دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتوجه الأنظار إلى العواصم الغربية التي تتبنى احتضان محادثات حل الأزمة السورية، ومنها “فيينا” و”جنيف” حيث تعقد في الساعات المقبلة جولة من المحادثات بعد تأجيلها أيام معدودة،
ومع الأنظار المتوجهة تتلاعب في العقول الافكار ما بين تأييدٍ ورفض، واحتمالات بخروج المحادثات بنتائج ايجابية، وأخرى تشير الى كونها حبر على ورق.
في واقع الأمر لن تغير تلك الاجتماعات والمحادثات مهما طالت جولاتها من الأمر كثيرًا، فحل الأزمة السورية يكمن في المعارك التي يخوضها الجيش السوري ضد مجموعات المرتزقة التي جاءت من كل حدبٍ وصوب، ولا تعويل على محادثات تدعمها وتدعو اليها دول المؤامرة، وترغب في مشاركة فصائل تكفيرية بها باعتبارها قوى مؤثرة وفقًا لما تدعي حكومات غربية.
ففيما أكدت الأمم المتحدة، أنّ المحادثات السورية-السورية في جنيف ستبدأ الجمعة كما هو مقرر لها، تبين أنّ المتحدث الرسمي حتى اللحظات الاخيرة لم يكن على علم بجدول الاجتماعات، أو لنقول انها لم تكن قد وضعت بالأساس بسبب الاختلافات بين الحضور، فقال “اللقاءات لن تكون صباحية بل بعد الظهر، ولا أستطيع أن أعطيكم التوقيت ومن سيجتمع وأين؟”.
كما قالت خولة مطر، المتحدث الرسمي بإسم مؤتمر جنيف “في النصف الثاني من الجمعة نبدأ محادثات مع ممثلي وفد الحكومة السورية، ونحن مستعدون لبدء المحادثات مع المعارضة الجمعة في حال وصولهم إلى جنيف”، ويشير قولها “حال وصولهم” بأنه أيضًا حتى اللحظات الاخيرة لا يعلم الجميع بصورة مؤكدة ونهائية خريطة جولة الاجتماعات.
من جانبه، كان المبعوث الأممي الخاص بسوريا “ستافان دي ميستورا”، قد قال في وقت سابق “المؤتمر القادم حول سوريا في جنيف يشكل فرصة لا يمكن تفويتها، فقد شهدت الأزمة في سوريا انعقاد الكثير من المؤتمرات ولا يمكن لهذا المؤتمر أن يفشل”، وهو اعتراف صريح بفشل كافة الجولات السابقة مما أطلق عليها جولات ومفاوضات ومحادثات ومباحثات واجتماعات، وفشل تلك التحركات التي تلعب فيها وبها دول صنعت المؤامرة منذ لحظاتها الوليدة.
اليوم يتحدث “دي ميستورا” عن اهمية الحوار السوري-السوري والوصول لحل وسط، ولكنه تجاهل الاعتراف بحقيقة الامر، وهو أنّ أحد أسباب الازمة كانت إقحام أطراف غير سورية في الحوار مدعومة بالسلاح، وهي التي دأبت على تأجيج الازمة واستمرارها.
يأتي هذا في الوقت الذي لا يلتفت فيه الجيش السوري الى تلك المحادثات، ويستمر في عملياته العسكرية لتطهير الارض وتحريرها من بقايا العصابات الارهابية التي تتلقى الدعم المباشر من حكومات الغرب الاستعماري المتآمر.
فبالساعات الأخيرة وحدها، دمر سلاح الجو السوري مقرات وتجمعات لإرهابيي “جبهة النصرة” و”داعش” خلال غارات على أوكارهم وتجمعاتهم في الرستن وأم شرشوح وعز الدين والغنطو وتلبيسة والغجر وتير معلة بريف حمص الشمالي.
كما وجه السلاح الجوي ضرباته المركزة على مقار ومحاور تحرك إرهابيي “داعش” في ريف حلب الشرقي، مما أسفر عن تدمير سيارتين مزودتين برشاشات ومقتل 45 إرهابيًا في قرى أم ضمنة وجب الكلب وجب غبشة التابعة لمدينة الباب على بعد 46 كيلومترًا من مدينة حلب.
وتوجهت الطلعات الجوية أيضًا الى أوكار ومحاور تحرك إرهابيي “جيش الفتح” و”جبهة النصرة” في ريفي إدلب وحماة، فدمر 3 مقار لإرهابيي “جيش الفتح” بمن فيها من إرهابيين في قرية نحليا بريف ادلب الجنوبي، وتم القضاء على 19 إرهابيًا وإصابة 53 من إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” ودمرت 3 سيارات مزودة برشاشات متنوعة وسيارة محملة بقذائف الهاون للتنظيم التكفيري في بلدة التمانعة، إضافةً إلى تدمير مقر للتنظيم الإرهابي بشكل كامل في مدينة كفر تخاريم بريف إدلب وتأكد مقتل الإرهابي عبد الكريم الشهاب متزعم “كتيبة الفرقان” في “احرار الشام الاسلامية” بمدينة سراقب بالريف الجنوبي الشرقي.
وفي ريف دير الزور شن الطيران الحربي السوري غاراته ودمر أوكارًا ومقرات لإرهابيي التنظيمات التكفيرية وآليات مزودة برشاشات ثقيلة في البغيلية والجنينة، يثأرون لما فعلته العناصر الداعشية التي تسللت إلى قرية البغيلية، منتصف الشهر الجاري، مرتكبين مجزرة راح ضحيتها قرابة 300 مواطن، اضافة الى اختطاف العشرات.
وفي سياق الحرب ضد الارهاب، اكد الادميرال “الكسندر فيتكو” قائد أسطول البحر الأسود الروسي، مواصلة النشاط في البحرين الأبيض المتوسط والأسود وتقديم الدعم لعمليات الطائرات الروسية التي تشن غاراتها ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا.
إنها سوريا بجيشها وشعبها تخوض الحرب دون هوادة يساندها الجيش الروسي ضد التنظيمات والميليشيات الارهابية، وفي المقابل تنعقد اجتماعات ومفاوضات في جولات عدة، لتخرج تصريحات سياسية أو دبلوماسية استهلاكية، وبالنهاية يعلم الجميع أنّ الفيصل الوحيد في الأمر هو واقع الارض وما يجري عليها من حرب حقيقية.
فليعقد إذن جنيف، او لا يكتمل انعقاده، لتخرج قراراته وتوصياته أيًا ما كانت، فإن لم تكن انعكاس للانتصارات السورية على الارض، فلن تكون بأهم من الحبر الذي كتبت مكاتباته، ويظل الدم السوري هو صانع التاريخ والانتصار.
المصدر :
بيروت برس / عصام سلامة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة