دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تعكس وقائع سياسية ومالية متعددة أن العلاقة بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والقيادة السعودية ليست على أفضل ما يرام، على الرغم من نفي سفير المملكة العربية السعودية علي عواض العسيري تأثر علاقة المملكة بالحريري بما صدر قبل أيام عن وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي حمّل العهد السعودي السابق مسؤولية ذهاب الحريري إلى سوريا.
وجاءت الأخبار عن اقتحام موظفي شركة «سعودي أوجيه» مبنى الشركة في الرياض احتجاجاً على عدم قبض رواتبهم منذ أشهر تماماً كحال موظفي تلفزيون «المستقبل» والجريدة في بيروت، لتزيد الطين بلّة ولترسم علامات استفهام متزايدة حول ما آلت إليه العلاقة بين الحريري والمملكة ومدى احتضانها له معطوفة على انتصار اللواء أشرف ريفي في طرابلس على حساب خسارة التحالف العريض بين الحريري وميقاتي وآخرين.
ولاحظ الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط في مقابلة تلفزيونية «أن هناك تحجيماً لسعد الحريري»، داعياً إياه إلى «الحذر من محيطه وأقرب الناس». وقال «يا شيخ سعد احترس من أقرب الناس اليك في دارك»، مشيراً إلى «أن ريفي ونهاد المشنوق لا يريدان لسعد الحريري أن يكون الزعيم السني الأوحد في لبنان».
واعتبر جنبلاط «أن الاعتدال السني اليوم هو في خطر»، لافتاً إلى أنه «مطلوب شيء خارجي من ريفي على ما يبدو لم يقم به الحريري»، مشيراً إلى «أن العامل الرئاسي في لبنان سوري قبل أن يكون إيرانيا».
وتوجه للحريري بالقول «لا تعد للخطاب السابق بوجه حزب الله والشيعة حتى ولو لم يبق بقربك أحد». ورأى أنه «إذا انزلق الحريري إلى الخطاب الطائفي والتجييشي فما الذي يميّزه عن المشنوق وريفي؟ المطلوب أن يبقى معتدلاً».
وأوضح أن «هناك ساحة صراع ساخنة لإسقاط سليمان فرنجية للوصول إلى مرشح رئاسي جديد من هو لا أعرف»، لكنه اضاف «أنا أقبل بقرار المصالحة المسيحية وإذا قال كل الأقطاب المسيحيين إن خلاص لبنان هو برئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون فلا مشكلة، وأنا اعتمد عون رئيساً إن كانت مصلحة لبنان تقتضي هذا الأمر».
وأضاف «كنت معارضاً لعون قبل المصالحة المسيحية، وأسير به رئيساً إذا رأى المسيحي في لبنان أن مصلحته وخلاصه عون».
وخلال المقابلة على LBCI رد الرئيس سعد الحريري في تغريدة عبر «تويتر، على كلام جنبلاط بالقول «يا صديقي وليد بك، خط الاعتدال مش موقف أخذناه هو فعل قمنا به، الحسرة على يلي عم يقاتل في سوريا واليمن، نحن مشوارنا طويل يا بيك بدها صبر وحكمة».
وعلّق جنبلاط على التغريدة قائلاً «لندع سوريا واليمن وحزب الله ولنهتم بالوضع اللبناني المهترئ».
وكانت أوساط «تيار المستقبل» قلّلت من أهمية الاستنتاجات التي افترضت أن انتصار ريفي في طرابلس يندرج في سياق تمهيد الطريق أمامه كي يكون البديل السعودي عن الحريري لبنانياً.
ولفت وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج إلى «أن نصيحة النائب وليد جنبلاط إلى الرئيس سعد الحريري لجهة تحذيره من أقرب المقربين إليه، ولو كانت عن حسن نية فقد يقابلها نصيحة أخرى مختلفة صباح اليوم».
المصدر :
القدس العربي/سعد الياس
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة