ارتفعت حصيلة قتلى الهجوم الانتحاري الذي وقع مساء الأحد 27 مارس/آذار، في لاهور كبرى مدن الشرق الباكستاني، خلال احتفال مسيحي، إلى 69 شخصا، وأصيب مئات آخرون.

 

وقال المسؤول الإداري الكبير في مدينة لاهور محمد عثمان إن عمليات الإسعاف لا تزال مستمرة، مشيرا إلى أن هناك 50 طفلا من بين المصابين. وأضاف "تلقينا مساعدة من الجيش.. لقد وصل عسكريون إلى المكان وهم يساعدون في الإغاثة والأمن". من جهته، قال الضابط في الشرطة حيدر أشرف لفرانس برس "يبدو أنه هجوم انتحاري، المتنزه كان يضيق بالرواد يوم الأحد".

 

ووقع الانفجار داخل موقف يجاور متنزه "غولشان إقبال" الواقع بالقرب من وسط المدينة في وقت يحتفل المسيحيون في لاهور بعيد الفصح. وقالت الشرطة المحلية إن انتحاريا فجر نفسه في متنزه مزدحم بالمدينة.

 

وعرضت قنوات تلفزيونية محلية، مشاهد أظهرت سيارات إسعاف تنقل جرحى إلى المستشفيات. وتحدث شاهد عيان عن اندلاع حالة من الفوضى، إذ حدث تدافع، فيما تاه أطفال عن آبائهم في أثناء محاولات الفرار من موقع الحادث.

 

وقال المواطن جواد علي الذي يقيم قبالة المتنزه ويبلغ من العمر 35 عاما إن قوة الانفجار أدت إلى تحطم زجاج منزله.

 

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن ضابط رفيع بالشرطة المحلية قوله إن غالبية القتلى والمصابين من النساء والأطفال.

 

وأضاف: "كان كل شيء يهتز، وسمع الصراخ في كل مكان، وانتشر الغبار"، موضحا "بعد عشر دقائق خرجت، وكانت أشلاء الضحايا متناثرة على جدران المنزل. كان الناس يبكون ويمكن رؤية سيارات الإسعاف".

 

وقال طبيب في مستشفى جناه لوكالة "فرانس برس" إنه تم نقل أكثر من أربعين جثة إلى المستشفى، مضيفا أن عدد الجرحى "يفوق 200 شخص ومعظمهم في حالة حرجة".

 

وتابع أن المتنزه كان مكتظا بالناس يوم الأحد احتفالا بعيد الفصح وفقا للتقويم الغربي، مضيفا: "كان هناك كثير من المسيحيين في المكان. كان المتنزه مكتظا حتى أنني طلبت من عائلتي عدم التوجه إليه".

 

 

فصيل لطالبان-باكستان يتبنى الهجوم

 

هذا، وأعلن فصيل "جماعة الأحرار" التابع لحركة (طالبان-باكستان) مسؤوليته عن الهجوم. وقال إحسان الله إحسان المتحدث باسم الفصيل: "المسيحيون كانوا الهدف". وأضاف "نريد توجيه هذه الرسالة لرئيس الوزراء نواز شريف بأننا دخلنا لاهور. يستطيع أن يفعل ما يشاء لكنه لن يتمكن من إيقافنا. سيواصل مقاتلونا هذه الهجمات".

 

ونفذ الإسلاميون المتشددون في باكستان الكثير من الهجمات ضد المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى على مدى العقد الماضي. ويتهم المسيحيون الحكومة بأنها لا تفعل شيئا يذكر لحمايتهم.

 

ولاهور هي عاصمة البنجاب، وهو أكبر أقاليم باكستان وأكثرها ثراء، ومعقل الدعم السياسي الذي يحظى به رئيس الوزراء نواز شريف.

 

ودان الرئيس الباكستاني مأمون حسين بشدة الانفجار، فيما أعلنت حكومة البنجاب الحداد ثلاثة أيام.

 

بان كي مون يدعو سلطات باكستان إلى حماية الأقليات

 

إلى ذلك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالهجوم الانتحاري في لاهور، ودعا سلطات باكستان إلى فعل كل ما بوسعها من أجل ضمان أمن جميع سكان البلاد، بما في ذلك الأقليات، معربا عن تعازيه لأهالي الضحايا.

 

كما أكد ضرورة معاقبة المسؤولين عن الاعتداء في أسرع وقت ممكن، مشددا على احترام باكستان التزاماتها في مجال حقوق الإنسان.

 

وتشهد باكستان، وهي دولة نووية يسكنها زهاء 190 مليون نسمة، تمردا مسلحا من جانب حركة طالبان-باكستان، وأعمال عنف من جانب عصابات إجرامية، فضلا عن عنف طائفي.

 

  • فريق ماسة
  • 2016-03-27
  • 12245
  • من الأرشيف

69 قتيلا في هجوم انتحاري تبنته طالبان في لاهور الباكستانية استهدف مسيحيين

ارتفعت حصيلة قتلى الهجوم الانتحاري الذي وقع مساء الأحد 27 مارس/آذار، في لاهور كبرى مدن الشرق الباكستاني، خلال احتفال مسيحي، إلى 69 شخصا، وأصيب مئات آخرون.   وقال المسؤول الإداري الكبير في مدينة لاهور محمد عثمان إن عمليات الإسعاف لا تزال مستمرة، مشيرا إلى أن هناك 50 طفلا من بين المصابين. وأضاف "تلقينا مساعدة من الجيش.. لقد وصل عسكريون إلى المكان وهم يساعدون في الإغاثة والأمن". من جهته، قال الضابط في الشرطة حيدر أشرف لفرانس برس "يبدو أنه هجوم انتحاري، المتنزه كان يضيق بالرواد يوم الأحد".   ووقع الانفجار داخل موقف يجاور متنزه "غولشان إقبال" الواقع بالقرب من وسط المدينة في وقت يحتفل المسيحيون في لاهور بعيد الفصح. وقالت الشرطة المحلية إن انتحاريا فجر نفسه في متنزه مزدحم بالمدينة.   وعرضت قنوات تلفزيونية محلية، مشاهد أظهرت سيارات إسعاف تنقل جرحى إلى المستشفيات. وتحدث شاهد عيان عن اندلاع حالة من الفوضى، إذ حدث تدافع، فيما تاه أطفال عن آبائهم في أثناء محاولات الفرار من موقع الحادث.   وقال المواطن جواد علي الذي يقيم قبالة المتنزه ويبلغ من العمر 35 عاما إن قوة الانفجار أدت إلى تحطم زجاج منزله.   ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن ضابط رفيع بالشرطة المحلية قوله إن غالبية القتلى والمصابين من النساء والأطفال.   وأضاف: "كان كل شيء يهتز، وسمع الصراخ في كل مكان، وانتشر الغبار"، موضحا "بعد عشر دقائق خرجت، وكانت أشلاء الضحايا متناثرة على جدران المنزل. كان الناس يبكون ويمكن رؤية سيارات الإسعاف".   وقال طبيب في مستشفى جناه لوكالة "فرانس برس" إنه تم نقل أكثر من أربعين جثة إلى المستشفى، مضيفا أن عدد الجرحى "يفوق 200 شخص ومعظمهم في حالة حرجة".   وتابع أن المتنزه كان مكتظا بالناس يوم الأحد احتفالا بعيد الفصح وفقا للتقويم الغربي، مضيفا: "كان هناك كثير من المسيحيين في المكان. كان المتنزه مكتظا حتى أنني طلبت من عائلتي عدم التوجه إليه".     فصيل لطالبان-باكستان يتبنى الهجوم   هذا، وأعلن فصيل "جماعة الأحرار" التابع لحركة (طالبان-باكستان) مسؤوليته عن الهجوم. وقال إحسان الله إحسان المتحدث باسم الفصيل: "المسيحيون كانوا الهدف". وأضاف "نريد توجيه هذه الرسالة لرئيس الوزراء نواز شريف بأننا دخلنا لاهور. يستطيع أن يفعل ما يشاء لكنه لن يتمكن من إيقافنا. سيواصل مقاتلونا هذه الهجمات".   ونفذ الإسلاميون المتشددون في باكستان الكثير من الهجمات ضد المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى على مدى العقد الماضي. ويتهم المسيحيون الحكومة بأنها لا تفعل شيئا يذكر لحمايتهم.   ولاهور هي عاصمة البنجاب، وهو أكبر أقاليم باكستان وأكثرها ثراء، ومعقل الدعم السياسي الذي يحظى به رئيس الوزراء نواز شريف.   ودان الرئيس الباكستاني مأمون حسين بشدة الانفجار، فيما أعلنت حكومة البنجاب الحداد ثلاثة أيام.   بان كي مون يدعو سلطات باكستان إلى حماية الأقليات   إلى ذلك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالهجوم الانتحاري في لاهور، ودعا سلطات باكستان إلى فعل كل ما بوسعها من أجل ضمان أمن جميع سكان البلاد، بما في ذلك الأقليات، معربا عن تعازيه لأهالي الضحايا.   كما أكد ضرورة معاقبة المسؤولين عن الاعتداء في أسرع وقت ممكن، مشددا على احترام باكستان التزاماتها في مجال حقوق الإنسان.   وتشهد باكستان، وهي دولة نووية يسكنها زهاء 190 مليون نسمة، تمردا مسلحا من جانب حركة طالبان-باكستان، وأعمال عنف من جانب عصابات إجرامية، فضلا عن عنف طائفي.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة