أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن مفاوضات جنيف بين السلطات السورية والمعارضة ستنطلق فعلياً الاثنين المقبل، وأن المشاركين فيها هم أنفسهم من شاركوا في الجولة الأولى، وهو ما يعني أن روسيا لم تستطع كسر «فيتو» تركيا والسعودية، المتحكمتين بـ «الهيئة العليا للمفاوضات» والرافضتين لمشاركة السوريين الأكراد.

وفيما شنت «جبهة النصرة» هجوما على قرية في الريف الجنوبي لحلب ما استدعى من الجيش السوري الرد عليها، برز أمس، الاتهام التركي لتنظيم «داعش» بقصف الأراضي التركية بالصواريخ، ما أدى إلى مقتل مواطنين، وإصابة اثنين، فيما كان البنتاغون يعود إلى معزوفته القديمة، عن تدريب مسلحين سوريين «معتدلين» برغم فشل برنامج سابق كلف الإدارة الأميركية حوالي 500 مليون دولار.

وأعلنت المتحدثة باسم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، جيسي شاهين، في جنيف، أن جولة جديدة من المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة ستبدأ في جنيف في موعد أقصاه 14 آذار الحالي.

وأكدت شاهين، في جنيف، خطط دي ميستورا لاستئناف المحادثات «ابتداء من بعد ظهر التاسع من آذار»، موضحة أن المبعوث الأممي وفريقه «مستعدون لاستقبال جميع المشاركين ابتداء من اليوم وسيجرون اجتماعات تحضيرية قبل المناقشات الجوهرية»، إلا أنها اعتبرت أن هذا الأسبوع «صعب جداً من الناحية اللوجستية»، بسبب إقامة معرض سيارات كبير في جنيف، ما أدى إلى ازدحام فنادق المدينة، فيما سيصل المشاركون في المحادثات في مواعيد مختلفة، ولكن «المفوض سيبدأ اجتماعات جوهرية مع الموجودين في جنيف في موعد أقصاه 14 آذار».

وأشارت شاهين إلى أن المشاركين الذين وجهت إليهم الدعوات هم أنفسهم من شاركوا في الجولة الأولى. وأعلنت السلطات السورية نيتها المشاركة في المفاوضات، بينما قالت «الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن اجتماع المعارضة في الرياض، إنها لا تزال تفكر في المشاركة رغم الهدنة على جبهات القتال».

وأوضحت انه من المقرر عقد اجتماع لمجموعة العمل التي تراقب وقف الأعمال العدائية وأخرى تعنى بالمساعدة الإنسانية في جنيف اليوم.

واتهم رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم الجماعات المعارضة، المدعومة من السعودية، بوضع العراقيل في مسار محادثات السلام، معتبراً أن الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإجراء المفاوضات تواجه «عراقيل كثيرة». وأشار إلى أن حزبه لم يتلق دعوة حتى الآن لحضور المحادثات المقبلة.

وقال صالح مسلم، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، إن «العالم كله يتابع من تصريحاتهم: يضعون عراقيل. توجد عراقيل كثيرة على الطريق. العرقلة تأتي من معارضات الرياض. تحاول بشتى الوسائل أن تفشل مسار الحل السياسي» في إشارة إلى مطلب الهيئة بتحديد جدول أعمال يركز على تشكيل «هيئة حكم انتقالي» تؤدي إلى عزل الرئيس السوري بشار الأسد.

وشدد مسلم على أن الأولوية ينبغي أن تكون للتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار والاتفاق على تحديد الجماعات المسلحة التي ينبغي تصنيفها بأنها إرهابية ثم مناقشة مستقبل سوريا بعد ذلك.

إلى ذلك، وبعد أيام من تحذير وزارة الدفاع الروسية من أن «جبهة النصرة» تقصف الأراضي التركية في محاولة لاستفزاز الجيش التركي لإطلاق النار، وإدخال وحداته إلى الأراضي السورية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تعطيل عملية السلام، تعرضت بلدة كيليس إلى سقوط صواريخ، ما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة اثنين.

وذكرت وكالة «دوغان» أن مدنيين تركيين قتلا، وأصيب اثنان، في سقوط ثمانية صواريخ أطلقت من منطقة يسيطر عليها تنظيم «داعش»، فيما ردت المدفعية التركية فورا على مصادر النار.

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن «داعش» مسؤول عن هجوم صاروخي على كيليس، معتبراً أن الهجوم يظهر مدى «هشاشة» اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، برغم أن التنظيم غير مشمول بهذا الأمر.

وقال الجنرال لويد أوستن، قائد القيادة المركزية التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط في جلسة لمجلس الشيوخ، إنه طلب إذناً بإحياء جهود أميركية لتدريب مقاتلين في المعارضة السورية «المعتدلة» لقتال «داعش» لكن على نطاق أصغر من برنامج فاشل ألغي العام الماضي. وكان البنتاغون قد أوقف البرنامج بعد صرف حوالي 500 مليون دولار على مجموعة لم يتبقّ منها في الميدان سوى خمسة أشخاص، فيما سلم الباقون أسلحتهم إلى «جبهة النصرة» التي هاجمت أحد مقارّهم بعد دخولهم سوريا من تركيا.

وقال أوستن «طلبت الإذن لإحياء تلك الجهود بالاستعانة بنهج مختلف»، موضحاً أنه على النقيض من الجهود السابقة، التي كانت تهدف لتجنيد وتدريب وحدات كاملة من المسلحين لإعادة نشرهم في سوريا، ستركز المساعي الجديدة على برنامج تدريب أقصر أجلاً لمجموعات أصغر.

الى ذلك، استطاع الجيش السوري احتواء الهجوم الذي شنته «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية على منطقة العيس وتلالها في ريف حلب الجنوبي، واستردت هذه المناطق بعد ساعات من انسحابها منها جراء هجوم عنيف شنته الفصائل.

وعقب الهجوم، أصدرت قيادة عمليات الجيش السوري في حلب تعميماً أوضحت خلاله أن «المسلحين نقضوا الهدنة، الأمر الذي يعطي الحق للجيش السوري بالرد على هذا الخرق على جميع جبهات حلب»، حيث فتحت معركة غرب حلب استهدفت خلالها مواقع سيطرة المسلحين من جهة حي الراشدين. كذلك استهدفت مواقع سيطرة المسلحين في كل من أورم الكبرى القريبة.

  • فريق ماسة
  • 2016-03-08
  • 10903
  • من الأرشيف

قطار جنيف السوري يتحرك اليوم

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن مفاوضات جنيف بين السلطات السورية والمعارضة ستنطلق فعلياً الاثنين المقبل، وأن المشاركين فيها هم أنفسهم من شاركوا في الجولة الأولى، وهو ما يعني أن روسيا لم تستطع كسر «فيتو» تركيا والسعودية، المتحكمتين بـ «الهيئة العليا للمفاوضات» والرافضتين لمشاركة السوريين الأكراد. وفيما شنت «جبهة النصرة» هجوما على قرية في الريف الجنوبي لحلب ما استدعى من الجيش السوري الرد عليها، برز أمس، الاتهام التركي لتنظيم «داعش» بقصف الأراضي التركية بالصواريخ، ما أدى إلى مقتل مواطنين، وإصابة اثنين، فيما كان البنتاغون يعود إلى معزوفته القديمة، عن تدريب مسلحين سوريين «معتدلين» برغم فشل برنامج سابق كلف الإدارة الأميركية حوالي 500 مليون دولار. وأعلنت المتحدثة باسم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، جيسي شاهين، في جنيف، أن جولة جديدة من المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة ستبدأ في جنيف في موعد أقصاه 14 آذار الحالي. وأكدت شاهين، في جنيف، خطط دي ميستورا لاستئناف المحادثات «ابتداء من بعد ظهر التاسع من آذار»، موضحة أن المبعوث الأممي وفريقه «مستعدون لاستقبال جميع المشاركين ابتداء من اليوم وسيجرون اجتماعات تحضيرية قبل المناقشات الجوهرية»، إلا أنها اعتبرت أن هذا الأسبوع «صعب جداً من الناحية اللوجستية»، بسبب إقامة معرض سيارات كبير في جنيف، ما أدى إلى ازدحام فنادق المدينة، فيما سيصل المشاركون في المحادثات في مواعيد مختلفة، ولكن «المفوض سيبدأ اجتماعات جوهرية مع الموجودين في جنيف في موعد أقصاه 14 آذار». وأشارت شاهين إلى أن المشاركين الذين وجهت إليهم الدعوات هم أنفسهم من شاركوا في الجولة الأولى. وأعلنت السلطات السورية نيتها المشاركة في المفاوضات، بينما قالت «الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن اجتماع المعارضة في الرياض، إنها لا تزال تفكر في المشاركة رغم الهدنة على جبهات القتال». وأوضحت انه من المقرر عقد اجتماع لمجموعة العمل التي تراقب وقف الأعمال العدائية وأخرى تعنى بالمساعدة الإنسانية في جنيف اليوم. واتهم رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم الجماعات المعارضة، المدعومة من السعودية، بوضع العراقيل في مسار محادثات السلام، معتبراً أن الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإجراء المفاوضات تواجه «عراقيل كثيرة». وأشار إلى أن حزبه لم يتلق دعوة حتى الآن لحضور المحادثات المقبلة. وقال صالح مسلم، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، إن «العالم كله يتابع من تصريحاتهم: يضعون عراقيل. توجد عراقيل كثيرة على الطريق. العرقلة تأتي من معارضات الرياض. تحاول بشتى الوسائل أن تفشل مسار الحل السياسي» في إشارة إلى مطلب الهيئة بتحديد جدول أعمال يركز على تشكيل «هيئة حكم انتقالي» تؤدي إلى عزل الرئيس السوري بشار الأسد. وشدد مسلم على أن الأولوية ينبغي أن تكون للتوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار والاتفاق على تحديد الجماعات المسلحة التي ينبغي تصنيفها بأنها إرهابية ثم مناقشة مستقبل سوريا بعد ذلك. إلى ذلك، وبعد أيام من تحذير وزارة الدفاع الروسية من أن «جبهة النصرة» تقصف الأراضي التركية في محاولة لاستفزاز الجيش التركي لإطلاق النار، وإدخال وحداته إلى الأراضي السورية، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تعطيل عملية السلام، تعرضت بلدة كيليس إلى سقوط صواريخ، ما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة اثنين. وذكرت وكالة «دوغان» أن مدنيين تركيين قتلا، وأصيب اثنان، في سقوط ثمانية صواريخ أطلقت من منطقة يسيطر عليها تنظيم «داعش»، فيما ردت المدفعية التركية فورا على مصادر النار. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن «داعش» مسؤول عن هجوم صاروخي على كيليس، معتبراً أن الهجوم يظهر مدى «هشاشة» اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، برغم أن التنظيم غير مشمول بهذا الأمر. وقال الجنرال لويد أوستن، قائد القيادة المركزية التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط في جلسة لمجلس الشيوخ، إنه طلب إذناً بإحياء جهود أميركية لتدريب مقاتلين في المعارضة السورية «المعتدلة» لقتال «داعش» لكن على نطاق أصغر من برنامج فاشل ألغي العام الماضي. وكان البنتاغون قد أوقف البرنامج بعد صرف حوالي 500 مليون دولار على مجموعة لم يتبقّ منها في الميدان سوى خمسة أشخاص، فيما سلم الباقون أسلحتهم إلى «جبهة النصرة» التي هاجمت أحد مقارّهم بعد دخولهم سوريا من تركيا. وقال أوستن «طلبت الإذن لإحياء تلك الجهود بالاستعانة بنهج مختلف»، موضحاً أنه على النقيض من الجهود السابقة، التي كانت تهدف لتجنيد وتدريب وحدات كاملة من المسلحين لإعادة نشرهم في سوريا، ستركز المساعي الجديدة على برنامج تدريب أقصر أجلاً لمجموعات أصغر. الى ذلك، استطاع الجيش السوري احتواء الهجوم الذي شنته «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية على منطقة العيس وتلالها في ريف حلب الجنوبي، واستردت هذه المناطق بعد ساعات من انسحابها منها جراء هجوم عنيف شنته الفصائل. وعقب الهجوم، أصدرت قيادة عمليات الجيش السوري في حلب تعميماً أوضحت خلاله أن «المسلحين نقضوا الهدنة، الأمر الذي يعطي الحق للجيش السوري بالرد على هذا الخرق على جميع جبهات حلب»، حيث فتحت معركة غرب حلب استهدفت خلالها مواقع سيطرة المسلحين من جهة حي الراشدين. كذلك استهدفت مواقع سيطرة المسلحين في كل من أورم الكبرى القريبة.

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة