كان من المستحيل أن تنجح مهمة وزيري خارجية قطر وتركيا في الوساطة بين اللبنانيين. كما كان من المستحيل أن تنجح من قبلـها قمة دمشق الثلاثية.

تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كانت رسالة إضافية لمن لم يفهم بعد نتائج «القمم» المتفرقة التي حصلت الأسبوع الماضي في واشنطن وشارك فيها بالمفرق الرئيسان الأميركي والفرنسي والملك السعودي ورئيس الحكومة اللبنانية المنهارة سعد الحريري.

إنها أطراف مباشرة ولها ركائز مادية على الأرض فيما هذا لا يتوفر للدورين التركي والقطري. لذا ما كان ممكناً العثور على أمل ولو ضئيل بتبدل الأحوال، حتى لو شاركت السعودية في قمة دمشق فكيف وهي لم تشارك؟ فالقرارات الكبيرة والحاسمة لا تتبدل خلال ساعات ولا أيام ولا أشهر. لذا فمواجهتها تكون بقرارات كبيرة مضادة لتأخذ المواجهة مداها الزمني.

مع ذلك يسجل لتركيا وقطر شرف المحاولة، لكن الثغرة الأكبر في الوساطة التركية ـ القطرية المشتركة أنها أخطأت العنوان. وما ظهر من التطورات في الأسبوعين الأخيرين أن الطرف المعني مباشرة بالوضع اللبناني والذي ينبغي التفاوض معه هو الولايات المتحدة.

لم تحتل القمة الثلاثية بين تركيا وسورية وقطر في دمشق مكانة بارزة في اهتمام الكتاب والمحللين الأتراك ولا الوساطة التي قام بها وزيرا خارجية قطر وتركيا في لبنان إلى أن استقبل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أحمد داود اوغلو ونظيره القطري. حينها قفز الخبر اإلى الصفحات الأولى لكن من منطلق الإثارة وليس أهمية وحساسية موضوع الوساطة.

فقد ركزت صحف أمس ولا سيما العلمانية منها على الجانب السياسي الأمني من وضع السيد حسن نصرالله. فجاء عنوان صحيفة «حرييت»: «قمة ليلية مع نصرالله» وعنوان «ميللييت»: «ديبلوماسية في الملجأ»

وركزت جميع الصحف على ما سمته «الملجأ السري» الذي لم يعرف موقعه الذي عقد فيه الاجتماع مع نصرالله.

وحدها «اصلي ايدين طاشي باش» كتبت تتناول الدور التركي في الأزمة اللبنانية الحالية قائلة انه بين العدالة والاستقرار اختارت تركيا الاستقرار. ولم تنظر بحرارة إلى التحقيق الدولي. ووضعت تركيا ثقلها من أجل ألا يطال التحقيق سورية.

وتنقل الكاتبة أن أنقرة أبلغت الحريري بما معناه «أنظر يا أخي الحبيب. نحن نحبك ونحميك، ولكن تعال أنت أيضاً واترك أقدام هذا التحقيق وهذه العدالة. الذي حصل حصل ووالدك لن يعود. المهم اليوم ليس العدالة بل الحكومة. فلا تغضب حزب الله».

وتقول الكاتبة إن الديبلوماسيين الأتراك يقولون لها «إن هناك الآن حريقاً في لبنان ونحن ندير أزمة ويجب أولاً إطفاء الحريق وبعد ذلك نفكر بالعدالة».

  • فريق ماسة
  • 2011-01-20
  • 10264
  • من الأرشيف

تركيـا للحريـري: لا تُغضب «حزب الله»!

كان من المستحيل أن تنجح مهمة وزيري خارجية قطر وتركيا في الوساطة بين اللبنانيين. كما كان من المستحيل أن تنجح من قبلـها قمة دمشق الثلاثية. تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كانت رسالة إضافية لمن لم يفهم بعد نتائج «القمم» المتفرقة التي حصلت الأسبوع الماضي في واشنطن وشارك فيها بالمفرق الرئيسان الأميركي والفرنسي والملك السعودي ورئيس الحكومة اللبنانية المنهارة سعد الحريري. إنها أطراف مباشرة ولها ركائز مادية على الأرض فيما هذا لا يتوفر للدورين التركي والقطري. لذا ما كان ممكناً العثور على أمل ولو ضئيل بتبدل الأحوال، حتى لو شاركت السعودية في قمة دمشق فكيف وهي لم تشارك؟ فالقرارات الكبيرة والحاسمة لا تتبدل خلال ساعات ولا أيام ولا أشهر. لذا فمواجهتها تكون بقرارات كبيرة مضادة لتأخذ المواجهة مداها الزمني. مع ذلك يسجل لتركيا وقطر شرف المحاولة، لكن الثغرة الأكبر في الوساطة التركية ـ القطرية المشتركة أنها أخطأت العنوان. وما ظهر من التطورات في الأسبوعين الأخيرين أن الطرف المعني مباشرة بالوضع اللبناني والذي ينبغي التفاوض معه هو الولايات المتحدة. لم تحتل القمة الثلاثية بين تركيا وسورية وقطر في دمشق مكانة بارزة في اهتمام الكتاب والمحللين الأتراك ولا الوساطة التي قام بها وزيرا خارجية قطر وتركيا في لبنان إلى أن استقبل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أحمد داود اوغلو ونظيره القطري. حينها قفز الخبر اإلى الصفحات الأولى لكن من منطلق الإثارة وليس أهمية وحساسية موضوع الوساطة. فقد ركزت صحف أمس ولا سيما العلمانية منها على الجانب السياسي الأمني من وضع السيد حسن نصرالله. فجاء عنوان صحيفة «حرييت»: «قمة ليلية مع نصرالله» وعنوان «ميللييت»: «ديبلوماسية في الملجأ» وركزت جميع الصحف على ما سمته «الملجأ السري» الذي لم يعرف موقعه الذي عقد فيه الاجتماع مع نصرالله. وحدها «اصلي ايدين طاشي باش» كتبت تتناول الدور التركي في الأزمة اللبنانية الحالية قائلة انه بين العدالة والاستقرار اختارت تركيا الاستقرار. ولم تنظر بحرارة إلى التحقيق الدولي. ووضعت تركيا ثقلها من أجل ألا يطال التحقيق سورية. وتنقل الكاتبة أن أنقرة أبلغت الحريري بما معناه «أنظر يا أخي الحبيب. نحن نحبك ونحميك، ولكن تعال أنت أيضاً واترك أقدام هذا التحقيق وهذه العدالة. الذي حصل حصل ووالدك لن يعود. المهم اليوم ليس العدالة بل الحكومة. فلا تغضب حزب الله». وتقول الكاتبة إن الديبلوماسيين الأتراك يقولون لها «إن هناك الآن حريقاً في لبنان ونحن ندير أزمة ويجب أولاً إطفاء الحريق وبعد ذلك نفكر بالعدالة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة