مشهد غير مسبوق في الغوطة الشرقية، مع خروج «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» من خريطة الفصائل المسلحة في المنطقة، وعلى يد أقرب حلفائه هذه المرة، وهو «جيش الإسلام»، الذي يصمم على أن يكون صاحب الراية الوحيدة من دون أي منافس.

وبرغم بيان مصور نشر على صفحات «جيش الإسلام» يشير إلى اندماج عدد من عناصر «الأجناد» وانشقاق «المكتب الأمني»، إلا أن تغريدة قائد الفصيل المستهدف أبو محمد الفاتح جاءت بمثابة المفاجأة غير المتوقعة، مع حديثه عن حصار واستهداف «جيش الإسلام» لهم، فيما رد ناشطون في الغوطة ان الفصائل الأخرى تنتهج سياسة النأي بالنفس والابتعاد عن أي خطوة تصعيدية أو لوقف القتال بين اكبر فصيلين في المنطقة.

وكان السائد تكتم الكثير من «إعلاميي» الغوطة عن ذكر ما يجري، بسبب خوفهم من ملاحقات «جيش الإسلام» وعناصر «سجن التوبة»، وهو ما انتهجه أيضا كل من «القضاء الموحد» و «شرعيي» الفصائل الأخرى.

وبحسب إعلاميين مقربين من زعيم «جيش الإسلام» أبو همام البويضاني فإن عناصر «الأجناد» انسحبوا وطلبوا الانضمام إلى «جيش الإسلام»، الذي قبل على الفور، وقام بتصوير بيانات لهم يعلنون بها مواقفهم الجديدة، وهو ما رد عليه البعض بأن ذلك تم تحت تهديد السلاح، وكان من الأولى أن يرد طلباتهم ويعيدهم إلى قيادتهم، غير أن خطوته قد جاءت بمثابة انتهاز الفرصة للقضاء على احد اكبر منافسيه، بدليل هجومه على المقرات واستهدافها ومصادرة الأسلحة .

على أن رواية أخرى تشير إلى انقطاع الدعم في الأشهر الأخيرة عن «الأجناد»، ما دفعهم لبدء ترتيبات للاندماج بينهم وبين «فيلق الرحمن»، قبل أن تتجمد المساعي مع دفعة من التمويل تلقوها قبل شهرين، ليتوقف الدعم مجدداً، وهو ما ظهر جلياً ضمن الغوطة في الفترة الماضية، ما أعطى «جيش الإسلام» إشارة البدء للهجوم على الفصيل وإنهاء وجوده، جرياً على ما قام به مع كتائب أخرى، مثل «ألوية تحرير الشام» أو «جيش الأمة» و «لواء فجر الأمة»، في مسعاه لتوسيع سطوته. وتضيف تفاصيل الرواية إنه لا مصلحة لباقي المجموعات بمواجهة «جيش الإسلام»، فـ «فيلق الرحمن» يتمتع بدعم وتمويل قوي وشعبية واسعة في بيئته الحاضنة، كما انه قد ابتعد عن خلافات الفصائل، مفضلاً القتال في جبهات المرج وجوبر، وهو لا يستطيع فتح أي مواجهة ضد «جبهة النصرة» خشية إنهاء تواجده في الشمال، حيث النفوذ الأكبر للتنظيم «القاعدي»، والمشهد عينه ينطبق على ما تبقى من «حركة أحرار الشام».

في المقابل، تؤكد مصادر من داخل الغوطة أن «مسألة الاندماج كانت ستتم بمطلق الأحوال، وهي خطوة لن تروق لجيش الاسلام الذي سيضعف نفوذه، فعمد إلى بعث رسائل تحذيرية، بداية من تسليم مقار الأجناد في زملكا قبل أيام، تلاها الهجوم على مواقع أخرى مع رفض كل الوساطات من النصرة ومؤسسات مجتمع مدني، بحيث حسم قراره بإطاحة مقار الأجناد في دوما ولاحقاً باقي المواقع في الغوطة الشرقية».

ولعل اللافت في العملية الأخيرة لـ«جيش الإسلام» أنها جاءت بعد مقتل قائده زهران علوش، ما يعني أن قرار إنهاء تواجد الفصائل الأخرى، عبر دمجها أو القضاء عليها، لم يكن وليد فكر علوش وحده. وهناك من يشير إلى دور خفي يلعبه «المسؤول الشرعي» الشيخ عبد الرحمن كعكة، بداية من تشكيل «جيش الإسلام» ثم «القيادة الموحدة» وحرب الفصائل مع استبعاد أن يكون للداعم السعودي أي تأثير عليه، على اعتبار أن الدعم يكون موجها للمعارك أكثر مما هو ضد الفصائل في ما بينها.

  • فريق ماسة
  • 2016-02-19
  • 6860
  • من الأرشيف

الغوطة الشرقية: «جيش الإسلام» يسحق «أجناد الشام»

مشهد غير مسبوق في الغوطة الشرقية، مع خروج «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» من خريطة الفصائل المسلحة في المنطقة، وعلى يد أقرب حلفائه هذه المرة، وهو «جيش الإسلام»، الذي يصمم على أن يكون صاحب الراية الوحيدة من دون أي منافس. وبرغم بيان مصور نشر على صفحات «جيش الإسلام» يشير إلى اندماج عدد من عناصر «الأجناد» وانشقاق «المكتب الأمني»، إلا أن تغريدة قائد الفصيل المستهدف أبو محمد الفاتح جاءت بمثابة المفاجأة غير المتوقعة، مع حديثه عن حصار واستهداف «جيش الإسلام» لهم، فيما رد ناشطون في الغوطة ان الفصائل الأخرى تنتهج سياسة النأي بالنفس والابتعاد عن أي خطوة تصعيدية أو لوقف القتال بين اكبر فصيلين في المنطقة. وكان السائد تكتم الكثير من «إعلاميي» الغوطة عن ذكر ما يجري، بسبب خوفهم من ملاحقات «جيش الإسلام» وعناصر «سجن التوبة»، وهو ما انتهجه أيضا كل من «القضاء الموحد» و «شرعيي» الفصائل الأخرى. وبحسب إعلاميين مقربين من زعيم «جيش الإسلام» أبو همام البويضاني فإن عناصر «الأجناد» انسحبوا وطلبوا الانضمام إلى «جيش الإسلام»، الذي قبل على الفور، وقام بتصوير بيانات لهم يعلنون بها مواقفهم الجديدة، وهو ما رد عليه البعض بأن ذلك تم تحت تهديد السلاح، وكان من الأولى أن يرد طلباتهم ويعيدهم إلى قيادتهم، غير أن خطوته قد جاءت بمثابة انتهاز الفرصة للقضاء على احد اكبر منافسيه، بدليل هجومه على المقرات واستهدافها ومصادرة الأسلحة . على أن رواية أخرى تشير إلى انقطاع الدعم في الأشهر الأخيرة عن «الأجناد»، ما دفعهم لبدء ترتيبات للاندماج بينهم وبين «فيلق الرحمن»، قبل أن تتجمد المساعي مع دفعة من التمويل تلقوها قبل شهرين، ليتوقف الدعم مجدداً، وهو ما ظهر جلياً ضمن الغوطة في الفترة الماضية، ما أعطى «جيش الإسلام» إشارة البدء للهجوم على الفصيل وإنهاء وجوده، جرياً على ما قام به مع كتائب أخرى، مثل «ألوية تحرير الشام» أو «جيش الأمة» و «لواء فجر الأمة»، في مسعاه لتوسيع سطوته. وتضيف تفاصيل الرواية إنه لا مصلحة لباقي المجموعات بمواجهة «جيش الإسلام»، فـ «فيلق الرحمن» يتمتع بدعم وتمويل قوي وشعبية واسعة في بيئته الحاضنة، كما انه قد ابتعد عن خلافات الفصائل، مفضلاً القتال في جبهات المرج وجوبر، وهو لا يستطيع فتح أي مواجهة ضد «جبهة النصرة» خشية إنهاء تواجده في الشمال، حيث النفوذ الأكبر للتنظيم «القاعدي»، والمشهد عينه ينطبق على ما تبقى من «حركة أحرار الشام». في المقابل، تؤكد مصادر من داخل الغوطة أن «مسألة الاندماج كانت ستتم بمطلق الأحوال، وهي خطوة لن تروق لجيش الاسلام الذي سيضعف نفوذه، فعمد إلى بعث رسائل تحذيرية، بداية من تسليم مقار الأجناد في زملكا قبل أيام، تلاها الهجوم على مواقع أخرى مع رفض كل الوساطات من النصرة ومؤسسات مجتمع مدني، بحيث حسم قراره بإطاحة مقار الأجناد في دوما ولاحقاً باقي المواقع في الغوطة الشرقية». ولعل اللافت في العملية الأخيرة لـ«جيش الإسلام» أنها جاءت بعد مقتل قائده زهران علوش، ما يعني أن قرار إنهاء تواجد الفصائل الأخرى، عبر دمجها أو القضاء عليها، لم يكن وليد فكر علوش وحده. وهناك من يشير إلى دور خفي يلعبه «المسؤول الشرعي» الشيخ عبد الرحمن كعكة، بداية من تشكيل «جيش الإسلام» ثم «القيادة الموحدة» وحرب الفصائل مع استبعاد أن يكون للداعم السعودي أي تأثير عليه، على اعتبار أن الدعم يكون موجها للمعارك أكثر مما هو ضد الفصائل في ما بينها.

المصدر : طارق العبد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة