وجّهت تركيا صفعةً إلى المسلحين الذين يتلقون الدعم منها في ريف اللاذقية الشمالي، وذلك في طور إنهيارهم أمام تقدّم الفيلق الرابع في الجيش السوري الذي سحب من تحتهم غالبية المناطق التي سيطروا عليها سابقاً لاسيما المعاقل الاساسية.

وغداة سقوط “ربيعة” وإقتراب الجيش السوري مسافة 13 كلم من الحدود التركية، قام الجيش التركي بإغلاق الحدود بشكل كامل على إمتدادها في جبل التركمان مانعاً المسلحين المنسحبين من دخول الاراضي التركية.

وعلمت “الحدث نيوز” ان كتلاً كبيرة من المسلحين إنسحبت من ربيعة والمناطق المحاذية لها تحت ضغط الاشتباكات وتوجهت نحو الحدود التركية، لكن الجيش التركي الذي أغلق الحدود، منع هؤلاء من العبور إلى الداخل مما إجبرهم على التوجه نحو مناطق ريف إدلب التي تسيطر عليها جبهة النصرة”.

وإعتبرت مصادر “الحدث نيوز” التصرف التركي مع المسلحين “طعنة في الظهر” وهو يدل على “غضب انقرة من إنهيار هؤلاء وسقوط حلم تشكيل المنطقة العازلة مع سوريا في الشمال الغربي من البلاد”.

وكانت سلطات “انقرة” قد عملت أعواماً على تأمين دعم مالي – لوجستي – إعلامي – ميداني كامل لهؤلاء من اجل السيطرة على مناطق شمال اللاذقية لتكون نواة المنطقة العازلة لتتآلف مع أخرى سعت تركيا لإقامتها في الجزء الشمالي والشمالي الشرقي (حلب)، حيث فتحت لهم حدودها من أجل عبورهم نحو المناطق السورية آنفة الذكر، لكن تهاويهم بهذا الشكل أمام تقدم الجيش السوري حتّم على تركيا تركهم وحيدين بعدما ظهر انهم غير قادرين للمحافظة على المناطق، وأيضاً لم يفلحوا في تنفيذ المشروع التركي هناك.

لكن الغياب اللافت المسجل على الجبهة كان لما يسمى “الحزب الاسلامي التركستاني” ولمجموعات القتال التركمانية في المنطقة، تلك التي كانت مدعومةً بشكلٍ كامل مع قبل السلطات التركية، ظهر أنها عقيمة ولم تقدم المطلوب منها في ذروة المعارك والوقت الذي كان يجب عليها ان تثبت نفسها فيه، فكانت ـول المتراجعين الفارين نحو الحدود تاركةً خلفها المناطق والاسلحة.

 

ولم ينحصر الدعم التركي للمسلحين على العسكري فقط، فقد ظهر العنصر الإغاثي. وحصلت “الحدث نيوز” على صور تظهر الدعم الغذائي للجماعات المسلحة وذلك من خلال معلبات تركية ومساعدات غذائية سعودية موضوعة في صناديق وهي كانت بمثابة حصص غذائية لدعم وجود هؤلاء في المناطق الشمالية من اللاذقية.

ولا شك أن تهاوي المسلحين على جبهة ريف اللاذقية، حتّم على “أنقرة” إعادة قراءة المشهد على حدودها الجنوبية مع دمشق خاصة في ظل التطور الجديد المتمثل بإقتراب الجيش السوري من الحدود مسافة 13 كلم وهو ما سيعني تغييراً جديداً في المعادلة لصالح دمشق وإطاحةً بمشروع “انقرة” القديم الجديد بقضم المناطق السورية كما حصل مع إسكندرون سابقاً.

وتوازياً مع هذا التطوّر، عزّز الجيش التركي من وجوده على الحدود مع سوريا في الجزء الشمالي الغربي منتشراً على كامل الحدود مع منطقة جبل التركمان التي تعتبرها أنقرة منطقة نفوذ لها بحكم وجود أكثرية تركمانية سورية في المنطقة.

وبسقوط قلاع المسلحين وإستكمال تهاوي المناطق، توجه دمشق صفعة قوية لأنقرة، عسكرياً هذه المرة، وذلك على مسافة أيام من إنعقاد المباحثات السورية – السورية في جنيف. وتشير مصادر “الحدث نيوز”، ان الثورة العسكرية الحاصة على الجبهات السورية، تأتي إنطلاقاً من مسعى دمشق لتعزيز المكاسب العسكرية على الأرض والتي يمكن إستثمارها على الطاولة كعناصر ونقاط قوة.

والتعزيز هذا عبّر عنه رئيس أركان القوات الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، الذي قال أن “القوات السورية تجري أعمالا قتالية كثيفة وتتقدم من 10 محاور بفضل الضربات الجوية الروسية”، وهو ايضاً ينضوي تحت راية تعزيز مكاسب دمشق الميدانية لصرفها على طاولة المفاوضات السياسية خاصةً وأنها باتت تضع بين أيديها أكثر من عنصر قوة واحد في الميدان وهو مع حتّم على القوى الغربية الرضوخ لمطلب إعادة تفعيل المفاوضات.

  • فريق ماسة
  • 2016-01-23
  • 6506
  • من الأرشيف

أنقرة تُغلق حدودها شمال اللاذقية.. وتنتظر نيران «دمشق»

وجّهت تركيا صفعةً إلى المسلحين الذين يتلقون الدعم منها في ريف اللاذقية الشمالي، وذلك في طور إنهيارهم أمام تقدّم الفيلق الرابع في الجيش السوري الذي سحب من تحتهم غالبية المناطق التي سيطروا عليها سابقاً لاسيما المعاقل الاساسية. وغداة سقوط “ربيعة” وإقتراب الجيش السوري مسافة 13 كلم من الحدود التركية، قام الجيش التركي بإغلاق الحدود بشكل كامل على إمتدادها في جبل التركمان مانعاً المسلحين المنسحبين من دخول الاراضي التركية. وعلمت “الحدث نيوز” ان كتلاً كبيرة من المسلحين إنسحبت من ربيعة والمناطق المحاذية لها تحت ضغط الاشتباكات وتوجهت نحو الحدود التركية، لكن الجيش التركي الذي أغلق الحدود، منع هؤلاء من العبور إلى الداخل مما إجبرهم على التوجه نحو مناطق ريف إدلب التي تسيطر عليها جبهة النصرة”. وإعتبرت مصادر “الحدث نيوز” التصرف التركي مع المسلحين “طعنة في الظهر” وهو يدل على “غضب انقرة من إنهيار هؤلاء وسقوط حلم تشكيل المنطقة العازلة مع سوريا في الشمال الغربي من البلاد”. وكانت سلطات “انقرة” قد عملت أعواماً على تأمين دعم مالي – لوجستي – إعلامي – ميداني كامل لهؤلاء من اجل السيطرة على مناطق شمال اللاذقية لتكون نواة المنطقة العازلة لتتآلف مع أخرى سعت تركيا لإقامتها في الجزء الشمالي والشمالي الشرقي (حلب)، حيث فتحت لهم حدودها من أجل عبورهم نحو المناطق السورية آنفة الذكر، لكن تهاويهم بهذا الشكل أمام تقدم الجيش السوري حتّم على تركيا تركهم وحيدين بعدما ظهر انهم غير قادرين للمحافظة على المناطق، وأيضاً لم يفلحوا في تنفيذ المشروع التركي هناك. لكن الغياب اللافت المسجل على الجبهة كان لما يسمى “الحزب الاسلامي التركستاني” ولمجموعات القتال التركمانية في المنطقة، تلك التي كانت مدعومةً بشكلٍ كامل مع قبل السلطات التركية، ظهر أنها عقيمة ولم تقدم المطلوب منها في ذروة المعارك والوقت الذي كان يجب عليها ان تثبت نفسها فيه، فكانت ـول المتراجعين الفارين نحو الحدود تاركةً خلفها المناطق والاسلحة.   ولم ينحصر الدعم التركي للمسلحين على العسكري فقط، فقد ظهر العنصر الإغاثي. وحصلت “الحدث نيوز” على صور تظهر الدعم الغذائي للجماعات المسلحة وذلك من خلال معلبات تركية ومساعدات غذائية سعودية موضوعة في صناديق وهي كانت بمثابة حصص غذائية لدعم وجود هؤلاء في المناطق الشمالية من اللاذقية. ولا شك أن تهاوي المسلحين على جبهة ريف اللاذقية، حتّم على “أنقرة” إعادة قراءة المشهد على حدودها الجنوبية مع دمشق خاصة في ظل التطور الجديد المتمثل بإقتراب الجيش السوري من الحدود مسافة 13 كلم وهو ما سيعني تغييراً جديداً في المعادلة لصالح دمشق وإطاحةً بمشروع “انقرة” القديم الجديد بقضم المناطق السورية كما حصل مع إسكندرون سابقاً. وتوازياً مع هذا التطوّر، عزّز الجيش التركي من وجوده على الحدود مع سوريا في الجزء الشمالي الغربي منتشراً على كامل الحدود مع منطقة جبل التركمان التي تعتبرها أنقرة منطقة نفوذ لها بحكم وجود أكثرية تركمانية سورية في المنطقة. وبسقوط قلاع المسلحين وإستكمال تهاوي المناطق، توجه دمشق صفعة قوية لأنقرة، عسكرياً هذه المرة، وذلك على مسافة أيام من إنعقاد المباحثات السورية – السورية في جنيف. وتشير مصادر “الحدث نيوز”، ان الثورة العسكرية الحاصة على الجبهات السورية، تأتي إنطلاقاً من مسعى دمشق لتعزيز المكاسب العسكرية على الأرض والتي يمكن إستثمارها على الطاولة كعناصر ونقاط قوة. والتعزيز هذا عبّر عنه رئيس أركان القوات الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، الذي قال أن “القوات السورية تجري أعمالا قتالية كثيفة وتتقدم من 10 محاور بفضل الضربات الجوية الروسية”، وهو ايضاً ينضوي تحت راية تعزيز مكاسب دمشق الميدانية لصرفها على طاولة المفاوضات السياسية خاصةً وأنها باتت تضع بين أيديها أكثر من عنصر قوة واحد في الميدان وهو مع حتّم على القوى الغربية الرضوخ لمطلب إعادة تفعيل المفاوضات.

المصدر : الحدث نيوز / عبدالله قمح


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة