تطورت الآلية الإعلامية لتنظيم داعش الارهابي، فبعد أن كان اعتماده علي مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة كـ"فيسبوك" و"تويتر"، دخل ساحة الاذاعة بتدشين إذاعته الخاصة على موجة "اف ام"، والتي أطلقها من الاراضي الافغانية بولاية "ننكرهار".

أعطت تلك النقلة النوعية للتنظيم الارهابي حيثية تواصل ووجود أكبر بكثير مما كان عليه، صحيح أن مواقع التواصل الاجتماعي أكثر رواجًا ومتابعةً من الاذاعات التي يرى البعض انه قد عفى عليها الزمن، لكنه دون ادنى شك اشار الى وجود حاضنة ليست بالشعبية كتلك التي يجدها في بعض المناطق، ولكنها هنا حاضنة من نوع آخر جعلته يستخدم الاراضي الافغانية ليبث من عليها إذاعته المحمله بأفكاره المسمومة.

من جانبة حذر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية من تلك الخطوة التي اعتبرها "تطور خطير"، وقال انها خطوة تتيح له صيتًا إعلاميًا واسع الانتشار يبث من خلاله دعايته وأباطيله.

ولفت المرصد الى أنّ ما يزيد الأمر خطورةً هو أنّ تنظيم "داعش" قد اختار أحد معاقل تنظيم القاعدة ليكون محل الإذاعة الموجهة على موجات "إف إم"، وهو أمر يحمل الكثير من الدلالات الصراعية بين التنظيمين، وحالة التنافس المحتدمة بينهما لكسب أكبر عدد من المؤيدين والأنصار، وتأكيد تفوق كل تنظيم وسبقه على التنظيم الآخر، كما أنه يكشف عن سعي التنظيم لإقامة قاعدة إقليمية له في جلال آباد، عاصمة إقليم ننكرهار.

وأوضح المرصد أن تنظيم "داعش" قد اختار أفغانستان لتكون محل إذاعته الموجهة نظرًا لكونها تعاني من نسب الأمية المرتفعة، والتي تسهل مهمة التنظيم في نشر دعايته وتجنيد الأتباع وكسب معركة القلوب والعقول، وهو أمر لا يتسنى للتنظيم تنفيذه في مناطق ذات نسب تعليم مرتفعة.

وذكر المرصد بأنّ التنظيم قد سبق له وأن خاض غمار الإذاعات الموجهة، وذلك عقب الاستيلاء على مدينة الموصل العراقية وفرض سيطرته عليها، حيث أطلق التنظيم إذاعة "البيان" على موجة "إف إم" وذلك بعد توقف بث عدد من الإذاعات المحلية التابعة للتنظيم بالموصل.

إنّ التنظيم الإرهابي يمتلك الكثير من الخبرات الإعلامية والتي تتضح من خلال تنوع وسائله الإعلامية تبعًا للجمهور المستهدف والبيئة الاجتماعية والسكانية المحيطة به، وهو ما يؤكد أن التنظيم يمتلك استراتيجية إعلامية دعائية شاملة، تجمع ما بين تنوع الأدوات وتعددها، وملاءمة الرسائل ومضامينها.

ودعا مرصد الفتاوى التكفيرية إلى مواجهة الدعاية الداعشية عن طريق تنسيق الجهود الدولية لمحاصرة كافة الوسائط الإعلامية التي يستخدمها التنظيم الإرهابي، ومنعها من الوصول إلى جمهور أوسع ممن تسمم أفكاره، وتنشر الإرهاب والعنف والتطرف بينه

  • فريق ماسة
  • 2015-12-25
  • 13750
  • من الأرشيف

داعش من مواقع التواصل الاجتماعي إلى موجات «أف أم»

تطورت الآلية الإعلامية لتنظيم داعش الارهابي، فبعد أن كان اعتماده علي مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة كـ"فيسبوك" و"تويتر"، دخل ساحة الاذاعة بتدشين إذاعته الخاصة على موجة "اف ام"، والتي أطلقها من الاراضي الافغانية بولاية "ننكرهار". أعطت تلك النقلة النوعية للتنظيم الارهابي حيثية تواصل ووجود أكبر بكثير مما كان عليه، صحيح أن مواقع التواصل الاجتماعي أكثر رواجًا ومتابعةً من الاذاعات التي يرى البعض انه قد عفى عليها الزمن، لكنه دون ادنى شك اشار الى وجود حاضنة ليست بالشعبية كتلك التي يجدها في بعض المناطق، ولكنها هنا حاضنة من نوع آخر جعلته يستخدم الاراضي الافغانية ليبث من عليها إذاعته المحمله بأفكاره المسمومة. من جانبة حذر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية من تلك الخطوة التي اعتبرها "تطور خطير"، وقال انها خطوة تتيح له صيتًا إعلاميًا واسع الانتشار يبث من خلاله دعايته وأباطيله. ولفت المرصد الى أنّ ما يزيد الأمر خطورةً هو أنّ تنظيم "داعش" قد اختار أحد معاقل تنظيم القاعدة ليكون محل الإذاعة الموجهة على موجات "إف إم"، وهو أمر يحمل الكثير من الدلالات الصراعية بين التنظيمين، وحالة التنافس المحتدمة بينهما لكسب أكبر عدد من المؤيدين والأنصار، وتأكيد تفوق كل تنظيم وسبقه على التنظيم الآخر، كما أنه يكشف عن سعي التنظيم لإقامة قاعدة إقليمية له في جلال آباد، عاصمة إقليم ننكرهار. وأوضح المرصد أن تنظيم "داعش" قد اختار أفغانستان لتكون محل إذاعته الموجهة نظرًا لكونها تعاني من نسب الأمية المرتفعة، والتي تسهل مهمة التنظيم في نشر دعايته وتجنيد الأتباع وكسب معركة القلوب والعقول، وهو أمر لا يتسنى للتنظيم تنفيذه في مناطق ذات نسب تعليم مرتفعة. وذكر المرصد بأنّ التنظيم قد سبق له وأن خاض غمار الإذاعات الموجهة، وذلك عقب الاستيلاء على مدينة الموصل العراقية وفرض سيطرته عليها، حيث أطلق التنظيم إذاعة "البيان" على موجة "إف إم" وذلك بعد توقف بث عدد من الإذاعات المحلية التابعة للتنظيم بالموصل. إنّ التنظيم الإرهابي يمتلك الكثير من الخبرات الإعلامية والتي تتضح من خلال تنوع وسائله الإعلامية تبعًا للجمهور المستهدف والبيئة الاجتماعية والسكانية المحيطة به، وهو ما يؤكد أن التنظيم يمتلك استراتيجية إعلامية دعائية شاملة، تجمع ما بين تنوع الأدوات وتعددها، وملاءمة الرسائل ومضامينها. ودعا مرصد الفتاوى التكفيرية إلى مواجهة الدعاية الداعشية عن طريق تنسيق الجهود الدولية لمحاصرة كافة الوسائط الإعلامية التي يستخدمها التنظيم الإرهابي، ومنعها من الوصول إلى جمهور أوسع ممن تسمم أفكاره، وتنشر الإرهاب والعنف والتطرف بينه

المصدر : بيروت برس / عصام سلامة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة