالمرحلة الثالثة من هجوم «الغضب لحلب»، لم يكن احسن حالاً من المرحلتين الأولى والثانية. لم يأت «النصر» الموعود سوى من قناة «الجزيرة» القطرية، بأن المهاجمين، من عصابات «جيش الفتح»، استولت على منطقة الراموسة الحيوية. على الارض، المعلومات المتقاطعة كانت تقول بانكسار الهجمات. التقدم اليتيم جرى في قرية الحويز، وهو بكل الاحوال لم يبدل شيئا يذكر في المشهد الاستراتيجي لـ«الطوق الحلبي».

 في موسكو صمت شبه مطلق في ما بعد اسقاط الطوافة الروسية في سماء ادلب. التصريح شبه اليتيم الذي صدر بالأمس كان ردا على دعوة وزير الخارجية الاميركي جون كيري لموسكو ودمشق بعدم التحرك عسكريا! المتحدث الروسي اتهم واشنطن بممارسة «حيل ممنوعة» كلما حقق الجيش السوري تقدما على الارض.

التضخيم الاعلامي لما يجري على ساحات المواجهة اكبر مما انجز فعليا. التقديرات في الوسائل الاعلامية الغربية بأن المواجهات الحالية مفصلية في مسيرة الصراع السوري، وهي ربما تكون كذلك، ذلك ان فصائل «جيش الفتح» على تنويعاتها «الجهادية»، حشدت الكثير من قواتها من جبهات اخرى نحو معركة حلب، من دون ان تسجل انجازا عسكريا يذكر.

ومعركة الساعات التي تحدثت عنها فصائل المسلحين، تتحول الى ايام. التقدمات المحدودة سجلت في مناطق مدرسة الحكمة والمشرفة وقرية الحويز، كما يؤكد مصدر ميداني لـ «السفير». يلخص مصدر مطلع ايضا المشهد بالقول إنه «جرى استعياب صدمة الهجوم الاول، وجرت اعادة ترتيب للصفوف، ثم تم الانتقال الى مرحلة الرد والاسترجاع». وليلا، تناقلت مواقع المسلحين اعترافات بنجاح الجيش والحلفاء باسترجاع تلة الجمعيات وتلة المحروقات وتلة الصنوبرات.

السؤال الذي تردد في اليومين الاخيرين في ظل التهويل الاعلامي للجهات المؤيدة والممولة للمسلحين، بما في ذلك عواصم غربية كباريس ولندن وواشنطن، ودعاة التحريض الجهادي في الاوساط الخليجية، عما اذا كان الهجوم الحلبي هذا، سيكون الاخير بهذا الحجم للفصائل. العديد من التقديرات تشير الى عملية هجوم يائس، وكأنه «الاخير، بعدما نقلت قوافل القوات من الخطوط الادلبية تحديدا نحو ما وصفه مصدر مطلع بانه «مقتلة» انزلت بهم على جبهات الطوق الحلبي للجيش والحلفاء.

السؤال الاخر الملحّ يرتبط بما اذا كان الهجوم، وإسقاط المروحية الروسية في ادلب، يشكلان نعيا مبكرا للتفاهمات الاميركية ـ الروسية، خصوصا ان التقديرات الروسية تشير الى ان الطوافة اسقطت بصاروخ حراري، باتت فصائل «جيش الفتح» بما فيها «النصرة وأخواتها» تمتلكه بشكل واسع في الجبهات السورية، بعد عمليات التسليح الاميركي التركي الخليجي الواسع.

لكن في التقديرات ايضا، ان الهجوم اليائس، قد يساهم في تسريع معادلة الحسم. واختصر مصدر مطلع تطورات جبهات القتال خلال الايام الاربعة الماضية كالتالي:

اولاً، القى «جيش الفتح»، الغطاء التمويهي لـ «جبهة النصرة» المصنفة ارهابية، كامل اوراقه القتالية، وأهمها استخدام المفخخات عبر هجمات مفاجئة واختيار «مدرسة الحكمة» كنقطة انطلاق للهجوم نحو الداخل الحلبي عبر جبهة تمتد 20 كيلومترا.

ثانياً، الاعتماد على ثقل الحزب التركستاني (الايغور الصينيين) من الانغماسيين، وهم الفئة الاكثر شراسة في الاقتحام.

ثالثاً: استخدام «مدرسة الحكمة» للوصول الى «المشروع 1070» ومن ثم الى الحمدانية.

رابعاً، التركيز على الهدف الابعد وهو الوصول الى الراموسة، وتحويل معركة حلب من معركة محاصر عبر الكاستيلو، الى معركة محاصر عبر الراموسة.

خامساً، ورقتان استخدمتا بالأمس في هجوم عبر غرب حلب، في حلب الجديدة و»منشرة منيان» للمشاغلة، ثم الهجوم على الراموسة من قلب حلب المحاصرة شرقا وتحديدا من منطقة مصنع سادكوب وحي العامرية، بعد تفجير نفق، لكن الهجومين فشلا.

وأكد مصدر ميداني لـ «السفير» أن الحركة استؤنفت على طريق الراموسة تحت اشراف الجيش بعدما كان الجيش قطعها تحسباً.

«اكبر ملاحم الجهاد الشامي» قال المحرّض السعودي عبد الله المحيسني، ورامي عبد الرحمن من «المرصد السوري» المعارض، أقر بأن المعركة ستقرر مصير حلب واريافها وأنها الأضخم منذ غزوة تموز في العام 2012.

وتلاحظ المصادر ان الحشد الاستثنائي للفصائل المسلحة في هذه المعركة ارتبطت ايضا بحملة التهويل الغربية بعد استرجاع الجيش السوري لمنطقة الكاستيلو، في ما بدا كأنه غطاء سياسي للهجوم الميداني في رسالة تريد التأكيد على ضرورة المحافظة على «الستاتيكو» القائم في الشمال السوري، وتحديدا للروسي والسوري والايراني، بأنه حتى لو كانت تركيا منشغلة في هموم الانقلاب الداخلي، الا انه من المحظور كسر المشهد في الشمال السوري.

يمكن فهم تهمة الغازات السامة التي روجت مواقع المسلحين بأن الجيش استخدمها في قصف على مدينة سراقب في ادلب، وهي بحسب المصادر جزء من منظومة المعركة الدائرة لمنع تبديل المشهد السوري. وبكل الاحوال، اتهم الجيش من جهته المسلحين باستخدام غاز الكلور في قصف على حلب.

وقال متحدث باسم «الدفاع المدني» في سراقب إن 33 شخصا معظمهم من النساء والأطفال تأثروا بالغاز في بلدة سراقب ناشراً تسجيلا مصورا على يوتيوب يظهر فيه عدد من الرجال يحاولون التنفس بصعوبة ويزودهم أفراد يرتدون زي الدفاع المدني بأقنعة أوكسجين. ولم يحدد المتحدث طبيعة الغاز المستخدم في الهجوم المفترض.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي انه «إن صح هذا فسيكون شديد الخطورة»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «لا يمكنها تأكيد صحة التقارير» التي وردت من منطقة يسيطر عليها المسلحون.

ومن جهتها، ذكرت وكالة «سانا» أن المسلحين أطلقوا صواريخ محملة بغاز سام على الحي الذي تسيطر عليه الحكومة في مدينة حلب ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثمانية بصعوبات في التنفس.

ريابكوف وكيري

قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، لوكالة «نوفوستي» إنه «فور حصول تقدم فعلي في المعارك ضد الارهابيين حققه الجيش السوري بدعم منا، بدأ الاميركيون اعتماد اساليب ملتوية وطالبونا بوقف قتال الارهابيين»، معتبراً انه «من غير المناسب على الاطلاق تأمين غطاء» للفصائل المسلحة.

وكان كيري قد طالب أمس الاول روسيا والجيش السوري بضبط النفس في العمليات العسكرية في حلب.وقال كيري في اشارة الى موعد الاول من آب المحدد مبدئيا لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا إنه «بين تاريخ الاعلان عن هذا الموعد (الاول من آب) واليوم، تم هدر كل هذا الوقت في محاولة لإقرار وقف لإطلاق النار يتم التقيد به»، مضيفا «سنرى خلال الساعات او الايام المقبلة ما اذا كان بالإمكان تعديل هذه الدينامية».

واعتبر ريابكوف هذه التصريحات بمثابة انذار و»ابتزاز». وقال «أن نسمع واشنطن تقول إن الساعات والايام المقبلة ستكون حاسمة، فهذا يوازي توجيه انذار بلهجة غير مقبولة. انه بالنسبة الي ابتزاز معهود اعتاد عليه الاميركيون».

وقال ريابكوف إن اميركا «ليست مستعدة لعملية فصل الإرهابيين عن المعارضة المعتدلة». وأضاف «أود أن أقول إننا أكدنا للاميركيين أكثر من مرة أنه بعد كل جولة مفاوضات مغلقة وبعد التوصل إلى اتفاقيات معينة تقوم واشنطن بطرح مطالب إضافية جديدة تكسر التوازن وتعرقل التقدم»، مؤكداً ان «روسيا عندما بدأت عملية حلب، توجهت قبل كل شيء بدعوة تعاون إلى أميركا، والدعوة مازالت قائمة».

ولفت إلى ان «الاتصالات مستمرة (مع الولايات المتحدة حول سوريا) عبر قنوات مختلفة، تشارك فيها وزارتي الخارجية والدفاع، ولكننا نقّيم التصريحات التي نسمعها من شركائنا الاميركيين بأنها بغيضة».

وشدد على أنه «فور حدوث تقدم ملموس للحكومة السورية والقوات المسلحة السورية بدعم منّا في مجال محاربة الإرهابيين في سوريا، بدأ الأميركيون باللجوء إلى حيل ممنوعة، والمطالبة بوقف محاربة الإرهابيين عمليا، وإن لم يبدأوا بالترويج للنهج الذي يسلكه أكثر معارضي السلطات السورية شراسة وصرامة، لكنهم بدأوا على أقل تقدير بالتستر على هذه الأعمال لفظيا».

وفي واشنطن، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما إن الولايات المتحدة لا تزال تسعى الى التعاون مع روسيا لإيجاد حلول ديبلوماسية للنزاع في سوريا رغم العلاقة «الصعبة» بين البلدين. وقال إن العلاقات الصعبة مع روسيا «لن تمنعنا ايضا من السعي للوصول الى انتقال سياسي في سوريا يضع حدا للعذاب هناك».

  • فريق ماسة
  • 2016-08-02
  • 12611
  • من الأرشيف

حلب: فشل اقتحام الراموسة وهجوم اليأس الأخير؟...موسكو: الأميركيون يخادعون كلما تقدم السوريون ميدانياً

ما سمي بالمرحلة الثالثة من هجوم «الغضب لحلب»، لم يكن احسن حالاً من المرحلتين الأولى والثانية. لم يأت «النصر» الموعود سوى من قناة «الجزيرة» القطرية، بأن المهاجمين، من عصابات «جيش الفتح»، استولت على منطقة الراموسة الحيوية. على الارض، المعلومات المتقاطعة كانت تقول بانكسار الهجمات. التقدم اليتيم جرى في قرية الحويز، وهو بكل الاحوال لم يبدل شيئا يذكر في المشهد الاستراتيجي لـ«الطوق الحلبي».  في موسكو صمت شبه مطلق في ما بعد اسقاط الطوافة الروسية في سماء ادلب. التصريح شبه اليتيم الذي صدر بالأمس كان ردا على دعوة وزير الخارجية الاميركي جون كيري لموسكو ودمشق بعدم التحرك عسكريا! المتحدث الروسي اتهم واشنطن بممارسة «حيل ممنوعة» كلما حقق الجيش السوري تقدما على الارض. التضخيم الاعلامي لما يجري على ساحات المواجهة اكبر مما انجز فعليا. التقديرات في الوسائل الاعلامية الغربية بأن المواجهات الحالية مفصلية في مسيرة الصراع السوري، وهي ربما تكون كذلك، ذلك ان فصائل «جيش الفتح» على تنويعاتها «الجهادية»، حشدت الكثير من قواتها من جبهات اخرى نحو معركة حلب، من دون ان تسجل انجازا عسكريا يذكر. ومعركة الساعات التي تحدثت عنها فصائل المسلحين، تتحول الى ايام. التقدمات المحدودة سجلت في مناطق مدرسة الحكمة والمشرفة وقرية الحويز، كما يؤكد مصدر ميداني لـ «السفير». يلخص مصدر مطلع ايضا المشهد بالقول إنه «جرى استعياب صدمة الهجوم الاول، وجرت اعادة ترتيب للصفوف، ثم تم الانتقال الى مرحلة الرد والاسترجاع». وليلا، تناقلت مواقع المسلحين اعترافات بنجاح الجيش والحلفاء باسترجاع تلة الجمعيات وتلة المحروقات وتلة الصنوبرات. السؤال الذي تردد في اليومين الاخيرين في ظل التهويل الاعلامي للجهات المؤيدة والممولة للمسلحين، بما في ذلك عواصم غربية كباريس ولندن وواشنطن، ودعاة التحريض الجهادي في الاوساط الخليجية، عما اذا كان الهجوم الحلبي هذا، سيكون الاخير بهذا الحجم للفصائل. العديد من التقديرات تشير الى عملية هجوم يائس، وكأنه «الاخير، بعدما نقلت قوافل القوات من الخطوط الادلبية تحديدا نحو ما وصفه مصدر مطلع بانه «مقتلة» انزلت بهم على جبهات الطوق الحلبي للجيش والحلفاء. السؤال الاخر الملحّ يرتبط بما اذا كان الهجوم، وإسقاط المروحية الروسية في ادلب، يشكلان نعيا مبكرا للتفاهمات الاميركية ـ الروسية، خصوصا ان التقديرات الروسية تشير الى ان الطوافة اسقطت بصاروخ حراري، باتت فصائل «جيش الفتح» بما فيها «النصرة وأخواتها» تمتلكه بشكل واسع في الجبهات السورية، بعد عمليات التسليح الاميركي التركي الخليجي الواسع. لكن في التقديرات ايضا، ان الهجوم اليائس، قد يساهم في تسريع معادلة الحسم. واختصر مصدر مطلع تطورات جبهات القتال خلال الايام الاربعة الماضية كالتالي: اولاً، القى «جيش الفتح»، الغطاء التمويهي لـ «جبهة النصرة» المصنفة ارهابية، كامل اوراقه القتالية، وأهمها استخدام المفخخات عبر هجمات مفاجئة واختيار «مدرسة الحكمة» كنقطة انطلاق للهجوم نحو الداخل الحلبي عبر جبهة تمتد 20 كيلومترا. ثانياً، الاعتماد على ثقل الحزب التركستاني (الايغور الصينيين) من الانغماسيين، وهم الفئة الاكثر شراسة في الاقتحام. ثالثاً: استخدام «مدرسة الحكمة» للوصول الى «المشروع 1070» ومن ثم الى الحمدانية. رابعاً، التركيز على الهدف الابعد وهو الوصول الى الراموسة، وتحويل معركة حلب من معركة محاصر عبر الكاستيلو، الى معركة محاصر عبر الراموسة. خامساً، ورقتان استخدمتا بالأمس في هجوم عبر غرب حلب، في حلب الجديدة و»منشرة منيان» للمشاغلة، ثم الهجوم على الراموسة من قلب حلب المحاصرة شرقا وتحديدا من منطقة مصنع سادكوب وحي العامرية، بعد تفجير نفق، لكن الهجومين فشلا. وأكد مصدر ميداني لـ «السفير» أن الحركة استؤنفت على طريق الراموسة تحت اشراف الجيش بعدما كان الجيش قطعها تحسباً. «اكبر ملاحم الجهاد الشامي» قال المحرّض السعودي عبد الله المحيسني، ورامي عبد الرحمن من «المرصد السوري» المعارض، أقر بأن المعركة ستقرر مصير حلب واريافها وأنها الأضخم منذ غزوة تموز في العام 2012. وتلاحظ المصادر ان الحشد الاستثنائي للفصائل المسلحة في هذه المعركة ارتبطت ايضا بحملة التهويل الغربية بعد استرجاع الجيش السوري لمنطقة الكاستيلو، في ما بدا كأنه غطاء سياسي للهجوم الميداني في رسالة تريد التأكيد على ضرورة المحافظة على «الستاتيكو» القائم في الشمال السوري، وتحديدا للروسي والسوري والايراني، بأنه حتى لو كانت تركيا منشغلة في هموم الانقلاب الداخلي، الا انه من المحظور كسر المشهد في الشمال السوري. يمكن فهم تهمة الغازات السامة التي روجت مواقع المسلحين بأن الجيش استخدمها في قصف على مدينة سراقب في ادلب، وهي بحسب المصادر جزء من منظومة المعركة الدائرة لمنع تبديل المشهد السوري. وبكل الاحوال، اتهم الجيش من جهته المسلحين باستخدام غاز الكلور في قصف على حلب. وقال متحدث باسم «الدفاع المدني» في سراقب إن 33 شخصا معظمهم من النساء والأطفال تأثروا بالغاز في بلدة سراقب ناشراً تسجيلا مصورا على يوتيوب يظهر فيه عدد من الرجال يحاولون التنفس بصعوبة ويزودهم أفراد يرتدون زي الدفاع المدني بأقنعة أوكسجين. ولم يحدد المتحدث طبيعة الغاز المستخدم في الهجوم المفترض. واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي انه «إن صح هذا فسيكون شديد الخطورة»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «لا يمكنها تأكيد صحة التقارير» التي وردت من منطقة يسيطر عليها المسلحون. ومن جهتها، ذكرت وكالة «سانا» أن المسلحين أطلقوا صواريخ محملة بغاز سام على الحي الذي تسيطر عليه الحكومة في مدينة حلب ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثمانية بصعوبات في التنفس. ريابكوف وكيري قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، لوكالة «نوفوستي» إنه «فور حصول تقدم فعلي في المعارك ضد الارهابيين حققه الجيش السوري بدعم منا، بدأ الاميركيون اعتماد اساليب ملتوية وطالبونا بوقف قتال الارهابيين»، معتبراً انه «من غير المناسب على الاطلاق تأمين غطاء» للفصائل المسلحة. وكان كيري قد طالب أمس الاول روسيا والجيش السوري بضبط النفس في العمليات العسكرية في حلب.وقال كيري في اشارة الى موعد الاول من آب المحدد مبدئيا لبدء المرحلة الانتقالية في سوريا إنه «بين تاريخ الاعلان عن هذا الموعد (الاول من آب) واليوم، تم هدر كل هذا الوقت في محاولة لإقرار وقف لإطلاق النار يتم التقيد به»، مضيفا «سنرى خلال الساعات او الايام المقبلة ما اذا كان بالإمكان تعديل هذه الدينامية». واعتبر ريابكوف هذه التصريحات بمثابة انذار و»ابتزاز». وقال «أن نسمع واشنطن تقول إن الساعات والايام المقبلة ستكون حاسمة، فهذا يوازي توجيه انذار بلهجة غير مقبولة. انه بالنسبة الي ابتزاز معهود اعتاد عليه الاميركيون». وقال ريابكوف إن اميركا «ليست مستعدة لعملية فصل الإرهابيين عن المعارضة المعتدلة». وأضاف «أود أن أقول إننا أكدنا للاميركيين أكثر من مرة أنه بعد كل جولة مفاوضات مغلقة وبعد التوصل إلى اتفاقيات معينة تقوم واشنطن بطرح مطالب إضافية جديدة تكسر التوازن وتعرقل التقدم»، مؤكداً ان «روسيا عندما بدأت عملية حلب، توجهت قبل كل شيء بدعوة تعاون إلى أميركا، والدعوة مازالت قائمة». ولفت إلى ان «الاتصالات مستمرة (مع الولايات المتحدة حول سوريا) عبر قنوات مختلفة، تشارك فيها وزارتي الخارجية والدفاع، ولكننا نقّيم التصريحات التي نسمعها من شركائنا الاميركيين بأنها بغيضة». وشدد على أنه «فور حدوث تقدم ملموس للحكومة السورية والقوات المسلحة السورية بدعم منّا في مجال محاربة الإرهابيين في سوريا، بدأ الأميركيون باللجوء إلى حيل ممنوعة، والمطالبة بوقف محاربة الإرهابيين عمليا، وإن لم يبدأوا بالترويج للنهج الذي يسلكه أكثر معارضي السلطات السورية شراسة وصرامة، لكنهم بدأوا على أقل تقدير بالتستر على هذه الأعمال لفظيا». وفي واشنطن، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما إن الولايات المتحدة لا تزال تسعى الى التعاون مع روسيا لإيجاد حلول ديبلوماسية للنزاع في سوريا رغم العلاقة «الصعبة» بين البلدين. وقال إن العلاقات الصعبة مع روسيا «لن تمنعنا ايضا من السعي للوصول الى انتقال سياسي في سوريا يضع حدا للعذاب هناك».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة