دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تضاربت الأنباء خلال الأيام الماضية عن جبهة ريف حمص الشرقي، بين وكالة «أعماق» الإخبارية التابعة لتنظيم «داعش» التي تتحدث عن تقدم كاسح لعناصر التنظيم في حقل شاعر النفطي وفي منطقة حويسيس القريبة من ناحية جب الجراح في ريف حمص الشرقي،
والمصادر العسكرية في الجيش السوري التي تتحدث عن تقدم للجيش في محيط تدمر باتجاه السخنة على طريق دير الزور، وعن استهدافات لتحركات «داعش» في محيط حقول النفط والغاز القريبة من مدينة تدمر.
الأيام الثلاثة الماضية بلغت فيها معارك المنطقة ذروة الاشتعال، لتكشف إلى العلن واقع شهر ونصف الشهر من المعارك، كانت تجري بعيداً عن الأضواء، في ظل الانشغال العالمي بأزمة مدينة حلب وقبلها بمشاريع التهدئة والهدن التي شملت عدة مناطق سورية مؤخراً.
وخلال أقل من شهر خسر «داعش» تدمر، قاعدة عملياته اللوجستية والتنظيمية الأهم في «ولاية حمص»، والقريتين التي شكلت نقطة انطلاق التنظيم عبر مهين وحوراين إلى أطراف الحفر وصدد للوقوف في خاصرة حمص الجنوبية الشرقية، في نقطة حيوية قريبة من الاتوسترادين الدوليين حمص ـ دمشق وحمص ـ تدمر.
ومنذ سيطرة الجيش السوري على تدمر والقريتين لم تهدأ نار المعارك على طول خطوط التماس، بين الجيش السوري وعناصر «داعش» في البادية السورية، من محيط الضمير شمال شرق دمشق حتى الأطراف الشرقية لجب الجراح والمسعودية وأبو العليا في ريف حمص الشمالي الشرقي، مروراً بمحيط تدمر وحقلي النفط والغاز شاعر وجزل.
المصادر الميدانية تشير إلى أن الجيش السوري كان خلال الفترة الماضية أمام تحد صعب، في أن يحافظ على نطاق سيطرته في البادية. فعشرات المحاولات التي قام بها عناصر «داعش» خلال أقل من 20 يوماً لخرق نقاط الجيش السوري في محيط تدمر كانت تعتمد على فتح أكثر من ثغرة على امتداد هذه الجبهة الواسعة، إلا أنها لم تحقق أي نتيجة على الأرض.
وفيما كانت وكالة الأنباء السورية ـ «سانا» تنقل عن مصدر عسكري رسمي أخبارا شبه يومية خلال الفترة الماضية عن استهدافات جوية ومدفعية لتحركات «داعش» في الريف الشرقي وعن سيطرة للجيش السوري على تلال ومرتفعات، كجبل عنتر ومجموعة تلال في محيط تدمر باتجاه آرك على طريق السخنة شرقاً وباتجاه المحطة الثالثة جنوباً، كانت قيادة العمليات تسعى للتمويه، إعلامياً وعسكرياً، عن حركة القوات ومؤازراتها التي كانت تضع الجبهة الغربية لتدمر في حالة الحذر والجاهزية القصوى على امتداد النقاط الواصلة بين حقلي جزل وشاعر، بحسب ما أفاد «السفير» قائد ميداني يشرف على العمليات في المنطقة.
ويضيف القائد «منذ إعادة السيطرة العسكرية على تدمر، رفعت الجاهزية القتالية إلى الدرجة القصوى على جبهة أبو العلايا ـ المسعودية ـ جب الجراح ـ مكسر الحصان، وامتدادها الجنوبي الواصل إلى حقول النفط والغاز شاعر ـ جزل ـ حيان ـ جحار، فالتنظيم الإرهابي دائماً عندما يتلقى ضربات قوية يحاول الضغط واستنزاف قدرات الجيش عن طريق شن الهجمات على الحقول. وعلى الرغم من خسارتنا لبعض النقاط في الهجوم الأخير، إلا أننا تمكنا من إفشال أخطر عملية تسلل إلى قلب الآبار، نتيجة تكيّف القوات العاملة في المنطقة مع البيئة الصحراوية واستخدام أسلحة تتناسب مع عمليات الكر والفر، وتنفيذ ضربات بعيدة المدى، مثل المدافع الصاروخية المحمولة على عربات، حيث تشكل المناورة في تلك الجغرافيا المفتوحة أحد أهم أساليب استجرار العدو إلى نطاق الاستهداف الناري المركز، وبالتالي إفشال الهجمات وصدّها. والآن نعمل على استعادة زمام المبادرة، ورص صفوف القوات التي تثبت نقاطها من جنوب وادي الماسك، بالقرب من البئر 105 في حقل جزل، حتى تلال السنم في حقل شاعر، والعمل الآن يهدف لإعادة الإمساك بالتلال التي انسحبت منها القوات مؤخراً».
وفيما لا زالت تصدح بين تلال حقول النفط والغاز أصوات المعارك الضارية بين تشكيلات الجيش السوري وقواته الرديفة، تشهد سماء المنطقة من الفرقلس حتى تدمر وجزل حركة كثيفة للطيران الروسي، بكل الأنواع، من القاذفات والطوافات، حيث تعمل التقنية الروسية الحديثة في عمليات الكشف والاستطلاع الميداني، بالإضافة للرصد الفضائي، للإشراف على كل تطورات هذه الجبهة، ما يشير إلى أنها، بعيداً عن أهميتها الاقتصادية الكبيرة، تعتبر نقطة حساسة في جغرافيا الميدان السوري، بالنسبة لكل الأطراف على الأرض.
المصدر :
السفير/ سيف عمر الفرا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة