أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الحكومة السورية ملتزمة وحريصة على تقديم كل أنواع المساعدات الإنسانية لجميع المتضررين من الأزمة على كامل الأراضي السورية ومنفتحة على التعاون والتنسيق مع جميع الدول ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في سورية بما في ذلك منظمة /اوتشا/.

وأوضح الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع الانسانية في سورية أن هناك حكومات تصر على استغلال الوضع الإنساني في سورية لتحقيق غايات سياسية ضيقة وكأن معاناة الشعب السوري هي عبارة عن سلعة للاتجار والابتزاز السياسي من قبلها.

وقال الجعفري إن ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال إن الوضع في سورية يتسم بالوحشية وأنا اتفق معه تماما لكني اختلف معه في توصيف مظاهر هذه الوحشية وأسبابها ولذلك سأسلط الضوء على حقيقة تلك الوحشية التي تسفك دماء الناس في سورية وتدمر البنى التحتية وتستجلب شتات المرتزقة والإرهاب من كل أرجاء العالم إلى بلادي وهي بالطبع عملية وحشية تساهم فيها حكومات دول أعضاء في هذه المنظمة الدولية وبعضهم أعضاء في مجلس الأمن.

وأضاف الجعفري إن مجلس الأمن اعتمد منذ بداية الأزمة وحتى الآن 15 قرارا حول سورية من بينها أربعة قرارات حول الوضع الإنساني وعقد المجلس سنويا عشرات الجلسات الرسمية والأحداث الجانبية التي كادت أن تصبح شبه يومية في حين لم نشهد اعتماد أي قرار أو طلب لعقد جلسات أو اجتماعات طارئة لمناقشة الأوضاع الإنسانية الكارثية في فلسطين أو ليبيا أو اليمن أو الصومال رغم أن /أوبراين/ نفسه أوضح في أحد اجتماعات مجلس الأمن أن الوضع الإنساني في اليمن هو أسوأ عما هو عليه في سورية بكثير وأن أكثر من ثمانين بالمئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

وأوضح الجعفري أن حكومة الجمهورية العربية السورية لا تنكر وجود أزمة إنسانية ونازحين ومهجرين ومتضررين وهم بالملايين لكنها تستهجن الطريقة الخاطئة للتعامل مع هذه الأزمة منذ بدايتها وحتى الآن وتستغرب النظر إليها بطريقة جزئية بمعزل عن خلفيات التدخل السياسي والعسكري والاقتصادي الخارجي في المشهد السوري.

وتابع الجعفري نرفض أن يتم التعامل مع عمق الأزمة الإنسانية في سورية دون الانخراط بشكل جدي في معالجة علة وسبب هذه الأزمة ألا وهو بروز وانتشار التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة خارجيا وانتشارها في الأحياء والقرى والمدن واتخاذها من المدنيين دروعا بشرية وقد أسماها وكيل الأمين العام بالمجموعات المسلحة بدليل أننا لم نشهد أي أزمة إنسانية إلا في المناطق التي دخلتها هذه المجموعات.

وأشار الجعفري إلى أن بعض الدول فرضت إجراءات قسرية أحادية الجانب على الشعب السوري ما زاد في معاناته إضافة إلى إصرار البعض على إنكار دور الحكومة السورية ومحاولة إظهارها بمظهر المسوءول الأول والأخير عن الأزمة الإنسانية واتهام البعض لها بمحاصرة بعض المناطق وتجويع شعبها لكنهم يقفون قاصرين عن تفسير كيفية استمرار تدفق الإرهابيين والأسلحة والأموال إلى هذه المناطق نفسها التي يدعى بأنها محاصرة من الحكومة واستخدام هذه الأسلحة لشن هجمات صاروخية عشوائية على الأحياء المدنية وتنفيذ تفجيرات انتحارية في الأماكن الآمنة كما حدث مؤخرا في حمص ودمشق والحسكة والقامشلي.

ولفت الجعفري إلى أن هذه المناطق اما أنها محاصرة من الخارج من قبل التنظيمات الإرهابية مثل كفريا والفوعا كما كان الأمر عليه لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة في نبل والزهراء ودير الزور أو أنها مناطق محاصرة من الداخل من قبل الإرهابيين مثل المعضمية ومضايا ودوما وغيرها حيث يمنع الإرهابيون دخول المساعدات الإنسانية أو يستولون عليها لاستخدامها أو إعادة بيعها للمدنيين ولذلك لم نر صورا لما يسمى بالإرهابيين المعتدلين وهم يتضورون جوعا.

وأكد الجعفري أن تحسين الوضع الإنساني في سورية بشكل ملموس ومستدام يستتبع تخلي الحكومات عن هذا النهج الخاطئ الذي ثبت فشله على مدى ما يقارب الخمس سنوات.

وقال الجعفري كيف يمكن إنهاء الأزمة الإنسانية في سورية في ظل السكوت عن قيام نظام أردوغان علنا بالاعتداء عسكريا على الأراضي السورية دعما للإرهابيين واستخدامه للأراضي التركية مقرا وممرا لعشرات آلاف المسلحين الإرهابيين الأجانب بما في ذلك المعابر التي تستخدمها الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية كما أنه يستخدم قوافل المساعدات الإنسانية للتغطية على هذا الأمر ويزج في السجون التركية من يفضح ذلك من ضباط جمارك وقضاة وصحفيين أتراك.

وتساءل الجعفري عن كيفية إنهاء الأزمة الإنسانية ونظام أردوغان يستخدم بكل صلافة محنة اللاجئين السوريين أداة لابتزاز الدول الأوروبية لانتزاع الدعم المالي والسياسي وللسكوت عن تجاوزاته إزاء سورية والسوريين ورغم ذلك ما زالت بعض الدول في مجلس الأمن تقدم الغطاء لهذا النظام الأرعن برفضها موءخرا مشروع قرار متوازن يؤكد على سيادة سورية ووحدة أراضيها ويرفض التدخل الخارجي في شوءونها ويطالب بوضع حد لتدفق الإرهابيين الأجانب وهي كلها مبادئء توافقية لا يمكن لأحد التنكر لها ومذكورة في كل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسورية.

وقال الجعفري إن الحكومة السورية أعلمت الأمم المتحدة بتاريخ 16 شباط الجاري بموافقتها على إدخال قوافل مساعدات إنسانية مشتركة إلى كل من دير الزور وكفريا والفوعة ومضايا والمعضمية والزبداني وكفربطنا مشيرا الى أن هذه القوافل تأتي استمرارا لقوافل أخرى تم تسييرها مؤخرا إلى هذه المناطق وإلى مناطق أخرى.

ولفت الجعفري الى نهج الحكومة السورية والجهود المبذولة لتسهيل إيصال المساعدات إلى كل المحتاجين أينما كانوا والتي تثبتها الوقائع على الأرض.

وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية حريصة على أمن وأمان وسلامة القوافل الإنسانية والعاملين الإنسانيين ولا نريد أن يحدث مكروه لهم كأن يفجر أحد الانتحاريين سيارة مفخخة بقوافل مساعدات إنسانية ويقتل العمال الإنسانيين ومن ثم نعود للاجتماع في هذا المجلس ونسمع كلاما آخر تماما وتوصيفا آخر لما يجري.

وأكد الجعفري أن حل الأزمة في سورية له مساران متلازمان هما مسار مكافحة الإرهاب والمسار السياسي وانطلاقا من ذلك فإن الحكومة السورية ملتزمة بمحاربة الإرهاب ودفع المسار السياسي قدما نحو الأمام حيث شارك وفد الجمهورية العربية السورية في محادثات جنيف وأبدى جدية والتزاما بهذه المحادثات بشهادة مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا نفسه.

ولفت الجعفري إلى أن المشكلة التي واجهت محادثات جنيف كانت بفرض بعض الدول لما يسمى “وفد الرياض” كمحاور وحيد وقدوم هذا الوفد إلى جنيف بشروط مسبقة من مشغليه السعوديين والأتراك وبهدف وحيد هو إفشال المحادثات بتعليمات مباشرة من هؤلاء المشغلين بالإضافة إلى الفجوات الإجرائية الكبيرة التي كررت ما كان قد حصل مع المبعوث الأخضر الإبراهيمي في جنيف 2 وخاصة ما يتعلق بتمثيل كل أطياف المعارضة السورية وعدم تقديم قائمة بالتنظيمات الإرهابية وهو الأمر الذي أدى إلى فشل جولة جنيف الأخيرة.

وتابع الجعفري إن الحكومة السورية من خلال إعلانها قبول وقف الأعمال القتالية تثبت اليوم جديتها مرة أخرى وحرصها على وقف سفك الدم السوري وإعادة الأمن والاستقرار تنفيذا للإرادة الشعبية للسوريين في وحدة سورية أرضا وشعبا.

وجدد الجعفري تأكيد الحكومة السورية استعدادها لاستمرار التنسيق مع الجانب الروسي لتحديد المناطق والمجموعات المسلحة التي سيشملها وقف الأعمال القتالية طيلة مدة سريانه ولضمان تنفيذ وقف الأعمال القتالية في الموعد المحدد مشددا على أهمية ضبط الحدود وخاصة الحدود التركية السورية ووقف الدعم الذي تقدمه بعض الدول إلى المجموعات المسلحة ومنع هذه التنظيمات من تعزيز قدراتها أو تغيير مواقعها تفاديا لتقويض هذا الاتفاق.

وأشار الجعفري الى تمسك الحكومة السورية بحق قواتها المسلحة بالرد على أي خرق تقوم به المجموعات الإرهابية ضد المواطنين السوريين أو قواتها  المسلحة.

وقال الجعفري إن الكرة هي في ملعب الأطراف الأخرى التي تتدخل في الشأن الداخلي السوري وتدعم الإرهاب وما زالت تراهن على دعم هذا الإرهاب والتصعيد العسكري والتدخل الخارجي وتقويض الحل السياسي عبر فرض شروط مسبقة غير مقبولة من قبل الشعب السوري.

وفي اتصال مع التلفزيون العربي السوري الليلة أكد الجعفري أن الاتفاق الروسي الأمريكي حول وقف الأعمال القتالية في سورية يسير بالاتجاه الذي كانت حددته الحكومة السورية ويشكل امتحانا جديدا مفتوحا للدول الداعمة للإرهابيين لإثبات حسن نواياها في مكافحة الإرهاب ودعم الحل السياسي للأزمة.

وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية كانت منفتحة على المسار السياسي ولا تزال “لكنها في الوقت نفسه تحتفظ بحقها وحق حلفائها في الاستمرار بعملية مكافحة الإرهاب وخاصة ضد الإرهابيين المرتزقة من جنسيات أجنبية والذين يأتون إلى سورية عبر الحدود التركية”.

وأشار الجعفري إلى أن “روسيا والولايات المتحدة مصرتان على إنجاح اتفاقهما” وهما تعملان على استصدار مشروع قرار في مجلس الأمن لدعم التفاهم حول وقف الأعمال القتالية ويدعو في الوقت نفسه إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية وخاصة الالتزام بمسألة مكافحة الإرهاب والانخراط في العملية السياسية بما في ذلك النظام التركي وآل سعود وآل ثاني وإلا فإن أصابع الاتهام ستوجه إلى كل هوءلاء على أنهم يعملون ضد ما يسمى بالشرعية الدولية.

وبين الجعفري أن هناك إقرارا من الدول الغربية الداعمة للإرهاب في سورية بأن تركيا أصبحت مشكلة أمام الحل بسبب استمرار عبور الارهابيين والأسلحة عبر حدودها.

وقال الجعفري: “إن موعد العودة إلى جنيف لاستئناف الحوار السوري السوري لم يتم تحديده بعد ونحن بانتظار الإحاطة التي سيقدمها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا إلى مجلس الأمن”.

وأضاف الجعفري: “نحن كوفد حكومة الجمهورية العربية السورية منفتحون على إحراز تقدم وسنذهب إلى جنيف لإحراج أعدائنا بأننا قادرون كسوريين على الحوار فيما بيننا بقيادة سورية دون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة لإنقاذ بلادنا وإيقاف سفك دماء السوريين”.

وتابع الجعفري: “إننا نأمل أن يكون دي ميستورا هذه المرة قادما إلى جنيف ومعه قائمة واضحة تبين من هو إرهابي ومن هو معارض لكي لا يتم تكرار نفس المشهد الذي حدث موءخرا في جنيف3″.

  • فريق ماسة
  • 2016-02-23
  • 7345
  • من الأرشيف

الجعفري يسأل أعضاء مجلس الأمن: هل رأيتم إرهابي معتدل جائع في سورية ؟؟

أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الحكومة السورية ملتزمة وحريصة على تقديم كل أنواع المساعدات الإنسانية لجميع المتضررين من الأزمة على كامل الأراضي السورية ومنفتحة على التعاون والتنسيق مع جميع الدول ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في سورية بما في ذلك منظمة /اوتشا/. وأوضح الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع الانسانية في سورية أن هناك حكومات تصر على استغلال الوضع الإنساني في سورية لتحقيق غايات سياسية ضيقة وكأن معاناة الشعب السوري هي عبارة عن سلعة للاتجار والابتزاز السياسي من قبلها. وقال الجعفري إن ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال إن الوضع في سورية يتسم بالوحشية وأنا اتفق معه تماما لكني اختلف معه في توصيف مظاهر هذه الوحشية وأسبابها ولذلك سأسلط الضوء على حقيقة تلك الوحشية التي تسفك دماء الناس في سورية وتدمر البنى التحتية وتستجلب شتات المرتزقة والإرهاب من كل أرجاء العالم إلى بلادي وهي بالطبع عملية وحشية تساهم فيها حكومات دول أعضاء في هذه المنظمة الدولية وبعضهم أعضاء في مجلس الأمن. وأضاف الجعفري إن مجلس الأمن اعتمد منذ بداية الأزمة وحتى الآن 15 قرارا حول سورية من بينها أربعة قرارات حول الوضع الإنساني وعقد المجلس سنويا عشرات الجلسات الرسمية والأحداث الجانبية التي كادت أن تصبح شبه يومية في حين لم نشهد اعتماد أي قرار أو طلب لعقد جلسات أو اجتماعات طارئة لمناقشة الأوضاع الإنسانية الكارثية في فلسطين أو ليبيا أو اليمن أو الصومال رغم أن /أوبراين/ نفسه أوضح في أحد اجتماعات مجلس الأمن أن الوضع الإنساني في اليمن هو أسوأ عما هو عليه في سورية بكثير وأن أكثر من ثمانين بالمئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وأوضح الجعفري أن حكومة الجمهورية العربية السورية لا تنكر وجود أزمة إنسانية ونازحين ومهجرين ومتضررين وهم بالملايين لكنها تستهجن الطريقة الخاطئة للتعامل مع هذه الأزمة منذ بدايتها وحتى الآن وتستغرب النظر إليها بطريقة جزئية بمعزل عن خلفيات التدخل السياسي والعسكري والاقتصادي الخارجي في المشهد السوري. وتابع الجعفري نرفض أن يتم التعامل مع عمق الأزمة الإنسانية في سورية دون الانخراط بشكل جدي في معالجة علة وسبب هذه الأزمة ألا وهو بروز وانتشار التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة خارجيا وانتشارها في الأحياء والقرى والمدن واتخاذها من المدنيين دروعا بشرية وقد أسماها وكيل الأمين العام بالمجموعات المسلحة بدليل أننا لم نشهد أي أزمة إنسانية إلا في المناطق التي دخلتها هذه المجموعات. وأشار الجعفري إلى أن بعض الدول فرضت إجراءات قسرية أحادية الجانب على الشعب السوري ما زاد في معاناته إضافة إلى إصرار البعض على إنكار دور الحكومة السورية ومحاولة إظهارها بمظهر المسوءول الأول والأخير عن الأزمة الإنسانية واتهام البعض لها بمحاصرة بعض المناطق وتجويع شعبها لكنهم يقفون قاصرين عن تفسير كيفية استمرار تدفق الإرهابيين والأسلحة والأموال إلى هذه المناطق نفسها التي يدعى بأنها محاصرة من الحكومة واستخدام هذه الأسلحة لشن هجمات صاروخية عشوائية على الأحياء المدنية وتنفيذ تفجيرات انتحارية في الأماكن الآمنة كما حدث مؤخرا في حمص ودمشق والحسكة والقامشلي. ولفت الجعفري إلى أن هذه المناطق اما أنها محاصرة من الخارج من قبل التنظيمات الإرهابية مثل كفريا والفوعا كما كان الأمر عليه لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة في نبل والزهراء ودير الزور أو أنها مناطق محاصرة من الداخل من قبل الإرهابيين مثل المعضمية ومضايا ودوما وغيرها حيث يمنع الإرهابيون دخول المساعدات الإنسانية أو يستولون عليها لاستخدامها أو إعادة بيعها للمدنيين ولذلك لم نر صورا لما يسمى بالإرهابيين المعتدلين وهم يتضورون جوعا. وأكد الجعفري أن تحسين الوضع الإنساني في سورية بشكل ملموس ومستدام يستتبع تخلي الحكومات عن هذا النهج الخاطئ الذي ثبت فشله على مدى ما يقارب الخمس سنوات. وقال الجعفري كيف يمكن إنهاء الأزمة الإنسانية في سورية في ظل السكوت عن قيام نظام أردوغان علنا بالاعتداء عسكريا على الأراضي السورية دعما للإرهابيين واستخدامه للأراضي التركية مقرا وممرا لعشرات آلاف المسلحين الإرهابيين الأجانب بما في ذلك المعابر التي تستخدمها الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية كما أنه يستخدم قوافل المساعدات الإنسانية للتغطية على هذا الأمر ويزج في السجون التركية من يفضح ذلك من ضباط جمارك وقضاة وصحفيين أتراك. وتساءل الجعفري عن كيفية إنهاء الأزمة الإنسانية ونظام أردوغان يستخدم بكل صلافة محنة اللاجئين السوريين أداة لابتزاز الدول الأوروبية لانتزاع الدعم المالي والسياسي وللسكوت عن تجاوزاته إزاء سورية والسوريين ورغم ذلك ما زالت بعض الدول في مجلس الأمن تقدم الغطاء لهذا النظام الأرعن برفضها موءخرا مشروع قرار متوازن يؤكد على سيادة سورية ووحدة أراضيها ويرفض التدخل الخارجي في شوءونها ويطالب بوضع حد لتدفق الإرهابيين الأجانب وهي كلها مبادئء توافقية لا يمكن لأحد التنكر لها ومذكورة في كل قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسورية. وقال الجعفري إن الحكومة السورية أعلمت الأمم المتحدة بتاريخ 16 شباط الجاري بموافقتها على إدخال قوافل مساعدات إنسانية مشتركة إلى كل من دير الزور وكفريا والفوعة ومضايا والمعضمية والزبداني وكفربطنا مشيرا الى أن هذه القوافل تأتي استمرارا لقوافل أخرى تم تسييرها مؤخرا إلى هذه المناطق وإلى مناطق أخرى. ولفت الجعفري الى نهج الحكومة السورية والجهود المبذولة لتسهيل إيصال المساعدات إلى كل المحتاجين أينما كانوا والتي تثبتها الوقائع على الأرض. وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية حريصة على أمن وأمان وسلامة القوافل الإنسانية والعاملين الإنسانيين ولا نريد أن يحدث مكروه لهم كأن يفجر أحد الانتحاريين سيارة مفخخة بقوافل مساعدات إنسانية ويقتل العمال الإنسانيين ومن ثم نعود للاجتماع في هذا المجلس ونسمع كلاما آخر تماما وتوصيفا آخر لما يجري. وأكد الجعفري أن حل الأزمة في سورية له مساران متلازمان هما مسار مكافحة الإرهاب والمسار السياسي وانطلاقا من ذلك فإن الحكومة السورية ملتزمة بمحاربة الإرهاب ودفع المسار السياسي قدما نحو الأمام حيث شارك وفد الجمهورية العربية السورية في محادثات جنيف وأبدى جدية والتزاما بهذه المحادثات بشهادة مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا نفسه. ولفت الجعفري إلى أن المشكلة التي واجهت محادثات جنيف كانت بفرض بعض الدول لما يسمى “وفد الرياض” كمحاور وحيد وقدوم هذا الوفد إلى جنيف بشروط مسبقة من مشغليه السعوديين والأتراك وبهدف وحيد هو إفشال المحادثات بتعليمات مباشرة من هؤلاء المشغلين بالإضافة إلى الفجوات الإجرائية الكبيرة التي كررت ما كان قد حصل مع المبعوث الأخضر الإبراهيمي في جنيف 2 وخاصة ما يتعلق بتمثيل كل أطياف المعارضة السورية وعدم تقديم قائمة بالتنظيمات الإرهابية وهو الأمر الذي أدى إلى فشل جولة جنيف الأخيرة. وتابع الجعفري إن الحكومة السورية من خلال إعلانها قبول وقف الأعمال القتالية تثبت اليوم جديتها مرة أخرى وحرصها على وقف سفك الدم السوري وإعادة الأمن والاستقرار تنفيذا للإرادة الشعبية للسوريين في وحدة سورية أرضا وشعبا. وجدد الجعفري تأكيد الحكومة السورية استعدادها لاستمرار التنسيق مع الجانب الروسي لتحديد المناطق والمجموعات المسلحة التي سيشملها وقف الأعمال القتالية طيلة مدة سريانه ولضمان تنفيذ وقف الأعمال القتالية في الموعد المحدد مشددا على أهمية ضبط الحدود وخاصة الحدود التركية السورية ووقف الدعم الذي تقدمه بعض الدول إلى المجموعات المسلحة ومنع هذه التنظيمات من تعزيز قدراتها أو تغيير مواقعها تفاديا لتقويض هذا الاتفاق. وأشار الجعفري الى تمسك الحكومة السورية بحق قواتها المسلحة بالرد على أي خرق تقوم به المجموعات الإرهابية ضد المواطنين السوريين أو قواتها  المسلحة. وقال الجعفري إن الكرة هي في ملعب الأطراف الأخرى التي تتدخل في الشأن الداخلي السوري وتدعم الإرهاب وما زالت تراهن على دعم هذا الإرهاب والتصعيد العسكري والتدخل الخارجي وتقويض الحل السياسي عبر فرض شروط مسبقة غير مقبولة من قبل الشعب السوري. وفي اتصال مع التلفزيون العربي السوري الليلة أكد الجعفري أن الاتفاق الروسي الأمريكي حول وقف الأعمال القتالية في سورية يسير بالاتجاه الذي كانت حددته الحكومة السورية ويشكل امتحانا جديدا مفتوحا للدول الداعمة للإرهابيين لإثبات حسن نواياها في مكافحة الإرهاب ودعم الحل السياسي للأزمة. وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية كانت منفتحة على المسار السياسي ولا تزال “لكنها في الوقت نفسه تحتفظ بحقها وحق حلفائها في الاستمرار بعملية مكافحة الإرهاب وخاصة ضد الإرهابيين المرتزقة من جنسيات أجنبية والذين يأتون إلى سورية عبر الحدود التركية”. وأشار الجعفري إلى أن “روسيا والولايات المتحدة مصرتان على إنجاح اتفاقهما” وهما تعملان على استصدار مشروع قرار في مجلس الأمن لدعم التفاهم حول وقف الأعمال القتالية ويدعو في الوقت نفسه إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية وخاصة الالتزام بمسألة مكافحة الإرهاب والانخراط في العملية السياسية بما في ذلك النظام التركي وآل سعود وآل ثاني وإلا فإن أصابع الاتهام ستوجه إلى كل هوءلاء على أنهم يعملون ضد ما يسمى بالشرعية الدولية. وبين الجعفري أن هناك إقرارا من الدول الغربية الداعمة للإرهاب في سورية بأن تركيا أصبحت مشكلة أمام الحل بسبب استمرار عبور الارهابيين والأسلحة عبر حدودها. وقال الجعفري: “إن موعد العودة إلى جنيف لاستئناف الحوار السوري السوري لم يتم تحديده بعد ونحن بانتظار الإحاطة التي سيقدمها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا إلى مجلس الأمن”. وأضاف الجعفري: “نحن كوفد حكومة الجمهورية العربية السورية منفتحون على إحراز تقدم وسنذهب إلى جنيف لإحراج أعدائنا بأننا قادرون كسوريين على الحوار فيما بيننا بقيادة سورية دون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة لإنقاذ بلادنا وإيقاف سفك دماء السوريين”. وتابع الجعفري: “إننا نأمل أن يكون دي ميستورا هذه المرة قادما إلى جنيف ومعه قائمة واضحة تبين من هو إرهابي ومن هو معارض لكي لا يتم تكرار نفس المشهد الذي حدث موءخرا في جنيف3″.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة