دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
منذ تأسيس ما سمي “قوات سوريا الديمقراطية” في الحادي عشر من تشرين الأول من العام الماضي وسورية أصبحت بحكم المقسمة فهذه القوات التي يغلب عليها الطابع الكردي أُعدت لتكون نواة لدولة جديدة باسم ( سورية الديمقراطية ).
إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيادة عدد قوات بلاده في سوريا ليس أمرا مفاجئا لأن الأطماع الأميركية في المناطق الشرقية لسورية صارت واضحة , صحيح أن العدد الذي أعلن عنه أوباما قليل ولا يتناسب مع المخططات الأميركية في سورية لكن ازدياد عدد القوات التي تدربها الولايات المتحدة في المنطقة الشرقية هو الذي يدعو للقلق .
ما يدعو للقلق أيضاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها وعلى رأسهم فرنسا بدؤوا عمليا التجهيز لمعركة الرقة – التي ترزح منذ 2013 تحت “حكم” داعش الذي فرض قواعده وقوانينه على المدينة متخذاً منها عاصمة لتنظيمه الإرهابي – لكن السؤال في حال قامت الولايات المتحدة بتحرير الرقة فمن الذي سيتولى إدارتها ؟ الأكراد غير مرغوب بهم من سكان الرقة وليس لهم أي عمق في المحافظة وحتى لو كانت ( قوات سورية الديمقراطية ) تتكون من مزيج عربي كردي !
نجاح الجيش السوري مدعوما من روسيا بتحرير مدينة تدمر من عصابات “داعش” زاد الضغوط على الولايات المتحدة خوفا من أن تتعاون كل من روسيا وسوريا في تحرير دير الزور ومن ثم تتجه نحو الرقة , وبذلك يكون الجيش السوري قد ضمن وحدة سورية وأربك الخطط الأمريكية هناك، وهذه مرحلة لا تريد واشنطن الوصول إليها.
على الجميع أن يدرك الولايات المتحدة لا تريد دخول الجيش السوري إلى الرقة الأمر الذي يمهد لهزيمة ما تسميهم القوى المعتدلة في حلب فهي على العكس ترى أن الرقة يجب أن تكون ملاذا لهم ما يكرس لتقسيم سورية لعدة دول وتحقيق مشروع ( الدولة السنية العربية ) بعد ما فشل مشروع الدولة الإسلامية ( داعش ) وانقلبت على من أسسها وفي مقدهم الولايات المتحدة والغرب وتركيا والسعودية !
كلام لافروف في الرابع عشر من آذار الماضي لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء من أن موسكو مستعدة للتنسيق مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة وأنه في مرحلة ما اقترح الأميركيون تقسيم العمل: أي أن يركز سلاح الجو الروسي على تحرير تدمر، بينما يركز التحالف الأميركي بدعم روسي على تحرير الرقة”.
بالتأكيد كلام لافروف نابع من نية صادقة تجاه الدولة السورية لكن ألا يعلم لافروف ورئيسه بوتين أن الولايات المتحدة لن تسمح للجيش السوري بدخول الرقة , الأمر الذي سيحولها إلى دولة قائمة بذاتها لا تخضع للدولة السورية , والسؤال ما الفرق إذا خرج داعش وحلت محله منظمات إرهابية أخرى ؟!
المصدر :
الماسة السورية/ بقلم غسان يوسف
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة