لا جولةَ مفاوضاتٍ في الأفق. على أقل تقدير هي على بُعد خمسين يوماً، من الآن، بإعلان دي ميستورا تأجيلها إلى ما بعد شهر رمضان، ما يمكّن أطراف القتال من توسيع سيطرتهم الميدانية، وتثبيت نقاطهم، على مختلف الجبهات يستكمل الجيش السوري عملياته في محيط العاصمة دمشق، في الغوطتين الشرقية والغربية، والريف الجنوبي الغربي. التقدّم يأخذ أشكالاً مختلفة، ومنها تثبيت النقاط وتدعيمها، فيما يستمر الاقتتال بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»، وسط أنباء تشير إلى أنه سيأخذ طابع «الإلغاء».

 

أما على الصعيد السياسي، فقد حسم المبعوث الأممي الخاص، ستيفان دي ميستورا، موعد الجولة المقبلة من المفاوضات، وذلك بتأجيلها إلى ما بعد شهر رمضان.

وواصلت وحدات الجيش السوري هجومها على مسلحي غوطة دمشق الشرقية والريف الجنوبي، من محاور عدّة، استكمالاً للهجوم الذي بدأته أوّل من أمس في منطقة خان الشيح، حيث شهدت المنطقة الأخيرة، أمس، مواجهات عنيفة بين الجيش والمجموعات المسلحة.

وفي الغوطة الشرقية، حقّق الجيش تقدّماً بسيطرته على عدد من كتل الأبنية في بلدة بزينة ومزارعها، بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي «فيلق الرحمن» و«جيش الفسطاط»، وبغطاء جوّي ومدفعي من قبل الجيش.

ونقلت تنسيقيات المسلحين أن القوات «اقتربت من حصار دير العصافير»، وذلك مع سيطرة الجيش على بلدة نولة، وكتيبتها العسكرية، وتقدمّه عند أطراف بزينة، في الغوطة الشرقية، في حين لا يزال الاقتتال المسلح بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» مستمراً على أطراف بلدتي مديرا وبيت سوى.

وقال، أمس، قائد «فيلق الرحمن»، عبد الناصر شمير، إنّ «الفيلق لن يتراجع قبل تسليم جيش الإسلام المتهمين بقضايا الاغتيالات في الغوطة»، مشيراً إلى أن الاقتتال الدائر يعود إلى «رفض جيش الإسلام قبول بقاء فيلق الرحمن كقوة في الغوطة».

أما في الغوطة الغربية، فتستمر المواجهات بين الجيش ومسلحي «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» وحلفائهم، جنوبي مدينة داريا، وسط قصف جوي ومدفعي لنقاطهم.

 

 

في موازاة ذلك، نفت حركتا «أحرار الشام» و«نور الدين الزنكي» علمهما بموضوع «جيش الشمال»، المزمع إنشاؤه لقتال تنظيم «داعش»، في ريف حلب الشمالي. وفي السياق، أعلنت فصائل «الجيش الحر» تحرير قرية البل، في ريف حلب الشمالي، بعد مواجهاتِ عنيفة مع مسلحي «داعش»، في وقتٍ تستمر فيه الاشتباكات بين الجيش والمسلحين في محيط مخيم حندرات، في الريف الشمالي.

 

كذلك، لا يزال طريق حلب ـــ الكاستلو مقطوعاً، لليوم الثالث على التوالي، نتيجة المواجهات القائمة بين الجيش والمسلحين، في حين نعت «جبهة النصرة» أمير «قاطع الدنا»، أبو سارة، الذي جُرح في معارك خان طومان الأخيرة.

أما في دير الزور، فقد أغارت الطائرات الحربية على نقاط مسلحي «داعش» في محيط حقل التيم، في الريف الجنوبي الغربي، وفي قرية المريعية في الريف الجنوبي الشرقي، وفي حي الصناعة، في المدينة، محققة عدداً من الإصابات في صفوف التنظيم.

في غضون ذلك، شهدت مدينة الحسكة اشتباكات بين الجيش و«وحدات حماية الشعب»، الكردية، في وقتٍ شهد فيه محور الحدادة، في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، مواجهاتٍ عنيفة بين الجيش ومسلحي «النصرة» وحلفائها.

سياسياً، لم يستبعد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس، إمكان عقد جولة مفاوضات سورية ـــ سورية جديدة بعد شهر رمضان. وقال دي ميستورا بعد لقائه وزير خارجية النمسا، سباستيان كورتس، إنني «أستطيع تحديد الفترة وليس تاريخها، فشهر رمضان الذي يُعظّم في هذه المنطقة وغيرها أيضاً يقترب، لهذا اعتبارنا كان قبل أو بعد الشهر». وعن الوضع الميداني، أشار إلى أن «التهدئة في سوريا تُطبق بنسبة 50%»، آملاً أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 80%.

بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، الفرنسي رومان نادال، أن «بيان فيينا (أوّل من أمس) يشكّل تقدماً مفيداً»، داعياً جميع الأطراف إلى «تنفيذه بالكامل من الآن فصاعداً». أما الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، ينس ستولتنبرغ، فقد أعرب عن قلقه إزاء «الوضع على الحدود بين تركيا وسوريا»، مؤكّداً «أن دول الناتو ستبحث الخميس (اليوم) موضوع تدريب الضباط العراقيين في أراضي العراق».

  • فريق ماسة
  • 2016-05-18
  • 13897
  • من الأرشيف

الجيش يتقدّم في الغوطة ويقترب من دير العصافير ...دي ميستورا يرحّل المفاوضات إلى ما بعد رمضان

لا جولةَ مفاوضاتٍ في الأفق. على أقل تقدير هي على بُعد خمسين يوماً، من الآن، بإعلان دي ميستورا تأجيلها إلى ما بعد شهر رمضان، ما يمكّن أطراف القتال من توسيع سيطرتهم الميدانية، وتثبيت نقاطهم، على مختلف الجبهات يستكمل الجيش السوري عملياته في محيط العاصمة دمشق، في الغوطتين الشرقية والغربية، والريف الجنوبي الغربي. التقدّم يأخذ أشكالاً مختلفة، ومنها تثبيت النقاط وتدعيمها، فيما يستمر الاقتتال بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»، وسط أنباء تشير إلى أنه سيأخذ طابع «الإلغاء».   أما على الصعيد السياسي، فقد حسم المبعوث الأممي الخاص، ستيفان دي ميستورا، موعد الجولة المقبلة من المفاوضات، وذلك بتأجيلها إلى ما بعد شهر رمضان. وواصلت وحدات الجيش السوري هجومها على مسلحي غوطة دمشق الشرقية والريف الجنوبي، من محاور عدّة، استكمالاً للهجوم الذي بدأته أوّل من أمس في منطقة خان الشيح، حيث شهدت المنطقة الأخيرة، أمس، مواجهات عنيفة بين الجيش والمجموعات المسلحة. وفي الغوطة الشرقية، حقّق الجيش تقدّماً بسيطرته على عدد من كتل الأبنية في بلدة بزينة ومزارعها، بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي «فيلق الرحمن» و«جيش الفسطاط»، وبغطاء جوّي ومدفعي من قبل الجيش. ونقلت تنسيقيات المسلحين أن القوات «اقتربت من حصار دير العصافير»، وذلك مع سيطرة الجيش على بلدة نولة، وكتيبتها العسكرية، وتقدمّه عند أطراف بزينة، في الغوطة الشرقية، في حين لا يزال الاقتتال المسلح بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» مستمراً على أطراف بلدتي مديرا وبيت سوى. وقال، أمس، قائد «فيلق الرحمن»، عبد الناصر شمير، إنّ «الفيلق لن يتراجع قبل تسليم جيش الإسلام المتهمين بقضايا الاغتيالات في الغوطة»، مشيراً إلى أن الاقتتال الدائر يعود إلى «رفض جيش الإسلام قبول بقاء فيلق الرحمن كقوة في الغوطة». أما في الغوطة الغربية، فتستمر المواجهات بين الجيش ومسلحي «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» وحلفائهم، جنوبي مدينة داريا، وسط قصف جوي ومدفعي لنقاطهم.     في موازاة ذلك، نفت حركتا «أحرار الشام» و«نور الدين الزنكي» علمهما بموضوع «جيش الشمال»، المزمع إنشاؤه لقتال تنظيم «داعش»، في ريف حلب الشمالي. وفي السياق، أعلنت فصائل «الجيش الحر» تحرير قرية البل، في ريف حلب الشمالي، بعد مواجهاتِ عنيفة مع مسلحي «داعش»، في وقتٍ تستمر فيه الاشتباكات بين الجيش والمسلحين في محيط مخيم حندرات، في الريف الشمالي.   كذلك، لا يزال طريق حلب ـــ الكاستلو مقطوعاً، لليوم الثالث على التوالي، نتيجة المواجهات القائمة بين الجيش والمسلحين، في حين نعت «جبهة النصرة» أمير «قاطع الدنا»، أبو سارة، الذي جُرح في معارك خان طومان الأخيرة. أما في دير الزور، فقد أغارت الطائرات الحربية على نقاط مسلحي «داعش» في محيط حقل التيم، في الريف الجنوبي الغربي، وفي قرية المريعية في الريف الجنوبي الشرقي، وفي حي الصناعة، في المدينة، محققة عدداً من الإصابات في صفوف التنظيم. في غضون ذلك، شهدت مدينة الحسكة اشتباكات بين الجيش و«وحدات حماية الشعب»، الكردية، في وقتٍ شهد فيه محور الحدادة، في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، مواجهاتٍ عنيفة بين الجيش ومسلحي «النصرة» وحلفائها. سياسياً، لم يستبعد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أمس، إمكان عقد جولة مفاوضات سورية ـــ سورية جديدة بعد شهر رمضان. وقال دي ميستورا بعد لقائه وزير خارجية النمسا، سباستيان كورتس، إنني «أستطيع تحديد الفترة وليس تاريخها، فشهر رمضان الذي يُعظّم في هذه المنطقة وغيرها أيضاً يقترب، لهذا اعتبارنا كان قبل أو بعد الشهر». وعن الوضع الميداني، أشار إلى أن «التهدئة في سوريا تُطبق بنسبة 50%»، آملاً أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 80%. بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية، الفرنسي رومان نادال، أن «بيان فيينا (أوّل من أمس) يشكّل تقدماً مفيداً»، داعياً جميع الأطراف إلى «تنفيذه بالكامل من الآن فصاعداً». أما الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، ينس ستولتنبرغ، فقد أعرب عن قلقه إزاء «الوضع على الحدود بين تركيا وسوريا»، مؤكّداً «أن دول الناتو ستبحث الخميس (اليوم) موضوع تدريب الضباط العراقيين في أراضي العراق».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة