على أبي قصي الديراني، وقعت مهمة نعي زهران علوش وقيادة "جيش الإسلام"، الديراني في شريط تلفزيوني قصير، لم يسهب في شرح ظروف مقتل أمير الغوطة الشرقية.

الناعي لم  يعد إلى رواية مقتل زهران في غارة لمقاتلة سورية. المجموعات المسلحة  بأجمعها تبنت مبكراً روايتها عن قصف روسي، لامتصاص الصدمة، وتجريم الروس، وتفادي الحديث، خصوصاً،  في اختراق أمني سوري في صفوفها، يفضي إلى مراجعات مؤلمة، وشكوك قاتلة في قلب "جيش الإسلام".   لكنه لم يستطع تفادي الصور التي تحسم النقاش، عن عملية جوية استخبارية سورية لتصفية عدو الجيش السوري الأبرز في الطوق الدمشقي.

الإعلام الحربي وزّع شريطاً  لطائرة استطلاع، رافقت المقاتلة إلى غارة على مزرعة منعزلة في أوتايا إلى الشرق من حمورية في قلب الغوطة الشرقية.

 الصور تظهر بوضوح انتظار الطيار السوري  اكتمال عقد المجتمعين، والتحاق ثمانية عشر شخصاً، بعدد مماثل من قيادات من أحرار الشام وفيلق الرحمن، وزهران علوش، والصف الأول من جيش الاسلام. الطيار باغت المجتمعين بموجتين  من أربعة صواريخ في كل منها، أطاحت بالمبنى الذي كان يتواجد فيه زهران علوش، وبمبنى يحاذيها تجمع فيه مرافقو القادة المستهدفين .مطاردة زهران كانت قد بدأت قبل يومين في حمورية، حيث نجا من غارة على اجتماع قتل ستة عشر من مرافقيه .أبو همام البويضاني الذي اختاره قادة جيش الاسلام، لم يظهر كثيراً برفقة سلفه زهران، باستثناء ظهور بارز إلى جانبه قبل عامين في منصة استعراض عسكري كبير. أمير الغوطة الشرقية الجديد، جرى تعيينه بسرعة من بين 17 نائباً لزهران، وقبل دفنه. عصام البويضاني، أقام إمارته على خطى سلفه  القتيل.

قائد "لواء الأنصار" في "جيش الإسلام"، بنى زعامته على  تحالف مثلّث يجمع  بين نفوذ أسرة من تجار أسواق الغوطة، وسطوة المشيخة السلفية التي تبوأها في" دوما" المحافظة، وبين شبكة العلاقات التجارية والدينية نفسها التي تمتد حتى  السعودية، التي تموّل وتسلّح  جيش الإسلام .

 

ماذا بعد زهران علوش في الغوطة الشرقية ؟

 

الذراع السعودية الأولى في سوريا، وعلى تخوم دمشق، تحديداً، تلقت ضربة معنوية وعسكرية وسياسية قوية  بموت زهران، لن تنهض منها بسرعة.فالرد الوحيد الذي اتخذه أبو همام البويضاني، خليفة زهران، هو إعلان دمشق نفسها منطقة عسكرية، وهدفاً لانتقامه ومدفعيته، التي يتقدم الجيش السوري وغاراته نحو مرابضها في قلب الغوطة الشرقية يوماً بعد يوم.  البويضاني الذي لم يظهر حتى اللحظة بانتظار استكمال مبايعة ستين فصيلاً وكتيبة تابعة لجيش الاسلام لتثبيت زعامته الجديدة، لكن دون هذه الزعامة مصاعب كثيرة مع رجل لا يملك قوة تأثير سلفه علوش على المقاتلين، وعلى الفصائل الأخرى التي تمكن علوش إما من تصفيتها أو تطويعها او التحالف معها  في الغوطة.

  • فريق ماسة
  • 2015-12-25
  • 7948
  • من الأرشيف

شبهات باختراق أمني يسمم (جيش الإسلام)

على أبي قصي الديراني، وقعت مهمة نعي زهران علوش وقيادة "جيش الإسلام"، الديراني في شريط تلفزيوني قصير، لم يسهب في شرح ظروف مقتل أمير الغوطة الشرقية. الناعي لم  يعد إلى رواية مقتل زهران في غارة لمقاتلة سورية. المجموعات المسلحة  بأجمعها تبنت مبكراً روايتها عن قصف روسي، لامتصاص الصدمة، وتجريم الروس، وتفادي الحديث، خصوصاً،  في اختراق أمني سوري في صفوفها، يفضي إلى مراجعات مؤلمة، وشكوك قاتلة في قلب "جيش الإسلام".   لكنه لم يستطع تفادي الصور التي تحسم النقاش، عن عملية جوية استخبارية سورية لتصفية عدو الجيش السوري الأبرز في الطوق الدمشقي. الإعلام الحربي وزّع شريطاً  لطائرة استطلاع، رافقت المقاتلة إلى غارة على مزرعة منعزلة في أوتايا إلى الشرق من حمورية في قلب الغوطة الشرقية.  الصور تظهر بوضوح انتظار الطيار السوري  اكتمال عقد المجتمعين، والتحاق ثمانية عشر شخصاً، بعدد مماثل من قيادات من أحرار الشام وفيلق الرحمن، وزهران علوش، والصف الأول من جيش الاسلام. الطيار باغت المجتمعين بموجتين  من أربعة صواريخ في كل منها، أطاحت بالمبنى الذي كان يتواجد فيه زهران علوش، وبمبنى يحاذيها تجمع فيه مرافقو القادة المستهدفين .مطاردة زهران كانت قد بدأت قبل يومين في حمورية، حيث نجا من غارة على اجتماع قتل ستة عشر من مرافقيه .أبو همام البويضاني الذي اختاره قادة جيش الاسلام، لم يظهر كثيراً برفقة سلفه زهران، باستثناء ظهور بارز إلى جانبه قبل عامين في منصة استعراض عسكري كبير. أمير الغوطة الشرقية الجديد، جرى تعيينه بسرعة من بين 17 نائباً لزهران، وقبل دفنه. عصام البويضاني، أقام إمارته على خطى سلفه  القتيل. قائد "لواء الأنصار" في "جيش الإسلام"، بنى زعامته على  تحالف مثلّث يجمع  بين نفوذ أسرة من تجار أسواق الغوطة، وسطوة المشيخة السلفية التي تبوأها في" دوما" المحافظة، وبين شبكة العلاقات التجارية والدينية نفسها التي تمتد حتى  السعودية، التي تموّل وتسلّح  جيش الإسلام .   ماذا بعد زهران علوش في الغوطة الشرقية ؟   الذراع السعودية الأولى في سوريا، وعلى تخوم دمشق، تحديداً، تلقت ضربة معنوية وعسكرية وسياسية قوية  بموت زهران، لن تنهض منها بسرعة.فالرد الوحيد الذي اتخذه أبو همام البويضاني، خليفة زهران، هو إعلان دمشق نفسها منطقة عسكرية، وهدفاً لانتقامه ومدفعيته، التي يتقدم الجيش السوري وغاراته نحو مرابضها في قلب الغوطة الشرقية يوماً بعد يوم.  البويضاني الذي لم يظهر حتى اللحظة بانتظار استكمال مبايعة ستين فصيلاً وكتيبة تابعة لجيش الاسلام لتثبيت زعامته الجديدة، لكن دون هذه الزعامة مصاعب كثيرة مع رجل لا يملك قوة تأثير سلفه علوش على المقاتلين، وعلى الفصائل الأخرى التي تمكن علوش إما من تصفيتها أو تطويعها او التحالف معها  في الغوطة.

المصدر : ديمة ناصيف - الميادين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة