يرتكز الخطاب السعودي الذي يكرّره وزراء الخارجية العرب وراء زعيمهم عادل الجبير، فيلسوف الديبلوماسية العربية وصانع مفهومها الجديد للأمن القومي العربي،

على ركيزتين، الأولى هي اتهام إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول تحترم مبدأ عدم التدخل، والثانية وهي تحميل إيران مسؤولية تسعير الحال المذهبية في المنطقة وإشعالها. حديث التدخل في الشؤون الداخلية للإدانة قول يحق لمن يعصمون أنفسهم عن مثله، وهو لذلك قول هشّ يسهل دحضه بما يعرفه الناس عن كيفية التدخل السعودي في كلّ من اليمن وسورية، حيث بِاسم حماية المعارضة تدعو السعودية لإسقاط الشرعية في سورية، وبِاسم حماية الشرعية تدمّر اليمن وتقتل شعبه، والمبدأ الذي تطبّقه السعودية على اليمن يدينها في سورية والعكس صحيح.

 - إذا سلّمنا بتعادل التدخل السعودي مع التدخل الإيراني في اليمن وسورية، يصير الفارق شكلياً في أحسن الأحوال، فإيران تدعم معارضة في وجه شرعية وشرعية في وجه معارضة مثلما تفعل السعودية، مع فارق أنها حيث تدعم المعارضة لا تدعو إلى إسقاط النظام بل تكتفي بالدعوة إلى إنصافها بانتخابات، وحيث تدعم الشرعية تدعو لمشاركتها مع المعارضة في حكومة وحدة وطنية والاحتكام إلى الانتخابات، بينما تدعو السعودية حيث تدعم المعارضة إلى إسقاط النظام بالتراضي وإلا فبالخيار العسكري، كما قال الجبير عن سورية، وحيث تدعم الشرعية تريد سحق المعارضة، كما قال الجبير عن اليمن، لا مكان للحوثيين وجماعة صالح في مستقبل اليمن، كمعارضة، كما لا مكان للرئيس السوري ونظامه في مستقبل سورية، كشرعية، وفي الحالين تريد السعودية حكم اللون الواحد، وهو لونها هي، أيّ اللون التابع لها في البلدين وبلا معيار، فتريد تسليم الحكم للمعارضة في سورية، ومنع المعارضة من المشاركة في الحكم في اليمن، وفي الحالين أيضاً تفادي الانتخابات التي تعرف أنّ حليفيها الحاكم هنا والمعارض هناك سيخسران بنتيجتها.

 - القول بأنّ ما يحق للسعودية لا يحق لإيران، لأنّ التدخل السعودي يتمّ تحت الخيمة العربية، التي تقف إيران خارجها، ينفيه تاريخ التدخلات السعودية من أفغانستان إلى يوغوسلافيا، بإمداد ما كان يُعرف بِاسم «المجاهدين» وصار يسمّى اليوم تنظيم «القاعدة»، بداعي أنّ الإسلام الذي تعتبره السعودية هويتها الغالبة على انتمائها العربي، عابر للقوميات، وهي بِاسم هذا الإسلام الغالب على العروبة قاتلت عروبة جمال عبد الناصر، وتحالفت مع إيران الشاه.

 - الركيزة الثانية للخطاب العربي المُسعْدَن، هي أنّ المنطقة لم تكن تعرف التوترات والمذهبية منها خصوصاً، إلا بعد وبسبب انتصار الثورة في إيران، وأنّ هذا عائد إلى لجوء إيران لاستخدام المذهبية لتخريب الوحدة الوطنية في الدول العربية، باستنهاض مكوّن مذهبي صارت تستخدمه إيران ضدّ الحكومات العربية. ويبدو الكلام شكلياً منسجماً ومنطقياً لمن لا يعرف التاريخ ولا الجغرافيا السياسية للمنطقة، فالحديث يجري هنا عن غير السعودية والبحرين، وسائر الخليج الذي تنكر حكوماته وجود أزمة بين مكوّناتها الوطنية، وتعتبر كلّ التوترات الداخلية عندها افتعالاً لمجموعات معزولة تموّلها إيران، ويحرّكها ويدرّبها حزب الله، بينما الوئام يسود العلاقات بين الطوائف والمذاهب، كما قال الجبير فيلسوف الديبلوماسية، فأين هو التوتر إذن؟

 - يقول التاريخ إنّ الثورة انتصرت في إيران العام 1979 وأنه لم يكد يمضي عام على انتصارها حتى حدثت ثلاثة أشياء، الأول قيام إيران الثورة الفتية التي تلملم جراحاتها، بتوجيه أهمّ رسالة ودّ مفترضة للعرب، عنوانها بعد إسقاط نظام الشاه الحليف المعلن لـ»إسرائيل» عدو العرب الأول، تسليم السفارة «الإسرائيلية» إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ورفع علم فلسطين بعدما تمّ إنزال علم «إسرائيل» وإغلاق السفارة «الإسرائيلية» فور انتصار الثورة، والشيء الثاني الذي حدث كان التصعيد في العلاقات الأميركية ـ الإيرانية على خلفية تداعيات اقتحام الطلاب الإيرانيين للسفارة الأميركية في طهران، واحتجاز مَن فيها كرهائن، وفشل واشنطن في تنظيم عشرات العمليات العسكرية والأمنية ضدّ الثورة، لحسم قضية الرهائن بالقوة، وأما الشيء الثالث فكان تفاهماً أميركياً خليجياً على دعم وتمويل حرب يخوضها النظام القائم في العراق، وتخطي الخلافات العميقة بين الأطراف الثلاثة، حكومات الخليج وأميركا والنظام العراقي، الناتجة عن تاريخ من الشكوك والظنون والقلق، والتي توّجتها تداعيات القصف «الإسرائيلي» الذي تمّ بتغطية أميركية وبتسهيلات في الأجواء السعودية، للمفاعل النووي العراقي صيف العام 1980، وهكذا كانت الحرب التي دمّرت العراق وإيران، وموّلها الخليج وقدّم لها الغطاء، بخطاب مذهبي مقيت، ترجم في العراق وداخل دول الخليج، بعمليات قتل وإبعاد واضطهاد جماعية، امتلأت الصحف العالمية آنذاك بوقائعها.

 - أيّ عاقل ومتابع يعرف أنّ إيران الخارجة من ثورة عاصفة وفتية، لا تتحمّل وزر الدخول في حرب، ويعرف أنّ الحرب العراقية ـ الإيرانية من المتابعات البسيطة كانت قراراً عراقياً خليجياً أميركياً لتدمير إيران وتطويعها، تلبية للحاجة والمصالح الأميركية، لكن الأهمّ أنّ هذا المتابع سيعرف ببساطة، أنّ غياب الخطاب الذي يبرّر هذه الحرب، جعل العنوان المذهبي خطاب الخليج الرسمي للحرب، في وجه دعوات إيران للوحدة، كما كان الخطاب الإسلامي في وجه عروبة جمال عبد الناصر، كما هو حال الخطاب العربي للخليج بعدما صارت المذهبية وصار الإسلام عبئاً عليهما، ويبقى التساؤل، أليست إيران التي خرجت من الحرب، دون ضغائن وأحقاد، وسامحت الذين تعرف بالوقائع كيف كانوا أساس التآمر عليها، هي من كان يسعى لوأد المذهبية، وحكام الخليج هم مَن يسعون لتأجيجها؟

 - في نماذج الحديث عن المذهبية وإيران، طالما يتغنّى عباقرة الديبلوماسية العربية وفيلسوفهم الجبير، بمتانة الوحدة الوطنية في دول الخليج، وحال الوئام بين الطوائف، ينحصر الحديث عن حالتين، هما العراق ولبنان، وفي العراق لا يجهل الجبير وتلامذته أنّ المرجعية المقيمة في النجف هي الجهة التي قادت المواجهة مع النظام السابق في العراق، وأنّ هذه المرجعية لا تتبع ولا تبايع ولاية الفقيه التي أعدم الشيخ نمر النمر بتهمة مبايعتها، ولا تزال مرجعية النجف صاحبة السهم الأكبر من النفوذ الديني والمذهبي في العراق أما في لبنان فيعلم المتابعون أنّ الدعم الإيراني والنفوذ الإيراني الناتج عنه لا يمكن فصلهما عن حالة المقاومة في وجه الاحتلال «الإسرائيلي»، التي تلكأ الخليج وسائر العرب، دون سورية وحدها، عن مناصرتها ودعمها، وأنّ سرّ العداء لإيران ولسورية في الخليج ومن وراء الخليج، هو في هذا الدعم وهذه المناصرة.

 - في المقابل هل يمكن للفيلسوف الجبير أن يجيبنا عن سؤال حول تفسيره المذهبي للسلوك الإيراني مع حركة حماس، وحجم الدعم الذي قدّمته لها وخشيت الحكومات العربية مجاراتها بأقلّ منه حتى عندما تموضعت حماس في أحضان هذه الحكومات على خلفية قرار مرجعية حماس الإخوانية تجاه سورية، ومستقبل الحروب والأزمات في المنطقة، والدعم الإيراني السخي لم يتوقف في زمن العقوبات والحصار، ورغم الخلاف السياسي لا يزال يتدفق على قوات القسام الحمساوية، بينما لم يتوقف خطاب حماس عن تأكيد هويتها الإخوانية المذهبية التي تتخذ من قطر الخليجية عاصمة لها، ومن تركيا حليف الخليج في سورية مرجعية علنية؟

 - سؤال أبسط قياساً بعلم الجبير، كيف كانت حالة العرب بعد انتصار المقاومة عام 2000 بتحرير الجنوب اللبناني واندلاع الانتفاضة في فلسطين، ومَن كان المتضرّر من رفع صور السيد حسن نصرالله في الأزهر وجامعات مصر والخليج، وتصدّرت بيوت المواطنين العرب وتظاهراتهم الداعمة لفلسطين وانتفاضتها من طنجة إلى المنامة؟ ومَن أشهر سيف المذهبية لوأد هذا المناخ الذي بسبب الاستثمار عليه، صار ممكناً للجبير أن يصدر بياناً رسمياً عربياً يندّد بحزب الله؟

 - يبدو أنّ زمن علم الجبر، قد انتهى وبدأ زمن علم الجُبير!

  • فريق ماسة
  • 2016-01-11
  • 11410
  • من الأرشيف

نظريات «الجبير» الديبلوماسية؟

يرتكز الخطاب السعودي الذي يكرّره وزراء الخارجية العرب وراء زعيمهم عادل الجبير، فيلسوف الديبلوماسية العربية وصانع مفهومها الجديد للأمن القومي العربي، على ركيزتين، الأولى هي اتهام إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول تحترم مبدأ عدم التدخل، والثانية وهي تحميل إيران مسؤولية تسعير الحال المذهبية في المنطقة وإشعالها. حديث التدخل في الشؤون الداخلية للإدانة قول يحق لمن يعصمون أنفسهم عن مثله، وهو لذلك قول هشّ يسهل دحضه بما يعرفه الناس عن كيفية التدخل السعودي في كلّ من اليمن وسورية، حيث بِاسم حماية المعارضة تدعو السعودية لإسقاط الشرعية في سورية، وبِاسم حماية الشرعية تدمّر اليمن وتقتل شعبه، والمبدأ الذي تطبّقه السعودية على اليمن يدينها في سورية والعكس صحيح.  - إذا سلّمنا بتعادل التدخل السعودي مع التدخل الإيراني في اليمن وسورية، يصير الفارق شكلياً في أحسن الأحوال، فإيران تدعم معارضة في وجه شرعية وشرعية في وجه معارضة مثلما تفعل السعودية، مع فارق أنها حيث تدعم المعارضة لا تدعو إلى إسقاط النظام بل تكتفي بالدعوة إلى إنصافها بانتخابات، وحيث تدعم الشرعية تدعو لمشاركتها مع المعارضة في حكومة وحدة وطنية والاحتكام إلى الانتخابات، بينما تدعو السعودية حيث تدعم المعارضة إلى إسقاط النظام بالتراضي وإلا فبالخيار العسكري، كما قال الجبير عن سورية، وحيث تدعم الشرعية تريد سحق المعارضة، كما قال الجبير عن اليمن، لا مكان للحوثيين وجماعة صالح في مستقبل اليمن، كمعارضة، كما لا مكان للرئيس السوري ونظامه في مستقبل سورية، كشرعية، وفي الحالين تريد السعودية حكم اللون الواحد، وهو لونها هي، أيّ اللون التابع لها في البلدين وبلا معيار، فتريد تسليم الحكم للمعارضة في سورية، ومنع المعارضة من المشاركة في الحكم في اليمن، وفي الحالين أيضاً تفادي الانتخابات التي تعرف أنّ حليفيها الحاكم هنا والمعارض هناك سيخسران بنتيجتها.  - القول بأنّ ما يحق للسعودية لا يحق لإيران، لأنّ التدخل السعودي يتمّ تحت الخيمة العربية، التي تقف إيران خارجها، ينفيه تاريخ التدخلات السعودية من أفغانستان إلى يوغوسلافيا، بإمداد ما كان يُعرف بِاسم «المجاهدين» وصار يسمّى اليوم تنظيم «القاعدة»، بداعي أنّ الإسلام الذي تعتبره السعودية هويتها الغالبة على انتمائها العربي، عابر للقوميات، وهي بِاسم هذا الإسلام الغالب على العروبة قاتلت عروبة جمال عبد الناصر، وتحالفت مع إيران الشاه.  - الركيزة الثانية للخطاب العربي المُسعْدَن، هي أنّ المنطقة لم تكن تعرف التوترات والمذهبية منها خصوصاً، إلا بعد وبسبب انتصار الثورة في إيران، وأنّ هذا عائد إلى لجوء إيران لاستخدام المذهبية لتخريب الوحدة الوطنية في الدول العربية، باستنهاض مكوّن مذهبي صارت تستخدمه إيران ضدّ الحكومات العربية. ويبدو الكلام شكلياً منسجماً ومنطقياً لمن لا يعرف التاريخ ولا الجغرافيا السياسية للمنطقة، فالحديث يجري هنا عن غير السعودية والبحرين، وسائر الخليج الذي تنكر حكوماته وجود أزمة بين مكوّناتها الوطنية، وتعتبر كلّ التوترات الداخلية عندها افتعالاً لمجموعات معزولة تموّلها إيران، ويحرّكها ويدرّبها حزب الله، بينما الوئام يسود العلاقات بين الطوائف والمذاهب، كما قال الجبير فيلسوف الديبلوماسية، فأين هو التوتر إذن؟  - يقول التاريخ إنّ الثورة انتصرت في إيران العام 1979 وأنه لم يكد يمضي عام على انتصارها حتى حدثت ثلاثة أشياء، الأول قيام إيران الثورة الفتية التي تلملم جراحاتها، بتوجيه أهمّ رسالة ودّ مفترضة للعرب، عنوانها بعد إسقاط نظام الشاه الحليف المعلن لـ»إسرائيل» عدو العرب الأول، تسليم السفارة «الإسرائيلية» إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ورفع علم فلسطين بعدما تمّ إنزال علم «إسرائيل» وإغلاق السفارة «الإسرائيلية» فور انتصار الثورة، والشيء الثاني الذي حدث كان التصعيد في العلاقات الأميركية ـ الإيرانية على خلفية تداعيات اقتحام الطلاب الإيرانيين للسفارة الأميركية في طهران، واحتجاز مَن فيها كرهائن، وفشل واشنطن في تنظيم عشرات العمليات العسكرية والأمنية ضدّ الثورة، لحسم قضية الرهائن بالقوة، وأما الشيء الثالث فكان تفاهماً أميركياً خليجياً على دعم وتمويل حرب يخوضها النظام القائم في العراق، وتخطي الخلافات العميقة بين الأطراف الثلاثة، حكومات الخليج وأميركا والنظام العراقي، الناتجة عن تاريخ من الشكوك والظنون والقلق، والتي توّجتها تداعيات القصف «الإسرائيلي» الذي تمّ بتغطية أميركية وبتسهيلات في الأجواء السعودية، للمفاعل النووي العراقي صيف العام 1980، وهكذا كانت الحرب التي دمّرت العراق وإيران، وموّلها الخليج وقدّم لها الغطاء، بخطاب مذهبي مقيت، ترجم في العراق وداخل دول الخليج، بعمليات قتل وإبعاد واضطهاد جماعية، امتلأت الصحف العالمية آنذاك بوقائعها.  - أيّ عاقل ومتابع يعرف أنّ إيران الخارجة من ثورة عاصفة وفتية، لا تتحمّل وزر الدخول في حرب، ويعرف أنّ الحرب العراقية ـ الإيرانية من المتابعات البسيطة كانت قراراً عراقياً خليجياً أميركياً لتدمير إيران وتطويعها، تلبية للحاجة والمصالح الأميركية، لكن الأهمّ أنّ هذا المتابع سيعرف ببساطة، أنّ غياب الخطاب الذي يبرّر هذه الحرب، جعل العنوان المذهبي خطاب الخليج الرسمي للحرب، في وجه دعوات إيران للوحدة، كما كان الخطاب الإسلامي في وجه عروبة جمال عبد الناصر، كما هو حال الخطاب العربي للخليج بعدما صارت المذهبية وصار الإسلام عبئاً عليهما، ويبقى التساؤل، أليست إيران التي خرجت من الحرب، دون ضغائن وأحقاد، وسامحت الذين تعرف بالوقائع كيف كانوا أساس التآمر عليها، هي من كان يسعى لوأد المذهبية، وحكام الخليج هم مَن يسعون لتأجيجها؟  - في نماذج الحديث عن المذهبية وإيران، طالما يتغنّى عباقرة الديبلوماسية العربية وفيلسوفهم الجبير، بمتانة الوحدة الوطنية في دول الخليج، وحال الوئام بين الطوائف، ينحصر الحديث عن حالتين، هما العراق ولبنان، وفي العراق لا يجهل الجبير وتلامذته أنّ المرجعية المقيمة في النجف هي الجهة التي قادت المواجهة مع النظام السابق في العراق، وأنّ هذه المرجعية لا تتبع ولا تبايع ولاية الفقيه التي أعدم الشيخ نمر النمر بتهمة مبايعتها، ولا تزال مرجعية النجف صاحبة السهم الأكبر من النفوذ الديني والمذهبي في العراق أما في لبنان فيعلم المتابعون أنّ الدعم الإيراني والنفوذ الإيراني الناتج عنه لا يمكن فصلهما عن حالة المقاومة في وجه الاحتلال «الإسرائيلي»، التي تلكأ الخليج وسائر العرب، دون سورية وحدها، عن مناصرتها ودعمها، وأنّ سرّ العداء لإيران ولسورية في الخليج ومن وراء الخليج، هو في هذا الدعم وهذه المناصرة.  - في المقابل هل يمكن للفيلسوف الجبير أن يجيبنا عن سؤال حول تفسيره المذهبي للسلوك الإيراني مع حركة حماس، وحجم الدعم الذي قدّمته لها وخشيت الحكومات العربية مجاراتها بأقلّ منه حتى عندما تموضعت حماس في أحضان هذه الحكومات على خلفية قرار مرجعية حماس الإخوانية تجاه سورية، ومستقبل الحروب والأزمات في المنطقة، والدعم الإيراني السخي لم يتوقف في زمن العقوبات والحصار، ورغم الخلاف السياسي لا يزال يتدفق على قوات القسام الحمساوية، بينما لم يتوقف خطاب حماس عن تأكيد هويتها الإخوانية المذهبية التي تتخذ من قطر الخليجية عاصمة لها، ومن تركيا حليف الخليج في سورية مرجعية علنية؟  - سؤال أبسط قياساً بعلم الجبير، كيف كانت حالة العرب بعد انتصار المقاومة عام 2000 بتحرير الجنوب اللبناني واندلاع الانتفاضة في فلسطين، ومَن كان المتضرّر من رفع صور السيد حسن نصرالله في الأزهر وجامعات مصر والخليج، وتصدّرت بيوت المواطنين العرب وتظاهراتهم الداعمة لفلسطين وانتفاضتها من طنجة إلى المنامة؟ ومَن أشهر سيف المذهبية لوأد هذا المناخ الذي بسبب الاستثمار عليه، صار ممكناً للجبير أن يصدر بياناً رسمياً عربياً يندّد بحزب الله؟  - يبدو أنّ زمن علم الجبر، قد انتهى وبدأ زمن علم الجُبير!

المصدر : الماسة السورية/ ناصر قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة