دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لأن الأسد باق ٍ و سوريا انتصرت.. لأن جبالها و مستودعاتها لم تُفتح بعد ولا زالت تحتفظ بأسرارها, لأن المقاومة باقية وحاضرة و صواريخها موجهّة و قادرة..
لأن عدوها يتراجع و بعضه يترنح, لأنهم هُزموا في سوريا والعراق واليمن ولبنان.. لأن قواعد الإشتباك كُسرت , و لن تبقى فلسطين عند حدود الرابع من حزيران 67 , و تحوّلت إلى حدود قرار المقاومة , بعد أن أوقف نصر سوريا العبث والتنازلات , و ُأوقفت معه جريمة بيع فلسطين الجديدة , و ُأستعيد جسدها و سُحب من على مذبح الخيانة العربية و سكاكين التشريح الإسرائيلية في سوق النخاسة الأمريكي .
مسرحيات ٌ في فرنسا طبّالها أمريكي و راقصها جبير آل سعود و دجّالي العالم و سماسرته .. سبعون عاما ً للتاّمر على فلسطين توّجها خونة العرب و مشغليهم في حروب الأصيل و الوكيل لكسر المقاومة الفلسطينية , وحرب تموز لكسر المقاومة اللبنانية , و حرب السنوات الست على سوريا .. أرادها الغرب و الصهاينة معادلات ذل و هوان , و جعلوها تبدو كرغبات و مطالب تُدوّن في مبادرة " عربية " تُقدّم للأعداء مع رجاء القبول و التوقيع .. فغالبية العرب موافقون, و بعض أصحاب القضية نقلوا السلاح من كتف المقاومة إلى كتف الحرب على سوريا, و بعض "حماس " فقد الحماس, وفي سوق الخميس قبل عباس الرئيس وأعجبه تبادل الأراضي.. تبادل ٌ يُشبه تبادل الزوجات.. ونظيره المصري يبحث عن الدفء في الحضن الإسرائيلي و رغبته بتكرار و إعادة حديثه عبر إذاعتهم لنيل الحظوة في عيونهم ! , فيما نسي عرب الخليج و اّل سعود القدس والمقدسات و حائط البراق و انصرفوا نحو كازينوهات تل أبيب ...
خططوا و هاجموا و اعتدوا... و هُزموا , فأرادوا العودة لأجل عروشهم و كروشهم , فكانت مسرحية ً فرنسية ً مأجورة أجزل فيها اّل سعود العطاء لواهم قصر الإليزيه و قوس النصر في أوروبا العجوز , و عجزت سويسرا و استغربت في توسّطها و سمسرتها المصالحة الفتحاوية – الحمساوية , و لم يجد بول غارينيه – السفير السويسري لدى السلطة الفلسطينية - بعد لقائه إسماعيل هنية في 10 أيار الماضي ، واستضافته لقاءا ً دوريا ً بشأن المصالحة الفلسطينية بمشاركة ممثلين عن اللجنة الرباعية الدولية والمفوضية العليا للاتحاد الأوروبي والسويد والنرويج والصين وروسيا ومصر والسعودية وفلسطين، بغياب مثير ولافت للإدارة الأمريكية دون معارضتها له .. فلم يجد فلسطين على الأجندة الفعلية , بعدما دخل عُمق البيت و رأى و سمع صراعا ً و قتالا ً على السلطة و أموال رواتب الموظفين العالقة منذ ثماني سنوات , على إيقاع من أراد إنشاء ميناء في غزة , و من ندد بالإعدامات , وخلافات حول تمويل التنمية و التطوير والحداثة , والتي سقطت أمام جدار الفصل المصري على حدود غزة.
لقد أتت مسرحية فرنسا لتلميع الوجه السعودي القبيح , عبر مؤتمر ٍ حصد كل الفشل قبل أن يبدأ , سبقته و نعته تصاريح و مواقف معلنة , ومع ذلك استضاف هولاند الحدث , ليس لأجل الدفاع عن حل الدولتين , بل لأجل حماية و تعويم العرش السعودي الاّيل للسقوط .. و يسمح لجبيره أن يُعلن أن" فلسطين قضية العرب الأولى " , و أن المبادرة العربية بحسب نسخة بيروت 2002 لن تتغير و ستبقى على حالها , فهذا يُحسب للمملكة و يُثبت عهرها ووقاحتها , و حسنا ً فعلت إن أعلنت إزدواجيتها بفم وعلى لسان مخنثها ثنائي الجنس عساه يخدع من مثله .
فما أغبى العروش التي تحسب أن مالها يستطيع غسل عارها و يحافظ على عرشها المتهاوي , وهل حقا ً يعتقد نظام اّل سعود أن تصريحا ً لولي عهدها و وزير داخليتها محمد بن نايف كافيا ً للصفح و العودة ؟ على الرغم من اعترافه بالهزيمة و نطقه جملا ً كلامية لن ترقى إلى مستوى الفعل , لقد أكد نقلا ً عن صحيفة الوطن السعودية " فشلنا في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بمساعدة تركيا والولايات المتحدة الأمريكية" , "عاصفة الحزم طال أمدها وخرجت عن توقعاتنا" , " تحتم علينا أن نراجع سياساتنا وحساباتنا وعلينا تقديم تنازلات حقيقية ومؤلمة إذا ما أردنا جرّ العالم العربي إلى برّ الأمان وتخليصه من الاقتتال والتناحر" .
و قد بات من المعروف أن الحرب على سوريا و محور المقاومة قد شُنت أساسا ً لإنهاء القضية الفلسطينية و ضرب من يحمل لوائها , حيث سعى عرب التاّمر و منذ اليوم الأول فيها على عزل سوريا و تجميد عضويتها في الجامعة العربية بهدف الإستفراد بفلسطين و توقيع صكوك بيعها بعيدا ً عن محور المقاومة مجتمعا ً .. و فُضحت أجندة البيع و كُشفت وثيقة تُثبت تواصل النظام السعودي مع إسرائيل بلقاءات واتصالات عديدة ومكثفة أسفرت عن صياغة جديدة لمبادرة السلام العربية ، بما يضمن كافة المصالح الإسرائيلية، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وانهاء الصراع واقامة علاقات عربية طبيعية معها , وسط عهود سعودية بتمرير هذه المبادرة.
تلك الصياغة التي أشرفت عليها طواقم إسرائيلية وسعودية بإطلاع ٍ فرنسي- أمريكي ، حيث ألغت كل البنود في مبادرة السلام العربية، لتحل محلها بنود جديدة، تشترط المجاهرة بالعلاقات العربية - الإسرائيلية، والتطبيع الكامل معها, من خلال نصوص ٍ اختفت فيها بنود السلامة الإقليمية العربية وصون الأمن القومي العربي ، والتضامن مع لبنان لإستكمال تحرير أراضيه، والاعتزاز بالمقاومة اللبنانية، وإسقاط الجولان المحتل من المبادرة العربية، وشطب بنود "التوقف عن إقامة أية علاقات مع إسرائيل وتفعيل نشاط مكتب المقاطعة العربية لإسرائيل"، وكذلك شطب البند الخاص ب " تلازم المسارين اللبناني والسوري وارتباطهما مع المسار الفلسطيني".. بالإضافة إلى صياغة جديدة لحل مشكلة اللاجئين بما لا يهدد أمن اسرائيل ، وقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح تضم ما يتفق عليه من القدس الشرقية، وإشراف عربي إسلامي- إسرائيلي على الأماكن الدينية في المدينة، واعتماد معادلة تبادل الأراضي دون تحديد للأماكن والنسب.. وسط تجاهل تام ل " السيادة " الفلسطينية.
دون أي شك فقد حاولت مملكة اّل سعود عبر الصياغة الجديدة لفتح الباب أمام إشهار علاقاتها الأمنية والاستخبارية والاقتصادية مع إسرائيل ، مستغلة ً الوضع العربي والإنقسام في الساحة الفلسطينية، وسير بعض الأنظمة في ركابها، ودعم فرنسا لسياساتها، والرضى الأمريكي , لتتولى دورها في إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي كغطاء على جرائمها وسياساتها الإرهابية، من خلال الإمساك بالورقة الفلسطينية والمتاجرة بها.
لم و لن تبق فلسطين بقرار سعودي – خليجي – إسرائيلي , هي باقية ٌ لأن المقاومة حاضرة و صريحة و أعلنت منذ أيام و على لسان سماحة السيد حسن نصر الله أن " محور المقاومة في هذه المعركة لن يُهزم و سينتصر , وستعود قضية فلسطين مركز و محور الصراع الوحيد في المنطقة " .. و ليس لأن الجبير قالها اليوم مهزوما ً, وحريٌ به أن يلعق عاره وفشله و يكف و بلاده عن التاّمر على سوريا و كافة الدول و الشعوب العربية , و أن يوقف دعم التكفيريين بمال بلاده القذر , و تصديرها بدعة الإجرام الوهابي التكفيري تلك التي لم تنفك غسيل عقول الشباب العربي و الغربي على حد ٍ سواء و إرسالهم إلى جهنم و بئس المصير حيث النار المستعرة و الجمر الشاوي , حيث لا توجد حوريات ٌ ولا ماّدب عشاء على طاولات الأنبياء لقتلة ٍ و إرهابيون و سافكي الدماء.
المصدر :
الماسة السورية/المهندس : ميشيل كلاغاصي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة