أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا أساس لتصريحات رئيس الوزراء البريطاني وبعض ممثلي الحكومة البريطانية الآخرين حول مصلحة روسيا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

واعتبر بوتين في تصريحات أدلى بها للصحفيين في طشقند حيث شارك في قمة منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة 24 يونيو/حزيران، أن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول الموقف المزعوم لروسيا، لا أساس لها على الإطلاق.

واستطرد قائلا: "إنني أعتقد أنها ليس إلا محاولة غير لائقة للتأثير على الرأي العام في بلاده".

وأضاف أن هذه المحاولات لم تأت بالنتائج المرجوة. وتابع أنه لا يحق لأحد طرح أي مزاعم حول موقف روسيا من هذه المسألة بعد الاستفتاء. وشدد قائلا: "ليس ذلك إلا مظهر من مظاهر المستوى المتدني للثقافة السياسية.

ورفض بوتين كافة الاتهامات الموجهة إلى روسيا بالتدخل في العمليات المرتبطة باستفتاء بريطانيا. وشدد قائلا: "إننا لم نتدخل أبدا ولم نطلق أي تصريحات. وأعتقد أننا كنا نتصرف بصورة صحيحة تماما، وكنا نراقب التطورات عن كثب. لكننا لم نؤثر على هذه العملية، ولم نحاول أن نؤثر".

وأردف قائلا: "إنه خيار المواطنين البريطانيين. ونحن لم نتدخل ولا نخطط للتدخل".

وأكد الرئيس أن روسيا ستراقب عن كثب وستحلل التطورات اللاحقة، متوقعا بأن تبدأ لندن إجراءات رسمية ما مرتبطة بنتيجة الاستفتاء.

وبشأن الدوافع وراء خيار البريطانيين، اعتبر بوتين أن تصويتهم لصالح الخروج، يعكس عدم الرضا من تعاطي لندن مع القضايا في مجال الأمن التي شهدت تصعيدا حادا على خلفية موجات الهجرة الكبيرة، ومن التمويل البريطاني للاقتصادات الضعيفة في الاتحاد.

كما ربط الرئيس الروسي قرار المواطنين البريطانيين بتركيز السلطة بقدر كبير جدا في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وتآكل حدود الدول.

وذكر بوتين بأن نسبة القرارات الملزمة الصادرة عن البرلمان الأوروبي، تزيد عن نسبة القرارات الملزمة التي كانت تصدر عن مجلس السوفيت الأعلى في الاتحاد السوفيتي بشأن شؤون الجمهوريات السوفيتية. وأوضح أن ذلك يدل على تركيز شديد للسلطة في أيدي مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن هذا الأمر واستمرار السير على طريق تآكل الحدود يروق للبعض، لكنه لا يروق للبعض الآخر. وأضاف: "تشير نتائج الاستفتاء إلى أن هذا الأمر لا يروق لأغلبية المواطنين البريطانيين".

وفيما يخص تداعيات قرار البريطانيين، قال بوتين إنها ستكون إيجابية وسلبية على حد سواء، لكن الحياة وحدها يمكن أن تكشف عن نسبة الإيجابيات والسلبيات بين تداعيات الاستفتاء.

واستطرد قائلا: "بلا شك سيأتي ذلك بتداعيات ما بالنسبة لبريطانيا وأوروبا وبالنسبة لنا"، مضيفا أن هذه التداعيات لا مفر منها.

وقال بوتين: "في حال جاء تنظيم هذا الاستفتاء ونتائجه التي أعلن عنها اليوم، بدافع الثقة المفرطة بالنفس والموقف السطحي لحكومة بريطانيا في حل المسائل المصيرية للبلاد وأوروبا، فسيكون لكل هذا تداعيات دولية كبيرة".

وذكر بأن الأسواق المالية قد ردت على قرار البريطانيين بالتراجع، لكنه توقع عودة المؤشرات السوقية إلى طبيعتها على المدى الزمني المتوسط، واستبعد وقوع أي كارثة عالمية في الأسواق المالية بسبب قرار الخروج البريطاني.

وأضاف: "بلا شك سنراقب الوضع عن كثب، وسنعدل سياستنا الاقتصادية في حال اقتضت الضرورة ذلك، كما سنعدل علاقاتنا مع الشركاء في أوروبا".

وفي الوقت نفسه، استبعد بوتين أن يأتي قرار البريطانيين بأي تأثير على سياسة العقوبات الأوروبية ضد روسيا.

لكنه أكد أن روسيا مستعدة دائما لاتخاذ موقف إيجابي ردا على موقف إيجابي للطرف الآخر، في حال بات الأوروبيون مستعدين للحوار البناء.

وأعاد الرئيس إلى الأذهان أن روسيا ليست من بادر إلى تبادل العقوبات، لكنها اضطرت للرد على القيود الاقتصادية التي فرضت عليها.

وبشأن مطالب الغرب في سياق تسوية الأزمة الأوكرانية، قال بوتين إنه من الحماقة أن يتوقع أحد من روسيا أن تنفذ تلك البنود في اتفاقات مينسك السلمية التي يجب أن تنفذها كييف، حسب ما سجل في هذه الاتفاقات.

وشدد قائلا: "إنها مسائل محورية لتسوية الوضع في منطقة دونباس. إن كان أحد ينتظر مننا اتخاذ هذه القرارات فإنه ليس إلا حماقة".

يذكر أن تصريحات كاميرون حول "سرور" بوتين بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جاءت يوم 17 يونيو/حزيران، عندما كان يوضح تصريحات سابقة له حول احتمال أن يصب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مصلحة أعدائها. وقال إنه يتوقع بأن يرحب الرئيس الروسي برحيل بريطانيا، مضيفا "أعتقد أن (زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي) سيرحب بذلك أيضا".

وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قد أعلن في وقت سابق إن نتائج الاستفتاء في بريطانيا أسرت على الأرجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معربا عن أمله في أنها لن تسمح بتخفيف الضغط على موسكو.

هذا، وأظهرت النتائج النهائية لاستفتاء بريطانيا، التي أعلنت الجمعة 24 يونيو/حزيران، فوز معسكر "الخروج" من الاتحاد الأوروبي، بنسبة 51.9%، مقابل 48.1 من الأصوات لصالح البقاء.

  • فريق ماسة
  • 2016-06-23
  • 13808
  • من الأرشيف

بوتين: لا أساس للمزاعم حول مصلحة روسيا في Brexit

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا أساس لتصريحات رئيس الوزراء البريطاني وبعض ممثلي الحكومة البريطانية الآخرين حول مصلحة روسيا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. واعتبر بوتين في تصريحات أدلى بها للصحفيين في طشقند حيث شارك في قمة منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة 24 يونيو/حزيران، أن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول الموقف المزعوم لروسيا، لا أساس لها على الإطلاق. واستطرد قائلا: "إنني أعتقد أنها ليس إلا محاولة غير لائقة للتأثير على الرأي العام في بلاده". وأضاف أن هذه المحاولات لم تأت بالنتائج المرجوة. وتابع أنه لا يحق لأحد طرح أي مزاعم حول موقف روسيا من هذه المسألة بعد الاستفتاء. وشدد قائلا: "ليس ذلك إلا مظهر من مظاهر المستوى المتدني للثقافة السياسية. ورفض بوتين كافة الاتهامات الموجهة إلى روسيا بالتدخل في العمليات المرتبطة باستفتاء بريطانيا. وشدد قائلا: "إننا لم نتدخل أبدا ولم نطلق أي تصريحات. وأعتقد أننا كنا نتصرف بصورة صحيحة تماما، وكنا نراقب التطورات عن كثب. لكننا لم نؤثر على هذه العملية، ولم نحاول أن نؤثر". وأردف قائلا: "إنه خيار المواطنين البريطانيين. ونحن لم نتدخل ولا نخطط للتدخل". وأكد الرئيس أن روسيا ستراقب عن كثب وستحلل التطورات اللاحقة، متوقعا بأن تبدأ لندن إجراءات رسمية ما مرتبطة بنتيجة الاستفتاء. وبشأن الدوافع وراء خيار البريطانيين، اعتبر بوتين أن تصويتهم لصالح الخروج، يعكس عدم الرضا من تعاطي لندن مع القضايا في مجال الأمن التي شهدت تصعيدا حادا على خلفية موجات الهجرة الكبيرة، ومن التمويل البريطاني للاقتصادات الضعيفة في الاتحاد. كما ربط الرئيس الروسي قرار المواطنين البريطانيين بتركيز السلطة بقدر كبير جدا في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وتآكل حدود الدول. وذكر بوتين بأن نسبة القرارات الملزمة الصادرة عن البرلمان الأوروبي، تزيد عن نسبة القرارات الملزمة التي كانت تصدر عن مجلس السوفيت الأعلى في الاتحاد السوفيتي بشأن شؤون الجمهوريات السوفيتية. وأوضح أن ذلك يدل على تركيز شديد للسلطة في أيدي مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن هذا الأمر واستمرار السير على طريق تآكل الحدود يروق للبعض، لكنه لا يروق للبعض الآخر. وأضاف: "تشير نتائج الاستفتاء إلى أن هذا الأمر لا يروق لأغلبية المواطنين البريطانيين". وفيما يخص تداعيات قرار البريطانيين، قال بوتين إنها ستكون إيجابية وسلبية على حد سواء، لكن الحياة وحدها يمكن أن تكشف عن نسبة الإيجابيات والسلبيات بين تداعيات الاستفتاء. واستطرد قائلا: "بلا شك سيأتي ذلك بتداعيات ما بالنسبة لبريطانيا وأوروبا وبالنسبة لنا"، مضيفا أن هذه التداعيات لا مفر منها. وقال بوتين: "في حال جاء تنظيم هذا الاستفتاء ونتائجه التي أعلن عنها اليوم، بدافع الثقة المفرطة بالنفس والموقف السطحي لحكومة بريطانيا في حل المسائل المصيرية للبلاد وأوروبا، فسيكون لكل هذا تداعيات دولية كبيرة". وذكر بأن الأسواق المالية قد ردت على قرار البريطانيين بالتراجع، لكنه توقع عودة المؤشرات السوقية إلى طبيعتها على المدى الزمني المتوسط، واستبعد وقوع أي كارثة عالمية في الأسواق المالية بسبب قرار الخروج البريطاني. وأضاف: "بلا شك سنراقب الوضع عن كثب، وسنعدل سياستنا الاقتصادية في حال اقتضت الضرورة ذلك، كما سنعدل علاقاتنا مع الشركاء في أوروبا". وفي الوقت نفسه، استبعد بوتين أن يأتي قرار البريطانيين بأي تأثير على سياسة العقوبات الأوروبية ضد روسيا. لكنه أكد أن روسيا مستعدة دائما لاتخاذ موقف إيجابي ردا على موقف إيجابي للطرف الآخر، في حال بات الأوروبيون مستعدين للحوار البناء. وأعاد الرئيس إلى الأذهان أن روسيا ليست من بادر إلى تبادل العقوبات، لكنها اضطرت للرد على القيود الاقتصادية التي فرضت عليها. وبشأن مطالب الغرب في سياق تسوية الأزمة الأوكرانية، قال بوتين إنه من الحماقة أن يتوقع أحد من روسيا أن تنفذ تلك البنود في اتفاقات مينسك السلمية التي يجب أن تنفذها كييف، حسب ما سجل في هذه الاتفاقات. وشدد قائلا: "إنها مسائل محورية لتسوية الوضع في منطقة دونباس. إن كان أحد ينتظر مننا اتخاذ هذه القرارات فإنه ليس إلا حماقة". يذكر أن تصريحات كاميرون حول "سرور" بوتين بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جاءت يوم 17 يونيو/حزيران، عندما كان يوضح تصريحات سابقة له حول احتمال أن يصب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مصلحة أعدائها. وقال إنه يتوقع بأن يرحب الرئيس الروسي برحيل بريطانيا، مضيفا "أعتقد أن (زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي) سيرحب بذلك أيضا". وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قد أعلن في وقت سابق إن نتائج الاستفتاء في بريطانيا أسرت على الأرجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معربا عن أمله في أنها لن تسمح بتخفيف الضغط على موسكو. هذا، وأظهرت النتائج النهائية لاستفتاء بريطانيا، التي أعلنت الجمعة 24 يونيو/حزيران، فوز معسكر "الخروج" من الاتحاد الأوروبي، بنسبة 51.9%، مقابل 48.1 من الأصوات لصالح البقاء.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة