تجب قراءة معالم وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وهو يردّ على تهديد الدبلوماسي الأميركي الأول، الرصانة الغاضبة التي تحلى بها أنتجت قوله "نحن لا نحمي الأسد كشخص ولكن نحمي الدولة السورية كعضو في الأمم المتحدة". هذا الردّ يشي بمشكلة حقيقية قد تكون واحدة من نتائج مؤتمر فيينا.

 

 

مَن لاحظ التهديد غير المُباشر الذي وجّهه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى روسيا وإيران  بحضور نظيره الروسي سيرغي لافروف في فيينا من خلال قوله : إن ( الرئيس السوري بشّار ) الأسد ومَن يدعمه لن يكونوا في مأمن من دون حل سياسي، لن يفاجئه مسارعة وزير خارجية السعودية عادل الجبير إلى توجيه تهديده مرة أخرى إلى الرئيس الأسد إذ قال إن رحيل الأسد سيكون إما بعملية سياسية أو بعمل عسكري.

 

 

تجب قراءة معالم وجه لافروف وهو يردّ على تهديد الدبلوماسي الأميركي الأول، الرصانة الغاضبة التي تحلى بها أنتجت قوله: "نحن لا نحمي الأسد كشخص ولكن نحمي الدولة السورية كعضو في الأمم المتحدة". هذا الردّ يشي بمشكلة حقيقية قد تكون واحدة من نتائج مؤتمر فيينا الذي وإن كان قد أكّد على عدم انهيار إرادة البحث عن حل سياسي، فإنه بدل أن يضع أحصنة جديدة في عربة الحل بدا كأنما انكسرت فيه واحدة من حلقات التفاهم الأميركي الروسي.

لا يجب أن ننسى جملة خطوات توحي بالتأزّم في الأيام الماضية بين المعسكرين. واشنطن وخلافاً للتفاهمات الدولية مع موسكو، تنشر درعاً صاروخية بالقرب من الأراضي الروسية، تردّ موسكو بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إجراءات غير اعتيادية كُلف بها الجيش الروسي. قبل يوم واحد دفعت روسيا بحاملة طائرات إلى المتوسط في إجراء يتصل بالتطورات السورية والعالمية. لا يمكن فصل هذه التطورات عن اقتراب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تفعيل تدخله في سوريا عبر خطوات يعتبرها دفاعاً عن الأمن القومي التركي، بعد أن تباهى لأكثر من مرة بقتل أعداد من تنظيم داعش.

 

ربما هناك مبالغة ما  في اعتبار  ما تقدّم يصبّ في سياق مواجهة قريبة أو تأزّم لا يمكن الرجوع عنه، لكن التوقّف عند هذه المؤشرات بجدية لا يفسد الأمل بحدوث إيجابيات في مسار الحل السياسي الذي يُنادي به الطرفان الأقوى في الأزمة السورية.كفّة التنظيمات الإرهابية أو المتطرّفة في سوريا تُثقل ميزان القوى على الأرض. تدفّق السلاح المتطوّر والمقاتلين إلى المجموعات المُسلّحة يتعاظم بشهادة مراكز الرصد الروسية وغيرها. قوة وازنة من الجيش السعودي انتقلت إلى تركيا في إطار مناورات لا يُفهم سببها وهدفها حتى الآن.

 

لا بدّ من الانتباه إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا لم يتمكّن عبر مؤتمر فيينا من الإعلان عن موعد انطلاق الجولة القادمة من محادثات جنيف.كل ذلك يستدعي إشعال الضوء الأحمر لا سيما أن محور السعودية تركيا المستند إلى توجّه غربي وفرنسي بالتحديد يسعى إلى انتزاع نصر عسكري كبير في سوريا بحسب معلومات موثوقة مصدرها باريس.

  • فريق ماسة
  • 2016-05-18
  • 12651
  • من الأرشيف

قلق ما بعد مؤتمر فيينا ...يجب قراءة معالم وجه لافروف وهو يردّ على تهديد الدبلوماسي الأميركي الأول؟

تجب قراءة معالم وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وهو يردّ على تهديد الدبلوماسي الأميركي الأول، الرصانة الغاضبة التي تحلى بها أنتجت قوله "نحن لا نحمي الأسد كشخص ولكن نحمي الدولة السورية كعضو في الأمم المتحدة". هذا الردّ يشي بمشكلة حقيقية قد تكون واحدة من نتائج مؤتمر فيينا.     مَن لاحظ التهديد غير المُباشر الذي وجّهه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى روسيا وإيران  بحضور نظيره الروسي سيرغي لافروف في فيينا من خلال قوله : إن ( الرئيس السوري بشّار ) الأسد ومَن يدعمه لن يكونوا في مأمن من دون حل سياسي، لن يفاجئه مسارعة وزير خارجية السعودية عادل الجبير إلى توجيه تهديده مرة أخرى إلى الرئيس الأسد إذ قال إن رحيل الأسد سيكون إما بعملية سياسية أو بعمل عسكري.     تجب قراءة معالم وجه لافروف وهو يردّ على تهديد الدبلوماسي الأميركي الأول، الرصانة الغاضبة التي تحلى بها أنتجت قوله: "نحن لا نحمي الأسد كشخص ولكن نحمي الدولة السورية كعضو في الأمم المتحدة". هذا الردّ يشي بمشكلة حقيقية قد تكون واحدة من نتائج مؤتمر فيينا الذي وإن كان قد أكّد على عدم انهيار إرادة البحث عن حل سياسي، فإنه بدل أن يضع أحصنة جديدة في عربة الحل بدا كأنما انكسرت فيه واحدة من حلقات التفاهم الأميركي الروسي. لا يجب أن ننسى جملة خطوات توحي بالتأزّم في الأيام الماضية بين المعسكرين. واشنطن وخلافاً للتفاهمات الدولية مع موسكو، تنشر درعاً صاروخية بالقرب من الأراضي الروسية، تردّ موسكو بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إجراءات غير اعتيادية كُلف بها الجيش الروسي. قبل يوم واحد دفعت روسيا بحاملة طائرات إلى المتوسط في إجراء يتصل بالتطورات السورية والعالمية. لا يمكن فصل هذه التطورات عن اقتراب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تفعيل تدخله في سوريا عبر خطوات يعتبرها دفاعاً عن الأمن القومي التركي، بعد أن تباهى لأكثر من مرة بقتل أعداد من تنظيم داعش.   ربما هناك مبالغة ما  في اعتبار  ما تقدّم يصبّ في سياق مواجهة قريبة أو تأزّم لا يمكن الرجوع عنه، لكن التوقّف عند هذه المؤشرات بجدية لا يفسد الأمل بحدوث إيجابيات في مسار الحل السياسي الذي يُنادي به الطرفان الأقوى في الأزمة السورية.كفّة التنظيمات الإرهابية أو المتطرّفة في سوريا تُثقل ميزان القوى على الأرض. تدفّق السلاح المتطوّر والمقاتلين إلى المجموعات المُسلّحة يتعاظم بشهادة مراكز الرصد الروسية وغيرها. قوة وازنة من الجيش السعودي انتقلت إلى تركيا في إطار مناورات لا يُفهم سببها وهدفها حتى الآن.   لا بدّ من الانتباه إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا لم يتمكّن عبر مؤتمر فيينا من الإعلان عن موعد انطلاق الجولة القادمة من محادثات جنيف.كل ذلك يستدعي إشعال الضوء الأحمر لا سيما أن محور السعودية تركيا المستند إلى توجّه غربي وفرنسي بالتحديد يسعى إلى انتزاع نصر عسكري كبير في سوريا بحسب معلومات موثوقة مصدرها باريس.

المصدر : حسن عبدالله


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة