الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لباكستان، بحسب مراقبين، ليست سوى سلسلة من المحاولات السعودية لكسب الدعم الباكستاني لسياساتها في المنطقة،

 

غير ان حليفتها الاستراتيجية كما كان معروفا عنها، فجرت فيما مضى مفاجأة من العيار الثقيل، عندما اعلن برلمانها الوطني الحياد في الشأن اليمني وعدم الانضمام الى تحالف العدوان على اليمن.

 

وبحسب مصادر خاصة   في الخارجية الباكستانية، فإن زيارة الجبير لباكستان أتت في سياق طلب المساندة والمؤازرة من اسلام آباد وعرضها على الأخيرة الانضمام للتحالف الذي أنشأته السعودية لمحاربة الإرهاب كما تزعم .

 

بيد أن الدبلوماسية الباكستانية، وعلى لسان مستشار امنها القومي وشؤون خارجيتها سرتاج عزيز، أعلنت غير مرة رفضها الانضمام لأي تحالف دولي، وإلتزامها الحياد في كافة الشؤون عموما، ونزاعات دول العالم الإسلامي على وجه الخصوص، وتكرر الموقف نفسه خلال زيارة الجبير لباكستان .

 

ووفق مصادر موثوقة لـ"العهد"، فإن صناع القرار في باكستان قرروا منذ البداية وبعد إعلان الرياض عن تحالفها المزمع ضد الإرهاب، عدم الانضمام إليه، لتعارض بذلك الإدعاءات السعودية بمشاركة باكستان في التحالف، غير أن إصرار السعودية على إقحام باكستان في تحالفها الوهمي، دفعها لإرسال الجبير إلى إسلام آباد لثنيها عن قرارها، غير أن باكستان رغم الضغوطات السعودية ظلت متمسكة بالقرار.

 

وعن أسباب تمسك باكستان بمواقفها الحيادية، يقول افتخار شيرازي المحلل الباكستاني، أن باكستان عانت الأمرَّين بانضمامها للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميريكية في أفغانستان، فهي التي دفعت أرواح الآلاف من مواطنيها ثمنا لهذا الإنضمام، وهي بالتزام الحياد ترغب بعدم خوض مغامرة جديدة من شأنها زعزعة أمنها واستقرارها الداخلي من جديد.

 

وأكد شيرازي أن باكستان منهمكة الآن بالعملية العسكرية والأمنية في الداخل ضد الإرهابيين، ولن تشغل نفسها في شؤون قد تعكر صفو أجواء هذه العملية.

 

وختم شيرازي قائلاً إن السعودية، بقرارتها الأخيرة، وخطواتها السياسية غير المتوازنة، نفّرت من حولها من أصدقاء وحلفاء استراتجيين، وإذا ما استمر هذا النهج السعودي في الساحة الدولية قائما، لن يتأخر الوقت الذي تجد فيه الرياض نفسها وحيدة في هذه الساحة.

 

إعادة النظر في سياساتها الإقليمية والدولية، أولى للسعوديين في رأي مراقبين، من بحثهم عن مؤيدين هنا، وأنصار هناك، فالدبلوماسية السعودية بقراراتها المتسرعة، سببت المشاكل لنفسها اولا ولدول المنطقة والجوار ثانيا، ومثل هذه القرارات إذا ما استمرت لن تزيد الأمور سوى تعقيدا للرياض.

  • فريق ماسة
  • 2016-01-10
  • 14602
  • من الأرشيف

محاولة فاشلة للجبير في استمالة باكستان لسياسات آل سعود المتهورة

الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لباكستان، بحسب مراقبين، ليست سوى سلسلة من المحاولات السعودية لكسب الدعم الباكستاني لسياساتها في المنطقة،   غير ان حليفتها الاستراتيجية كما كان معروفا عنها، فجرت فيما مضى مفاجأة من العيار الثقيل، عندما اعلن برلمانها الوطني الحياد في الشأن اليمني وعدم الانضمام الى تحالف العدوان على اليمن.   وبحسب مصادر خاصة   في الخارجية الباكستانية، فإن زيارة الجبير لباكستان أتت في سياق طلب المساندة والمؤازرة من اسلام آباد وعرضها على الأخيرة الانضمام للتحالف الذي أنشأته السعودية لمحاربة الإرهاب كما تزعم .   بيد أن الدبلوماسية الباكستانية، وعلى لسان مستشار امنها القومي وشؤون خارجيتها سرتاج عزيز، أعلنت غير مرة رفضها الانضمام لأي تحالف دولي، وإلتزامها الحياد في كافة الشؤون عموما، ونزاعات دول العالم الإسلامي على وجه الخصوص، وتكرر الموقف نفسه خلال زيارة الجبير لباكستان .   ووفق مصادر موثوقة لـ"العهد"، فإن صناع القرار في باكستان قرروا منذ البداية وبعد إعلان الرياض عن تحالفها المزمع ضد الإرهاب، عدم الانضمام إليه، لتعارض بذلك الإدعاءات السعودية بمشاركة باكستان في التحالف، غير أن إصرار السعودية على إقحام باكستان في تحالفها الوهمي، دفعها لإرسال الجبير إلى إسلام آباد لثنيها عن قرارها، غير أن باكستان رغم الضغوطات السعودية ظلت متمسكة بالقرار.   وعن أسباب تمسك باكستان بمواقفها الحيادية، يقول افتخار شيرازي المحلل الباكستاني، أن باكستان عانت الأمرَّين بانضمامها للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميريكية في أفغانستان، فهي التي دفعت أرواح الآلاف من مواطنيها ثمنا لهذا الإنضمام، وهي بالتزام الحياد ترغب بعدم خوض مغامرة جديدة من شأنها زعزعة أمنها واستقرارها الداخلي من جديد.   وأكد شيرازي أن باكستان منهمكة الآن بالعملية العسكرية والأمنية في الداخل ضد الإرهابيين، ولن تشغل نفسها في شؤون قد تعكر صفو أجواء هذه العملية.   وختم شيرازي قائلاً إن السعودية، بقرارتها الأخيرة، وخطواتها السياسية غير المتوازنة، نفّرت من حولها من أصدقاء وحلفاء استراتجيين، وإذا ما استمر هذا النهج السعودي في الساحة الدولية قائما، لن يتأخر الوقت الذي تجد فيه الرياض نفسها وحيدة في هذه الساحة.   إعادة النظر في سياساتها الإقليمية والدولية، أولى للسعوديين في رأي مراقبين، من بحثهم عن مؤيدين هنا، وأنصار هناك، فالدبلوماسية السعودية بقراراتها المتسرعة، سببت المشاكل لنفسها اولا ولدول المنطقة والجوار ثانيا، ومثل هذه القرارات إذا ما استمرت لن تزيد الأمور سوى تعقيدا للرياض.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة