تعليقا على اجتماع وزراء خارجية دول حلف الناتو، الذي جرى في بروكسل في الفترة ما بين 19-20 مايو/أيار الحالي، اعتبر مندوب روسيا لدى حلف الناتو الكسندر غروشكو أن حلف الناتو يقوم بممارسة سياسة ردع روسيا سياسيا وعسكريا، كونه غير قادر على الاستمرار من دون وجود عدو جيوسياسي كبير.

وأوضح غروشكو أن اجتماع بروكسل، شهد إعلان توجيهات أيديولوجية وسياسية وعسكرية، تم اتخاذها في أثناء قمة الحلف في ويلز في سبتمبر/أيلول 2014، وهي "تعزيز ما يسمى بقدرة الحلف الدفاعية والاحتفاظ في الوقت نفسه بقنوات الحوار السياسي".

 

وأكد المسؤول الروسي أن بعض الدول الأعضاء في حلف الناتو، تشير في الآونة الأخيرة إلى ضرورة البحث عن مخرج من الوضع الحاصل الذي تم التوصل إليه، نتيجة القرار بوقف التعاون مع روسيا الذي اتخذه الحلف خلال قمة ويلز.

 

وقال غروشكو: "أعتقد أن الأوروبيين أصبحوا يفهمون أن سياسة عزل روسيا فشلت، والتحديات والتهديدات الجديدة تتطلب توحيد الجهود المشتركة. فهذه الدول تتعاون معنا في مجال الأمن خارج مجلس روسيا-الناتو. وإذا واصل الحلف التمسك بالمواقف التي أعلن عنها في قمة ويلز فذلك سيلحق ضررا بمصالح الحلف نفسه".

 

وبالنسبة لانضمام جمهورية الجبل الأسود (مونتينيغرو) مؤخرا إلى حلف الناتو، فيرى المسؤول الروسي أن ذلك الأمر يعمق خطوط الفصل في أوروبا، وأضاف "نحن نرى أن توسع الحلف يشكل سيكولوجيا دول مواجهة، ما ينشئ خطوطا فاصلة جديدة في أوروبا، أو يغير الخطوط القديمة فيها. هذا الأمر يعارض ضرورة بناء نظام الأمن الجماعي الأوروبي الجديد الذي يتطلب توحيد الجهود لمكافحة الأخطار والتهديدات الجديدة".

وأشار غروشكو إلى أن انضمام الجبل الأسود إلى الحلف بهذا الشكل السريع يخالف شروط انضمام دول جديدة للحلف. حيث يشترط على المرشح للانضمام للحلف، تقديم مساهمة فعالة في الأمن الأوروبي والإقليمي، وفي قدرات بلدان الحلف الدفاعية، إضافة إلى ضرورة وجود إجماع بين مواطني البلد المرشح لصالح الانضمام.

 

وبحسب غروشكو فإن حلف الناتو قطع من جانب واحد كل مشاريع التعاون التي كانت تعزز أمن بلدان الحلف وروسيا، مشيرا إلى "عدم وجود أجندة إيجابية بين روسيا والحلف في الوقت الحالي

 

 

  • فريق ماسة
  • 2016-05-20
  • 6637
  • من الأرشيف

موسكو: الناتو يحاول خلق عدو جيوسياسي تبريراً لبقائه

تعليقا على اجتماع وزراء خارجية دول حلف الناتو، الذي جرى في بروكسل في الفترة ما بين 19-20 مايو/أيار الحالي، اعتبر مندوب روسيا لدى حلف الناتو الكسندر غروشكو أن حلف الناتو يقوم بممارسة سياسة ردع روسيا سياسيا وعسكريا، كونه غير قادر على الاستمرار من دون وجود عدو جيوسياسي كبير. وأوضح غروشكو أن اجتماع بروكسل، شهد إعلان توجيهات أيديولوجية وسياسية وعسكرية، تم اتخاذها في أثناء قمة الحلف في ويلز في سبتمبر/أيلول 2014، وهي "تعزيز ما يسمى بقدرة الحلف الدفاعية والاحتفاظ في الوقت نفسه بقنوات الحوار السياسي".   وأكد المسؤول الروسي أن بعض الدول الأعضاء في حلف الناتو، تشير في الآونة الأخيرة إلى ضرورة البحث عن مخرج من الوضع الحاصل الذي تم التوصل إليه، نتيجة القرار بوقف التعاون مع روسيا الذي اتخذه الحلف خلال قمة ويلز.   وقال غروشكو: "أعتقد أن الأوروبيين أصبحوا يفهمون أن سياسة عزل روسيا فشلت، والتحديات والتهديدات الجديدة تتطلب توحيد الجهود المشتركة. فهذه الدول تتعاون معنا في مجال الأمن خارج مجلس روسيا-الناتو. وإذا واصل الحلف التمسك بالمواقف التي أعلن عنها في قمة ويلز فذلك سيلحق ضررا بمصالح الحلف نفسه".   وبالنسبة لانضمام جمهورية الجبل الأسود (مونتينيغرو) مؤخرا إلى حلف الناتو، فيرى المسؤول الروسي أن ذلك الأمر يعمق خطوط الفصل في أوروبا، وأضاف "نحن نرى أن توسع الحلف يشكل سيكولوجيا دول مواجهة، ما ينشئ خطوطا فاصلة جديدة في أوروبا، أو يغير الخطوط القديمة فيها. هذا الأمر يعارض ضرورة بناء نظام الأمن الجماعي الأوروبي الجديد الذي يتطلب توحيد الجهود لمكافحة الأخطار والتهديدات الجديدة". وأشار غروشكو إلى أن انضمام الجبل الأسود إلى الحلف بهذا الشكل السريع يخالف شروط انضمام دول جديدة للحلف. حيث يشترط على المرشح للانضمام للحلف، تقديم مساهمة فعالة في الأمن الأوروبي والإقليمي، وفي قدرات بلدان الحلف الدفاعية، إضافة إلى ضرورة وجود إجماع بين مواطني البلد المرشح لصالح الانضمام.   وبحسب غروشكو فإن حلف الناتو قطع من جانب واحد كل مشاريع التعاون التي كانت تعزز أمن بلدان الحلف وروسيا، مشيرا إلى "عدم وجود أجندة إيجابية بين روسيا والحلف في الوقت الحالي    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة