صرح دافيد بابايان المتحدث الصحفي باسم رئاسة جمهورية قره باغ (غير المعترف بها) بأن تركيا قد تكون متورطة في تصعيد النزاع في المنطقة.

 

أعلنت الصحافة الأذربيجانية أن زيارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف من الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي إلى تركيا كانت "من دون شك" أهم أحداث ذلك الشهر.

 

وحسب موقع "1 نيوز" الأذربيجاني الشهير، فإن "هذه الزيارة نفثت حياة جديدة في شعار الزعيم الأذربيجاني إلهام علييف عن الأمة الواحدة والدولتين".

 

وكان "نفث الروح" متوقعا بعد ذلك في نزاع إقليم ناغورني قره باغ، التي تعترف روسيا بسلطة باكو القانونية عليه. على الرغم من أن حوادث إطلاق النار المنتظمة الموضعية كانت تحدث دوما.

 

وتركيا تسعى لتحريك هذا النزاع المجمد منذ نحو 30 عاما بين أذربيجان وأرمينيا، عندما أعلن إقليم ناغورني قره باغ عن انفصاله عن أذربيجان.

 

ولبحث التفاصيل، كانت الوفود التركية تتوافد في الأشهر الأخيرة على باكو. بل إن السلطان الأكبر كان ينوي المجيء إلى أذربيجان لولا العمليات الإرهابية المتوالية في المدن التركية.

 

أما أذربيجان، فكانت في الفترة الأخيرة، تشتري الأسلحة من جيرانها ومن إسرائيل وتراكمها بانتظار ساعة الصفر.

 

ولدى أردوغان حساباته، ولا سيما أن جنون العظمة كان جليا في خطواته الأولى على المسرح السياسي (1998)، عندما كان يردد: "مساجدنا ثُكننا، قبابنا خُوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، وهذا الجيش المقدس يحرس ديننا.." ثم في تطبيقه فيما بعد سياسة "الله لا يقبل الشريك، والدولة لا تقبل الشريك، وعلى الجميع أن يعي ذلك جيداً". وانتهاء ببنائه قصرا رئاسيا جديدا بتكلفة تجاوزت 600 مليون دولار، وعلى مساحة 200 ألف متر مربع، يحرسه جنود بالأزياء الحربية الإمبراطورية العثمانية.

 

ولعل "السلطان" العثماني الجديد، عندما أمر بإسقاط قاذفة القنابل الروسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، لم يكن يدرك أن الحماقة، التي ارتكبها ستكون سببا لتقزيمه على الساحة السورية، وإغلاق الأجواء السورية بأحدث منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس-400" أمام طائراته الحربية.

 

ولعل أردوغان الآن يريد الانتقام من روسيا بتأجيج نزاع مسلح في حديقتها الخلفية، ما يعد أمرا بالغ الخطورة لوجود قاعدة عسكرية في أرمينيا، ولأن هذه الدولة عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي. كما أن الممكن أن يصبح النزاع المحتدم ساحة جذب للمقاتلين من رابطة الدول المستقلة، وخاصة الأوكرانيين منهم.

 

كذلك، فإن تأجيج النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، يعد ضربة موجعة توجه إلى إيران، التي تقيم علاقات جيدة مع أرمينيا من ناحية، وتشارك بالتنسيق مع موسكو في النزاع السوري.

 

ولمحاولة السيطرة العاجلة على الحريق المشرئب، اتصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بنظيريه الأذربيجاني والأرميني. كما اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيريه الأذربيجاني والأرميني.

 

ويقول مدير مركز دراسة بلدان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيميون بغداساروف إن "الجيش الأذربيجاني، بعكس المرات الماضية، تنتظره "مفاجآت" كثيرة. وهذا ما يردع قادة البلاد عن اعتداءات شبيهة بالصدام مع إسرائيل في عام 2006..".

 

وعلى أي حال، فمن المتوقع أن تُجرى اتصالات عاجلة بين الكرملين والرئيسين إلهام علييف وسيرج سركيسيان لتطويق النزاع في هذه المنطقة الحساسة من العالم ولدرء محاولات نقل النزاع السوري ونزاع شرق أوكرانيا إليها.

  • فريق ماسة
  • 2016-04-02
  • 14414
  • من الأرشيف

في تأجيج النزاع بين أرمينيا وأذربيجان فتش عن السلطان

صرح دافيد بابايان المتحدث الصحفي باسم رئاسة جمهورية قره باغ (غير المعترف بها) بأن تركيا قد تكون متورطة في تصعيد النزاع في المنطقة.   أعلنت الصحافة الأذربيجانية أن زيارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف من الخامس عشر من شهر مارس/آذار الماضي إلى تركيا كانت "من دون شك" أهم أحداث ذلك الشهر.   وحسب موقع "1 نيوز" الأذربيجاني الشهير، فإن "هذه الزيارة نفثت حياة جديدة في شعار الزعيم الأذربيجاني إلهام علييف عن الأمة الواحدة والدولتين".   وكان "نفث الروح" متوقعا بعد ذلك في نزاع إقليم ناغورني قره باغ، التي تعترف روسيا بسلطة باكو القانونية عليه. على الرغم من أن حوادث إطلاق النار المنتظمة الموضعية كانت تحدث دوما.   وتركيا تسعى لتحريك هذا النزاع المجمد منذ نحو 30 عاما بين أذربيجان وأرمينيا، عندما أعلن إقليم ناغورني قره باغ عن انفصاله عن أذربيجان.   ولبحث التفاصيل، كانت الوفود التركية تتوافد في الأشهر الأخيرة على باكو. بل إن السلطان الأكبر كان ينوي المجيء إلى أذربيجان لولا العمليات الإرهابية المتوالية في المدن التركية.   أما أذربيجان، فكانت في الفترة الأخيرة، تشتري الأسلحة من جيرانها ومن إسرائيل وتراكمها بانتظار ساعة الصفر.   ولدى أردوغان حساباته، ولا سيما أن جنون العظمة كان جليا في خطواته الأولى على المسرح السياسي (1998)، عندما كان يردد: "مساجدنا ثُكننا، قبابنا خُوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، وهذا الجيش المقدس يحرس ديننا.." ثم في تطبيقه فيما بعد سياسة "الله لا يقبل الشريك، والدولة لا تقبل الشريك، وعلى الجميع أن يعي ذلك جيداً". وانتهاء ببنائه قصرا رئاسيا جديدا بتكلفة تجاوزت 600 مليون دولار، وعلى مساحة 200 ألف متر مربع، يحرسه جنود بالأزياء الحربية الإمبراطورية العثمانية.   ولعل "السلطان" العثماني الجديد، عندما أمر بإسقاط قاذفة القنابل الروسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، لم يكن يدرك أن الحماقة، التي ارتكبها ستكون سببا لتقزيمه على الساحة السورية، وإغلاق الأجواء السورية بأحدث منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس-400" أمام طائراته الحربية.   ولعل أردوغان الآن يريد الانتقام من روسيا بتأجيج نزاع مسلح في حديقتها الخلفية، ما يعد أمرا بالغ الخطورة لوجود قاعدة عسكرية في أرمينيا، ولأن هذه الدولة عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي. كما أن الممكن أن يصبح النزاع المحتدم ساحة جذب للمقاتلين من رابطة الدول المستقلة، وخاصة الأوكرانيين منهم.   كذلك، فإن تأجيج النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، يعد ضربة موجعة توجه إلى إيران، التي تقيم علاقات جيدة مع أرمينيا من ناحية، وتشارك بالتنسيق مع موسكو في النزاع السوري.   ولمحاولة السيطرة العاجلة على الحريق المشرئب، اتصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بنظيريه الأذربيجاني والأرميني. كما اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيريه الأذربيجاني والأرميني.   ويقول مدير مركز دراسة بلدان الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيميون بغداساروف إن "الجيش الأذربيجاني، بعكس المرات الماضية، تنتظره "مفاجآت" كثيرة. وهذا ما يردع قادة البلاد عن اعتداءات شبيهة بالصدام مع إسرائيل في عام 2006..".   وعلى أي حال، فمن المتوقع أن تُجرى اتصالات عاجلة بين الكرملين والرئيسين إلهام علييف وسيرج سركيسيان لتطويق النزاع في هذه المنطقة الحساسة من العالم ولدرء محاولات نقل النزاع السوري ونزاع شرق أوكرانيا إليها.

المصدر : حبيب فوعاني/ rt


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة