في الوقت الذي كانت تتعرض فيه أحياء في حلب إلى هجمات صاروخية، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يهاجم واشنطن لعدم تطبيقها اتفاقاً روسياً - أميركياً لسحب المسلحين «الأخيار» من منطقة حلب لتعزيز عزلة «جبهة النصرة» وضربها.

في هذا الوقت، حث زعماء أميركا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا أطراف الحرب السورية على احترام اتفاق وقف الأعمال القتالية والعمل على نجاح مباحثات جنيف، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقته على إرسال 250 عسكرياً إضافياً إلى سوريا.

 

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أبديا، في اتصال هاتفي بطلب من الجانب الأميركي، تأييدهما الكامل لمحادثات السلام السورية في جنيف.

وأوضحت الخارجية الروسية، في البيان، أن لافروف وكيري بحثا سبل التعاون بين البلدين لتعزيز الهدنة في سوريا، وموضوع تزويد السوريين بمساعدات إنسانية وإطلاق عملية تسوية مستقرة لوقف النزاع في البلاد، و «أكدا تمسكهما بالمفاوضات الجارية في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، بين السلطات السورية ومعارضيها حول شكل الدولة المستقبلية».

وأضاف البيان «ركز لافروف في اتصاله مع كيري على ضرورة انسحاب فصائل المعارضة المعتدلة من مناطق في سوريا يسيطر عليها مسلحو داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في أسرع وقت ممكن، وقطع قنوات وصول تعزيزات للمتطرفين». وأشار إلى أن «الوزيرين اتفقا على مواصلة التعاون بين روسيا والولايات المتحدة، في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا».

وكان لافروف قد أعلن، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإثيوبي تيدروس أدهانوم في موسكو، أن «المفاوضات السورية في جنيف مستمرة، رغم تعليق بعض المعارضين مشاركتهم فيها»، مؤكداً أن «تحقيق تقدم يتطلب مشاركة كل الأطراف المعنية».

وقال لافروف إن «الوضع في المفاوضات كان يمكن أن يكون أفضل كثيرا في حال عدم مغادرة أحد وفود المعارضة جنيف مؤقتا»، مضيفاً ان «تحقيق تقدم في المفاوضات يتطلب ألا تعلق الأطراف المعنية مشاركتها فيها»، مشيراً إلى أن «تركيا هي التي لها تأثير حاسم على وفد الرياض للمعارضة السورية».

وقال لافروف إن «موسكو تود أن تكتمل عملية صياغة الدستور الجديد لسوريا قبل آب المقبل»، مشيرا إلى أن «مجلس الأمن الدولي حدد مدة 6 أشهر لوضع الدستور كفترة مرجعية وتقريبية».

وأضاف ان «الجانب الروسي اتفق مع الأميركيين على أن تستخدم واشنطن نفوذها بين المعارضين الأخيار قرب حلب لسحبهم من هناك، لكي لا يعرقل أحد تدمير تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، إلا أن الولايات المتحدة لم تنفذ وعدها بإجراء هذا الفصل لمدة شهرين».

وذكر «المرصدالمعارض»، في بيان، «قتل 19 مدنياً على الأقل، وأصيب 120، جراء قصف المجموعات المسلحة أحياء تحت سيطرة القوات السورية في مدينة حلب». وأشارت وكالة الأنباء السورية - «سانا» إلى استشهاد 16 شخصا، وإصابة 86، جراء «الاعتداءات الإرهابية لجبهة النصرة والمجموعات المسلحة التابعة لها بقذائف صاروخية على أحياء سكنية في مدينة حلب وبلدة الزهراء». واستهدف القصف أحياء السليمانية والإذاعة وجمعية الزهراء والموكامبو والأشرفية والحمدانية وأحياء أخرى في الجهة الغربية من المدينة. كما قتل أربعة أشخاص في قصف مدفعي للجيش السوري استهدف حيي الجزماتي والزبدية في المدينة.

واستشهاد ثمانية أشخاص، وأصيب 20، في انفجار سيارة، تبناه «داعش»، على نقطة تفتيش أمنية عند مدخل بلدة الذيابية، قرب منطقة السيدة زينب في دمشق.

وأعلن لافروف أن «المبادرة الأميركية الأخيرة حول تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ تمثل موقفاً سطحياً إلى حد ما»، مؤكداً أن «مكافحة الإرهاب لا تزال الأهم في الأمر». وأشار إلى أن «موسكو وواشنطن اتفقتا على آلية للرقابة على وقف القتال في سوريا»، مؤكداً أن «قيادة القاعدة العسكرية الروسية في حميميم تجري اتصالات مستمرة مع القادة العسكريين الأميركيين في عمان، ما يسمح بحل مختلف المهمات على الأرض من دون أي تسييس».

ودعا لافروف «واشنطن إلى عدم نفي وجود تعاون بين عسكريي البلدين في سوريا لإرضاء بعض حلفائها في المنطقة»، مؤكداً أنه «لا يوجد أي أساس للخجل، لأن البلدين يتعاونان في مكافحة الإرهاب».

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في بيان، أن «الكرملين يرى أنه من الصعب الحديث عن احتمال عقد اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا، بسبب انعدام المرونة لدى بعض الأطراف». وأضاف ان «روسيا تشير بقلق شديد إلى تراجع الوضع ضمن المفاوضات السورية - السورية في جنيف حالياً».

 

 

وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيسي وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وايطاليا ماتيو رينزي، دعوا خلال قمة في مدينة هانوفر الألمانية «جميع الأطراف لاحترام وقف الأعمال القتالية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والمساهمة في نجاح مباحثات جنيف بشأن الانتقال السياسي. ودعوا أيضاً من يملكون نفوذاً على أطراف الصراع للضغط عليهم للامتناع عن أي أفعال من شأنها تعريض اتفاق وقف الأعمال القتالية ومباحثات السلام للخطر».

وكان أوباما قد قال، في خطاب في هانوفر، «في الوقت الراهن، تنظيم داعش هو التهديد الأكثر خطورة لدولنا، ولهذا السبب نحن متحدون في عزمنا على القضاء عليه». وأضاف «وافقت على نشر ما يصل إلى 250 عسكرياً أميركياً إضافياً، بينهم قوات خاصة، في سوريا»، مضيفاً «لن تقود (القوات) القتال على الأرض، لكنها ستكون ضرورية لتقديم التدريب ومساعدة القوى المحلية في سعيها المتواصل لإجبار داعش على التراجع». وبهذه الخطوة سيزيد عدد القوات الأميركية في سوريا إلى ستة أمثاله ليصل إلى نحو 300.

من جهة ثانية، أعلن رئيس الوفد السوري إلى محادثات جنيف بشار الجعفري، بعد اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إنه اقترح تعديلات على اقتراح السلام الذي قدمه المبعوث، وسيعقدان اجتماعاً جديداً اليوم.

وقال الجعفري، بعد اجتماعين مع دي ميستورا، إن «الوفد الحكومي قدم تعديلات على الورقة التي قدمها المبعوث الخاص، وإن الوفد يعتبر تلك التعديلات جزءا لا يتجزأ من الورقة». ووصف «المحادثات بأنها كانت ثرية».

  • فريق ماسة
  • 2016-04-25
  • 13400
  • من الأرشيف

أوباما يرسل 250 عسكرياً إلى سوريا ....لافروف: واشنطن تنصّلت من سحب مسلحي حلب

في الوقت الذي كانت تتعرض فيه أحياء في حلب إلى هجمات صاروخية، أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يهاجم واشنطن لعدم تطبيقها اتفاقاً روسياً - أميركياً لسحب المسلحين «الأخيار» من منطقة حلب لتعزيز عزلة «جبهة النصرة» وضربها. في هذا الوقت، حث زعماء أميركا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا أطراف الحرب السورية على احترام اتفاق وقف الأعمال القتالية والعمل على نجاح مباحثات جنيف، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقته على إرسال 250 عسكرياً إضافياً إلى سوريا.   وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف ونظيره الأميركي جون كيري أبديا، في اتصال هاتفي بطلب من الجانب الأميركي، تأييدهما الكامل لمحادثات السلام السورية في جنيف. وأوضحت الخارجية الروسية، في البيان، أن لافروف وكيري بحثا سبل التعاون بين البلدين لتعزيز الهدنة في سوريا، وموضوع تزويد السوريين بمساعدات إنسانية وإطلاق عملية تسوية مستقرة لوقف النزاع في البلاد، و «أكدا تمسكهما بالمفاوضات الجارية في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، بين السلطات السورية ومعارضيها حول شكل الدولة المستقبلية». وأضاف البيان «ركز لافروف في اتصاله مع كيري على ضرورة انسحاب فصائل المعارضة المعتدلة من مناطق في سوريا يسيطر عليها مسلحو داعش وجبهة النصرة الإرهابيين في أسرع وقت ممكن، وقطع قنوات وصول تعزيزات للمتطرفين». وأشار إلى أن «الوزيرين اتفقا على مواصلة التعاون بين روسيا والولايات المتحدة، في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا». وكان لافروف قد أعلن، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإثيوبي تيدروس أدهانوم في موسكو، أن «المفاوضات السورية في جنيف مستمرة، رغم تعليق بعض المعارضين مشاركتهم فيها»، مؤكداً أن «تحقيق تقدم يتطلب مشاركة كل الأطراف المعنية». وقال لافروف إن «الوضع في المفاوضات كان يمكن أن يكون أفضل كثيرا في حال عدم مغادرة أحد وفود المعارضة جنيف مؤقتا»، مضيفاً ان «تحقيق تقدم في المفاوضات يتطلب ألا تعلق الأطراف المعنية مشاركتها فيها»، مشيراً إلى أن «تركيا هي التي لها تأثير حاسم على وفد الرياض للمعارضة السورية». وقال لافروف إن «موسكو تود أن تكتمل عملية صياغة الدستور الجديد لسوريا قبل آب المقبل»، مشيرا إلى أن «مجلس الأمن الدولي حدد مدة 6 أشهر لوضع الدستور كفترة مرجعية وتقريبية». وأضاف ان «الجانب الروسي اتفق مع الأميركيين على أن تستخدم واشنطن نفوذها بين المعارضين الأخيار قرب حلب لسحبهم من هناك، لكي لا يعرقل أحد تدمير تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، إلا أن الولايات المتحدة لم تنفذ وعدها بإجراء هذا الفصل لمدة شهرين». وذكر «المرصدالمعارض»، في بيان، «قتل 19 مدنياً على الأقل، وأصيب 120، جراء قصف المجموعات المسلحة أحياء تحت سيطرة القوات السورية في مدينة حلب». وأشارت وكالة الأنباء السورية - «سانا» إلى استشهاد 16 شخصا، وإصابة 86، جراء «الاعتداءات الإرهابية لجبهة النصرة والمجموعات المسلحة التابعة لها بقذائف صاروخية على أحياء سكنية في مدينة حلب وبلدة الزهراء». واستهدف القصف أحياء السليمانية والإذاعة وجمعية الزهراء والموكامبو والأشرفية والحمدانية وأحياء أخرى في الجهة الغربية من المدينة. كما قتل أربعة أشخاص في قصف مدفعي للجيش السوري استهدف حيي الجزماتي والزبدية في المدينة. واستشهاد ثمانية أشخاص، وأصيب 20، في انفجار سيارة، تبناه «داعش»، على نقطة تفتيش أمنية عند مدخل بلدة الذيابية، قرب منطقة السيدة زينب في دمشق. وأعلن لافروف أن «المبادرة الأميركية الأخيرة حول تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ تمثل موقفاً سطحياً إلى حد ما»، مؤكداً أن «مكافحة الإرهاب لا تزال الأهم في الأمر». وأشار إلى أن «موسكو وواشنطن اتفقتا على آلية للرقابة على وقف القتال في سوريا»، مؤكداً أن «قيادة القاعدة العسكرية الروسية في حميميم تجري اتصالات مستمرة مع القادة العسكريين الأميركيين في عمان، ما يسمح بحل مختلف المهمات على الأرض من دون أي تسييس». ودعا لافروف «واشنطن إلى عدم نفي وجود تعاون بين عسكريي البلدين في سوريا لإرضاء بعض حلفائها في المنطقة»، مؤكداً أنه «لا يوجد أي أساس للخجل، لأن البلدين يتعاونان في مكافحة الإرهاب». وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في بيان، أن «الكرملين يرى أنه من الصعب الحديث عن احتمال عقد اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا، بسبب انعدام المرونة لدى بعض الأطراف». وأضاف ان «روسيا تشير بقلق شديد إلى تراجع الوضع ضمن المفاوضات السورية - السورية في جنيف حالياً».     وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيسي وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وايطاليا ماتيو رينزي، دعوا خلال قمة في مدينة هانوفر الألمانية «جميع الأطراف لاحترام وقف الأعمال القتالية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والمساهمة في نجاح مباحثات جنيف بشأن الانتقال السياسي. ودعوا أيضاً من يملكون نفوذاً على أطراف الصراع للضغط عليهم للامتناع عن أي أفعال من شأنها تعريض اتفاق وقف الأعمال القتالية ومباحثات السلام للخطر». وكان أوباما قد قال، في خطاب في هانوفر، «في الوقت الراهن، تنظيم داعش هو التهديد الأكثر خطورة لدولنا، ولهذا السبب نحن متحدون في عزمنا على القضاء عليه». وأضاف «وافقت على نشر ما يصل إلى 250 عسكرياً أميركياً إضافياً، بينهم قوات خاصة، في سوريا»، مضيفاً «لن تقود (القوات) القتال على الأرض، لكنها ستكون ضرورية لتقديم التدريب ومساعدة القوى المحلية في سعيها المتواصل لإجبار داعش على التراجع». وبهذه الخطوة سيزيد عدد القوات الأميركية في سوريا إلى ستة أمثاله ليصل إلى نحو 300. من جهة ثانية، أعلن رئيس الوفد السوري إلى محادثات جنيف بشار الجعفري، بعد اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إنه اقترح تعديلات على اقتراح السلام الذي قدمه المبعوث، وسيعقدان اجتماعاً جديداً اليوم. وقال الجعفري، بعد اجتماعين مع دي ميستورا، إن «الوفد الحكومي قدم تعديلات على الورقة التي قدمها المبعوث الخاص، وإن الوفد يعتبر تلك التعديلات جزءا لا يتجزأ من الورقة». ووصف «المحادثات بأنها كانت ثرية».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة