دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
على الرغم من عدم شمول اتفاقية وقف الأعمال العدائية في سوريا الجبهات التي تقاتل فيها «جبهة النصرة»، إلا أن القرار منذ بدء تطبيقه شمل مناطق عديدة تقاتل فيها «النصرة» إلى جانب فصائل أخرى، فجاء الوقف بـ «معية» تلك الفصائل، الأمر الذي يبدو أنه لم يعجب جماعة أبو محمد الجولاني، التي حاولت استغلال هذه الظروف لإعادة رسم الخريطة الميدانية في الشمال السوري، وبالتحديد في ريف حلب الجنوبي الذي يشهد في الوقت الحالي معارك عنيفة.
وأوضح مصدر عسكري سوري، خلال حديثه إلى «السفير»، أن مسلحي «النصرة» وفصائل أخرى شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الجيش السوري في منطقة العيس والتلال المحيطة بها، ما أجبر قوات الجيش السوري إلى الانسحاب إلى مواقع خلفية، قبل أن تشن هجوماً عنيفاً استعادت من خلاله السيطرة على جميع تلك المواقع.
وأشار مصدر ميداني إلى أن الهجوم نفذته «جبهة النصرة» بالتعاون مع «جند الأقصى»، حيث شن المسلحون هجوماً عنيفاً عن طريق مجموعة من «الانغماسيين» قاموا باقتحام نقاط الجيش السوري على التلال المحيطة بالبلدة، والسيطرة عليها عدة ساعات قبل أن تعاود قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره السيطرة على جميع النقاط.
وعقب الهجوم، أصدرت قيادة عمليات الجيش السوري في حلب تعميماً أوضحت خلاله أن «المسلحين قاموا بنقض الهدنة، الأمر الذي يعطي الحق للجيش السوري بالرد على هذا الخرق على جميع جبهات حلب»، حيث فتحت قوات الجيش السوري، بالتزامن مع معارك الجنوب، معركة عنيفة غرب حلب استهدفت خلالها مواقع سيطرة المسلحين من جهة حي الراشدين. كذلك استهدفت قوات الجيش السوري مواقع سيطرة المسلحين في كل من أورم الكبرى القريبة، أعلن بعدها مصدر ميداني تدميرمواقع عدة ومراكز للفصائل المسلحة على هذه الجبهة.
وتحاول «جبهة النصرة» منذ نحو أربعة أيام أن تعيد إشعال ريف حلب الجنوبي على أكثر من محور، حيث بدأت باستهداف حي الشيخ مقصود، الذي يسيطر عليه الأكراد داخل مدينة حلب بالقذائف المتفجرة، الأمر الذي خلّف أكثر من 15 قتيلاً، جميعهم من المدنيين، إضافة إلى عشرات الجرحى. واتهمت مصادر كردية الفصائل بقصف الحي أمس بمواد كيميائية. كما تحركت فصائل «جهادية» في الريف الشمالي القريب من تركيا في مناطق سيطرة الأكراد في عفرين.
وقال مصدر كردي إن مجموعة تابعة لـ «فيلق الشام» تسللت إلى محيط قرية جلمة، بناحية جنديرس التابعة لمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، قادمة من بلدة أطمة في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، بالتزامن مع استقدام الفصائل «الجهادية» تعزيزات لها على محاور وجبهات الأكراد في محيط المنطقة. وبيّن المصدر أن عشرات السيارات المصفحة والعناصر التابعين لـ«حركة أحرار الشام» و«فيلق الشام» و «حركة نور الدين الزنكي» بالإضافة إلى «جبهة النصرة» يحتشدون في الوقت الحالي على تخوم قرى جنديرس تمهيداً لفتح معارك عنيفة في المنطقة.
ويرى المصدر الكردي أن هذه الفصائل تقاد بشكل كلي من قبل «جبهة النصرة» التي يبدو أنها تحاول استغلال قرار وقف إطلاق النار لتحقيق خروقات ومكاسب ميدانية، بدفع من تركيا المستفيد الأكبر من هذه المعارك.
ومع اختراق «النصرة» لاتفاقية وقف الأعمال العدائية، كثفت الطائرات الحربية السورية ـ الروسية غاراتها على مواقع سيطرة الفصائل «الجهادية»، فيما يبدو أنه رسالة شديدة اللهجة لهذه الفصائل بأن الرد سيكون حاسماً وحازماً لأي اختراق.
وفي سياق متصل، تتابع قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازرها، عملياتها العسكرية نحو معاقل تنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي على محوري القريتين وتدمر، بالتزامن مع غارات عنيفة ومتواصلة تشنها طائرات حربية روسية على مواقع التنظيم. وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش السوري تشن هجوماً مزدوجاً على تدمر من محوريها الغربي والجنوبي الغربي والقريتين من محورها الغربي .
وبالتزامن مع ارتفاع وتيرة المعارك، وسيطرة الجيش السوري على نقاط عدة في محاور الاشتباك في ريف حمص الشرقي، ذكرت مصادر أهلية أن أعداداً كبيرة من مسلحي «داعش» وعائلاتهم غادروا تدمر واتجهوا نحو مدينة الرقة، ما اعتبره مصدر عسكري دليلاً على الانكسار الكبير في دفاعات التنظيم، ما يعني أن السيطرة على هذه المناطق قد لا تستغرق وقتاً طويلاً، برغم الطبيعة الصحراوية القاسية للمنطقة وصعوبة المعارك.
المصدر :
علاء حلبي / السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة