ما أن وصل الأمريكيون وحلفاؤهم إلى العراق بجيوشهم الجرارة حتى بدأت تظهر أمامهم سبائك الذهب ورزم الأموال عوضا عن أسلحة الدمار الشامل التي جاءوا بحثا عنها.

بدا الأمر كما لو أن جنود الولايات المتحدة قد عثروا على مغارة علي بابا، فانتشوا ببريق الذهب الأصفر والتقطوا صورا تذكارية مع أكداس السبائك البراقة.

بطبيعة الحال مثل هذه الفرصة لا تتاح بسهولة للجميع وخاصة لهؤلاء الجنود والضباط الذين جاءوا لنزع أسلحة صدام حسين كما أخبرهم قادتهم، ليتفاجأوا بمخابئ الذهب والأموال بدلا عن مخازن الأسلحة السرية التي طالما أظهر قادتهم صورها من الفضاء أمام الشاشات، وتحدثوا عن علاماتها وطرق إخفائها، مسهبين عن أخطارها الوخيمة على العالم.

 من بين كنوز الذهب التي اكتشفها جنود البحرية الأمريكية، شحنة تتكون من 2000 سبيكة، زنة كل منها 18 كيلو غرام، وتبلغ قيمتها في ذلك الوقت 500 مليون دولار، عُثر عليها داخل شاحنة في مايو من عام 2003 قرب مدينة القائم على الحدود العراقية مع سوريا.

وتقول تفاصيل الواقعة إن الشاحنة كان يستقلها شخصان، طُلب منهما نظير 350 دولار لكل منهما نقل الشحنة التي ادعى صاحبها، أنها سبائك من البرونز من بغداد إلى مدينة القائم وتسليمها إلى شخص مجهول هناك.

وبعد أيام من هذه الحادثة،، عثر الجنود الأمريكيون أثناء تفحّص شاحنة متهالكة بنقطة تفتيش في منطقة كركوك شمال العراق على 1000 سبيكة من الذهب تبلغ قيمتها 350 مليون دولار. وفي هذه المرة أيضا ادعى السائق أن أصحابها دفعوا 300 دولار نظير نقل "البضاعة" إلى مدينة كركوك، وأنهم قالوا أثناء شحنها إنها قضبان من النحاس.

 بالمقابل، أفاد ضابط أمريكي أن السبائك التي عثر عليها لم تكن تحمل ختما رسميا، وتبدو قد صهرت على عجل في سبائك تزن 10 كيلو غرامات، وأنها نُقلت إلى قاعدة عسكرية قرب المدينة إلى حين البت في أمرها.

 وبعد وقت قصير أعلن الأمريكيون أن جنودهم عثروا داخل شاحنة في نفس المنطقة على 1183 سبيكة من الذهب قيمتها تصل إلى 700 مليون دولار.

 ولم تنته مثل هذه الصدف الحسنة، حيث عُثر في يوليو من نفس العام الذي بدأ فيه غزو العراق على سبائك من الذهب تبلغ قيمتها 90 مليون دولار داخل صهريج لنقل النفط أثناء عملية تفتيش روتينية في طريق بمدينة الحلة جنوب العاصمة بغداد.

 أما عن مخابئ الملايين من الأموال فالحديث عنها يطول، فقد تم الإعلان عن العثور في أحد قصور صدام حسين في بغداد على 700 مليون دولار، وفي مناسبة أخرى عُثر في منزل لأحد المقربين من صدام على 112 مليون دولار مخبأة في فناء المنزل داخل كوخ صغير للكلاب!

 وعثر الجنود الأمريكيون في عدة منازل ومبان عامة أثناء عمليات تفتيش جرت في ضواحي بغداد خلال ليلة واحدة فقط على 650 مليون دولار.

 وبالعودة إلى ألأصفر الرنان، فقد أعلن المتحدثون العسكريون الأمريكيون حينها أن السبائك المصادرة ستظل بحوزتهم في الحفظ والصون، وسيتفحصها خبراء للتأكد من معدنها، وستسلم فيما بعد إلى الحكومة العراقية التي سيتم انتخابها.

 ولاحقا في مطلع شهر أغسطس من عام 2003، تداولت وسائل الإعلام تقريرا يقول إن السبائك التي عثر عليها الأمريكيون في العراق، لم يكن جميعها من الذهب، وأن أكثر من 1000 قطعة مسبوكة من النحاس والزنك. وبعد هذا التاريخ توقف الحديث عن اكتشاف مخابئ الذهب ومخابئ الملايين من العملات الصعبة والمحلية.

  • فريق ماسة
  • 2016-04-10
  • 6935
  • من الأرشيف

أين انتهى المطاف بذهب العراق؟

ما أن وصل الأمريكيون وحلفاؤهم إلى العراق بجيوشهم الجرارة حتى بدأت تظهر أمامهم سبائك الذهب ورزم الأموال عوضا عن أسلحة الدمار الشامل التي جاءوا بحثا عنها. بدا الأمر كما لو أن جنود الولايات المتحدة قد عثروا على مغارة علي بابا، فانتشوا ببريق الذهب الأصفر والتقطوا صورا تذكارية مع أكداس السبائك البراقة. بطبيعة الحال مثل هذه الفرصة لا تتاح بسهولة للجميع وخاصة لهؤلاء الجنود والضباط الذين جاءوا لنزع أسلحة صدام حسين كما أخبرهم قادتهم، ليتفاجأوا بمخابئ الذهب والأموال بدلا عن مخازن الأسلحة السرية التي طالما أظهر قادتهم صورها من الفضاء أمام الشاشات، وتحدثوا عن علاماتها وطرق إخفائها، مسهبين عن أخطارها الوخيمة على العالم.  من بين كنوز الذهب التي اكتشفها جنود البحرية الأمريكية، شحنة تتكون من 2000 سبيكة، زنة كل منها 18 كيلو غرام، وتبلغ قيمتها في ذلك الوقت 500 مليون دولار، عُثر عليها داخل شاحنة في مايو من عام 2003 قرب مدينة القائم على الحدود العراقية مع سوريا. وتقول تفاصيل الواقعة إن الشاحنة كان يستقلها شخصان، طُلب منهما نظير 350 دولار لكل منهما نقل الشحنة التي ادعى صاحبها، أنها سبائك من البرونز من بغداد إلى مدينة القائم وتسليمها إلى شخص مجهول هناك. وبعد أيام من هذه الحادثة،، عثر الجنود الأمريكيون أثناء تفحّص شاحنة متهالكة بنقطة تفتيش في منطقة كركوك شمال العراق على 1000 سبيكة من الذهب تبلغ قيمتها 350 مليون دولار. وفي هذه المرة أيضا ادعى السائق أن أصحابها دفعوا 300 دولار نظير نقل "البضاعة" إلى مدينة كركوك، وأنهم قالوا أثناء شحنها إنها قضبان من النحاس.  بالمقابل، أفاد ضابط أمريكي أن السبائك التي عثر عليها لم تكن تحمل ختما رسميا، وتبدو قد صهرت على عجل في سبائك تزن 10 كيلو غرامات، وأنها نُقلت إلى قاعدة عسكرية قرب المدينة إلى حين البت في أمرها.  وبعد وقت قصير أعلن الأمريكيون أن جنودهم عثروا داخل شاحنة في نفس المنطقة على 1183 سبيكة من الذهب قيمتها تصل إلى 700 مليون دولار.  ولم تنته مثل هذه الصدف الحسنة، حيث عُثر في يوليو من نفس العام الذي بدأ فيه غزو العراق على سبائك من الذهب تبلغ قيمتها 90 مليون دولار داخل صهريج لنقل النفط أثناء عملية تفتيش روتينية في طريق بمدينة الحلة جنوب العاصمة بغداد.  أما عن مخابئ الملايين من الأموال فالحديث عنها يطول، فقد تم الإعلان عن العثور في أحد قصور صدام حسين في بغداد على 700 مليون دولار، وفي مناسبة أخرى عُثر في منزل لأحد المقربين من صدام على 112 مليون دولار مخبأة في فناء المنزل داخل كوخ صغير للكلاب!  وعثر الجنود الأمريكيون في عدة منازل ومبان عامة أثناء عمليات تفتيش جرت في ضواحي بغداد خلال ليلة واحدة فقط على 650 مليون دولار.  وبالعودة إلى ألأصفر الرنان، فقد أعلن المتحدثون العسكريون الأمريكيون حينها أن السبائك المصادرة ستظل بحوزتهم في الحفظ والصون، وسيتفحصها خبراء للتأكد من معدنها، وستسلم فيما بعد إلى الحكومة العراقية التي سيتم انتخابها.  ولاحقا في مطلع شهر أغسطس من عام 2003، تداولت وسائل الإعلام تقريرا يقول إن السبائك التي عثر عليها الأمريكيون في العراق، لم يكن جميعها من الذهب، وأن أكثر من 1000 قطعة مسبوكة من النحاس والزنك. وبعد هذا التاريخ توقف الحديث عن اكتشاف مخابئ الذهب ومخابئ الملايين من العملات الصعبة والمحلية.

المصدر : الماسة السورية/ محمد الطاهر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة