تعود مجددآ دوائر صنع القرار الأردني للانشغال بمعارك درعا التي تعتبر اليوم علامة فارقة بمسار الحرب على سورية  ، فدوائر صنع القرار الأردني وكما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات تقرأ بعناية تفاصيل  وتداعيات ونتائج معركة  درعا التي تأخذ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها على الصعيدين السياسي والعسكري الداخلي ، فتحرير درعا على أيدي الجيش العربي السوري ومقاتلي حزب الله من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية لأطراف الصراع في عموم المنطقة الجنوبية وعلى الحدود السورية – الأردنية ، هكذا تقول التقارير والتحليلات الواردة من دوائر صنع القرار بالأردن ، وهذا ما لا تريده  الأردن  على أقل تقدير في الوقت الراهن.

والواضح اكثر اليوم  أن دوائر صنع القرار الأردني كانت تحاول دائمآ ،العمل مع الجميع وخصوصآ مع الروس والسعي للتواصل مع السوريين عبر خطوط اتصالات ضيقة للعمل على انجاز تسوية ما بملف الجنوب السوري ،ولكن يبدو أن هذه التسوية لم تتم حسبما كان يخطط لها الأردنيين على الاقل لتجنيبهم أثار هذه المعركة ،فاليوم يعتبر مسار معركة "تحرير درعا "التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة من عمر الحرب المفروضة على الدولة السورية، فاليوم بات من الواضح أنه لا خيار أمام الدولة السورية وحلفائها إلا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير أرض سورية من بعض الميليشيات والمجاميع المسلحة التي تنتشر اليوم على مساحات واسعة في محافظتي درعا والقنيطرة مع العلم أن هناك مساعي جدية لانجاز مصالحات وطنية كبرى ببعض بلدات محافظة درعا.

 

اليوم ومع انطلاق المعركة التحريرية الكبرى والمتوقعة ان تكون على مراحل ولن تتوقف عند ريف درعا الغربي أو الشمالي أو الشرقي، بدأت تأثيرات هذه المعركة تظهر على أرض الواقع خارج حدود سورية ، وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات الأطراف الدولية المنخرطة بالحرب على سورية، وبدا ذلك واضحاً في تصريحات وتحليلات  "شركاء الحرب على سورية "وذلك باهتمام ملحوظ منهم بمجريات معركة درعا.

في سورية اليوم يساوي تحرير بعض البلدات بمحافظة درعا للدولة السورية مكسباً كبيراً وورقة رابحة جديدة في مفاوضاتها مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالحرب على سورية، ومن خلال ورقة  درعا ستفرض الدولة السورية شروطها على الجميع، وعندها لا يمكن أن تحصل أي تسوية إلا بموافقة النظام، ووفق ما يراه من مصلحة لسورية الشعب والدولة، بعد كل ما لحق بهذا الشعب من أذى، والسؤال هنا هل ستعطي هذه الدول الراعية لهذه المجاميع المسلحة على ارض سورية ورقة درعا للدولة السورية هكذا من دون أي حراك؟.

 

لا أظن ذلك ،فمحور العدوان على سورية يعيش بصدمة حقيقية ،وهو تحت وقع هذه الصدمة يجري  اليوم استعدادات بالخفاء والعلن للتدخل بأي وقت بمجريات المعركة؟ وعلى الأغلب سيكون التدخل  من خلال تفعيل غرف عمليات جديدة  ودعم المجاميع المسلحة بالسلاح النوعي والمقاتلين ، ولا أستبعد هنا أن تتدخل "إسرائيل" بشكل مباشر بمعركة  "درعا " بحال اقتراب الجيش العربي السوري وحلفائه من تحرير تلال استراتيجية كتلال "المال والحارة وغيرها "وبغطاء أميركي ومن بعض قوى الإقليم المنغمسة بالحرب على الدولة السورية والتي لا تريد أن تتلقى هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمها في الآونة الأخيرة بسورية، فسقوط درعا يعني لبعض القوى الإقليمية المنخرطة بالحرب على سورية سقوط كل ما يليها كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة لهذه القوى وهذا ما لا تريده هذه القوى اليوم ولذلك اليوم نرى هناك حالة هلع وهستيريا في صفوف هذه القوى.

ختاماً، على الجميع أن يدرك أن معركة  درعا بشكل خاص ستكون لها الكلمة الفصل وفق نتائجها المنتظرة بأي حديث مقبل يتحدث عن تسويات بالحرب على الدولة السورية وتغيير كامل ومطلق بشروط التفاوض المقبلة بين جميع الأطراف.

 

  • فريق ماسة
  • 2016-03-12
  • 8909
  • من الأرشيف

درعا على طريق التحرير ...الأردن الرسمي قلق وحلف الحرب على سورية مصدوم

تعود مجددآ دوائر صنع القرار الأردني للانشغال بمعارك درعا التي تعتبر اليوم علامة فارقة بمسار الحرب على سورية  ، فدوائر صنع القرار الأردني وكما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات تقرأ بعناية تفاصيل  وتداعيات ونتائج معركة  درعا التي تأخذ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها على الصعيدين السياسي والعسكري الداخلي ، فتحرير درعا على أيدي الجيش العربي السوري ومقاتلي حزب الله من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية لأطراف الصراع في عموم المنطقة الجنوبية وعلى الحدود السورية – الأردنية ، هكذا تقول التقارير والتحليلات الواردة من دوائر صنع القرار بالأردن ، وهذا ما لا تريده  الأردن  على أقل تقدير في الوقت الراهن. والواضح اكثر اليوم  أن دوائر صنع القرار الأردني كانت تحاول دائمآ ،العمل مع الجميع وخصوصآ مع الروس والسعي للتواصل مع السوريين عبر خطوط اتصالات ضيقة للعمل على انجاز تسوية ما بملف الجنوب السوري ،ولكن يبدو أن هذه التسوية لم تتم حسبما كان يخطط لها الأردنيين على الاقل لتجنيبهم أثار هذه المعركة ،فاليوم يعتبر مسار معركة "تحرير درعا "التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة من عمر الحرب المفروضة على الدولة السورية، فاليوم بات من الواضح أنه لا خيار أمام الدولة السورية وحلفائها إلا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير أرض سورية من بعض الميليشيات والمجاميع المسلحة التي تنتشر اليوم على مساحات واسعة في محافظتي درعا والقنيطرة مع العلم أن هناك مساعي جدية لانجاز مصالحات وطنية كبرى ببعض بلدات محافظة درعا.   اليوم ومع انطلاق المعركة التحريرية الكبرى والمتوقعة ان تكون على مراحل ولن تتوقف عند ريف درعا الغربي أو الشمالي أو الشرقي، بدأت تأثيرات هذه المعركة تظهر على أرض الواقع خارج حدود سورية ، وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات الأطراف الدولية المنخرطة بالحرب على سورية، وبدا ذلك واضحاً في تصريحات وتحليلات  "شركاء الحرب على سورية "وذلك باهتمام ملحوظ منهم بمجريات معركة درعا. في سورية اليوم يساوي تحرير بعض البلدات بمحافظة درعا للدولة السورية مكسباً كبيراً وورقة رابحة جديدة في مفاوضاتها مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالحرب على سورية، ومن خلال ورقة  درعا ستفرض الدولة السورية شروطها على الجميع، وعندها لا يمكن أن تحصل أي تسوية إلا بموافقة النظام، ووفق ما يراه من مصلحة لسورية الشعب والدولة، بعد كل ما لحق بهذا الشعب من أذى، والسؤال هنا هل ستعطي هذه الدول الراعية لهذه المجاميع المسلحة على ارض سورية ورقة درعا للدولة السورية هكذا من دون أي حراك؟.   لا أظن ذلك ،فمحور العدوان على سورية يعيش بصدمة حقيقية ،وهو تحت وقع هذه الصدمة يجري  اليوم استعدادات بالخفاء والعلن للتدخل بأي وقت بمجريات المعركة؟ وعلى الأغلب سيكون التدخل  من خلال تفعيل غرف عمليات جديدة  ودعم المجاميع المسلحة بالسلاح النوعي والمقاتلين ، ولا أستبعد هنا أن تتدخل "إسرائيل" بشكل مباشر بمعركة  "درعا " بحال اقتراب الجيش العربي السوري وحلفائه من تحرير تلال استراتيجية كتلال "المال والحارة وغيرها "وبغطاء أميركي ومن بعض قوى الإقليم المنغمسة بالحرب على الدولة السورية والتي لا تريد أن تتلقى هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمها في الآونة الأخيرة بسورية، فسقوط درعا يعني لبعض القوى الإقليمية المنخرطة بالحرب على سورية سقوط كل ما يليها كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة لهذه القوى وهذا ما لا تريده هذه القوى اليوم ولذلك اليوم نرى هناك حالة هلع وهستيريا في صفوف هذه القوى. ختاماً، على الجميع أن يدرك أن معركة  درعا بشكل خاص ستكون لها الكلمة الفصل وفق نتائجها المنتظرة بأي حديث مقبل يتحدث عن تسويات بالحرب على الدولة السورية وتغيير كامل ومطلق بشروط التفاوض المقبلة بين جميع الأطراف.  

المصدر : الماسة السورية//هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة