في الطريق إلى الشمال السوري من دمشق كان الهدوء مسيطراً خلف زجاج السيارة الرباعية الدفع. وكلما اقتربت من محافظة  حلب انخفضت السرعة بفعل القوافل العسكرية المتجهة إلى المدينة وريفها. طريق اثريا ــ خناصر أصبح آمناً، إذ وسّع الجيش السوري وحلفاؤه محيط شريان حلب الوحيد حالياً.

 

 

بيان قادة العمليات بفتح «أبواب جهنم» على المسلحين تظهر ترجمته بالحشد العسكري الكبير للجيش والحلفاء، وبدأ منذ أيام التمهيد الصاروخي والمدفعي والغارات الجوية الروسية والسورية العنيفة على امتداد انتشار المسلحين على خط التماس في الريف الجنوبي، وخصوصاً، وعلى رأسها تلة العيس والزربة وايكارده مع الطريق الدولي (اوتوستراد حلب – دمشق). القوة النارية الكبيرة المستخدمة دفعت بالفصائل المسلحة لإعادة تموضعها وتقليل عدد القوات النتشرة بفعل الاستهداف المركز على المحاور كافة.

 

المصادر العسكرية أفادت بأنّ التأخير في تحديد الساعة الصفر للهجوم يعود إلى الحفاظ على عامل المفاجأة وعدم السماح للمدافعين بتحديد المحاور التي ستدخل منها القوات المهاجمة. وأشارت المصادر إلى أنّ هذه المدة الزمنية يمكن أن تسمح للمدنيين بمغادرة أماكن انتشار المسلحين والابتعاد عن نقاط تمركزهم.

والقرار الذي اتخذه المسلحون بالهجوم على محاور ريف حلب الجنوبي، قرأته دمشق وحلفاؤها باعلان حرب وخروج من اطار خرق الهدنة إلى كسرها وانهائها، وبالتالي «فان كل من شارك في الهجوم سيكون هدفاً للجيش ولحلفائه على امتداد الجبهة الحلبية وأريافها».

التحركات العسكرية والأنظار تتجه نحو منطقة العيس وتلتها، حيث يمثّل هذا المرتفع، إضافة لتلة «سيرياتل»، إحدى اهم نقاط الاشراف لكلا الطرفين. فالمجموعات المسلحة تريد ابقاء السيطرة عليه لحماية خطوطها الخلفية، وخاصة طريق دمشق ــ حلب الدولي، فيما الجيش السوري يعد المرتفع إحدى اهم نقاط الاشراف الناري على عمق أماكن انتشار المجموعات المسلحة.

الحرب النفسية بدأت بين الجانبين، وترجمها الجيش وحلفاؤه بعمليات نارية تمهيدية أجبرت المسلحين على وقف تحصيناتهم على التلة، وبالتالي عطلت عملية التموضع والتثبيت التي كانوا يُعدّون لها، فما كان منهم إلا ترويج معلومات عبر تنسيقياتهم بالانسحاب من التل في محاولة لجر الجيش إلى المنطقة، فأطلقوا إشاعة دخول الجيش اليها والاعلان لاحقاً عن استعادتها في محاولة لرفع معنويات الفصائل التي باتت تشعر باقتراب الساعة الصفر.

لكنّ المسلحين الذين وصلتهم مؤازرات من الشمال السوري، ليس من المعلوم لديهم أي جبهة ستفتح، إن كان غرباً أم جنوباً... إلّا أنّه من الواضح بأن عملية «أبواب جهنم» أوشكت أن تطلق لهيبها في حلب.

 

  • فريق ماسة
  • 2016-04-08
  • 14356
  • من الأرشيف

«لهيب حلب» أصبح وشيكاً

 في الطريق إلى الشمال السوري من دمشق كان الهدوء مسيطراً خلف زجاج السيارة الرباعية الدفع. وكلما اقتربت من محافظة  حلب انخفضت السرعة بفعل القوافل العسكرية المتجهة إلى المدينة وريفها. طريق اثريا ــ خناصر أصبح آمناً، إذ وسّع الجيش السوري وحلفاؤه محيط شريان حلب الوحيد حالياً.     بيان قادة العمليات بفتح «أبواب جهنم» على المسلحين تظهر ترجمته بالحشد العسكري الكبير للجيش والحلفاء، وبدأ منذ أيام التمهيد الصاروخي والمدفعي والغارات الجوية الروسية والسورية العنيفة على امتداد انتشار المسلحين على خط التماس في الريف الجنوبي، وخصوصاً، وعلى رأسها تلة العيس والزربة وايكارده مع الطريق الدولي (اوتوستراد حلب – دمشق). القوة النارية الكبيرة المستخدمة دفعت بالفصائل المسلحة لإعادة تموضعها وتقليل عدد القوات النتشرة بفعل الاستهداف المركز على المحاور كافة.   المصادر العسكرية أفادت بأنّ التأخير في تحديد الساعة الصفر للهجوم يعود إلى الحفاظ على عامل المفاجأة وعدم السماح للمدافعين بتحديد المحاور التي ستدخل منها القوات المهاجمة. وأشارت المصادر إلى أنّ هذه المدة الزمنية يمكن أن تسمح للمدنيين بمغادرة أماكن انتشار المسلحين والابتعاد عن نقاط تمركزهم. والقرار الذي اتخذه المسلحون بالهجوم على محاور ريف حلب الجنوبي، قرأته دمشق وحلفاؤها باعلان حرب وخروج من اطار خرق الهدنة إلى كسرها وانهائها، وبالتالي «فان كل من شارك في الهجوم سيكون هدفاً للجيش ولحلفائه على امتداد الجبهة الحلبية وأريافها». التحركات العسكرية والأنظار تتجه نحو منطقة العيس وتلتها، حيث يمثّل هذا المرتفع، إضافة لتلة «سيرياتل»، إحدى اهم نقاط الاشراف لكلا الطرفين. فالمجموعات المسلحة تريد ابقاء السيطرة عليه لحماية خطوطها الخلفية، وخاصة طريق دمشق ــ حلب الدولي، فيما الجيش السوري يعد المرتفع إحدى اهم نقاط الاشراف الناري على عمق أماكن انتشار المجموعات المسلحة. الحرب النفسية بدأت بين الجانبين، وترجمها الجيش وحلفاؤه بعمليات نارية تمهيدية أجبرت المسلحين على وقف تحصيناتهم على التلة، وبالتالي عطلت عملية التموضع والتثبيت التي كانوا يُعدّون لها، فما كان منهم إلا ترويج معلومات عبر تنسيقياتهم بالانسحاب من التل في محاولة لجر الجيش إلى المنطقة، فأطلقوا إشاعة دخول الجيش اليها والاعلان لاحقاً عن استعادتها في محاولة لرفع معنويات الفصائل التي باتت تشعر باقتراب الساعة الصفر. لكنّ المسلحين الذين وصلتهم مؤازرات من الشمال السوري، ليس من المعلوم لديهم أي جبهة ستفتح، إن كان غرباً أم جنوباً... إلّا أنّه من الواضح بأن عملية «أبواب جهنم» أوشكت أن تطلق لهيبها في حلب.  

المصدر : حسن حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة