تتمهل بريطانيا في اتخاذ موقف من حكومة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، بانتظار تبلور شكل الحكومة اللبنانية الجديدة وسياستها. وقد يكون الدليل الأقوى على عدم استعداد لندن لإعلان دعمها لحكومة ميقاتي،

عدم شمل وزير الخارجية البريطاني ويليام هايغ، بيروت في زيارته إلى دمشق التي وصلها ليل أمس. ويلتقي هايغ اليوم في زيارة قصيرة تستمر 24 ساعة، هي الأولى له منذ تسلمه منصبه في مايو (أيار) الماضي، الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم. ولن يكمل هايغ جولته في المنطقة إلى بيروت، كما تجري العادة عموما. وقال مسؤول في الخارجية البريطانية ردا على سؤال حول سبب عدم شمل بيروت بالجولة: «الوضع على الأرض في حال تغير مستمر، ولن يكون مناسبا الزيارة في وقت لا تزال عملية تشكيل الحكومة قائمة». ونفى المسؤول أن تكون هناك رسالة تريد بريطانيا توجيهها لميقاتي المدعوم من حزب الله، عبر عدم توجه هايغ إلى لبنان. وقال مصدر بريطاني إن لندن ستتخذ موقفا من الحكومة الجديدة بناء على شكل الحكومة المؤلفة، والسياسات التي ستتبعها والقرارات التي ستأخذها. وتتجنب بريطانيا استعمال اللهجة نفسها التي تستعملها واشنطن تجاه التطورات في لبنان، وتتخذ موقفا أكثر تريثا. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد تحدثت أول من أمس عن «ترهيب» حزب الله للبنانيين، وقالت إن العلاقة الثنائية ستتأثر مع سيطرة حزب الله على الحكومة. وفي وقت أكد المصدر أن الحكومة البريطانية ليس لديها خطط حاليا بالتواصل مع حزب الله، فإنه رفض اعتماد الموقف نفسه حول ميقاتي. ولكنه تحدث عن ضرورة توفر عدد من الشروط في الحكومة الجديدة لكي تحظى بدعم بريطانيا، ومنها أن تكون لديها «شرعية محلية ودولية». وقال المسؤول في الخارجية من جهته، إن لندن «تريد أن ترى التزاما من حكومة ميقاتي بالمحكمة الخاصة بلبنان والقرار 1701» الذي أوقف حرب يوليو (تموز) 2006 بين حزب الله وإسرائيل. وكانت حكومة حزب العمال السابقة، قد أعلنت في بداية عام 2009 تبنيها سياسة أكثر انفتاحا تجاه حزب الله. وفصلت الحكومة بين «جناح عسكري» للحزب و«جناح سياسي» قالت إنها ستتواصل معه. ورفضت حينها الولايات المتحدة المقاربة البريطانية، انطلاقا من أن لا وجود لجناحين في حزب الله. وتقول الحكومة البريطانية الحالية التي يرأسها زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون، منذ استلامها الحكومة إن علاقتها بحزب الله قيد المراجعة، ولكن لم تعلن عن أي قرار رسمي بعد لتغيير سياسة الحكومة السابقة تجاه التعاطي مع الحزب. وزار وزير شؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت دمشق وبيروت في يوليو الماضي، من دون أن يلتقي مسؤولين من حزب الله، علما أن سفيرة لندن في لبنان فرانسيس ماري غاي كانت التقت أكثر من مرة نوابا من حزب الله. وبرر بيرت سبب عدم لقائه نوابا من حزب الله حينها، بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الوقت لم يسمح»، لكنه قال إن حكومته «حذرة من التواصل» مع الحزب.

ومن المفترض أن يتناول اللقاء بين هايغ والأسد اليوم، التطورات الأخيرة في المنطقة، خصوصا لجهة لبنان وإيران والعراق والقضية الفلسطينية. وتعتبر بريطانيا أن سورية «لاعب أساسي في المنطقة، ولديها إمكانية المساهمة بأمن المنطقة إذا ما اختارت ذلك»، بحسب المسؤول في الخارجية البريطانية. وتؤكد بريطانيا أنها «ليست ساذجة» في نظرتها للتواصل مع سورية، ولكنها تعتبر أن التواصل معها ضروري. وقال المسؤول إن «هناك عددا من القضايا الإقليمية الرئيسية تلعب سورية دورا مهما فيها، ولهذا السبب نريد فتح حوار صريح ووطيد معها». ومن المفترض أن يلتقي هيغ في سورية، إلى جانب الأسد والمعلم الذي سيعقد معه مؤتمرا صحافيا مشتركا ظهرا، مجموعات من «المجتمع المدني» في سورية. وسيلتقي مجموعة أولى مؤلفة من سيدات من المجتمع المدني، ثم لاحقا مجموعة من رجال الأعمال وأعضاء غير حكوميين في المجتمع، بحسب ما أعلنت الخارجية البريطانية أمس. وتحمل الزيارة جانبا اقتصاديا أيضا، إذ تطمح بريطانيا إلى تعزيز التعاون بين البلدين، على الرغم من عدم إقرارها بذلك مباشرة.

  • فريق ماسة
  • 2011-01-26
  • 9226
  • من الأرشيف

وزير خارجية بريطانيا في دمشق اليوم

تتمهل بريطانيا في اتخاذ موقف من حكومة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، بانتظار تبلور شكل الحكومة اللبنانية الجديدة وسياستها. وقد يكون الدليل الأقوى على عدم استعداد لندن لإعلان دعمها لحكومة ميقاتي، عدم شمل وزير الخارجية البريطاني ويليام هايغ، بيروت في زيارته إلى دمشق التي وصلها ليل أمس. ويلتقي هايغ اليوم في زيارة قصيرة تستمر 24 ساعة، هي الأولى له منذ تسلمه منصبه في مايو (أيار) الماضي، الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم. ولن يكمل هايغ جولته في المنطقة إلى بيروت، كما تجري العادة عموما. وقال مسؤول في الخارجية البريطانية ردا على سؤال حول سبب عدم شمل بيروت بالجولة: «الوضع على الأرض في حال تغير مستمر، ولن يكون مناسبا الزيارة في وقت لا تزال عملية تشكيل الحكومة قائمة». ونفى المسؤول أن تكون هناك رسالة تريد بريطانيا توجيهها لميقاتي المدعوم من حزب الله، عبر عدم توجه هايغ إلى لبنان. وقال مصدر بريطاني إن لندن ستتخذ موقفا من الحكومة الجديدة بناء على شكل الحكومة المؤلفة، والسياسات التي ستتبعها والقرارات التي ستأخذها. وتتجنب بريطانيا استعمال اللهجة نفسها التي تستعملها واشنطن تجاه التطورات في لبنان، وتتخذ موقفا أكثر تريثا. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد تحدثت أول من أمس عن «ترهيب» حزب الله للبنانيين، وقالت إن العلاقة الثنائية ستتأثر مع سيطرة حزب الله على الحكومة. وفي وقت أكد المصدر أن الحكومة البريطانية ليس لديها خطط حاليا بالتواصل مع حزب الله، فإنه رفض اعتماد الموقف نفسه حول ميقاتي. ولكنه تحدث عن ضرورة توفر عدد من الشروط في الحكومة الجديدة لكي تحظى بدعم بريطانيا، ومنها أن تكون لديها «شرعية محلية ودولية». وقال المسؤول في الخارجية من جهته، إن لندن «تريد أن ترى التزاما من حكومة ميقاتي بالمحكمة الخاصة بلبنان والقرار 1701» الذي أوقف حرب يوليو (تموز) 2006 بين حزب الله وإسرائيل. وكانت حكومة حزب العمال السابقة، قد أعلنت في بداية عام 2009 تبنيها سياسة أكثر انفتاحا تجاه حزب الله. وفصلت الحكومة بين «جناح عسكري» للحزب و«جناح سياسي» قالت إنها ستتواصل معه. ورفضت حينها الولايات المتحدة المقاربة البريطانية، انطلاقا من أن لا وجود لجناحين في حزب الله. وتقول الحكومة البريطانية الحالية التي يرأسها زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون، منذ استلامها الحكومة إن علاقتها بحزب الله قيد المراجعة، ولكن لم تعلن عن أي قرار رسمي بعد لتغيير سياسة الحكومة السابقة تجاه التعاطي مع الحزب. وزار وزير شؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت دمشق وبيروت في يوليو الماضي، من دون أن يلتقي مسؤولين من حزب الله، علما أن سفيرة لندن في لبنان فرانسيس ماري غاي كانت التقت أكثر من مرة نوابا من حزب الله. وبرر بيرت سبب عدم لقائه نوابا من حزب الله حينها، بالقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الوقت لم يسمح»، لكنه قال إن حكومته «حذرة من التواصل» مع الحزب. ومن المفترض أن يتناول اللقاء بين هايغ والأسد اليوم، التطورات الأخيرة في المنطقة، خصوصا لجهة لبنان وإيران والعراق والقضية الفلسطينية. وتعتبر بريطانيا أن سورية «لاعب أساسي في المنطقة، ولديها إمكانية المساهمة بأمن المنطقة إذا ما اختارت ذلك»، بحسب المسؤول في الخارجية البريطانية. وتؤكد بريطانيا أنها «ليست ساذجة» في نظرتها للتواصل مع سورية، ولكنها تعتبر أن التواصل معها ضروري. وقال المسؤول إن «هناك عددا من القضايا الإقليمية الرئيسية تلعب سورية دورا مهما فيها، ولهذا السبب نريد فتح حوار صريح ووطيد معها». ومن المفترض أن يلتقي هيغ في سورية، إلى جانب الأسد والمعلم الذي سيعقد معه مؤتمرا صحافيا مشتركا ظهرا، مجموعات من «المجتمع المدني» في سورية. وسيلتقي مجموعة أولى مؤلفة من سيدات من المجتمع المدني، ثم لاحقا مجموعة من رجال الأعمال وأعضاء غير حكوميين في المجتمع، بحسب ما أعلنت الخارجية البريطانية أمس. وتحمل الزيارة جانبا اقتصاديا أيضا، إذ تطمح بريطانيا إلى تعزيز التعاون بين البلدين، على الرغم من عدم إقرارها بذلك مباشرة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة