بدأ الجيش العربي السوري عملية عسكرية أمس لاسترداد بلدة خان طومان بعد أن احتوى مخطط «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، والفصائل المسلحة المتحالفة معها بالسيطرة على مزيد من المناطق في ريف حلب الجنوبي.

وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن استعادة خان طومان من يد «القاعدة» والمنخرطين في معاركها من المسلحين مسألة وقت ليس إلا لأهميتها الإستراتيجية على مدخلي حلب وريف إدلب وإشرافها على طريق عام حلب دمشق وقربها من مناطق مهمة للجيش لم يتمكن المسلحون من الاقتراب منها على الرغم من القوة النارية الكثيفة التي استخدموها بما يعادل الجيوش النظامية، كدليل على الدعم اللوجستي الكبير الذي تلقوه من داعميهم الإقليميين قبل بدء المعركة وسيطرتهم على البلدة أمس الأول.

وأشار المصدر إلى أن الجيش وحلفاءه تمكنا خلال فترة قصيرة من عزل جبهة خان طومان عن باقي الجبهات المشتعلة والممتدة منها إلى بلدة العيس جنوباً، ما حال دون تقدم المسلحين إلى مناطق جديدة وفق المخطط المرسوم تماماً كما هو تكتيكه العسكري وقت عزل بلدة العيس وتلتها الإستراتيجية عما يجاورها من قرى وبلدات مهمة وفي مقدمتها بلدة الحاضر.

وأوضح، أن المعطيات الميدانية تشير إلى تورط الحكومة التركية وحكام السعودية وقطر بشكل مباشر في العملية العسكرية التي قادتها «النصرة» لاقتحام خان طومان، حيث تم إنشاء غرفة عمليات عسكرية بإشراف خبراء عسكريين من هذه الدول الداعمة والممولة للإرهاب في سورية وتسيير طائرات من دون طيار فوق المنطقة تبث تسجيلاتها مباشرة إلى الغرفة، وهي تقنية لم تكن مستعملة من قبل.

إلى ذلك، بين مصدر معارض مقرب من «غرفة عمليات جيش الفتح في إدلب»، لـ«الوطن» أن أكثر من 100 مسلح عربي وأجنبي عبروا الحدود التركية مع محافظة إدلب خلال اليومين اللذين سبقا الهجوم على خان طومان خصيصاً لخوض معركتها وأنه كان من المخطط السيطرة على مناطق واسعة في الريف الجنوبي لحلب خلال زمن قياسي لكن تماسك الجيش وحلفائه حال دون تعديل خريطة السيطرة فيه بشكل كبير.

وقلل خبير عسكري في حديثه لـ«الوطن» من أهمية الخرق الذي أحدثته «النصرة» وأخواتها جنوب حلب لسببين الأول أن الجيش العربي السوري عازم على استعادة ما فقده بأقصى سرعة والثاني أنه لم يخسر في خان طومان سوى 2 كيلو متر مربع من الأرض مقابل أكثر من 500 كيلو متر من المساحة الجغرافية التي استحوذ عليها في الريف الجنوبي خلال الأشهر الستة الأخيرة.

 

وأوضح الخبير، أن الهدف من التصعيد العسكري للمسلحين وخرقهم المستمر للهدن لن يحقق الأهداف المرجوة منه بتحسين الوضع والخريطة الميدانية لمصلحتهم بما يرفع من سقف شروطهم التفاوضية قبل الجولة الرابعة من جنيف المتوقع لها أن تنطلق قريباً في موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري.

وكثف الجيش العربي السوري من تمهيده الناري أمس باتجاه خان طومان ومحيطها وصوب العيس وبلدة الزربة وطريق عام دمشق حلب لمنع وصول مؤازرات للمسلحين، وحقق طيران الجيش ضربات مؤكدة في مواقع وتجمعات المسلحين في الوقت الذي لم تنخفض فيه وتيرة القصف المدفعي والصاروخي للجيش قبل البدء بعملية الاقتحام.

وكانت «النصرة» مدعومة بميليشيا «جند الأقصى» التي بايعتها وميليشيا «فيلق الشام» و«أحرار الشام» و«نور الدين الزنكي» و«جيش السنة» شنوا هجوماً واسعاً باتجاه خان طومان تمكنوا خلاله من السيطرة على البلدة وعلى قرية الخالدية المجاورة في خرق وقع صباح الهدنة (الخميس) التي أعلنت عنها الولايات المتحدة وروسيا وحظيت بموافقة القوات المسلحة السورية، وسبقه أكثر من خرق ولاسيما الهجوم مرتين متتاليتين على مواقع الجيش في القوس الغربي لحلب وفشلهم خلال الأسبوعين الأخيرين من تحقيق مرادهم.

من جهته قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض: إنه «سمع دوي انفجارات في أطراف حلب الغربية ناجمة عن سقوط قذائف على مناطق في أحياء الزهراء وضاحية الأسد وقرب دوار السلام في حي حلب الجديدة، ولا معلومات عن خسائر بشرية، على حين نفذت طائرات حربية غارات استهدفت مناطق في قرية الخالدية وبلدة خان طومان بالريف الجنوبي لحلب، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن».

وتحدث المرصد عن أنه «قصفت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي مناطق في قرية برغيدة بريف حلب الشمالي»، والتي يسيطر عليها تنظيم داعش، مشيراً إلى «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف التنظيم»، على حين «استهدفت الفصائل المقاتلة بصاروخ موجه دبابة لقوات النظام في محيط بلدة خان طومان ودبابة أخرى على محور الراشدين غرب حلب، ما أدى لإعطابها وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها»

  • فريق ماسة
  • 2016-05-06
  • 6795
  • من الأرشيف

الجيش يبادر لاسترداد خان طومان… والمسلحون يخرقون «الهدنة» ويستهدفون أحياء حلب الغربية

بدأ الجيش العربي السوري عملية عسكرية أمس لاسترداد بلدة خان طومان بعد أن احتوى مخطط «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، والفصائل المسلحة المتحالفة معها بالسيطرة على مزيد من المناطق في ريف حلب الجنوبي. وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن استعادة خان طومان من يد «القاعدة» والمنخرطين في معاركها من المسلحين مسألة وقت ليس إلا لأهميتها الإستراتيجية على مدخلي حلب وريف إدلب وإشرافها على طريق عام حلب دمشق وقربها من مناطق مهمة للجيش لم يتمكن المسلحون من الاقتراب منها على الرغم من القوة النارية الكثيفة التي استخدموها بما يعادل الجيوش النظامية، كدليل على الدعم اللوجستي الكبير الذي تلقوه من داعميهم الإقليميين قبل بدء المعركة وسيطرتهم على البلدة أمس الأول. وأشار المصدر إلى أن الجيش وحلفاءه تمكنا خلال فترة قصيرة من عزل جبهة خان طومان عن باقي الجبهات المشتعلة والممتدة منها إلى بلدة العيس جنوباً، ما حال دون تقدم المسلحين إلى مناطق جديدة وفق المخطط المرسوم تماماً كما هو تكتيكه العسكري وقت عزل بلدة العيس وتلتها الإستراتيجية عما يجاورها من قرى وبلدات مهمة وفي مقدمتها بلدة الحاضر. وأوضح، أن المعطيات الميدانية تشير إلى تورط الحكومة التركية وحكام السعودية وقطر بشكل مباشر في العملية العسكرية التي قادتها «النصرة» لاقتحام خان طومان، حيث تم إنشاء غرفة عمليات عسكرية بإشراف خبراء عسكريين من هذه الدول الداعمة والممولة للإرهاب في سورية وتسيير طائرات من دون طيار فوق المنطقة تبث تسجيلاتها مباشرة إلى الغرفة، وهي تقنية لم تكن مستعملة من قبل. إلى ذلك، بين مصدر معارض مقرب من «غرفة عمليات جيش الفتح في إدلب»، لـ«الوطن» أن أكثر من 100 مسلح عربي وأجنبي عبروا الحدود التركية مع محافظة إدلب خلال اليومين اللذين سبقا الهجوم على خان طومان خصيصاً لخوض معركتها وأنه كان من المخطط السيطرة على مناطق واسعة في الريف الجنوبي لحلب خلال زمن قياسي لكن تماسك الجيش وحلفائه حال دون تعديل خريطة السيطرة فيه بشكل كبير. وقلل خبير عسكري في حديثه لـ«الوطن» من أهمية الخرق الذي أحدثته «النصرة» وأخواتها جنوب حلب لسببين الأول أن الجيش العربي السوري عازم على استعادة ما فقده بأقصى سرعة والثاني أنه لم يخسر في خان طومان سوى 2 كيلو متر مربع من الأرض مقابل أكثر من 500 كيلو متر من المساحة الجغرافية التي استحوذ عليها في الريف الجنوبي خلال الأشهر الستة الأخيرة.   وأوضح الخبير، أن الهدف من التصعيد العسكري للمسلحين وخرقهم المستمر للهدن لن يحقق الأهداف المرجوة منه بتحسين الوضع والخريطة الميدانية لمصلحتهم بما يرفع من سقف شروطهم التفاوضية قبل الجولة الرابعة من جنيف المتوقع لها أن تنطلق قريباً في موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري. وكثف الجيش العربي السوري من تمهيده الناري أمس باتجاه خان طومان ومحيطها وصوب العيس وبلدة الزربة وطريق عام دمشق حلب لمنع وصول مؤازرات للمسلحين، وحقق طيران الجيش ضربات مؤكدة في مواقع وتجمعات المسلحين في الوقت الذي لم تنخفض فيه وتيرة القصف المدفعي والصاروخي للجيش قبل البدء بعملية الاقتحام. وكانت «النصرة» مدعومة بميليشيا «جند الأقصى» التي بايعتها وميليشيا «فيلق الشام» و«أحرار الشام» و«نور الدين الزنكي» و«جيش السنة» شنوا هجوماً واسعاً باتجاه خان طومان تمكنوا خلاله من السيطرة على البلدة وعلى قرية الخالدية المجاورة في خرق وقع صباح الهدنة (الخميس) التي أعلنت عنها الولايات المتحدة وروسيا وحظيت بموافقة القوات المسلحة السورية، وسبقه أكثر من خرق ولاسيما الهجوم مرتين متتاليتين على مواقع الجيش في القوس الغربي لحلب وفشلهم خلال الأسبوعين الأخيرين من تحقيق مرادهم. من جهته قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض: إنه «سمع دوي انفجارات في أطراف حلب الغربية ناجمة عن سقوط قذائف على مناطق في أحياء الزهراء وضاحية الأسد وقرب دوار السلام في حي حلب الجديدة، ولا معلومات عن خسائر بشرية، على حين نفذت طائرات حربية غارات استهدفت مناطق في قرية الخالدية وبلدة خان طومان بالريف الجنوبي لحلب، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن». وتحدث المرصد عن أنه «قصفت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي مناطق في قرية برغيدة بريف حلب الشمالي»، والتي يسيطر عليها تنظيم داعش، مشيراً إلى «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف التنظيم»، على حين «استهدفت الفصائل المقاتلة بصاروخ موجه دبابة لقوات النظام في محيط بلدة خان طومان ودبابة أخرى على محور الراشدين غرب حلب، ما أدى لإعطابها وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها»

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة