دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بالترافق مع إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أمس أن موعد الجولة الجديدة للمحادثات السورية في جنيف سيحدد بعد اجتماع «المجموعة الدولية لدعم سورية» الأسبوع المقبل، تكثفت حركة المشاورات الروسية لإنجاح الاجتماع وحشد الدعم للبيان الأميركي الروسي المشترك، وتكتيل الدول للضغط على تركيا، التي تشكل حدودها المفتوحة عقبة أمام مكافحة الإرهاب في سورية، في حين حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري موسكو، التي «تتصيد» الحل السياسي «الذي يناسبها»، على تفادي «الغرق في المستنقع السوري».
إلا أن الرياض اختارت التصعيد معلنة أن الأسلحة التي تم تزويد المعارضة السورية بها مؤخراً هي أكثر فتكاً وقوة من تلك التي تم تزويدها بها سابقاً.
وذكر دي ميستورا أمس، أن موعد الجولة الجديدة من الحوار السوري السوري في جنيف سيعلن عنه استنادا إلى نتائج اجتماع «المجموعة الدولية لدعم سورية» المقرر في السابع عشر من أيار الجاري، في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وحددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو، المهمة أمام اجتماع «مجموعة الدعم الدولية» في فيينا، لافتةً إلى أن بلادها وروسيا تسعيان ليكون اتفاق «وقف الأعمال القتالية» شاملاً في جميع أنحاء سورية.
وخلال مؤتمر صحفي، قالت ترودو: إن «هدفنا من اتفاق وقف الأعمال العدائية أن يكون مفتوحاً وغير محدد»، مشيرةً إلى أنه سيتم مناقشة خطوات ملموسة في هذا الشأن، والحصول على ضمان كامل دون عوائق خلال اجتماع فيينا المقبل، إضافة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق وخاصة المحاصرة منها.
وأوضحت أن تواصل العنف في سورية وإعلان «نظام بشار الأسد عن هدن جزئية، لا يعني عدم التزامنا باتفاق وقف إطلاق نار شامل ومفتوح»، وتابعت: أن «ذلك يخلق فضاءً سياسياً لاستمرار المحادثات برعاية دي ميستورا، والتي تسعى للوصول إلى تحول سياسي».
وخرج كيري أمس ليوجه ما يشبه النصيحة إلى موسكو بأهمية الدفع باتجاه التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية إذا أرادت تفادي «المستنقع السوري». وقال في مقابلة حصرية له مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار: «روسيا تتصيد الحل السياسي الذي تريده في سورية، ولا يعني هذا بالضرورة أن تلك معادلة يمكن العمل بها، ونحن نفهم ذلك جيداً، ولكن ما كان بإمكاننا التوصل إلى وقف إطلاق للنار مبدئي دون روسيا، وذلك أدى إلى إنقاذ آلاف الأرواح.
ورداً على سؤال حول ما الذي يدفع الوزير للاعتقاد بأن روسيا شريك بالفعل فيما يتعلق بوقف إطلاق النار بسورية والتوصل إلى حل سياسي في الوقت الذي هم فيه شركاء للرئيس بشار الأسد؟، قال كيري: «هل هذا الوضع مثالي؟ لا، هل هناك مشاكل أخرى يجب العمل عليها؟ نعم، هذه حرب امتدت لخمسة أعوام، وفي الحقيقة هي أكثر من حرب».
وتابع قائلاً: «لدى روسيا مصلحة في عدم انغماسها بسورية، ولديها مصلحة أيضاً في عدم التحول إلى هدف بالنسبة للعالم (الإسلامي) السني بأكمله ويطاردها كل جهادي في المنطقة». وأضاف: «روسيا لديها مصلحة جوهرية، هذا مكلف للغاية، والاقتصاد الروسي لا يتصاعد ولديهم تحديات أخرى، ما أعنيه هو أن لدى روسيا الكثير على الطاولة، وإذا أرادت روسيا حقا تفادي المستنقع في سورية فإن عليهم إيجاد حل سياسي في البلاد».
تصريحات كيري جاءت بعد اتصال أجراه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، بحثا خلاله قضيتي «محاربة المجموعات الإرهابية في سورية ودعم المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة»، بالإضافة إلى إمكانيات إشراك مجموعة دعم سورية في هذه العمليات.
في المقابل عملت موسكو على حشد الدعم وراء موقفها حيال تركيا. وفي هذا الصدد، بحث لافروف ونظيره المصري سامح شكري أمس وللمرة الثانية خلال يومين، الوضع في سورية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس نقلته وكالة «سانا» للأنباء، أن لافروف وشكري ناقشا هاتفياً، القضايا الملحة وعلى رأسها التسوية في سورية، ولفتت إلى وجود تقييمات متطابقة بين الوزيرين «بشأن أهمية مواصلة النضال بلا هوادة ضد تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وكذلك ضرورة التقيد الصارم بنظام وقف الأعمال القتالية في سورية الذي تم التأكيد عليه في الإعلان الأميركي الروسي المشترك» الاثنين.
وقبل يومين اتفق لافروف وشكري على التنسيق بشأن الأوضاع في سورية والاجتماع المقبل لمجموعة الدعم الدولية لسورية.
وسبق للافروف أن اتفق مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الثلاثاء على دفع الاجتماع المقبل لمجموعة الدعم الدولية لسورية إلى التركيز على مسألة محاربة تنظيمي داعش والنصرة، وكذلك قطع الإمدادات الخارجية عنهما، في إشارة إلى الحدود السورية التركية.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، أوردته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، أن الوزيرين ناقشا سير تنفيذ نظام وقف العلميات القتالية، وبرامج الدعم الإنساني لسورية، كما أكدا ضرورة إقامة حوار سياسي متسق بمشاركة ممثلي الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة على أساس المبادئ المثبتة في قرار المجموعة الدولية لدعم سورية وقراري مجلس الأمن الدولي (2254) و(2268).
ومن باريس أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الأسلحة التي تم تزويد مسلحي «المعارضة السورية» بها (مؤخراً) هي أكثر فتكاً وقوة من تلك التي تم تزويدهم بها من قبل، مؤكداً أن عملية تسليحهم تتصاعد في الطريق الصحيح. وفي مقابلة مع قناة فرنسية، بحسب موقع «روسيا اليوم»، كرر الجبير حديثه عن ضرورة رحيل الرئيس الأسد، قائلاً: «الأسد سيرحل، لا شك في ذلك، إما بحل عسكري أو سياسي، الخيار له». ولفت إلى أن «حل الأزمة السورية قد يستغرق 3 أشهر أو 3 سنوات، ولا أحد يعلم، والمهم هو أن (الرئيس) الأسد لن يكون ضمن هذا الحل».
من جهة أخرى ربط الجبير إرسال قوات سعودية برية إلى سورية بخطوة أميركية مماثلة، قائلاً: «في حال أرسلت الولايات المتحدة قواتها البرية إلى سورية لمحاربة داعش، ستكون السعودية مستعدة لتوجيه قواتها الخاصة مع الوحدات الأميركية، لكننا لن نقوم بذلك من جانب واحد».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة