يبدو أن المشهد الحلبي يروق للكثيرين (وليس لنا في شقّه الدامي) تحديداً لأولئك الذين انخرطوا في رسم خرائط السيطرة في المدينة منذ 9 تموز 2012 عندما أعلن عن بدء الغزو العثماني الجديد برأس حربته الإخوانية وذيوله الخليجية، حتى بات من الممكن القول إن التعامل مع المعطى الحلبي يفرض على الساسة –أو على العسكر- الدخول في حسابات تبدأ في الخطوط الحمر ولا تنتهي في موازين القوى على الأرض وهي ذات امتدادات إقليمية ودولية الأمر الذي جعل من المدينة تعيش ارتهاناً لواقع لا يمكن تجاهله على امتداد السنوات الأربع الماضية.

 من الإنصاف اليوم أن نقول إننا على مسافة أمتار من نصر مزلزل، الجيش السوري اليوم على مسافة خطوات من نصر استراتيجي هو الأهم منذ انطلاق معركة حلب إلى الآن، عندما سيطأ أول جندي سوري بأقدامه الطاهرة الضفة الجنوبية لطريق الكاستيلو التي تقول تقارير ميدانية إن وحدات اقتحام الجيش تبعد عنها مسافة لا تزيد عن 350م في هذه اللحظات (مساء 10 تموز 2016) نحن بانتظار أن نرى ذلك المشهد الذي تقول الوقائع إن جميع موجباته حاضرة وإن القيادة السورية قد التقطت لحظة تاريخية في قرارها الذهاب نحو ما ذهبت إليه في حلب، كان ذلك القرار يتلمس مناخاً إقليمياً ودولياً نادراً ومن الصعب أن يتكرر ولذا بات من الممكن القول إن السهم قد انطلق من جعبة الساسة وبات في عهدة العسكر باتت تحكمه ظروف الميدان ورؤية القادة العسكريين وهو سيحمل معه –ساعة حدوثه- رصاصة الرحمة على الغزوة العثمانية- الإخوانية ذات الذيول الوهابية كما سيحمل معه إسقاطاً كاملاً للسعي نحو سراب هدنة زائفة لم تحمل معها إلا أوهاماً وهي لم تقم أصلاً إلا لإعطاء الفصائل المسلحة فرصة كافية لترميم المعطوب من أجزائها واستقدام التعزيزات لتدعيم الضعيف منها، وفوق ذلك كله إسقاط وهم إبعاد جبهة النصرة عن الفصائل المسلحة التي تستظل بظلالها والتي طلب الأميركان مؤخراً مهلة أشهر ثلاثة لكي يستطيعوا إنجاز هذا الأمر الأخير الذي كان محل أخذ ورد مع الروس لفترة طويلة ولربما اليوم بات من الواجب القول إن الروس كانوا قد راهنوا طويلاً على هدنة تمت بتوافق هش مع الأميركان وهو لم يقم أصلاً إلا على وعود وطمأنات أميركية بفعل كذا وفعل ذاك وهي لم تصمد لأكثر من ثلاثة أسابيع لتتكشف الخديعة منذ أحداث تلة العيس وخان طومان في الريف الجنوبي لحلب.

 أيضاً من المهم اليوم أن نقول إن الروس قد باتوا خارج السياق السابق تماماً ولا أدل على ذلك مما انتهى إليه اتصال باراك أوباما الأخير مع فلاديمير بوتين الأربعاء الماضي 6/7/2006 الذي حصل فيه كما يبدو على وعود بضرورة القيام بعمليات مشتركة يدرك هو نفسه قبل أي أحد آخر أنها قد لا تكون مجدية أما الموانع التي تقف حائلاً بينها وبين أن تكون واقعاً على الأرض فهي تتأتى أولاً من مواقف الصقور في إدارته الذين لايرتاحون لأي تنسيق عسكري مع الروس على امتداد الجبهات السورية، وفي العمق فإن العلاقة الروسية مع «ناتو» إلى تصعيد ربما غير مسبوق مما قد يدفع الروس للعودة من جديد إلى الميادين السورية وبزخم أكبر مما كان عليه في عاصفة السوخوي خريف العام الماضي، ولربما فإن هذه الأخيرة هي الأكثر مواءمة لتحقيق مكاسب فيها، فها هو الحلف وقد اتخذ قراراً باقتحام عمق ما تبقى من نفس الكبرياء الروسي فأن تختار «وارسو» لانعقاد القمة الأخيرة للحلف فيها (8+9 تموز الجاري) فتلك إشارة لا تخفى على أحد وقد جاءت القرارات أكثر انسجاماً مع الفعل المعنوي المتمثل بقرار الاقتحام سابق الذكر، فالعنوان العريض الذي يمكن وضعه لقمة وارسو الأطلسية هي استعادة لمناخات ما قبل إطلاق رونالد ريغن لمبادرة الدفاع الإستراتيجية المعروفة بحرب النجوم 1983م التي كانت إيذاناً بلقاء ريغن مع غورباتشوف عام 1987 الذي استطاع فيه الأول إجبار الأخير على تفكيك الصواريخ المتوسطة في أوروبا والذي مثل آنذاك انفراداً بالسيطرة العالمية لربما لم يحققه الغرب منذ معركة أكتيوم (31 ق.م) «وارسو» اليوم بصدد حصار الاتحاد الروسي تمهيداً لاقتحامه وتفكيكه من جديد وغرف صناعة القرارات الاستراتيجية ترى بالتأكيد التوازنات القائمة وحال الداخل الروسي فرصة مناسبة للذهاب إلى هذا المآل الأخير وإلا لما جاءت قمة وارسو على النحو الذي جاءت عليه.

تجري بالتزامن مع هذا النصر المرتقب للجيش السوري محاولة كبرى لتصويره على أنه أحد إفرازات التقارب التركي الروسي وبأنه ما كان له أن يحدث لولا «غض طرف تركي يريد مغازلة موسكو وهي محاولات مكشوفة ولا تقارب الواقع ففي السياسة لا يقتضي تقديم الاعتذار التركي الذي بدا مبتذلاً في مراحله الأخيرة إظهار أنقرة لجانب اللين الضعيف تجاه موسكو بل على العكس فإنه يقتضي إظهار قوة وصلابة (مفترضين) تجاهها فالمصلحة التركية تقضي بالظهور بمظهر القوة لا بمظهر الضعف وفي كل الأحوال هذا هو ما ترصده التقارير الغربية الأخيرة التي تؤكد إدخال الأتراك لـ1500 جندي وضابط تركي إلى حلب بلباس فصائل مسلحة سورية باتوا على تماس مباشر مع الروس في مواقع عدة.

وفي منبج يبدو أن داعش استطاع مؤخراً أن يغير في ميزان القوى القائم في معركة منبج الدائرة حالياً بعد هجومين مضادين شنتهما قواته في (1-4 تموز الجاري) والهجوم الأخير كان قد استهدف معمل الزعتر القريب من بلدة عين الدادات في محيط منبج وفيه استطاع الدواعش أسر مسؤول كردي رفيع قالت عنه وكالة أعماق إنه ضابط أمن كتائب شمس الشمال والذراع الأمضى في قوات قسد في الشريط الذي بثته 6/7/2016 في حين أن الأخيرة قالت إن يوسف سعدون وهو اسم المعتقل لا يعدو أن يكون شخصية اعتبارية لكونه شقيقاً لفيصل سعدون أبو ليلى القائد العام لكتائب شمس الشمال الذي قتل في اليوم الثاني لبدء معركة منبج وبأن الأخير كان قد قدم بغرض القيام بواجب عزاء أخيه، إلا أن الاعترافات التي جاءت على لسان سعدون تؤكد أنه ليس شخصية اعتبارية وليس من قيادات الصف الأول فحسب بل إنه من الحلقة الأضيق في صناعة القرار فقد جاء على لسانه أن الهجوم على منبج كان نتيجة صفقة ثلاثية (أو رباعية لكنه لم يسم الطرف الرابع الافتراضي) كردية تركية أميركية ثم أضاف إن قوات قسد قد أخذت الضوء الأخضر التركي بالهجوم على منبج بعد حدوث توافق يقضي بانسحاب الأكراد من مدينتي نصيبين (السورية المحتلة المقابلة لمدينة القامشلي) وشرتاح الحدودية مع العراق لقاء سماح أنقرة للأكراد بالسيطرة على مدينة منبج، الكلام خطير وهو يشير إلى وجود طبخة أميركية لربما كانت قد أزكمت (أول ما أزكمت) أنوف الشارع المنبجي قبل أي أحد آخر فالتغير الحاصل في المزاج الشعبي في منبج يمثل ربما أحد أهم العوامل في التغير الحاصل في موازين القوى الذي فرض معركة منبج معركة استنزاف طويلة ولربما كانت الدوافع الأهم وراء ذلك المتغير الحاصل في الشارع (المنبجي) هو الخشية من طبخة تم الإعداد لها لقيام سيطرة كردية بعد إلحاق منبج بروج آفا المعلنة منذ آذار 2016 ولذا فالتحول الشعبي المنبجي يقرأ على أنه تفضيل السلطة الداعشية المؤقتة على عملية بتر جغرافية لا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تسير على الرغم من أن الأحداث تشهد لأهل منبج أنهم كانوا أول من تحدى سلطات داعش منذ أيار 2014 فصاعداً.

تنفست دمشق الصعداء وهي ترقب مساعي أوروبية بدأت كما يبدو بزعامة إيطالية وهي تبدو حثيثة وترمي إلى تدعيم الجسور الأمنية التي ما انقطعت يوماً مع دمشق، ولا بأس، الحياء كله لا يكسر دفعة واحدة فيما تمارس واشنطن حالة «رضا صامتة» وحذر في آن، تريد أولاً أن تتبين الآفاق التي يمكن أن تفضي إليها المساعي الأوروبية.

  • فريق ماسة
  • 2016-07-11
  • 15526
  • من الأرشيف

قرار سوري يتلمس مناخاً نادراً

يبدو أن المشهد الحلبي يروق للكثيرين (وليس لنا في شقّه الدامي) تحديداً لأولئك الذين انخرطوا في رسم خرائط السيطرة في المدينة منذ 9 تموز 2012 عندما أعلن عن بدء الغزو العثماني الجديد برأس حربته الإخوانية وذيوله الخليجية، حتى بات من الممكن القول إن التعامل مع المعطى الحلبي يفرض على الساسة –أو على العسكر- الدخول في حسابات تبدأ في الخطوط الحمر ولا تنتهي في موازين القوى على الأرض وهي ذات امتدادات إقليمية ودولية الأمر الذي جعل من المدينة تعيش ارتهاناً لواقع لا يمكن تجاهله على امتداد السنوات الأربع الماضية.  من الإنصاف اليوم أن نقول إننا على مسافة أمتار من نصر مزلزل، الجيش السوري اليوم على مسافة خطوات من نصر استراتيجي هو الأهم منذ انطلاق معركة حلب إلى الآن، عندما سيطأ أول جندي سوري بأقدامه الطاهرة الضفة الجنوبية لطريق الكاستيلو التي تقول تقارير ميدانية إن وحدات اقتحام الجيش تبعد عنها مسافة لا تزيد عن 350م في هذه اللحظات (مساء 10 تموز 2016) نحن بانتظار أن نرى ذلك المشهد الذي تقول الوقائع إن جميع موجباته حاضرة وإن القيادة السورية قد التقطت لحظة تاريخية في قرارها الذهاب نحو ما ذهبت إليه في حلب، كان ذلك القرار يتلمس مناخاً إقليمياً ودولياً نادراً ومن الصعب أن يتكرر ولذا بات من الممكن القول إن السهم قد انطلق من جعبة الساسة وبات في عهدة العسكر باتت تحكمه ظروف الميدان ورؤية القادة العسكريين وهو سيحمل معه –ساعة حدوثه- رصاصة الرحمة على الغزوة العثمانية- الإخوانية ذات الذيول الوهابية كما سيحمل معه إسقاطاً كاملاً للسعي نحو سراب هدنة زائفة لم تحمل معها إلا أوهاماً وهي لم تقم أصلاً إلا لإعطاء الفصائل المسلحة فرصة كافية لترميم المعطوب من أجزائها واستقدام التعزيزات لتدعيم الضعيف منها، وفوق ذلك كله إسقاط وهم إبعاد جبهة النصرة عن الفصائل المسلحة التي تستظل بظلالها والتي طلب الأميركان مؤخراً مهلة أشهر ثلاثة لكي يستطيعوا إنجاز هذا الأمر الأخير الذي كان محل أخذ ورد مع الروس لفترة طويلة ولربما اليوم بات من الواجب القول إن الروس كانوا قد راهنوا طويلاً على هدنة تمت بتوافق هش مع الأميركان وهو لم يقم أصلاً إلا على وعود وطمأنات أميركية بفعل كذا وفعل ذاك وهي لم تصمد لأكثر من ثلاثة أسابيع لتتكشف الخديعة منذ أحداث تلة العيس وخان طومان في الريف الجنوبي لحلب.  أيضاً من المهم اليوم أن نقول إن الروس قد باتوا خارج السياق السابق تماماً ولا أدل على ذلك مما انتهى إليه اتصال باراك أوباما الأخير مع فلاديمير بوتين الأربعاء الماضي 6/7/2006 الذي حصل فيه كما يبدو على وعود بضرورة القيام بعمليات مشتركة يدرك هو نفسه قبل أي أحد آخر أنها قد لا تكون مجدية أما الموانع التي تقف حائلاً بينها وبين أن تكون واقعاً على الأرض فهي تتأتى أولاً من مواقف الصقور في إدارته الذين لايرتاحون لأي تنسيق عسكري مع الروس على امتداد الجبهات السورية، وفي العمق فإن العلاقة الروسية مع «ناتو» إلى تصعيد ربما غير مسبوق مما قد يدفع الروس للعودة من جديد إلى الميادين السورية وبزخم أكبر مما كان عليه في عاصفة السوخوي خريف العام الماضي، ولربما فإن هذه الأخيرة هي الأكثر مواءمة لتحقيق مكاسب فيها، فها هو الحلف وقد اتخذ قراراً باقتحام عمق ما تبقى من نفس الكبرياء الروسي فأن تختار «وارسو» لانعقاد القمة الأخيرة للحلف فيها (8+9 تموز الجاري) فتلك إشارة لا تخفى على أحد وقد جاءت القرارات أكثر انسجاماً مع الفعل المعنوي المتمثل بقرار الاقتحام سابق الذكر، فالعنوان العريض الذي يمكن وضعه لقمة وارسو الأطلسية هي استعادة لمناخات ما قبل إطلاق رونالد ريغن لمبادرة الدفاع الإستراتيجية المعروفة بحرب النجوم 1983م التي كانت إيذاناً بلقاء ريغن مع غورباتشوف عام 1987 الذي استطاع فيه الأول إجبار الأخير على تفكيك الصواريخ المتوسطة في أوروبا والذي مثل آنذاك انفراداً بالسيطرة العالمية لربما لم يحققه الغرب منذ معركة أكتيوم (31 ق.م) «وارسو» اليوم بصدد حصار الاتحاد الروسي تمهيداً لاقتحامه وتفكيكه من جديد وغرف صناعة القرارات الاستراتيجية ترى بالتأكيد التوازنات القائمة وحال الداخل الروسي فرصة مناسبة للذهاب إلى هذا المآل الأخير وإلا لما جاءت قمة وارسو على النحو الذي جاءت عليه. تجري بالتزامن مع هذا النصر المرتقب للجيش السوري محاولة كبرى لتصويره على أنه أحد إفرازات التقارب التركي الروسي وبأنه ما كان له أن يحدث لولا «غض طرف تركي يريد مغازلة موسكو وهي محاولات مكشوفة ولا تقارب الواقع ففي السياسة لا يقتضي تقديم الاعتذار التركي الذي بدا مبتذلاً في مراحله الأخيرة إظهار أنقرة لجانب اللين الضعيف تجاه موسكو بل على العكس فإنه يقتضي إظهار قوة وصلابة (مفترضين) تجاهها فالمصلحة التركية تقضي بالظهور بمظهر القوة لا بمظهر الضعف وفي كل الأحوال هذا هو ما ترصده التقارير الغربية الأخيرة التي تؤكد إدخال الأتراك لـ1500 جندي وضابط تركي إلى حلب بلباس فصائل مسلحة سورية باتوا على تماس مباشر مع الروس في مواقع عدة. وفي منبج يبدو أن داعش استطاع مؤخراً أن يغير في ميزان القوى القائم في معركة منبج الدائرة حالياً بعد هجومين مضادين شنتهما قواته في (1-4 تموز الجاري) والهجوم الأخير كان قد استهدف معمل الزعتر القريب من بلدة عين الدادات في محيط منبج وفيه استطاع الدواعش أسر مسؤول كردي رفيع قالت عنه وكالة أعماق إنه ضابط أمن كتائب شمس الشمال والذراع الأمضى في قوات قسد في الشريط الذي بثته 6/7/2016 في حين أن الأخيرة قالت إن يوسف سعدون وهو اسم المعتقل لا يعدو أن يكون شخصية اعتبارية لكونه شقيقاً لفيصل سعدون أبو ليلى القائد العام لكتائب شمس الشمال الذي قتل في اليوم الثاني لبدء معركة منبج وبأن الأخير كان قد قدم بغرض القيام بواجب عزاء أخيه، إلا أن الاعترافات التي جاءت على لسان سعدون تؤكد أنه ليس شخصية اعتبارية وليس من قيادات الصف الأول فحسب بل إنه من الحلقة الأضيق في صناعة القرار فقد جاء على لسانه أن الهجوم على منبج كان نتيجة صفقة ثلاثية (أو رباعية لكنه لم يسم الطرف الرابع الافتراضي) كردية تركية أميركية ثم أضاف إن قوات قسد قد أخذت الضوء الأخضر التركي بالهجوم على منبج بعد حدوث توافق يقضي بانسحاب الأكراد من مدينتي نصيبين (السورية المحتلة المقابلة لمدينة القامشلي) وشرتاح الحدودية مع العراق لقاء سماح أنقرة للأكراد بالسيطرة على مدينة منبج، الكلام خطير وهو يشير إلى وجود طبخة أميركية لربما كانت قد أزكمت (أول ما أزكمت) أنوف الشارع المنبجي قبل أي أحد آخر فالتغير الحاصل في المزاج الشعبي في منبج يمثل ربما أحد أهم العوامل في التغير الحاصل في موازين القوى الذي فرض معركة منبج معركة استنزاف طويلة ولربما كانت الدوافع الأهم وراء ذلك المتغير الحاصل في الشارع (المنبجي) هو الخشية من طبخة تم الإعداد لها لقيام سيطرة كردية بعد إلحاق منبج بروج آفا المعلنة منذ آذار 2016 ولذا فالتحول الشعبي المنبجي يقرأ على أنه تفضيل السلطة الداعشية المؤقتة على عملية بتر جغرافية لا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تسير على الرغم من أن الأحداث تشهد لأهل منبج أنهم كانوا أول من تحدى سلطات داعش منذ أيار 2014 فصاعداً. تنفست دمشق الصعداء وهي ترقب مساعي أوروبية بدأت كما يبدو بزعامة إيطالية وهي تبدو حثيثة وترمي إلى تدعيم الجسور الأمنية التي ما انقطعت يوماً مع دمشق، ولا بأس، الحياء كله لا يكسر دفعة واحدة فيما تمارس واشنطن حالة «رضا صامتة» وحذر في آن، تريد أولاً أن تتبين الآفاق التي يمكن أن تفضي إليها المساعي الأوروبية.

المصدر : الوطن/عبد المنعم علي عيسى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة