نشرت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية تقريراً، أمس، حاولت من خلاله تناول ملف 11 أيلول وصلة السعودية بها، في ظل ما يجري تداوله، منذ فترة، عن الصفحات السرية الـ 28 من تقرير في الكونغرس، والتي تتحدث عن دور سعودي في الهجمات التي طاولت برجي التجارة العالمي في نيويورك عام 2001

الصحيفة قدمت رؤية كاملة عن كل ما يرتبط بهذه الصفحات، وسعت إلى الإحاطة بالموضوع من مختلف جوانبه، متطرّقة إلى تفاصيل إضافية لم يجرِ تداولها في الإعلام بشكل موسّع.

 

 

وفي السياق، ذكرت الصحيفة أن الأوراق مخبأة في ملف سرّي، بعنوان «النتائج، النقاش والسردية المرتبطة بشؤون رواية حساسة ومحدّدة»، فيما كشفت عن أن مسؤولين في البيت الأبيض أفادوا بأن بعض محتويات الصفحات الـ28 ستنشر للعلن. يأتي ذلك في وقت تواجه فيه الإدارة الأميركية الحالية مطالب متزايدة بكشف محتويات الوثائق، وكان آخر هذه المطالب من رودي جيولياني، عمدة نيويورك في وقت الهجمات، والذي ذكر أن أميراً سعودياً أعطاه شيكاً بقيمة عشرة ملايين دولار مقابل إبعاد الاتهامات عن السعودية، إلا أن جيولياني «أعاد إليه الشيك بعد تمزيقه قائلاً: تستطيع أخذ مالك وحرقه في الجحيم، فالشعب الأميركي يحتاج الى أن يعرف تحديداً دور الحكومة السعودية في الهجمات».

 

وأشارت الصحيفة إلى أن ادعاءات جيولياني بتلقي رشوة من الأمير السعودي، جاءت بعد يوم على إعلان إيجاد شهادة طيران أحد مفجري تنظيم «القاعدة»، غسان الشربي، في مغلّف مخبّأ في السفارة السعودية في واشنطن. وقد وُجدت الشهادة مع وثائق أخرى، في السفارة أثناء تحقيقات، بعدما قُبض على الشربي عام 2002 في باكستان، ولكنه لم يكن مشاركاً في أحداث 11 أيلول. وردت هذه التفاصيل في مذكرة رسمية تسمى «الوثيقة 17»، كُتبت في عام 2003، وجرت إزاحة السرية عنها العام الماضي، ولكن لم يجرِ نشرها للعلن إلى أن اكتشفها ناشط يدعى بريان مكغلينشي، ونشرها على مدونته، الأسبوع الماضي.

 

علاوة على ذلك، أشارت «ذي إندبندنت» إلى ظهور صلات بين أفراد في السفارة السعودية في واشنطن وسعوديين آخرين، هما نواف الحمزي وخالد المنضار، اللذان وصلا إلى الولايات المتحدة عام 2000 كجزء من الموجة الأولى من منفذي هجمات 11 أيلول. سكن الرجلان في شقة في سان دييغو، عن طريق رجل يسمى عمر البيومي، الذي ساعدهم في الحصول على أوراق الأمن الاجتماعي والمعلومات بشأن دورات الطيران. كما أن التقارير أفادت بأن هناك معلومات عن أنه قد عرّفهم بالإمام أنور العولقي الذي عرف لاحقاً بـ«بن لادن الإنترنت» وقُتل بغارة أميركية في اليمن.

 

وفي هذا الإطار، لفت التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية إلى أن البيومي تلقى تمويلاً من الحكومة السعودية لتسهيل بقائه في الولايات المتحدة، وذلك من خلال شركة سعودية تُعنى بخدمات الطيران. وقد جرى إدراجه على لائحة الـ«اف بي آي»، قبل أحداث 11 أيلول، على أنه وكيل (استخبارات) سعودية، وهو أمر تنفيه السلطات السعودية. كما أنه غالباً ما كان يزور السفارة السعودية في واشنطن وقنصليتها في لوس أنجلس. البيومي اعترف للمحققين الأميركيين بأنه عقد جلسة طويلة مع فهد الثميري، المسؤول في وزارة الشؤون الدينية، الذي وصفه بأنه المرشد الروحي في القنصلية في لوس أنجلس، وذلك في اليوم ذاته الذي التقى فيه الحامزي والمحضار، قبل أن يجرّد الثميري من الحصانة الدبلوماسية ويرحّل من الولايات المتحدة للاشتباه بصلته بهجمات إرهابية.

 

الصحيفة أشارت أيضاً إلى سعودي آخر هو أسامة بسنان، الذي كان يعيش في سان دييغو في ذلك الوقت، وقضى وقتاً مع المنفذين الحامزي والمحضار. كما ذكرت أن بسنان تلقى حوالى 75 ألف دولار من الأميرة هيفاء زوجة الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي في الولايات المتحدة حينها. وأشارت إلى أنه قيل إن هذه الأموال كانت لعلاج زوجة بسنان، في حين جرى تحويل جزء منها للبيومي. وقد اعتقل بسنان لتزويره تأشيرة دخول، في آب 2002، ورُحّل بعد شهرين إلى السعودية.

 

أما بالنسبة إلى الدعوة المقامة ضد السعودية، فهي تتحدث أيضاً عن أن بعضاً من أموال الأميرة هيفاء استخدم للاهتمام بالمهاجمين في سان دييغو، إلا أن الـ«اف بي آي» تؤكد أنها لا تملك دليلاً على ذلك، فيما أشارت لجنة هجمات 11 أيلول إلى أنها لم تجد صلة بين الهجمات والعائلة المالكة.

 

 

 

 

 

  • فريق ماسة
  • 2016-04-25
  • 14220
  • من الأرشيف

ما علاقة زوجة بندر بن سلطان بأحداث 11 أيلول؟

نشرت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية تقريراً، أمس، حاولت من خلاله تناول ملف 11 أيلول وصلة السعودية بها، في ظل ما يجري تداوله، منذ فترة، عن الصفحات السرية الـ 28 من تقرير في الكونغرس، والتي تتحدث عن دور سعودي في الهجمات التي طاولت برجي التجارة العالمي في نيويورك عام 2001 الصحيفة قدمت رؤية كاملة عن كل ما يرتبط بهذه الصفحات، وسعت إلى الإحاطة بالموضوع من مختلف جوانبه، متطرّقة إلى تفاصيل إضافية لم يجرِ تداولها في الإعلام بشكل موسّع.     وفي السياق، ذكرت الصحيفة أن الأوراق مخبأة في ملف سرّي، بعنوان «النتائج، النقاش والسردية المرتبطة بشؤون رواية حساسة ومحدّدة»، فيما كشفت عن أن مسؤولين في البيت الأبيض أفادوا بأن بعض محتويات الصفحات الـ28 ستنشر للعلن. يأتي ذلك في وقت تواجه فيه الإدارة الأميركية الحالية مطالب متزايدة بكشف محتويات الوثائق، وكان آخر هذه المطالب من رودي جيولياني، عمدة نيويورك في وقت الهجمات، والذي ذكر أن أميراً سعودياً أعطاه شيكاً بقيمة عشرة ملايين دولار مقابل إبعاد الاتهامات عن السعودية، إلا أن جيولياني «أعاد إليه الشيك بعد تمزيقه قائلاً: تستطيع أخذ مالك وحرقه في الجحيم، فالشعب الأميركي يحتاج الى أن يعرف تحديداً دور الحكومة السعودية في الهجمات».   وأشارت الصحيفة إلى أن ادعاءات جيولياني بتلقي رشوة من الأمير السعودي، جاءت بعد يوم على إعلان إيجاد شهادة طيران أحد مفجري تنظيم «القاعدة»، غسان الشربي، في مغلّف مخبّأ في السفارة السعودية في واشنطن. وقد وُجدت الشهادة مع وثائق أخرى، في السفارة أثناء تحقيقات، بعدما قُبض على الشربي عام 2002 في باكستان، ولكنه لم يكن مشاركاً في أحداث 11 أيلول. وردت هذه التفاصيل في مذكرة رسمية تسمى «الوثيقة 17»، كُتبت في عام 2003، وجرت إزاحة السرية عنها العام الماضي، ولكن لم يجرِ نشرها للعلن إلى أن اكتشفها ناشط يدعى بريان مكغلينشي، ونشرها على مدونته، الأسبوع الماضي.   علاوة على ذلك، أشارت «ذي إندبندنت» إلى ظهور صلات بين أفراد في السفارة السعودية في واشنطن وسعوديين آخرين، هما نواف الحمزي وخالد المنضار، اللذان وصلا إلى الولايات المتحدة عام 2000 كجزء من الموجة الأولى من منفذي هجمات 11 أيلول. سكن الرجلان في شقة في سان دييغو، عن طريق رجل يسمى عمر البيومي، الذي ساعدهم في الحصول على أوراق الأمن الاجتماعي والمعلومات بشأن دورات الطيران. كما أن التقارير أفادت بأن هناك معلومات عن أنه قد عرّفهم بالإمام أنور العولقي الذي عرف لاحقاً بـ«بن لادن الإنترنت» وقُتل بغارة أميركية في اليمن.   وفي هذا الإطار، لفت التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية إلى أن البيومي تلقى تمويلاً من الحكومة السعودية لتسهيل بقائه في الولايات المتحدة، وذلك من خلال شركة سعودية تُعنى بخدمات الطيران. وقد جرى إدراجه على لائحة الـ«اف بي آي»، قبل أحداث 11 أيلول، على أنه وكيل (استخبارات) سعودية، وهو أمر تنفيه السلطات السعودية. كما أنه غالباً ما كان يزور السفارة السعودية في واشنطن وقنصليتها في لوس أنجلس. البيومي اعترف للمحققين الأميركيين بأنه عقد جلسة طويلة مع فهد الثميري، المسؤول في وزارة الشؤون الدينية، الذي وصفه بأنه المرشد الروحي في القنصلية في لوس أنجلس، وذلك في اليوم ذاته الذي التقى فيه الحامزي والمحضار، قبل أن يجرّد الثميري من الحصانة الدبلوماسية ويرحّل من الولايات المتحدة للاشتباه بصلته بهجمات إرهابية.   الصحيفة أشارت أيضاً إلى سعودي آخر هو أسامة بسنان، الذي كان يعيش في سان دييغو في ذلك الوقت، وقضى وقتاً مع المنفذين الحامزي والمحضار. كما ذكرت أن بسنان تلقى حوالى 75 ألف دولار من الأميرة هيفاء زوجة الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي في الولايات المتحدة حينها. وأشارت إلى أنه قيل إن هذه الأموال كانت لعلاج زوجة بسنان، في حين جرى تحويل جزء منها للبيومي. وقد اعتقل بسنان لتزويره تأشيرة دخول، في آب 2002، ورُحّل بعد شهرين إلى السعودية.   أما بالنسبة إلى الدعوة المقامة ضد السعودية، فهي تتحدث أيضاً عن أن بعضاً من أموال الأميرة هيفاء استخدم للاهتمام بالمهاجمين في سان دييغو، إلا أن الـ«اف بي آي» تؤكد أنها لا تملك دليلاً على ذلك، فيما أشارت لجنة هجمات 11 أيلول إلى أنها لم تجد صلة بين الهجمات والعائلة المالكة.          

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة