ترتبط سورية وإيطاليا بعلاقات صداقة وتعاون تجاري وثقافي عريقة عززتها الرغبة المشتركة في تطويرها والارتقاء بها وهذا ما تعكسه الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين والمشاركة في الفعاليات الاقتصادية والتجارية والسياحية والأثرية المشتركة.

وتتطابق وجهات النظر السورية والإيطالية حول ضرورة تطوير العلاقات بما يساعد في إرساء الاستقرار في المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة فيها.

وينظم العلاقات السورية الايطالية في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية عدد من الاتفاقيات منها مذكرة تفاهم بخصوص تبادل المشاورات السياسية بين وزيري خارجية البلدين بشكل دائم واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات التي دخلت حيز التنفيذ عام 2003 واتفاقية تعاون في المجال التقني والمالي بقيمة 80 مليون يورو منها 60 مليون يورو قروضاً ميسرة و20 مليون يورو منحة من أجل الخدمات ومشاريع البنية التحتية واتفاقات تعاون في المجال الثقافي والتقني والمالي وتطوير البنى التحتية وقطاعات التأمين ومصادر الطاقة المتجددة ووثيقة تعاون ثنائي في الصناعة والمنتجات الزراعية إضافة إلى اتفاقية إنشاء منتدى سوري ايطالي للتعاون المشترك والاستثمار.

وتعود العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى عهد طريق الحرير حيث تعد إيطاليا أول من أسس قناصل تجاريين في سورية في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وتكتسب العلاقات الاقتصادية الثنائية أهمية بارزة باعتبار إيطاليا البلد الأوروبي الصناعي الأقرب إلى سورية والشريك التجاري الأوروبي الأول لها حيث تشير إحصائيات المكتب المركزي للإحصاء إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 310ر94 مليار ليرة عام 2008 منها 146ر55 مليار ليرة صادرات سورية في حين بلغ حجم المستوردات 164ر39 مليار ليرة.

ويشكل النفط الخام والغزول القطنية والملابس والخام التدمري وبعض المنتجات الغذائية والقمح والجلود غير المدبوغة أهم الصادرات السورية إلى إيطاليا بينما تستورد سورية من إيطاليا الآلات وخاصة آلات الغزل والنسيج والمعدات الزراعية والجرارات وقطع تبديل السيارات وزيوت الشحم وغاز البوتان والخيوط التركيبية والأرز المقشور والكيماويات والأدوات المنزلية والكهربائية والمنتجات البلاستيكية والمعدنية والمعدات الطبية.

وبهدف تقوية أواصر وسبل الاتصال الاقتصادي بين البلدين وتبادل الخبرات فى مجال الأعمال والاقتصاد والخدمات تم في دمشق بداية الشهر الجاري إطلاق مجلس رجال الأعمال السوري الإيطالي الذي يضم ممثلين عن الفعاليات الاقتصادية في البلدين لوضع برامج خاصة للتعاون من خلال الحكومات والمنظمات الأوروبية والدولية وتشجيعهم على الاستثمار فى مشاريع خاصة أو مشتركة في سورية وايطاليا فى المجالات الاقتصادية المختلفة إضافة إلى عقد المؤتمرات والندوات العلمية والاقتصادية ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية ونقل الخبرات والتقنيات الحديثة إلى داخل سورية وإيطاليا إلى جانب العديد من الأهداف التي تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

كما أقيم المنتدى الاقتصادي السوري الإيطالي في دمشق في تشرين الثاني الماضي بهدف زيادة التعاون الصناعي والاقتصادي بين الشركات السورية والإيطالية ودعم الصادرات بين البلدين وسبل زيادة حجم التبادل التجاري في مجالات الاستثمار السياحي وقطاع الفنادق والبنى التحتية والنقل والطاقة والمصارف وبرامج الري والمجالات الصناعية بمشاركة أكثر من 200 رجل أعمال إيطالي من مختلف المجالات الصناعية الغذائية والكيماوية والجلود.

 

ووقع البلدان في نهاية المنتدى مذكرة التفاهم المتعلقة بتأسيس المركز التكنولوجي الايطالي ومذكرة تفاهم تتعلق بتعزيز العلاقات بين هيئة تنمية وترويج الصادرات السورية والبعثة التجارية الإيطالية إلى جانب الإعلان المشترك المتعلق بمشاركة سورية في معرض اكسبو ميلانو 2015.

وعقد في روما في تشرين الأول 2008 ملتقى رجال الأعمال السوري بمشاركة عدد كبير من مسؤولي الاقتصاد ورجال الأعمال من البلدين تم خلاله بحث الوسائل والسبل الكفيلة بتقوية العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين سورية وإيطاليا.

وفي الجانب الثقافي وقعت سورية مع إيطاليا في إطار تقوية العلاقات الثنائية اتفاقية تعاون فني في التاسع من أيلول عام 1972 تم تحديثها من خلال مذكرات تفاهم عام 1997 لكن التعاون الأكثر أهمية بين البلدين كان في مجال التنقيب الأثري والترميم حيث قامت البعثات الأثرية الايطالية بمبادرات عدة في حقل التأهيل المهني وإعداد أطر الترميم في المديرية العامة للآثار والمتاحف.

وتم في هذا الخصوص توقيع اتفاقية تعاون مالي خصص من خلالها مبلغ 33ر10 ملايين يورو كمنحة لقطاع التراث الحضاري لتجديد وإعادة تنظيم المتحف الوطني في دمشق ومشروع إعادة تأهيل قلعة دمشق الذي أطلقت فعالياته عام 2007 ومشروع للمساعدة الفنية لمتحفي حلب وإدلب.

وأشار ماهر عازر رئيس اللجنة التوجيهية العليا لإدارة مشروع تجديد وإعادة تنظيم المتحف الوطني واعادة تاهيل قلعة دمشق إلى التعاون السوري الإيطالي في إعادة تنظيم وتأهيل وتجهيز المعمل الفني المخابر في المديرية إضافة إلى تأهيل مخبر الفسيفساء في قلعة دمشق وتم إجراء دورات تدريبية لترميم القطع الأثرية بالطرق الحديثة اضافة الى إنجاز إدارة وخطة التدريب ودراسة كيفية عرض المجموعات فيه وتحديد سياساته ودراسة إعادة هيكلة بنيته ككل ولاسيما نظام الزيارة.

من جانب آخر أشار عازر إلى أن هناك مشروعاً قيد الإنجاز بالتعاون مع جامعة روما الأولى في متحف إدلب يشمل خصائص العرض المتحفي ومشروع الخدمات الكتابية وإنشاء مخبر للرقم المسمارية.

ويمتد التعاون بين الجانبين السوري والإيطالي لنحو نصف قرن كانت أولى ثماره اكتشاف مملكة إيبلا على يد عالم الآثار الإيطالي البروفيسور باولو ماتييه وهناك العديد من المواقع الأثرية في سورية التي تعمل فيها البعثات الأثرية الإيطالية.

وأسهمت مكتشفات البعثة الإيطالية في موقع إيبلا تل مرديخ منذ عام 1964 بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف ووزارة الثقافة وجامعة روما الأولى في إلقاء الضوء على فترة هامة من تاريخ سورية بين 2400 و2300 ق.م.

كما كشفت البعثة أجزاء كبيرة من البوابة الشمالية بوابة حلب كذلك تم الكشف عن أجزاء من البوابة الشرقية لإيبلا والتي تسمى باب ماري وفي القسم الغربي من التل كشفت البعثة عن تحصينات دفاعية هامة تعود للألف الثاني قبل الميلاد وكذلك عملت على ترميم القصر الشمالي ومعبد حدد اللذين يعود تاريخهما للألف الثاني قبل الميلاد
  • فريق ماسة
  • 2010-03-19
  • 11954
  • من الأرشيف

سورية وإيطاليا.. علاقات اقتصادية وثقافية متميزة وتعاون مستمر لترسيخ الاستقرار في المنطقة

ترتبط سورية وإيطاليا بعلاقات صداقة وتعاون تجاري وثقافي عريقة عززتها الرغبة المشتركة في تطويرها والارتقاء بها وهذا ما تعكسه الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين والمشاركة في الفعاليات الاقتصادية والتجارية والسياحية والأثرية المشتركة. وتتطابق وجهات النظر السورية والإيطالية حول ضرورة تطوير العلاقات بما يساعد في إرساء الاستقرار في المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة فيها. وينظم العلاقات السورية الايطالية في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية عدد من الاتفاقيات منها مذكرة تفاهم بخصوص تبادل المشاورات السياسية بين وزيري خارجية البلدين بشكل دائم واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات التي دخلت حيز التنفيذ عام 2003 واتفاقية تعاون في المجال التقني والمالي بقيمة 80 مليون يورو منها 60 مليون يورو قروضاً ميسرة و20 مليون يورو منحة من أجل الخدمات ومشاريع البنية التحتية واتفاقات تعاون في المجال الثقافي والتقني والمالي وتطوير البنى التحتية وقطاعات التأمين ومصادر الطاقة المتجددة ووثيقة تعاون ثنائي في الصناعة والمنتجات الزراعية إضافة إلى اتفاقية إنشاء منتدى سوري ايطالي للتعاون المشترك والاستثمار. وتعود العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى عهد طريق الحرير حيث تعد إيطاليا أول من أسس قناصل تجاريين في سورية في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وتكتسب العلاقات الاقتصادية الثنائية أهمية بارزة باعتبار إيطاليا البلد الأوروبي الصناعي الأقرب إلى سورية والشريك التجاري الأوروبي الأول لها حيث تشير إحصائيات المكتب المركزي للإحصاء إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 310ر94 مليار ليرة عام 2008 منها 146ر55 مليار ليرة صادرات سورية في حين بلغ حجم المستوردات 164ر39 مليار ليرة. ويشكل النفط الخام والغزول القطنية والملابس والخام التدمري وبعض المنتجات الغذائية والقمح والجلود غير المدبوغة أهم الصادرات السورية إلى إيطاليا بينما تستورد سورية من إيطاليا الآلات وخاصة آلات الغزل والنسيج والمعدات الزراعية والجرارات وقطع تبديل السيارات وزيوت الشحم وغاز البوتان والخيوط التركيبية والأرز المقشور والكيماويات والأدوات المنزلية والكهربائية والمنتجات البلاستيكية والمعدنية والمعدات الطبية. وبهدف تقوية أواصر وسبل الاتصال الاقتصادي بين البلدين وتبادل الخبرات فى مجال الأعمال والاقتصاد والخدمات تم في دمشق بداية الشهر الجاري إطلاق مجلس رجال الأعمال السوري الإيطالي الذي يضم ممثلين عن الفعاليات الاقتصادية في البلدين لوضع برامج خاصة للتعاون من خلال الحكومات والمنظمات الأوروبية والدولية وتشجيعهم على الاستثمار فى مشاريع خاصة أو مشتركة في سورية وايطاليا فى المجالات الاقتصادية المختلفة إضافة إلى عقد المؤتمرات والندوات العلمية والاقتصادية ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية ونقل الخبرات والتقنيات الحديثة إلى داخل سورية وإيطاليا إلى جانب العديد من الأهداف التي تسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. كما أقيم المنتدى الاقتصادي السوري الإيطالي في دمشق في تشرين الثاني الماضي بهدف زيادة التعاون الصناعي والاقتصادي بين الشركات السورية والإيطالية ودعم الصادرات بين البلدين وسبل زيادة حجم التبادل التجاري في مجالات الاستثمار السياحي وقطاع الفنادق والبنى التحتية والنقل والطاقة والمصارف وبرامج الري والمجالات الصناعية بمشاركة أكثر من 200 رجل أعمال إيطالي من مختلف المجالات الصناعية الغذائية والكيماوية والجلود.   ووقع البلدان في نهاية المنتدى مذكرة التفاهم المتعلقة بتأسيس المركز التكنولوجي الايطالي ومذكرة تفاهم تتعلق بتعزيز العلاقات بين هيئة تنمية وترويج الصادرات السورية والبعثة التجارية الإيطالية إلى جانب الإعلان المشترك المتعلق بمشاركة سورية في معرض اكسبو ميلانو 2015. وعقد في روما في تشرين الأول 2008 ملتقى رجال الأعمال السوري بمشاركة عدد كبير من مسؤولي الاقتصاد ورجال الأعمال من البلدين تم خلاله بحث الوسائل والسبل الكفيلة بتقوية العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين سورية وإيطاليا. وفي الجانب الثقافي وقعت سورية مع إيطاليا في إطار تقوية العلاقات الثنائية اتفاقية تعاون فني في التاسع من أيلول عام 1972 تم تحديثها من خلال مذكرات تفاهم عام 1997 لكن التعاون الأكثر أهمية بين البلدين كان في مجال التنقيب الأثري والترميم حيث قامت البعثات الأثرية الايطالية بمبادرات عدة في حقل التأهيل المهني وإعداد أطر الترميم في المديرية العامة للآثار والمتاحف. وتم في هذا الخصوص توقيع اتفاقية تعاون مالي خصص من خلالها مبلغ 33ر10 ملايين يورو كمنحة لقطاع التراث الحضاري لتجديد وإعادة تنظيم المتحف الوطني في دمشق ومشروع إعادة تأهيل قلعة دمشق الذي أطلقت فعالياته عام 2007 ومشروع للمساعدة الفنية لمتحفي حلب وإدلب. وأشار ماهر عازر رئيس اللجنة التوجيهية العليا لإدارة مشروع تجديد وإعادة تنظيم المتحف الوطني واعادة تاهيل قلعة دمشق إلى التعاون السوري الإيطالي في إعادة تنظيم وتأهيل وتجهيز المعمل الفني المخابر في المديرية إضافة إلى تأهيل مخبر الفسيفساء في قلعة دمشق وتم إجراء دورات تدريبية لترميم القطع الأثرية بالطرق الحديثة اضافة الى إنجاز إدارة وخطة التدريب ودراسة كيفية عرض المجموعات فيه وتحديد سياساته ودراسة إعادة هيكلة بنيته ككل ولاسيما نظام الزيارة. من جانب آخر أشار عازر إلى أن هناك مشروعاً قيد الإنجاز بالتعاون مع جامعة روما الأولى في متحف إدلب يشمل خصائص العرض المتحفي ومشروع الخدمات الكتابية وإنشاء مخبر للرقم المسمارية. ويمتد التعاون بين الجانبين السوري والإيطالي لنحو نصف قرن كانت أولى ثماره اكتشاف مملكة إيبلا على يد عالم الآثار الإيطالي البروفيسور باولو ماتييه وهناك العديد من المواقع الأثرية في سورية التي تعمل فيها البعثات الأثرية الإيطالية. وأسهمت مكتشفات البعثة الإيطالية في موقع إيبلا تل مرديخ منذ عام 1964 بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف ووزارة الثقافة وجامعة روما الأولى في إلقاء الضوء على فترة هامة من تاريخ سورية بين 2400 و2300 ق.م. كما كشفت البعثة أجزاء كبيرة من البوابة الشمالية بوابة حلب كذلك تم الكشف عن أجزاء من البوابة الشرقية لإيبلا والتي تسمى باب ماري وفي القسم الغربي من التل كشفت البعثة عن تحصينات دفاعية هامة تعود للألف الثاني قبل الميلاد وكذلك عملت على ترميم القصر الشمالي ومعبد حدد اللذين يعود تاريخهما للألف الثاني قبل الميلاد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة