اعتقلت السلطات التركية خلال الأيام الماضية  ثلاثة من القادة الكبار في الجبهة الشامية المعارضة، التي تعمل في الشمال السوري، وقالت مصادر ميدانية لموقع "العهد الاخباري" ان المعتقلين هم عبد العزيز سلامة مؤسس "لواء التوحيد" التابع لجماعة" الاخوان المسلمين" السورية وأبو علي سجو وهشام دربالة وهما من مدينة أعزاز فيما ينتمي عبد العزيز سلامة الى مدينة مارع التي هي نفسها مسقط رأس القائد السابق لـ"لواء التوحيد" عبد القادر الصالح الذي قتل بغارة جوية للطيران السوري قبل ثلاثة أعوام.

عبد العزيز سلامة من كبار المقاولين والتجار في الشمال السوري، وهو من ممولي  جماعة "الاخوان المسلمين" السورية، وكان مع عبد القادر الصالح وراء توحيد 14 فصيلا ومجموعة مسلحة اطلق عليها اسم "لواء التوحيد" الذي انضوى تحت جناح "جبهة النصرة "، وظل يقاتل حيناً تحت اسمه الخاص وحينا اخر تحت راية "النصرة".

 

عملية الاعتقال هذه أتت على خلفية اتهامات وجهتها فصائل مسلحة الى الاشخاص الثلاثة بتسليم مناطق في شمال حلب للجيش السوري وحلفائه خلال الهجوم الأخير في شهر شباط الماضي والذي سيطر على اثره الجيش السوري وحلفاؤه على شريط يمتد من باشكوي  الى تل رفعت في الريف الشمالي لحلب ، وتم خلاله فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء بعد حصار دام اربع سنوات.

 

اعتقال دربالة أتى على خلفية سيطرة أقربائه على معبر باب السلامة حيث يستأثرون بالمداخيل اليومية الآتية من حركة التنقل بين تركيا وسوريا دون ان تحصل الفصائل الاخرى على حصتها من الأموال.

 

مصادر في المعارضة السورية قالت "ان لاعتقال عبد العزيز سلامة الإخواني والقيادي في جماعة "الاخوان المسلمين" في سوريا أهدافا تتعدى الأحداث الميدانية الاخيرة في شمال حلب، حيث يرتبط هذا الاعتقال بصراع الأجنحة داخل جماعة الاخوان المسلمين"، وأشارت الى ان المصلحة التركية حاليا تذهب باتجاه اعادة ترتيب الاوراق داخل جماعة الاخوان المسلمين السورية، حيث تختفي ابرز الوجوه التي شاركت في الحرب السورية، وتعاونت مع النصرة وداعش، ويحل مكانها قيادة جديدة لديها تاريخ معروف بالتعاون مع المنظمات المصنفة ارهابية كالنصرة وداعش.

 

وحسب المصادر، فان أنقرة تسعى من خلال هذه التغييرات في حماية الجناح العسكري لجماعة "الاخوان المسلمين"، في حال حصول أية تسوية جدية بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية في سوريا، وتكون تركيا قد أمسكت بقرار تنظيم الاخوان المسلمين في سوريا أسوة بما تفعله مع منظمة "احرار الشام" التي اقتضى تغيير طاقمها القيادي، بعد عملية اغتيال جماعية يوم التاسع من أيلول عام 2014 قضت على قيادات الصف الاول والثاني  في احرار الشام وقتل في الانفجار يومها قائد احرار الشام  حسان عبود الملقب بـ"أبي عبد الله الحموي" مع أكثر من 45 قياديا آخرين من التنظيم، بينهم أمراء عسكريون لمحافظات كحلب والرقة وإدلب، وقد كان هؤلاء القادة في اجتماع لمجلس شورى الحركة في بلدة رم حمدان بريف إدلب شمال سوريا.

 

الجبهة الشامية هو اتحاد يضم كبرى الفصائل المسلحة في شمال سوريا في حلب (كتائب نور الدين الزنكي، جيش المجاهدين، الجبهة الإسلامية، تجمع فاستقم كما أمرت، جبهة الأصالة والتنمية، احرار الشام صقور الشام، حركة حزم، ومئات الجماعات المسلحة الأخرى).

  • فريق ماسة
  • 2016-03-05
  • 6540
  • من الأرشيف

تركيا تعتقل عددًا من قادة ’الجبهة الشامية’ في سورية

اعتقلت السلطات التركية خلال الأيام الماضية  ثلاثة من القادة الكبار في الجبهة الشامية المعارضة، التي تعمل في الشمال السوري، وقالت مصادر ميدانية لموقع "العهد الاخباري" ان المعتقلين هم عبد العزيز سلامة مؤسس "لواء التوحيد" التابع لجماعة" الاخوان المسلمين" السورية وأبو علي سجو وهشام دربالة وهما من مدينة أعزاز فيما ينتمي عبد العزيز سلامة الى مدينة مارع التي هي نفسها مسقط رأس القائد السابق لـ"لواء التوحيد" عبد القادر الصالح الذي قتل بغارة جوية للطيران السوري قبل ثلاثة أعوام. عبد العزيز سلامة من كبار المقاولين والتجار في الشمال السوري، وهو من ممولي  جماعة "الاخوان المسلمين" السورية، وكان مع عبد القادر الصالح وراء توحيد 14 فصيلا ومجموعة مسلحة اطلق عليها اسم "لواء التوحيد" الذي انضوى تحت جناح "جبهة النصرة "، وظل يقاتل حيناً تحت اسمه الخاص وحينا اخر تحت راية "النصرة".   عملية الاعتقال هذه أتت على خلفية اتهامات وجهتها فصائل مسلحة الى الاشخاص الثلاثة بتسليم مناطق في شمال حلب للجيش السوري وحلفائه خلال الهجوم الأخير في شهر شباط الماضي والذي سيطر على اثره الجيش السوري وحلفاؤه على شريط يمتد من باشكوي  الى تل رفعت في الريف الشمالي لحلب ، وتم خلاله فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء بعد حصار دام اربع سنوات.   اعتقال دربالة أتى على خلفية سيطرة أقربائه على معبر باب السلامة حيث يستأثرون بالمداخيل اليومية الآتية من حركة التنقل بين تركيا وسوريا دون ان تحصل الفصائل الاخرى على حصتها من الأموال.   مصادر في المعارضة السورية قالت "ان لاعتقال عبد العزيز سلامة الإخواني والقيادي في جماعة "الاخوان المسلمين" في سوريا أهدافا تتعدى الأحداث الميدانية الاخيرة في شمال حلب، حيث يرتبط هذا الاعتقال بصراع الأجنحة داخل جماعة الاخوان المسلمين"، وأشارت الى ان المصلحة التركية حاليا تذهب باتجاه اعادة ترتيب الاوراق داخل جماعة الاخوان المسلمين السورية، حيث تختفي ابرز الوجوه التي شاركت في الحرب السورية، وتعاونت مع النصرة وداعش، ويحل مكانها قيادة جديدة لديها تاريخ معروف بالتعاون مع المنظمات المصنفة ارهابية كالنصرة وداعش.   وحسب المصادر، فان أنقرة تسعى من خلال هذه التغييرات في حماية الجناح العسكري لجماعة "الاخوان المسلمين"، في حال حصول أية تسوية جدية بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية في سوريا، وتكون تركيا قد أمسكت بقرار تنظيم الاخوان المسلمين في سوريا أسوة بما تفعله مع منظمة "احرار الشام" التي اقتضى تغيير طاقمها القيادي، بعد عملية اغتيال جماعية يوم التاسع من أيلول عام 2014 قضت على قيادات الصف الاول والثاني  في احرار الشام وقتل في الانفجار يومها قائد احرار الشام  حسان عبود الملقب بـ"أبي عبد الله الحموي" مع أكثر من 45 قياديا آخرين من التنظيم، بينهم أمراء عسكريون لمحافظات كحلب والرقة وإدلب، وقد كان هؤلاء القادة في اجتماع لمجلس شورى الحركة في بلدة رم حمدان بريف إدلب شمال سوريا.   الجبهة الشامية هو اتحاد يضم كبرى الفصائل المسلحة في شمال سوريا في حلب (كتائب نور الدين الزنكي، جيش المجاهدين، الجبهة الإسلامية، تجمع فاستقم كما أمرت، جبهة الأصالة والتنمية، احرار الشام صقور الشام، حركة حزم، ومئات الجماعات المسلحة الأخرى).

المصدر : العهد / نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة