في سوريا اليوم تتضارب مفاهيم الفرح والحزن والموت والحياة، أصبحت كل المفاهيم نسبيّة أو تتبع للواقع الذي يحيط بالفرد، ترى اليوم حارةً مهجورة وبجوارها تماماً حارةٌ تعجّ بالحياة، هو الموت اليوم يختبئ خلف الفرح تماماً ،الموت الذي أحاط بأحلام الشباب السوريّ ولكنّه لم يقتل الأرض بداخله.

 

يخشى الشباب في مقتبل العمر في سوريا على المستقبل، مستقبلهم المجهول وحاضرهم الذي فقدوا فيه أحبة في أحداث العنف والنزوح كما أن‫ ‏التضخم_الاقتصادي الكبير جعل الحياة مكلفة للغاية الأمر الذي وصفه مجد سوريّ - فلسطيني خريّج أدب فرنسيّ "بالمميت نفسياً".

 

يقول مجد لتلفزيون الخبر" فقدت صديق عمري في معارك ‫ ‏ريف_اللاذقية بعدما فقدت صديقي الأول في ‫ ‏فلسطين، وفقدت ما كان لديّ من مال وفرته لما بعد تخرّجي".

 

ويتابع الشابّ" أصبحت أنا اليوم معيل الأسرة لأبي وأميّ بعد أن فقد أبي قدرته على العمل، قبل الحرب كانت حياتنا مستقرة مادياً، وبدأت بالدراسة على أمل أن أتخرج وأسافر لأكمل دراستي، لكن ما أجنيه من عملي على "بسطة ألعاب" اليوم "يادوب يجي حقّ أكل ".

 

ولا تختلف حال هلا خريجة المعهد الفندقي، كثيراً عن حال مجد وتقول الشابّة "تخرجت من المعهد الفندقي وإلى اليوم لم أحصل على وظيفة تخصّ مجال دراستي، تقدمت للكثير من الوظائف في كثير من المطاعم والفنادق لكن المحسوبيات و"الواسطة" أقوى من شهادتي ومظهري الجميل، و انتهى بي الحال في مقهى صغير".

 

وتضيف ضاحكة" صحيح أنّ الحرب اليوم لم تترك لنا مجالاً لنعيش فترة الشباب كما هي، وأنا لا أستطيع السفر وبالرغم من كلّ ذلك أنا أحبّ عملي جداً، "الكفتريا هون عالمي البعيد عن الحرب".

 

ويروي محمد طالب شريعة سنة رابعة" ما قبل الحرب كانت الوظائف قليلة ومعها اليوم أصبحت شبه معدومة، المسابقات قليلة والعمل الخاص يتطلب شروطاً كثيرة، أعمل هنا في محل الفلافل كي أحصل على المال الذي يعينني أنا وزوجتي، ويضيف ممازحاً" بدنا نعيش".

 

ويضيف محمد" الوضع الاقتصادي سيئ، الأشياء غالية الثمن ومستويات المعيشة انخفضت، ويومياً نعيش كابوس" طلع الدولار نزل الدولار، انقطعت الكهربا، راحت المي".

 

أمّا ابراهيم طالب طب سنة أولى، متفوق في دراسته ويحلم أن يصبح جراحاً، يقول الشاب الصغير" أنا أعمل يوم الخميس والجمعة لأؤمن مصروفي الكبير الذي أصبح عبئاً على أسرتي وخصوصاً أننا أربع أخوة، صحيح أنني أعمل "شغيل أراكيل" لكن الأمر لا يضايقني طالما أنني متفوق في دراستي".

 

ويكمل ابراهيم" أنا أحلم أن اتخرج لأعمل طبيب جرّاح، رغم أنني اصطدم بالواقع التعيس يومياً، وفكرت أن أسافر كأغلب أصدقائي لكنيّ أحبّ أن أبقى هنا لا أريد أن أصبح "لاجئ"، "متل ما بتقول ‫#‏فيروز هون رح نبقى نسعد ونشقى".

 

وبالرغم من أنّ الكثير من الشباب السوريّ سافر أو هاجر لدولٍ أخرى، لكنّ ما بقي يعمل في ظلّ الظروف الصعبة، وسيعمل لعودة الفرح والسلام لجميع شوارع سوريا، فرأي أغلب الشباب الذين بقيوا اليوم، أنّ مهمتهم الأولى اليوم هي العمل للأرض التي لن تعود إلاّ بطاقتهم.

  • فريق ماسة
  • 2016-05-02
  • 15009
  • من الأرشيف

شباب ‫ ‏سورية‬...بين الحرب وما تبقى من عمل

في سوريا اليوم تتضارب مفاهيم الفرح والحزن والموت والحياة، أصبحت كل المفاهيم نسبيّة أو تتبع للواقع الذي يحيط بالفرد، ترى اليوم حارةً مهجورة وبجوارها تماماً حارةٌ تعجّ بالحياة، هو الموت اليوم يختبئ خلف الفرح تماماً ،الموت الذي أحاط بأحلام الشباب السوريّ ولكنّه لم يقتل الأرض بداخله.   يخشى الشباب في مقتبل العمر في سوريا على المستقبل، مستقبلهم المجهول وحاضرهم الذي فقدوا فيه أحبة في أحداث العنف والنزوح كما أن‫ ‏التضخم_الاقتصادي الكبير جعل الحياة مكلفة للغاية الأمر الذي وصفه مجد سوريّ - فلسطيني خريّج أدب فرنسيّ "بالمميت نفسياً".   يقول مجد لتلفزيون الخبر" فقدت صديق عمري في معارك ‫ ‏ريف_اللاذقية بعدما فقدت صديقي الأول في ‫ ‏فلسطين، وفقدت ما كان لديّ من مال وفرته لما بعد تخرّجي".   ويتابع الشابّ" أصبحت أنا اليوم معيل الأسرة لأبي وأميّ بعد أن فقد أبي قدرته على العمل، قبل الحرب كانت حياتنا مستقرة مادياً، وبدأت بالدراسة على أمل أن أتخرج وأسافر لأكمل دراستي، لكن ما أجنيه من عملي على "بسطة ألعاب" اليوم "يادوب يجي حقّ أكل ".   ولا تختلف حال هلا خريجة المعهد الفندقي، كثيراً عن حال مجد وتقول الشابّة "تخرجت من المعهد الفندقي وإلى اليوم لم أحصل على وظيفة تخصّ مجال دراستي، تقدمت للكثير من الوظائف في كثير من المطاعم والفنادق لكن المحسوبيات و"الواسطة" أقوى من شهادتي ومظهري الجميل، و انتهى بي الحال في مقهى صغير".   وتضيف ضاحكة" صحيح أنّ الحرب اليوم لم تترك لنا مجالاً لنعيش فترة الشباب كما هي، وأنا لا أستطيع السفر وبالرغم من كلّ ذلك أنا أحبّ عملي جداً، "الكفتريا هون عالمي البعيد عن الحرب".   ويروي محمد طالب شريعة سنة رابعة" ما قبل الحرب كانت الوظائف قليلة ومعها اليوم أصبحت شبه معدومة، المسابقات قليلة والعمل الخاص يتطلب شروطاً كثيرة، أعمل هنا في محل الفلافل كي أحصل على المال الذي يعينني أنا وزوجتي، ويضيف ممازحاً" بدنا نعيش".   ويضيف محمد" الوضع الاقتصادي سيئ، الأشياء غالية الثمن ومستويات المعيشة انخفضت، ويومياً نعيش كابوس" طلع الدولار نزل الدولار، انقطعت الكهربا، راحت المي".   أمّا ابراهيم طالب طب سنة أولى، متفوق في دراسته ويحلم أن يصبح جراحاً، يقول الشاب الصغير" أنا أعمل يوم الخميس والجمعة لأؤمن مصروفي الكبير الذي أصبح عبئاً على أسرتي وخصوصاً أننا أربع أخوة، صحيح أنني أعمل "شغيل أراكيل" لكن الأمر لا يضايقني طالما أنني متفوق في دراستي".   ويكمل ابراهيم" أنا أحلم أن اتخرج لأعمل طبيب جرّاح، رغم أنني اصطدم بالواقع التعيس يومياً، وفكرت أن أسافر كأغلب أصدقائي لكنيّ أحبّ أن أبقى هنا لا أريد أن أصبح "لاجئ"، "متل ما بتقول ‫#‏فيروز هون رح نبقى نسعد ونشقى".   وبالرغم من أنّ الكثير من الشباب السوريّ سافر أو هاجر لدولٍ أخرى، لكنّ ما بقي يعمل في ظلّ الظروف الصعبة، وسيعمل لعودة الفرح والسلام لجميع شوارع سوريا، فرأي أغلب الشباب الذين بقيوا اليوم، أنّ مهمتهم الأولى اليوم هي العمل للأرض التي لن تعود إلاّ بطاقتهم.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة